سالم البراشدي: إنشاء مشاريع خاصة لمستحقي الزكاة لتحويلهم من مستهلكين إلى منتجين
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
- توجد صحوة لدى أفراد المجتمع للدور الهام الذي تؤديه الزكاة في تحقيق التكافل الاجتماعي.
- تعتمد اللجنة برنامجين، أولا التوزيع العام ثلاث مرات سنويًا، وتلبية احتياجات الأسر عبر لجنة خاصة.
- نشر تقارير دورية لمصروفات الزكاة، والتي بدورها تشجع المجتمع على التفاعل.
- دعمت اللجنة أحد الشباب بمبلغ لشراء مركبة لنقل اللحوم، مما ساعد الأسرة للوصول إلى حد الكفاية.
في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها المجتمع، تبرز لجان الزكاة كحلقة وصل حيوية لتعزيز روح التكافل الاجتماعي. من خلال هذا الحوار، سنستكشف دور هذه اللجان في تحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية احتياجات المستحقين. سنتناول كيفية عمل لجان الزكاة، والمعايير التي تتبعها في توزيع الأموال، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها والسبل الممكنة لتجاوزها. كما سنتحدث عن أهمية الشفافية في عملها، ودور المجتمع ووسائل الإعلام في رفع الوعي حول الزكاة. من خلال مجموعة من الأسئلة، سنلقي الضوء على قصص النجاح التي تجسد تأثير هذه الجهود، ونناقش كيفية تعزيز التعاون بين القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية في سبيل تحقيق أهداف التكافل الاجتماعي، وذلك من خلال حوارنا مع سالم بن خلفان بن محمد البراشدي، رئيس الفريق الخيري ولجنة الزكاة بولاية سناو.
- كيف تساهم لجان الزكاة في تعزيز روح التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع؟
* للزكاة دور محوري في تحقيق التكافل الاجتماعي من خلال الجزء اليسير الذي يخرجه الغني بحيث لا يؤثر على رأس المال الذي يستثمره في تنمية ماله وخدمة المجتمع. ومبلغ الزكاة يُعطى للمعسر لسد حاجاته الأساسية ويُصرف في تحريك عجلة الاقتصاد. من خلال هذه الآلية، تنشأ الألفة بين أفراد المجتمع.
- هل ترون أن المجتمع على دراية كافية بأهمية الزكاة ودورها في تحقيق العدالة الاجتماعية؟
* ولله الحمد، توجد صحوة لدى أفراد المجتمع للدور الهام الذي تؤديه الزكاة في تحقيق التكافل الاجتماعي، وذلك من خلال ما يشاهدونه من جهود تُبذل من لجان الزكاة على مستوى السلطنة. الزكاة منظومة في غاية الترتيب، وهي حركة استثمارية في المال لها أبعادها وآثارها الطيبة على الفرد، تزكية وتطهيرًا وسموًا عن الشح والأنانية، وتجعله يشعر بالآخرين ويسهم في مد العون لهم، مع جزيل الجزاء في الآخرة.
- ما هي الآليات التي تتبعها لجان الزكاة في توزيع الأموال على المستحقين؟
* تعتمد لجنة الزكاة بالولاية برنامجين في التوزيع: الأول هو التوزيع العام لجميع الأسر، ويكون بمعدل 3 توزيعات سنوية عن طريق بوابة الزكاة الإلكترونية، أما الثاني فهو تلبية احتياجات الأسر من خلال لجنة دراسة الطلبات التي تستقبل الطلبات المختلفة للأسر.
- ما هي المعايير التي تعتمدها لجان الزكاة لتحديد الأشخاص المستحقين للزكاة؟
* تدرس اللجنة الاجتماعية الأسر المتقدمة للحصول على الزكاة من خلال استمارة دراسة الحالة، والتي توضح بيانات تفصيلية لكل أسرة، بالمقارنة بين دخل الأسرة ونفقاتها وحساب متوسط دخل الفرد. وبعد إجراء العمليات، إذا وُجد أن نصيب الفرد أقل من 70 ريالًا، تكون الأسرة من ضمن قوائم الاستحقاق.
- هل توجد تحديات تواجه لجان الزكاة في جمع الزكاة أو توزيعها؟ وكيف يمكن تجاوزها؟
* نتيجة للطلبات المتزايدة على لجان الزكاة من فئات الفقراء والمحتاجين والغارمين، تحتاج كل هذه المساعدات إلى مبالغ كبيرة جدًا متزايدة بحكم الوضع العالمي الراهن. تحتاج اللجان إلى موارد مالية تتميز بالديمومة والاستمرار، ولا يمكن تلبية هذا المطلب إلا بتوفير موارد مالية ثابتة تغذي لجان الزكاة حتى تتمكن من الإيفاء بمستلزمات الأسر، كالوقف الخيري، وأيضًا سن القوانين التي تشجع التجار على دفع أموال الزكاة إلى لجان الزكاة بحيث يحصلون على بعض الإعفاءات الضريبية.
