عمان، الأردن  (CNN)-- استحوذت حادثة تسلل شابين أردنيين مسلحين إلى الجانب الإسرائيلي من الأراضي الأردنية عبر منطقة البحر الميت، الجمعة، في هجوم استهدف جنودا إسرائيليين، على سجالات الشارع الأردني، بعد أن أعلنت "الحركة الإسلامية" في الأردن مباركتها للعملية عبر ذراعها السياسي (حزب جبهة العمل الإسلامي) في بيان أول، لحقه بيان ثان بعد ساعات صدر عن جماعة "الإخوان المسلمين" بمضمون مغاير.

الأنباء الأولى للعملية التي كشفت عنها وسائل إعلام عبرية، سرعان ما نفتها القوات المسلحة الأردنية، في بيان، قالت فيه على لسان مصدر عسكري أن "لا صحة لما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام العبرية باجتياز عسكريين أردنيين الحدود الغربية للمملكة"، مع التأكيد على "متابعة التطورات وضرورة تلقي المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم تداول الشائعات والأخبار المضللة".

لكن هذا النفي الذي شدد على عدم اجتياز عسكريين لم يرفق بأية معلومات حول تفاصيل وهوية منفذي العملية كما لم يصدر أي تعليق من الحكومة الأردنية، لتأتي المفاجأة عبر انتشار فيديوهات للشابين الأردنيين؛ حسام أبوغزالة وعامر قوّاس وهما يعلنان عن التخطيط للعملية وتبنيهما لما قالا إنه "انتقاما من جرائم الاحتلال التي ارتكبت منذ بدء معركة طوفان الأقصى"، وظهر كل منهما في فيديو منفصل مع تلاوة "وصية" وإطلاق وصف "الشهيد الحي"، على أنفسهما.

وكان اول من "بارك العملية" حزب "جبهة العمل الإسلامي"، في بيان تلقت CNNبالعربية نسخة منه، ما قال  بان العملية التي وصفها "البطولية" نفذها "اثنان من شباب الحركة الإسلامية الشهيد البطل عامر قواس والشهيد البطل حسام أبوغزالة"، ورأى بأن "هذه العملية تعبّر بالرصاص والدم تعبيرا صادقا عن موقف الشباب الأردني الحر ونبض الشارع الأردني الداعم لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، وتمثل ردا طبيعيا على مجازر الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق إخواننا في الدم منذ أكثر من عام وسط تواطؤ دولي فاضح وصمت عربي مخز"، وفقا للبيان.

وطالب الحزب في بيانه الذي صدر عن "المكتب التنفيذي" أي قيادة الحزب، أن "تعيد الحكومة الأردنية النظر بكافة الاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني ووقف الممر البري"، وما قال إنه "إعادة العمل بالجيش الشعبي".

هذا، وبرزت تساؤلات مراقبين حول ما دفع الحزب السياسي المرخص إلى إصدار هذا البيان الذي وصف أبو غزالة وقواس بـ"شهداء العبور"، وعن أدائه السياسي في المرحلة المقبلة تحت قبة البرلمان، وعما إذا كانت هناك تباينات في المواقف بين جسم الحزب والجماعة، أي في مواقف "شبيبة الحركة أم القدامى فيها"، في وقت لم تتوقف فيه الحركة عن النزول إلى الشارع في مظاهرات حاشدة و مؤيدة "لحركة حماس والمقاومة".

وشن الوزير الأردني السابق سميح المعايطة المقرّب من دوائر القرار الرسمية، هجوما على "الإخوان المسلمين" عبر عدة منابر، بعد إعلان الحزب في بيان ظهرا، مباركته للعملية والإفصاح عن انتماء الشابين إلى "الحركة الإسلامية".

وقال المعايطة، عبر قناة المملكة الرسمية، إن "على الإخوان المسلمين تقديم توضيحات للدولة الأردنية حول عملية البحر الميت وإذا كان القرار بإنشاء تنظيم مسّلح، فهذا تغيير جذري سيحدد عليه مسار العلاقة مع الدولة بشكل جوهري"، وأضاف أن "هناك فرقا بين عمليات فردية تعودنا عليها وبين عمل متبنى من تنظيم أردني سياسي في البلاد".

وبعد ساعات من صدور البيان الأول الجمعة، صدر بيان مغاير لجماعة "الإخوان المسلمين" التي تصنفها الحكومة بـ"غير المرخصة" وصف العملية بـ"الفردية"، ومنسوبا للمكتب الإعلامي للجماعة.

ونفى الناطق باسم الجماعة معاذ الخوالدة، لموقع CNN بالعربية، صدور تصريح عنه بتبني "الجماعة للعملية"، وقال" لم أتبنى العملية كما نشر على لساني".

