هدى الطنيجي (أبوظبي)
تحتفي دولة الإمارات في يوم 20 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي لهشاشة العظام، وذلك للمساهمة في رفع مستوى الوعي لدى الأفراد بأعراض هذا المرض وطرق الوقاية منه، فضلاً عن أساليب العلاج وتقنيات التشخيص المتطورة التي باتت متاحة في مختلف المنشآت الطبية.  وقالت د. شهربان دياب، استشاري ورئيس قسم أمراض الروماتيزم في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: «بمناسبة اليوم العالمي لهشاشة العظام، نؤكد في مدينة الشيخ شخبوط الطبية على أهمية التوعية بهذا المرض الذي يؤثر على بنية العظام، فتضعف وتقل كثافتها، وتصبح عُرضة للكسور، ونُشير إلى أننا نوفر في المستشفى فريقاً متعدد التخصصات من أطباء وخبراء معترف بكفاءتهم السريرية محلياً وعالمياً، ونقدم أفضل التقنيات المتقدمة للتشخيص والعلاج، مما يضمن حصول مرضانا على الرعاية الاستثنائية، وبهذه المناسبة، ندعو أفراد المجتمع إلى ضرورة تبني نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة والتمارين الرياضية المنتظمة لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام».

أحدث التقنيات 
وذكرت د. شهربان دياب، أن أحدث التقنيات في علاج هشاشة العظام، تشمل استخدام العلاجات الدوائية الحديثة مثل الأدوية البيولوجية، التي تستهدف الخلايا المسؤولة عن تكسير العظام، كما تُستخدم أدوية مضادة للامتصاص تساعد على الحفاظ على كثافة العظام، مثل «البيسفوسفونات» و«دينوسوماب».
ويُستخدم أيضاً العلاج بالهرمونات البديلة في بعض الحالات لتعزيز كثافة العظام، خصوصاً بعد انقطاع الطمث لدى النساء، وبالإضافة إلى ذلك، تُعتبر تقنيات العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية المتخصصة جزءاً مهماً من العلاج لتحسين قوة العظام ومنع الكسور. وأشارت إلى أن مرض هشاشة العظام يعتبر مشكلة صحية عامة، وخاصة بين النساء بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين عند انقطاع الطمث وكبار السن، وتزداد نسبة الإصابة به مع تقدم العمر، وتُشير الدراسات إلى أن مرض هشاشة العظام يؤثر على 15% من سكان العالم الذين تزيد أعمارهم على 30 عاماً، أما فيما يتعلق بنسب الشفاء، فهي تختلف باختلاف شدة المرض ومدى استجابة المريض للعلاج، حيث إن بعض الحالات يمكن علاجها بشكل فعّال وتحقيق الشفاء التام، بينما قد تتطلب حالات أخرى علاجات متواصلة.

أخبار ذات صلة أول طائرة مساعدات إماراتية تصل إلى دمشق لدعم اللاجئين اللبنانيين والسوريين العائدين من لبنان «الإمارات معك يا لبنان» تجمع 250 طناً من المساعدات الإغاثية في الشارقة