- ما هي الخطوات التي تتخذها لجان الزكاة لتعزيز الشفافية في توزيع الأموال؟
* تعزز الشفافية من خلال نشر تقارير دورية لمصروفات الزكاة، والتي بدورها تشجع المجتمع على التفاعل مع هذه المؤسسة من خلال النشاط المجتمعي الملاحظ والتفاعل مع احتياجات المستحقين. كما تحتفظ اللجنة بسجلات تفصيلية لإيرادات اللجنة والمبالغ الموزعة ولمن تم توزيعها.
- كيف تساهم لجان الزكاة في دعم المشاريع الصغيرة أو تعزيز الاستقلال الاقتصادي للمستفيدين؟
* تساهم اللجنة من خلال تأهيل بعض المستحقين للزكاة على إنشاء مشاريع خاصة لتحويلهم من مستهلكين إلى منتجين، مما يعزز دخل الأسرة. ولدينا بعض التجارب، ولله الحمد، في الولاية من خلال التمكين، وكان لها الأثر الطيب.
- هل تلاحظون تغيرًا في حجم التبرعات أو عدد المستفيدين من خدمات لجان الزكاة في السنوات الأخيرة؟
* شهدت لجان الزكاة نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة الاهتمام الذي توليه وزارة الأوقاف ممثلة في دائرة الزكاة من خلال إصدار دليل الحوكمة والاهتمام بتوعية لجان الزكاة في الولايات، ونشر الإعلانات والمحاضرات والخطب، وإقامة الندوات، والتي بلا شك يصاحبها التغطيات الإعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
- ما هو دور وسائل الإعلام في التوعية حول أهمية الزكاة وأثرها في تحقيق التكافل الاجتماعي؟
* تؤدي وسائل الإعلام بشتى أنواعها دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي المجتمعي لدى قطاع كبير من الأفراد من جهة، والمجتمعات من جهة ثانية، من خلال توضيح الأحكام الشرعية وطرق إخراج الزكاة، ودور لجان الزكاة كجهات موثوق بها في تجميع وتوزيع الزكاة على أفراد المجتمع المستحقين.
- كيف يمكن للقطاع الخاص والمؤسسات الخيرية التعاون مع لجان الزكاة لتعزيز جهود التكافل الاجتماعي؟
* يمكن أن يساهم القطاع الخاص في تعزيز لجان الزكاة من خلال الدعم المادي لهذه اللجان، وذلك بتأدية فريضة الزكاة وتقديم خدمة للمجتمع من خلال برامج الصدقات في اللجنة. كما أن المؤسسات الخيرية تعمل جنبًا إلى جنب مع لجان الزكاة لدعم الأسر المعسرة.
- هل يمكن أن تحدثنا عن قصص نجاح أو حالات ملموسة تأثرت إيجابيًا بجهود لجان الزكاة؟
* من مقاصد الشريعة في الزكاة الخروج بأفراد من دائرة الاستحقاق إلى حد الكفاية. ولجنة الزكاة بالولاية وضعت مجموعة من الأسر للدراسة والتحاقها ببرنامج تمكين للخروج بها من دائرة الاستحقاق. ومن التجارب الناجحة، ولله الحمد، في الولاية دعم أحد الشباب بمبلغ لشراء مركبة لنقل اللحوم، مما ساعد الأسرة للوصول إلى حد الكفاية. ومن التجارب أيضًا دعم طلاب العلم الجامعيين، والذين بعد تخرجهم كانوا داعمين للجنة ولأسرهم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أفراد المجتمع الزکاة من من خلال
إقرأ أيضاً:
كانابا ملحمة هندية على الطريقة الهوليودية
أطلقت سينما التيلوغو الهندية مؤخرا ملحمة سينمائية جديدة بعنوان "كانابا" (Kannappa)، وهو أحد أكثر الأعمال ضخامة من حيث التكلفة هذا العام، إذ بلغت ميزانيته نحو 24 مليون دولار أميركي. ومع بدء عرضه في دور السينما، يُحقق الفيلم إيرادات متصاعدة في شباك التذاكر على مستوى الهند، مما يشير إلى اقترابه من استرداد تكلفته الإنتاجية، خاصةً مع توزيعه بلغات متعددة، أبرزها التيلوغوية التي سجلت أعلى نسب المشاهدة، إلى جانب الهندية العامية، والتاميلية، والمالايالامية، والكانادا.
ويُعد "كانابا" نقطة تحول بارزة في مسيرة بطله وكاتبه فيشنو مانشو، الذي يتقاسم البطولة مع نخبة من النجوم أبرزهم براغيا جايسوال وموهان بابو، تحت إدارة المخرج موكيش كومار سينغ.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"الشاطر" فيلم أكشن مصري بهوية أميركيةlist 2 of 2"قصة حب أميركية".. الوجه الرومانسي لعائلة كينيدي يعود للواجهةend of listنستعرض فيما يلي أهم الجوانب الفنية التي لعبت دورًا محوريًا في تحقيق الفيلم لهذا الصدى الجماهيري الكبير
استلهام عميق للثقافة الهنديةفي وقت يتجنب فيه بعض صُنّاع السينما الهندية التعمق في الثقافة المحلية عند تقديم الأعمال الملحمية، اختار فيشنو مانشو أن ينغمس في قلب التراث الهندوسي، من خلال سرد الرحلة الروحية للصياد القبلي ثينادو (ماتشو)، الذي يتوه في إحدى الغابات ليعيش تجربة تحول داخلي عميقة، تقوده إلى تقديم تضحيات استثنائية، أبرزها إقدامه على التضحية بإحدى عينيه كقربان روحي.