وبحسب بيان الجماعة الذي وصفه بعض النشطاء بـ"العقلاني"، فقد اعتبر أن "عملية البحر الميت البطولية، جاءت كرد فعلٍ فردي من شباب أردني لم يتحملوا مشاهد الوحشية الصهيونية الغاشمة"، واستذكر البيان عمليات سابقة، من بينها عملية الأردني ماهر الجازي منفّذ هجوم جسر الملك حسين - اللنبي في شهر سبتمبر/ أيلول، وكذلك "تضحيات الجيش العربي الذي ما زالت دماء شهدائه شاهدة على أرض القدس وفلسطين"، بحسب وصف البيان.

وشددت الجماعة في بيانها على أنها "ستبقى كما كانت دوما في خندق الوطن تحرص على وحدته وأمنه واستقراره".

وتشير بيانات الحزب إلى أن "المكتب التنفيذي" مصدّر البيان، يضم عددا من الأعضاء الذين فازوا بمقاعد برلمانية في الانتخابات الأخيرة للمجلس العشرين، الذي سينعقد في دورته العادية الأولى في 18 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، حيث حظي الحزب بقرابة نصف مليون صوت في القائمة العامة الحزبية وحاز على أكثرية المقاعد الحزبية .

إسرائيلالأردنإخوان الأردنالإخوان المسلمينالجيش الأردنيالجيش الإسرائيليالحكومة الأردنيةالحكومة الإسرائيليةحركة حماسغزةنشر السبت، 19 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: إخوان الأردن الإخوان المسلمين الجيش الأردني الجيش الإسرائيلي الحكومة الأردنية الحكومة الإسرائيلية حركة حماس غزة الإخوان المسلمین البحر المیت

إقرأ أيضاً:

الليلة التي خاف فيها ترامب.. تقرير عبري يكشف كيف أرعبت صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”؟

يمانيون |
في اعتراف لافت وغير مسبوق، كشف موقع “كالكاليست” العبري أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اضطر إلى إيقاف الحملة الجوية الأمريكية – البريطانية ضد اليمن في مايو الماضي، بعد صدمة عسكرية تلقاها البنتاغون إثر تعرض حاملة الطائرات “هاري ترومان” لهجوم صاروخي يمني دقيق كاد أن يغيّر مسار الحرب ويحرج واشنطن أمام العالم.

التقرير الذي أعدّه الصحفي الصهيوني نيتسان سادان، وصف تلك الليلة بأنها “الليلة التي خاف فيها ترامب”، إذ بيّن أن القرار الأميركي بوقف الضربات لم يكن نابعاً من التفاهمات أو القنوات السياسية، كما ادعت الإدارة الأمريكية حينها، بل بسبب ضربة صاروخية واحدة نفذتها قوات صنعاء بهجوم مركب أربك البحرية الأمريكية وفضح هشاشتها.

تفاصيل الهجوم الصادم: صاروخ يمني يُربك ترسانة البنتاغون
في ليلة 28 أبريل 2025، أطلقت قوات صنعاء صاروخًا باليستيًا عالي الدقة باتجاه حاملة الطائرات الأميركية “هاري ترومان”، وذلك بعد تتبع استخباراتي دقيق لموقعها البحري. وتزامن الهجوم مع موجات من الطائرات المسيّرة، في عملية وصفها التقرير بأنها “معقدة ومركّبة” أربكت الدفاعات الأميركية وجعلت عملية الاعتراض شبه مستحيلة.

ورغم عدم إصابة الصاروخ لهدفه بشكل مباشر، إلا أن الخطر كان حقيقيًا؛ حيث اضطرت الحاملة إلى تنفيذ مناورات مراوغة حادة بلغت زاوية ميلان 20 درجة، أدت إلى سقوط طائرة F-18 من سطحها إلى البحر، وهي طائرة تبلغ قيمتها أكثر من 70 مليون دولار.

ضابط في البحرية الأميركية صرّح بأن “الطائرة كانت مربوطة بحبال التثبيت، لكن قوة الميل والانحدار جعلتها تنفصل وتندفع نحو المياه”، ما يعكس مدى خطورة الموقف وحجم الذعر في طاقم الحاملة.

البحر لم يعد آمناً: صنعاء تفرض معادلة ردع جديدة
الموقع العبري أكد أن الصاروخ المستخدم من قبل اليمنيين في تلك العملية ليس مجرد سلاح تقليدي، بل سلاح “استثنائي” مصمم للتحليق بسرعات تفوق الصوت، ويُحلق في مسار انحداري حاد يجعل اعتراضه شبه مستحيل.

