تألقت تقنيات الجيل الخامس في معرض جيتكس جلوبال 2024، أكبر معرض للتكنولوجيا والشركات الناشئة في العالم، حيث تعرف الزوار على إمكانات التقنيات اللاسلكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي ودورها في دعم مستقبل فائق الاتصال من خلال الابتكارات المتقدمة والنقاشات البناءة.

وتضمنت فعالية "الاتصال الذكي" مجموعة من الحوارات الملهمة ومشاركة العارضين الذين عرضوا منتجاتهم وخدماتهم المتميزة التي يتوقع لها أن تحدث تغيرات جذرية خلال السنوات القادمة.

ويأتي ذلك في وقت تتوقع فيه الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA) حدوث تحول كبير في الاتصال نظراً لربط 1.4 مليار جهاز بشبكة الجيل الخامس بحلول عام 2025، مما يعزز قيمة سوق إنترنت الأشياء بقيمة 1.1 تريليون دولار أمريكي ضمن اقتصاد الهاتف المحمول البالغ قيمته 3.9 تريليون دولار أمريكي.

وتضمنت الفعالية برنامجاً منتقى شاركت فيه أكثر الأصوات تأثيراً من الشركات والمنظمات العالمية بما في ذلك خالد مرشد، كبير مسؤولي التكنولوجيا والمعلومات لدى شركة "إي آند"، ووانغ هوي، رئيس مجال اتصالات البيانات NCE لدى شركة هواوي الصين، وتوماس لامانوسكاس، نائب الأمين العام في الاتحاد الدولي للاتصالات في سويسرا. وانضم إليهم أيضاً روكي لوزانو، نائب الرئيس الأول للبنية التحتية للشبكات في الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة نوكيا، وكازوهيرو جومي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "إن تي تي" للأبحاث (NTT Research)، وإس جي تشونغ، كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي العالمي لدى "إس كي تيليكوم" (SK Telecom).

كما جرى عرض مجموعة متنوعة من التقنيات الرائعة التي قدمتها الشركات الرائدة مثل "هواوي" و"إي آند" و"نوكيا" و"تشاينا تيليكوم" و"إريكسون" و"سيسكو" و"بيون"، والتي عرضت حلولاً متطورة وسلطت الضوء على الجيل القادم من تطبيقات الجيل الخامس، مؤكدة في مشاركتها على الدور البارز لمعرض "جيتكس جلوبال" كمنصة هامة لاستعراض مستقبل الاتصال والتحول الرقمي.

 

نظرة إلى مستقبل شبكات الجيل الخامس المدعومة بالذكاء الاصطناعي

فيما تقترب تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي من إحداث تحول جذري في مشهد الاتصالات، أوضح خالد مرشد، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا والمعلومات لدى شركة "إي آند"، إحدى أكبر شركات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التأثير التحويلي لقدرات الشبكة، قائلاً: "تعتبر تقنيتا الجيل الخامس والجيل الخامس المتقدم منصة تعزز من فرص الابتكار وتسهّل مشاركة التطبيقات التي تعزز الطلب على الشبكة، مما يسهم في تحسينها بشكل مستمر. لذا، يتوجب علينا بناء شبكة ذات قدرات قوية، ودمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمنها - وهذا هو هدفنا المشترك. نحن نسعى ليس فقط لتحقيق الريادة التقنية، بل أيضاً لإتاحة المزيد من التطورات من خلال استخدام الشبكات الحية والشبكات الخاصة بالجيل الخامس."

وبدورها ترى هواوي – المزود الرائد للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأجهزة الذكية – أن العديد من التقنيات الرئيسية تعد بمثابة أساس ضروي لحلولها التي تسعى لتيسير لمستقبل الذكي. وتظل تقنية الجيل الخامس المتقدمة (5G-A) ذات أهمية حيوية لدعم الاتصالات السريعة - وهو أمر بالغ الأهمية لبناء التطبيقات المتقدمة، بالإضافة إلى البيانات الضخمة الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس يدعمان مستقبل المركبات ذاتية القيادة

كما تضمنت الفعالية حواراً حول مستقبل التنقل وكيف يمكن للمركبات ذاتية القيادة الاستفادة من تقنية الجيل الخامس. وفي حديثها خلال إحدى ندوات المعرض، قالت سيوان ليو، رئيس الشراكات واستراتيجية إنترنت الأشياء في الصين لدى شركة "تشينا يونيكوم جلوبال" (China Unicom Global): "إن الشركة تعمل على تسريع جهودها في صناعات الذكاء الاصطناعي وربط المركبات، بشكل تلعب فيه تقنية الجيل الخامس دوراً محورياً."