أوضح الدكتور سيد أحمد عباس، استشاري طب وجراحة العظام في مدينة برجيل الطبية، أن هناك صلة مباشرة بين كسور العظام وهشاشة العظام (المرض الصامت الكامن)، التي لها تأثير خطير وسلبي في جودة الحياة من حيث الألم، والعجز، وفقدان الحركة بحُرية، حيث تعتبر هشاشة العظام أمراً عائليّاً وليس فردياً، حيث يتحمل مقدمو الرعاية من الأسرة عبء الرعاية في كثير من الأحيان، لذلك يجب رفع وعي المجتمع بعوامل الخطر للإصابة به، عبر اتباع نمط الحياة الصحي، للوقاية منه والكسور الناجمة عنها، أيضاً رفع وعي المجتمع بأهمية الكشف المبكر.
وأشار إلى أن عدداً من الحقائق والإحصائيات العالمية، تشير إلى أن النساء يعانين من هشاشة العظام أضعافاً مضاعفة مقارنة بالرجال، حيث تعاني واحدة من كل ثلاث نساء ورجل من كل خمسة رجال يبلغون من العمر 50 عاماً وأكثر من كسر هشاشة العظام، فيما يتسبب ترقق العظام في أن تصبح العظام ضعيفة وهشة، بحيث تنكسر بسهولة حتى نتيجة السقوط الطفيف، أو النتوء، أو العطس، أو الحركة المفاجئة، لافتاً إلى أنه يمكن أن تكون الكسور التي تسببها هشاشة العظام مهددة للحياة، وسبباً رئيسيّاً للألم والعجز طويل الأمد، حيث تعد الرياضة مع الحِمْية الغذائية المليئة بالكالسيوم وفيتامين «د» مساعداً على تقوية العظام. 
ولفت الدكتور سيد عباس إلى أنه لا تظهر عادةً أي أعراض في المراحل المبكرة من فقدان العظام، ولكن بمجرد ضعف العظام نتيجة هشاشة العظام، قد تظهر عليك المؤشرات والأعراض الآتية: ألم الظهر نتيجة كسر عظام العمود الفقري أو تآكلها، قصر القامة بمرور الوقت، انحناء الجسم، مشيراً إلى أن خطر الإصابة بهشاشة العظام يكون أعلى في الأشخاص المصابين بأمراض معينة كالداء البطني، مرض الأمعاء الالتهابي، مرض الكلى أو الكبد، السرطان، الورم النقوي المتعدد، التهاب المفاصل الروماتويدي.
العادات السيئة
أشار الدكتور سيد عباس إلى أنه من الممكن أن تزيد بعض العادات السيئة من احتمالات الإصابة بهشاشة العظام، كنمط الحياة الساكن، حيث يكون الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت في الجلوس أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، مقارنةً بالأشخاص الأكثر نشاطًا، وممارسة أي تمارين لحمل الأوزان وأنشطة تحسّن الاتزان ووضعية الجسم ستفيد العظام، غير أن المشي والركض والقفز والرقص ورفع الأثقال تبدو أكثر إفادة، أيضاً من العادات السيئة تعاطي التبغ، حيث لم يتضح الأثر الفعلي لتعاطي التبغ في الإصابة بهشاشة العظام، ولكن ثبت أنه يسهم في إضعاف العظام، موضحاً أن كسور العظام، وخصوصاً في العمود الفقري أو الورك، تعتبر أكثر المضاعفات خطورة لهشاشة العظام، ويحدث كسر عظمة الورك عادةً بسبب السقوط، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث إعاقة، بل وتزايد خطر الوفاة خلال العام الأول بعد الإصابة، وفي بعض الحالات، يمكن أن تحدث كسور العمود الفقري، حتى وإن لم يتعرض الشخص للسقوط، وربما تضعف فقرات العمود الفقري إلى درجة الانهيار، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بألم في الظهر، ونقص الطول، وتقوس العمود الفقري إلى الأمام.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات هشاشة العظام الروماتيزم مدينة الشيخ شخبوط الطبية الإصابة بهشاشة العظام العمود الفقری هشاشة العظام یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: عملية خان يونس تكشف قدرات متطورة للمقاومة

اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن العملية التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أول أمس السبت في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس تحمل دلالات عسكرية وإستراتيجية مهمة تتجاوز نتائجها المباشرة.

وبثت شاشة الجزيرة مشاهد للعمل المركّب الذي نفذته الكتائب واستهدف ناقلتي جند للاحتلال الإسرائيلي أول أمس في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

وتكتسب هذه العملية أهمية خاصة كونها جرت في المنطقة نفسها التي شهدت مقتل ضابط إسرائيلي في فبراير/شباط الماضي، حيث أعلن الاحتلال حينها عن مقتل 3 من جنوده، من بينهم قائد سرية.

وأشار الفلاحي خلال فقرة التحليل العسكري إلى أن استهداف ناقلتي جند إسرائيليتين في منطقة تعتبر من أولى المناطق التي دخلها الجيش الإسرائيلي يُظهر قدرة المقاومة الاستثنائية على التسلل والظهور خلف خطوط العدو لتنفيذ عمليات معقدة.

وبحسب الخبير العسكري، فإن المخطط العسكري للعملية يمتلك معرفة تامة بالموقع الجغرافي والقطاعات التي يمكن التنقل من خلالها للوصول إلى الأهداف المحددة.

وتجلت هذه المعرفة العميقة في إشارة المنفذ إلى عملية سابقة نُفذت في المكان نفسه قبل عام واحد، حيث تم تدمير مدرعة إسرائيلية في المنطقة ذاتها، مما يدل على وجود قيادة ميدانية ثابتة تدير العمليات في هذه المنطقة منذ فترة طويلة وتمتلك خبرة تراكمية في طبيعة التضاريس وأنماط تحرك القوات الإسرائيلية.

