«Core42» تُطلق خدمة الاستدلال بالذكاء الاصطناعي المدعومة من مُسَرِّعات «Qualcomm»
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
أعلنت «Core42»، إحدى الشركات التابعة لمجموعة «G42»، والمتخصصة في حلول السحابة السيادية والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية، عن إطلاقها “خدمة الاستدلال بالذكاء الاصطناعي”.
ويُقصَد بـ “خدمة الاستدلال بالذكاء الاصطناعي” تطوير نماذج وتطبيقات للذكاء الاصطناعي قادرة على التوصل إلى استنتاجات وتنبؤات من البيانات.
وأكدت Core42 أنها ستوفر هذه الخدمة المدعومة من شركة «Qualcomm Technologies»، في كافة مراكز البيانات التابعة لها على مستوى العالم، وسَتُمكن المطورين والشركات من الوصول الفوري إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الجاهزة وتحسين برامجهم دون الحاجة إلى التعامل مع تعقيدات البنية التحتية التكنولوجية.
تحديات ربط أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحسينها
وفي ظل الاستخدام المتزايد لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل إنشاء الصور وروبوتات المحادثة وتلخيص النصوص، ومع صعوبة ربط تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع بعضها البعض عبر واجهة برمجة التطبيقات “API”، بات المستخدمون يواجهون تحديات تقنية عدة لاختيار الأنظمة المناسبة التي تدعم تشغيل هذه التطبيقات، إذ تتطلب هذه التطبيقات قدرة حوسبية هائلة وخبرة في إدارة الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من تعقيد الأمور للشركات التي تحاول تحسين أدائها وضمان تقديم خدمات سريعة وفعالة.
خدمة Core42 الجديدة تعالج المشكلة
وتتصدى لهذه التحديات “خدمة الاستدلال بالذكاء الاصطناعي” من Core42 والمدعومة من شركة «Qualcomm Technologies»، حيث تقوم هذه الخدمة بدمج تقنيات “مُسرّعات الاستدلال الذكي”، مع “واجهات برمجة تطبيقات موحدة (APIs)”، بالإضافة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي الجاهزة مسبقًا.
وتتيح هذه الخدمة للمستخدمين دمج نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة بشكل سلس في أنظمتهم الحالية، مما يعني أن الشركات والمطورين يمكنهم بسهولة إضافة نماذج ذكاء اصطناعي جديدة أو تحسين نماذج الذكاء الاصطناعي التي يستخدمونها دون الحاجة إلى إعادة بناء البنية التحتية بالكامل. وهذا يسهل عليهم مواكبة أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، ويتيح لهم توسيع قدراتهم وتخصيص تطبيقاتهم حسب مجالهم واحتياجهم بشكل سريع وسلس.
وبهذا الصدد، قال “راجو تشاكرافارثي”، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الهندسية ومدير عام منطقة أمريكا الشمالية والجنوبية لدى شركة «Core42»: تعتمد خدمة الاستدلال بالذكاء الاصطناعي بالأساس على واجهة برمجة التطبيقات بمنصة ‘Core42 Compass API‘، والآن أصبحت الخدمة أقوى بفضل التعاون مع منصة شركة ‘Qualcomm Technologies‘. إن تحسين إمكانات الاستدلال بالذكاء الاصطناعي وتوفير نماذج ذكاء اصطناعي جاهزة، سيساهم في ترشيد استهلاك الطاقة والموارد الحاسوبية المرتبطة بالبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بما يضمن التقليل من الأثر البيئي وتعزيز الاستدامة. وأضاف: “يُمَكّنُنا هذا التعاون والخدمة الجديدة التي نقدمها عبر مراكز بياناتنا الموجودة حول العالم، من تعزيز قدرة الشركات على الابتكار، وهو ما يدعم خططنا التوسعية العالمية، ويضع Core42 في مصاف الشركات الرائدة بمجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي”.