وأكدت أن تقنية الجيل الخامس ضرورية لنمو قطاع المركبات ذاتية القيادة والمساعدة في اتخاذ قرارات دقيقة - وكل هذا يمكن أن يعزز كفاءة النقل والسلامة. أما النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) فتحدث تطورات ضخمة في كافة القطاعات، بما فيها قطاع الاتصالات.

وفي هذا السياق أوضح وانج هوي، رئيس قسم الاتصالات في شركة هواوي، دور تطبيقات الذكاء الاصطناعي الموسع في المركبات ذاتية القيادة في الصين وفي تقديم الخدمات الصحية المدعومة بإمكانات الذكاء الاصطناعي.

 

كما أعلنت شركة "إي آند" عن التعاون مع  وحدة إنترنت الأشياء لغايات الأعمال في شركة فودافون (Vodafone Business IoT) لاستخدام حلول بطاقات (SIM+ eSIM) الدولية بهدف توفير إمكانات الاتصال داخل السيارة والاستفادة من الخدمات الرقمية المحسنة لسائقي سيارات "مرسيدس بنز" في دولة الإمارات العربية. وستكون الخدمة متاحة على نطاق تجاري في النصف الأول من عام 2025.

 

وعرضت الشركة أيضاً سيارة نيسان هايبر فورس، وهي سيارة كهربائية متفوقة وعالية الأداء، ومتصلة بشريحة اتصال الجيل الخامس من "إي آند" في دولة الإمارات لتوفير تجربة قيادة لا مثيل لها. كما أطلقت المستشار الرقمي – البشري الجديد، الذين يجمع بين تقنية الهولوغرام والذكاء الاصطناعي لمواكبة الفروق الثقافية المتنوعة لعملاء الاتصالات في دولة الإمارات.

 

أما في جناح شركة أفايا، اطّلع الزوار على ابتكارات الشركة اتي تقدم خدمات المساعد الخارق المدعومة بإمكانات الذكاء الاصطناعي، والتي تتضمن قدرات جديدة يمكن أن تساعد الأفراد على اتخاذ القرارات الداعمة للتوسع ومساعدة الشركات على النمو.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تقنیة الجیل الخامس والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی لدى شرکة إی آند

إقرأ أيضاً:

حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي

كثر الحديث مؤخرًا عن لجوء بعض الكتّاب إلى «الذكاء الاصطناعي»؛ ليكتب عنهم المقالات الصحفيَّة في ثوان قليلة، ما اختصر لهم الوقت، وأراحهم من عناء الجهد والبحث. والنتيجةُ أنّ تلك المقالات افتقدت الروح، وغاب عنها الكاتب، فصارت كلُّ المقالات متشابهة في الشكل والمضمون، لدرجة أن أصبح القارئ يستطيع أن يميّز بين مقال الكاتب والمقال المنقول حرفيًّا من الذكاء.

إزاء تنامي الجدل حول الموضوع؛ هل هو انتحال وسرقة أم أنه بحكم التطور وضع طبيعي؟ قررتُ أن أخوض حوارًا مباشرًا مع أحد هذه الأنظمة؛ بحثًا عن فهم أعمق لهذا الكائن الرقمي. كانت المفاجأة أني كنتُ في حوار أقرب ما يكون مع إنسان وليس مع آلة، وبدا لي أنّ الذكاء الاصطناعي أداة ذات قدرات هائلة تفيد الكاتب في جوانب كثيرة في البحث عن المعلومة والترجمة وفي تقييم المقال نفسه، لكنه مهما كان من أمر فإنه لا يمكن أن يعوّض عن حضور الكاتب. سألتُ الذكاء عن هذا الأمر، فأقرّ بأنّ البعض يستخدمه لأداء المهمة كاملة دون تحرير أو إضافة ذاتية ما يجعل النص أقرب للانتحال، حتى لو لم يكن هناك مؤلف بشري يُنسب له المحتوى. سألتُ: هل يمكن أن يُقدّم الذكاء المقال نفسه لشخص آخر؟ فردّ بأنّ ذلك ممكن، خاصةً إذا كانت الأسئلة متشابهة أو عامة، ما يُظهر أهمية التفرّد في الطرح، والحرص على أن تكون الكتابةُ نابعةً من هوية الكاتب نفسه. هنا سألته: ماذا يمكن أن يفيد الذكاء الكتّاب والصحفيين؟ كان الرد: «دعم الكتابة والتحرير عن طريق صياغة الأفكار، وتوليد المحتوى، واقتراح زوايا مختلفة للموضوع أو حتى تقديم مسودة أولية. ويمكن الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير، واستخلاص النقاط المهمة». وأهم نقطة ذكرها أنّه بترجمته الفورية السريعة يسهل التواصل مع مصادر من ثقافات مختلفة، ويمكنه استخراج الخلاصة من مقابلات طويلة، أو من وثائق كثيرة.