يبلغ مدى هذا الصاروخ أقل من 300 كم، لكنه يحمل رأسًا حربيًا بوزن 650 كجم، ويُصنّف الآن ضمن “جوكر الردع” لدى قوات صنعاء، حسب تعبير التقرير.

ورغم أن الحاملة لم تُصب مباشرة، فإن الرسالة وصلت: أي اقتراب أميركي من الممرات البحرية اليمنية يعني مغامرة خطيرة، وقد يؤدي إلى كارثة بحرية تُجبر أمريكا على خيارات ميدانية مكلفة، أبرزها الغزو البري الذي لم تكن واشنطن مستعدة له.

ترامب خاف على صورته أكثر من جنوده
وبحسب التقرير العبري، فإن ترامب الذي يسوّق نفسه على أنه “الرئيس الحديدي”، شعر بالذعر من احتمال تصوير حاملة طائرات أميركية مشتعلة أو معطوبة تُسحب في البحر، وهو مشهد كان كفيلاً بتدمير صورته داخليًا في موسم انتخابي حساس، وفضح العجز الأميركي أمام خصم يُصنّف على أنه “غير نظامي”.

وعلى ضوء هذه التقديرات، اجتمع فريق الأمن القومي مع الرئيس، وأوصى بوقف العملية فورًا. وفي 5 مايو، أعلنت الإدارة الأمريكية “تعليق الحملة الجوية” بذريعة أن “الحوثيين طلبوا تهدئة”، بينما كانت الحقيقة، كما وصفها “كالكاليست”: الخوف من ردّ صاروخي يمني جديد لا يمكن تحمّل تبعاته.

الإعلام العبري يعترف: صنعاء لم تعد كما كانت
اعترف التقرير بأن واشنطن وتل أبيب لم تعدا قادرتين على التحكم بميدان البحر، وأن الصواريخ اليمنية تواصل تهديد السفن رغم التوقف المؤقت عن استهداف السفن الأمريكية. وأوضح التقرير أن العمليات ضد السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني ما تزال مستمرة وفي تصاعد، ما يؤكد أن اليمن يقاتل ضمن استراتيجية إقليمية منسقة.

وفي اعتراف فاضح بقوة صنعاء، ختم التقرير بعبارة لافتة:
“الحوثيون حُفاة.. لكنهم أذكياء، جعلوا العالم يبدو مرتبكاً أمامهم”.

وأضاف أن واشنطن فشلت في فهم طبيعة هذا الخصم، إذ ظنّت أنها تواجه “جماعة بسيطة”، لكنها وجدت نفسها أمام جيش محترف يُهدد أعظم قطعها البحرية.

اليمن يفرض معادلة البحر.. ويعيد رسم خرائط الردع
إن ما كشفه الإعلام العبري لا يُعد مجرّد تسريب، بل إقرار استراتيجي بأن ما قبل 28 أبريل ليس كما بعده.. فقد تمكنت اليمن، بصاروخ واحد، من كسر غطرسة البحرية الأمريكية، وفرض معادلة ردع بحرية جديدة على واشنطن ولندن وتل أبيب معًا.

وما يُخيف اليوم دوائر القرار العسكري الأميركي والإسرائيلي ليس فقط دقة الصواريخ، بل القدرة على المباغتة، والتكتيك المركب، والتماسك الميداني لصنعاء، رغم الحرب والحصار، وهو ما يعكس تحولًا جوهريًا في موازين القوى في البحر الأحمر وباب المندب.

مقالات مشابهة

  • الليلة التي خاف فيها ترامب.. تقرير عبري يكشف كيف أرعبت صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”؟
  • الخارجية الأردنية تدين حملات التحريض.. و5 إنزالات جوية في غزة
  • عاجل | الخارجية الأردنية تدين الاعتداءات والتحريض على دورها في غزة
  • الجيش الأردني: مقتل مسلحين اثنين خلال إحباط محاولة تسلل من حدود سوريا
  • منتجات البحر الميت علامة وهوية أردنية بامتياز
  • تحذيرات تسونامي بعد أقوى زلزال منذ 2011.. ما المناطق التي يشملها؟
  • السياحة تطلق مسابقة لتصوير القطع الأثرية التي تم انتشالها من مياه البحر المتوسط
  • «السياحة والآثار» تطلق مسابقة لتصوير القطع الأثرية التي تم انتشالها من مياه البحر المتوسط
  • خلال عملية دهم... تعرّض دوريّة لـالريجي لإطلاق نار
  • “أبوظبي للتنمية” يشارك في افتتاح مركز الصحة الرقمية الأردني