ومن جانبه، قال راشد العطّار، نائب رئيس الحوسبة السحابية بشركة «Qualcomm Technologies»: “نحن فخورون بدعم Core42 بحلٍ مبتكرٍ ومرن يعزز من قدرة الشركات والمطورين على الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويضمن لهم أداءً متفوقًا في مقابل التكلفة الإجمالية للملكية”. وأضاف: “إن هذا الحل الذي تقل تكلفته عن نصف تكلفه البدائل المتاحة، يجعله خيارًا مناسباً وفعالاً للمطورين، ويوفر جميع الأدوات التي يحتاجها المطورون لتحسين أعمالهم بسرعة وكفاءة، دون الحاجة إلى إدارة أنظمة معقدة أو مكلفة”.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
مؤيد الزعبي
بما أننا مقبلون على مرحلة جديدة من استخدامات الذكاء الاصطناعي وجعله قادرًا على اتخاذ القرارات بدلًا عنَّا يبرز سؤال مهم؛ هل سيصبح الذكاء الاصطناعي بوابتنا نحو مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا؟ أم أنه سيعيد إنتاج تحيزاتنا البشرية في قالب رقمي أنيق؟ بل الأخطر من ذلك: هل سيغدو الذكاء الاصطناعي أداة عصرية تمارس من خلالها العنصرية بشكل غير مُعلن؟
قد تحب- عزيزي القارئ- تصديق أن هذه الأنظمة "ذكية" بما يكفي لتكون حيادية، لكن الحقيقة التي تكشفها الدراسات أكثر تعقيدًا؛ فالذكاء الاصطناعي في جوهره يتغذى على بياناتنا وتاريخنا، وعلى ما فينا من تحامل وتمييز وعنصرية، وبالتالي فإن السؤال الحقيقي لا يتعلق فقط بقدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات عادلة، بل بمدى قدرتنا نحن على برمجتها لتتجاوز عيوبنا وتاريخنا العنصري، ولهذا في هذا المقال نقترب من هذه المنطقة الرمادية، حيث تتقاطع الخوارزميات مع العدالة، وحيث قد تكون التقنية المنقذ أو المجرم المتخفي.
لنقرّب الفكرة بمثال واقعي: تخيّل شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز السير الذاتية واختيار المتقدمين للوظائف. إذا كانت خوارزميات هذا النظام مبنية على بيانات تحمل انحيازًا ضد جنس أو لون أو جنسية معينة، فقد يستبعد المرشحين تلقائيًا بناءً على تلك التحيزات. وهذا ليس ضربًا من الخيال؛ فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن (أكتوبر 2024) أن نماذج لغوية كبيرة أظهرت تفضيلًا واضحًا لأسماء تدلّ على أصحاب البشرة البيضاء بنسبة 85%، مقابل 11% فقط لأسماء مرتبطة بالنساء، و0% لأسماء تعود لأشخاص من ذوي البشرة السوداء، تُظهر هذه الأرقام المقلقة كيف أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدمها نحو 99% من شركات "فورتشن 500"، يمكن أن تؤثر سلبًا على فرص ملايين الأشخاص الباحثين عن عمل، لا لسبب سوى أنهم وُلدوا بهوية مختلفة، أي أن تحيّز هذه الأنظمة يمكن أن يمس ملايين الباحثين عن العمل.
الأمر يزداد خطورة عند الحديث عن أنظمة التعرف على الوجوه، والتي تُستخدم حاليًا في تعقب المجرمين ومراقبة الأفراد. دراسات عديدة أثبتت أن هذه الأنظمة تخطئ بنسبة تصل إلى 34% عند التعامل مع النساء ذوات البشرة الداكنة، كما تُسجَّل أخطاء في التعرف على الوجوه الآسيوية، ما قد يؤدي إلى اعتقالات خاطئة أو مراقبة غير مبررة لأشخاص أبرياء، فقط لأن الخوارزمية لم تتعلم بشكل عادل، وتخيل الآن كيف سيكون الأمر عندما يدخل الذكاء الاصطناعي- بكل تحيزاته- إلى قاعات المحاكم، أو إلى أنظمة القضاء الإلكترونية، ليصدر أحكامًا أو يوصي بعقوبات مشددة، وحينها بدلًا من أن نصل لقضاء عادل سنصل لعدالة مغلفة بواجهة من الحياد الزائف.