وتأتي العملية -وفقا الفلاحي- نتيجة لإستراتيجية جيش الاحتلال المعروفة بـ"التخطي"، والتي تعتمد على التقدم إلى مناطق متقدمة دون السيطرة الكاملة على المناطق الخلفية، على افتراض أن المقاومة المتبقية ستنسحب أو لن تصمد.

ولفت إلى أن النتيجة العملية لهذا النهج هي وجود جيوب مقاومة نشطة في مناطق يعتبرها الجيش الإسرائيلي "آمنة"، مما يسمح بتنفيذ عمليات مفاجئة ومؤثرة خلف الخطوط الأمامية.

تطور آلية التنفيذ

وأوضح الخبير العسكري أن آلية تنفيذ العملية تكشف عن تطور كبير في قدرات المقاومة التكتيكية، حيث نفذت العملية من قبل مقاتل واحد يحمل عبوة عمل فدائي، مما يقلل احتمالية الكشف ويزيد مرونة الحركة.

إعلان

ولفت الفلاحي إلى الأسباب التكتيكية وراء نجاح العملية، مشيرا إلى أن القمرة المفتوحة في إحدى الناقلات سمحت بإلقاء العبوة مباشرة داخل الآلية، وهذا الإجراء -الذي قد يبدو بسيطا- له تأثير تدميري هائل، لأن انفجار العبوة داخل الناقلة يؤدي إلى تفجير العتاد والذخيرة الموجودة، مما يتسبب في تدمير كامل للآلية وصعوبة في إنقاذ الطاقم.

ويترك هذا النوع من العمليات المتكررة تأثيرا نفسيا ومعنويا مدمرا على الجندي الإسرائيلي، حيث إنه يبدأ في الخشية من الوجود داخل هذه المناطق نظرا لإمكانية وصول المقاومين إليه في أي لحظة.

ويمتد التأثير النفسي إلى مستوى اتخاذ القرارات، حيث يضع الجيش الإسرائيلي في حساباته وجود عبوات محتملة في كل منطقة يحاول التقدم إليها، سواء على الطرق أو في المباني.

وأكد الخبير العسكري على أن هذه العمليات تحقق استنزافا شاملا للقدرات الإسرائيلية على مستويات عدة، فمن الناحية البشرية تؤدي إلى خسائر في الأرواح والمصابين تتراكم مع الوقت، ومن الناحية المادية تدمر آليات باهظة الثمن ومعقدة التصنيع، ومن الناحية اللوجستية تفرض تكاليف إضافية للصيانة والاستبدال والإسناد الطبي.

ويمكن ملاحظة مؤشرات واضحة على الإنهاك الذي يعاني منه الجيش الإسرائيلي بحسب الخبير، والذي تجلى في عدم توفير حماية كافية للناقلتين، ففي الظروف الطبيعية كان يجب أن تكون هذه الآليات محاطة بوحدات من المشاة لتوفير الحماية أو على الأقل أن تكون ضمن منطقة آمنة تحت سيطرة قوات أخرى.

مقالات مشابهة

  • أداة ذكاء اصطناعي جديدة لتشخيص ورعاية فشل القلب
  • يمنع أمراض القلب ومهم للنساء .. اكتشف فوائد التين البلدي
  • Galaxy S26 Ultra تصميم مألوف بقدرات متطورة وشحن أسرع
  • من الملفات البيضاء إلى التواقيع السوداء.. شبكة الأراضي تكشف هشاشة الإدارات المحلية
  • تكلفة الصاروخ الواحد 12.7 مليون دولار.. صراع إسرائيل وإيران يكشف هشاشة ترسانات الدفاع الأمريكي
  • طبيب منتخب مصر يناقش رسالة الدكتوراه في جراحة العظام
  • استئصال ورم كهفي دماغي لمريض باستخدام تقنيات متطورة بطبية مكة
  • أحمد بن سعيد: استقطاب أرقى تقنيات إعادة التأهيل لتمكين أصحاب الهمم
  • خبير عسكري: عملية خان يونس تكشف قدرات متطورة للمقاومة
  • تقنيات إدارة المياه.. دورة تدريبية بمركز بحوث الصحراء بجنوب سيناء