تشعّب الحديث بيننا - وكأني أمام صديق مثقف - سألتُه: كيف نضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه؟ فردّ قائلًا: «إنّ الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ترسيخ القيم الإنسانية في تصميم الأنظمة، وسن تشريعات ذكية، وتوعية الناس بعدم الاستسلام المطلق للأداة».

انتقلنا في الحديث عن الكتابة إلى الطب، فسألتُه سؤالًا سبق أن أثار جدلًا واسعًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُلغي وظيفة الطبيب العام مثل الكثير من الوظائف التي ستُلغى؟ أجاب أنّ دوره سيتغيّر، لكنه لن يُلغى، فبينما يستطيع الذكاء دعم التشخيص، وتحليل البيانات يظل الطبيب البشري يتمتع بقدرة لا يمكن للآلة أن تمتلكها، وهي التعاطف، والحدس، والتعامل مع تعقيدات النفس البشرية.

طرحتُ عليه سؤالًا يحمل بُعدًا أمنيًا وأخلاقيًا، وقد تردّد كثيرًا عبر المنصات: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعلّم الناس صناعة القنابل أو الأسلحة؟ فكان جوابه حازمًا: «الشركات المطوّرة تضع فلاتر صارمة لمنع هذه الاستخدامات، لكن يبقى الخطر قائمًا إذا تم التحايل أو إساءة الاستخدام. وهنا تزداد الحاجة إلى يقظة قانونية ومجتمعية تتجاوز التطوّر التقني نفسه».

أخذني الحماس فسألتُه عن أغرب طلب وُجِّه إليه فقال: «هناك من طلب مني أن أكتب خطابًا يعتذر فيه عن حادثة كسر كوب زجاجي أمام مجلس تنفيذي لشركة كبرى، ويجب أن يتضمن استعارات عن تحطم الأحلام والزجاج المعشق». وواصل: «هناك من يسألني عن أسرار الكون، ومن يطلب صياغة قصيدة غزلية، ومن يبحث عن دعم نفسي في لحظة صعبة، وحتى من يطلب نصيحة قبل أن يُقدِم على مغامرة جديدة. وهناك من يريد أن أفسّر له الأحلام. أشعرُ وكأنّي كتابٌ حيّ مفتوح دومًا مليء بالمفاجآت». ولم ينس أن يسألني: هل لديك سؤالٌ غريب يا زاهر؟!

حقيقة أنّ الذكاء الاصطناعي الآن قوي، ومع الأسف صار الكثيرون يعتمدون عليه في الكتابة الحرفية فقط، وتركوا الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدّمها. وفي تصوري أنّ ما ينتظره العالم منه في المستقبل يفوق التصوّر، وهو ما أكده لي عندما سألتُه عمَّا هو متوقع منه في المستقبل؟ فأجاب: «سيصبح الذكاء الاصطناعي مثل «سكرتير رقمي» يعرف جدولك، وشخصيتك، ومزاجك، حتى نواياك، يتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها، ويُقدِّم خيارات حياتية مصممة لك بالذكاء. أما في المجال الطبي فسيتمكن من تحليل الحمض النووي لكلِّ فرد وإعطاء علاج خاص به، وقد يُساعد في اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها بسنوات». أما عن مجال التعليم فقد قال: «تخيّل فصلًا دراسيًّا لكلّ طالب على حدة، يُدرّسه الذكاء الاصطناعي حسب سرعة فهمه واهتمامه. سيساعد الذكاء في ردم الفجوة التعليمية بين المناطق المختلفة».