هذا التمسك بالموروث الشعبي والثقافي منح الفيلم جاذبية خاصة، واستقطب جمهورا متنوعا من خلفيات وثقافات هندية مختلفة. ومع ذلك، لم يخلُ العمل من الجدل، إذ أثارت بعض المشاهد حفيظة جماعات دينية، أبرزها طائفة البراهمة، التي لوّحت باتخاذ إجراءات لمنع عرض الفيلم عقب صدور ملصقه الدعائي في يونيو/حزيران، بسبب ظهور الممثل الكوميدي سابتاكيري بملابس القساوسة.
ورغم الجدل، شدّد مانشو على أن نية فريق العمل لم تكن الإساءة أو السخرية، مؤكدًا أنهم استعانوا بكهنة كمستشارين أثناء كتابة السيناريو وتصوير المشاهد لضمان احترام الرموز الدينية.
إعلانوكذلك لم تسلم النسخة الهندية من الانتقادات، حيث وُصفت بعض المشاهد بأنها مهينة لثقافات بعينها، مما أثار جدلا واسعًا في بعض الأوساط الثقافية والدينية.
ضيوف شرف من الصف الأول يزيدون الحماسمن أبرز العوامل التي رفعت منسوب الحماسة الجماهيرية لفيلم "كانابا" هو ظهور عدد من نجوم الصف الأول كضيوف شرف، بأسلوب يُحاكي ما تقدّمه أفلام مارفل من مفاجآت مدروسة لجذب الجمهور. وكان أبرز هؤلاء النجم برابهاس، أحد أعمدة سينما التيلوغو، الذي أطلّ بدور "ردورا" خلال النصف ساعة الأخيرة من الفيلم، في ظهور مفاجئ قوبل بتصفيق حار وتفاعل واسع داخل قاعات العرض.
وقدّم برابهاس أداءً لافتًا أضفى زخمًا على الحبكة، خاصة بعد وتيرة بطيئة هيمنت على الفصل الأول من الفيلم، مما ساعد في إنقاذ العمل دراميًا، وأسهم في تصدّره لمحركات البحث مثل "غوغل" وتداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل خلال الأسبوع الأول من طرحه.
اللافت أن برابهاس لم يتقاضَ أجرًا عن مشاركته، تعبيرًا عن دعمه للفريق، وهو الموقف نفسه الذي اتخذه النجم موهانلال، الذي جسّد شخصية "كيراتا"، في خطوة لاقت إشادة كبيرة من الجمهور والمراقبين.
وعلى الجانب الآخر، حصل النجم أكشاي كومار على أجر تجاوز مليون دولار أميركي لقاء ظهوره كضيف شرف في دور "شيفا"، والذي صوّره خلال 5 أيام فقط. وقد كان لظهوره وقع خاص، نظرا لكونه أول ظهور له في السينما الجنوبية، ما أضاف للفيلم بعدا جماهيريا أكبر ووسّع من قاعدة متابعيه على مستوى الهند.
محاولات إخراجية بطموح هوليودييخوض المخرج موكيش كومار سينغ أولى تجاربه في عالم السينما الملحمية من خلال "كانابا"، بعد سلسلة من النجاحات في أفلام الجنوب الهندي. وقد اتسمت هذه التجربة بطموح واضح لتقديم عمل بصري ضخم مستوحى من روح الإنتاجات الهوليودية، إلا أن هذا التوجه قوبل ببعض التحفظ، نظرا للإفراط في استخدام المؤثرات البصرية بطريقة وصفت أحيانا بـ"المزعجة"، لا سيما في النصف الأول من الفيلم الذي عانى من بطء السرد وضعف الإيقاع.
لكن مع تسارع وتيرة الأحداث وتحسن بناء الحبكة، نجح الفيلم في استعادة تركيز واهتمام المشاهدين، خاصة مع الانتقال إلى سرد أكثر تماسكًا ومنطقية. ورغم أن بعض المشاهد بدت متأثرة بأسلوب السينما البوليودية الكلاسيكية، مبتعدة عن النهج العصري لسينما التيلوغو، فإن العمل تمكن من فرض بصمته تدريجيًا.
من هذا المنطلق، يمكن اعتبار "كانابا" تجربة أولى جريئة نحو إرساء نمط جديد في السينما الملحمية التيلوغوية، تحمل في طيّاتها إمكانيات كبيرة للتطوير والبناء في الأعمال المستقبلية.
حسام موافي: شرب الحشيش لا يحتاج لمصحة.. والترامادول يستوجب الدخول الفوري