ولننتقل إلى السيناريو الأكثر رعبًا: الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. ما الذي قد يحدث إذا تم برمجة أنظمة قتالية لتحديد "العدو" بناءً على لون بشرة أو جنسية؟ من يتحمل المسؤولية حين ترتكب هذه الأنظمة مجازر على أساس تحيز مبرمج مسبقًا؟ تصبح هذه الأنظمة أداة للقتل بعنصرية عقل إلكتروني، ومن هنا ستتفاقم العنصرية، وستصبح هذه الأنظمة بلا شك أداة لقتل كل ما تراه عدوًا لها ليأتي اليوم الذي تجدنا فيه نحن البشر ألذ أعدائها.
في قطاع الرعاية الصحية أيضًا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عنصريًا خصوصًا لو تم برمجتها لتتحكم بمستحقي الدعم الصحي أو حتى استخدامها في أنظمة حجز مواعيد العمليات، فلو وجد أي عنصرية بهذه الأنظمة؛ فبالطبع ستعطي الأولوية لأصحاب بشرة معينة أو جنسية معينة مما سيحرم الكثيرين من الوصول للعلاج في الوقت المناسب.
حتى نكون منصفين هنا نحتاج إلى تمييز دقيق بين نوعين من عنصرية الذكاء الاصطناعي: العنصرية المقصودة: الناتجة عن برمجة متعمدة تخدم مصالح أو توجهات محددة، والعنصرية غير المقصودة: الناتجة عن تغذية الأنظمة ببيانات غير عادلة أو تمثل واقعًا عنصريًا، فتُصبح الخوارزميات انعكاسًا له.
وأيضًا هناك مشكلة مهمة يجب معالجتها فلو عدنا لموضوع الرعاية الصحية؛ فلو قمنا بإدخال بيانات المرضى على هذه الأنظمة وكان حجم البيانات لفئة معينة أكثر من فئة أخرى فربما يعالج الذكاء الاصطناعي هذا الأمر على أن فئة معينة لا تحتاج للعلاج أو تحتاج لرعاية صحية أقل من غيرها وبالتالي يستثنيها من علاجات معينة أو مطاعيم معينة مستقبلًا، ولهذا يجب أن نعمل على تنقيح بيناتنا من العنصرية قدر الإمكان لتجنب تفاقم الأزمة مستقبلا.
يجب ألا نعتقد أبدًا بأن الذكاء الاصطناعي سيكون منصفًا لمجرد أنه آلة لا تفاضل شيء على شيء، فهذا سيمكن الصورة النمطية الموجودة حاليًا في مجتمعاتنا، فالذكاء الاصطناعي تقنية مازالت عمياء وليست واعية بما يكفي لتميز أية التمييز وتحذفه من برمجياتها، إنما تأخذ الأنماط الموجودة وتبني عليها، وسنحتاج وقت أطول لمعالجة هذه الفجوة كلما مضى الوقت.
إذا سألتني عزيزي القارئ ما هي الحلول الممكنة نحو ذكاء اصطناعي عادل وشامل، فالحلول كثيرة أهمها أن نوجد أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إيجاد العنصرية وتبدأ بمعالجتها واستثنائها في خوارزمياتها، وهذه مسؤولية الشركات الكبرى التي تبني نماذج الذكاء الاصطناعي، وثانيًا يجب أن نطور أنظمة ذكاء اصطناعي مبنية على العنصرية فهذه الأنظمة ستطور من نفسها وستكون عدوة للبشرية في قادم الأيام، أيضًا يجب أن يكون هناك تنويع في البيانات فكلما انعكس التنوع في البيانات والتصميم، كلما انخفضت احتمالية انتشار النتائج العنصرية وحققنا الإنصاف المطلوب.
في النهاية يجب القول إن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بالضرورة، لكنه قد يكون كذلك إذا تركناه يتغذّى على أسوأ ما فينا وأقصد هنا العنصرية.
رابط مختصر