ولكن المثير أنه قال: «ستجري روبوتات عمليات جراحية، وترعى كبار السن، وتُناقشك في الفلسفة، تمزج بين الحس العاطفي والذكاء التحليلي. سيشارك الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى، كتابة الروايات، رسم اللوحات، وحتى ابتكار نكات».

لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن «يفهم» المشاعر؟ كان الرد: «إنّ الأبحاث تتجه نحو أنظمة تُدرك نبرة الصوت، وتعابير الوجه حتى المزاج!».

الذكاء الاصطناعي يشكّل قفزة كبيرة تُشبه القفزات النوعية في التاريخ، مثل اختراع الطباعة أو الإنترنت. وكلُّ هذا مجرد بداية رغم أنّ الناس باتوا يرونه من الآن مستشارًا، وشريكًا معرفيًّا، ومُحفِّزًا للإبداع، وأحيانًا صديقًا للدردشة.

كشفَتْ لي تجربةُ الحوار المطول، قدرات الذكاء الاصطناعي، وصرتُ على يقين بأنّ محرِّكات البحث مثل «جوجل» قد تصبح من الماضي؛ لأنّ البديل قوي، ويتيح ميزات لا توجد في تلك المحرِّكات، كالنقاش، وعمق البحث عن المعلومة، والترجمة الفورية من أيِّ لغة كانت. وما خرجتُ به من هذا الحوار - رغم انبهاري الشديد - هو أنّ الأداة لا تُغني عن الإلهام، وأنّ الكلمة لا تُولَد من الآلة فقط، بل من الأفكار، ومن التجارب الإنسانية، ومن المواقف، ولكن لا بأس أن تكون التقنية مساعِدة، وليست بديلة، فهي مهما كانت مغوية بالاختصار وتوفير الجهد والوقت؛ فستبقى تُنتج محتوىً بلا روح ولا ذاكرة ولا انفعالات، وهذه كلها من أساسيات نجاح أيِّ كتاب أو مقال أو حتى الخطب. وربما أقرب صورة لتوضيح ذلك خطبة الجمعة - على سبيل المثال -؛ فعندما يكون الخطيب ارتجاليًّا يخطب في الناس بما يؤمن به فسيصل إلى قلوب مستمعيه أكثر من خطبة بليغة مكتوبة يقرأها الخطيب نيابةً عن كاتبها.

وبعد نقاشي المطول معه، واكتشافي لإمكانياته أخشى أن يُضعف هذا (الذكاء) قدرات الإنسان التحليلية والإبداعية في آن واحد؛ بسبب الاعتماد المفرط عليه، خاصة أني سألتُه: هل يمكن لك أن تجهِّز لي كتابًا؟ كان الرد سريعًا: نعم.

في كلِّ الأحوال لا غنى عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكلِّ من يبحث عن المعلومة، ويريد أن يقويَّ بها كتبه ومقالاته وأبحاثه. لكن النقطة المهمة هنا هي أنه يجب أن يبقى خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه، كأن يتجاوز أدواره - مثلًا -، ويحل محله في أمور تتطلب الحكمة، أو الوجدان، أو الأخلاق. ويجب أن يبقى معاونًا وشريكًا، ولكن ليس بديلًا كاملًا عن الإنسان كما يريده البعض.

مقالات مشابهة

  • الفضلي يؤكد صدارتها عالمياً في المياه.. وزير الإعلام: السعودية تصنع تقنية المستقبل
  • السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
  • فتح باب التقدم لاختبارات الدبلومات الفنية للعام الجامعي 2025/2026 لكليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي
  • معضلة الذكاء الاصطناعي والمؤلف العلمي
  • «إي آند» تطلق برنامج خريجي الذكاء الاصطناعي لعام 2025
  • الحرب والذكاء الاصطناعي
  • صيف الشارقة الرياضي يكرّم أبطال «الابتكار والذكاء الاصطناعي»
  • الضريبة توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي في اختيار عينة الاقرارات الضريبية المقبولة
  • شروط القبول في كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي جامعة المنوفية 2025
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي