الطبيعة تغضب على آسيا| الفيضانات والأعاصير تهدد حياة ملايين الناس في الصين واليابان وكوريا الشمالية
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
شهدت بعض الدول الآسيوية في الأسابيع القليلة الماضية، سلسلة من الكوارث الطبيعية التي تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وكانت الفيضانات والأعاصير أبرز هذه الكوارث التي ضربت الصين واليابان وكوريا الشمالية، وأثرت على ملايين الناس والبنية التحتية والاقتصاد في هذه البلدان.
إعصار لان يضرب اليابان
إعصار لان هو إعصار قوي جدا من الفئة الخامسة ضرب اليابان في الآونة الأخيرة، مصحوبا بأمطار غزيرة ورياح عاتية.
وأدى الإعصار إلى وفاة سبعة أشخاص، وإصابة أكثر من 200 آخرين، وإجلاء نحو 380 ألف شخص. كما تسبب في إلغاء أكثر من 500 رحلة جوية، وتعطيل حركة القطارات والسفن، وانقطاع التيار الكهربائي عن نحو 80 ألف منزل.
تأثيرات الإعصار لان على اليابان
أوكيناوا: تأثرت جزيرة أوكيناوا بالإعصار لان، حيث هبت رياح قوية وهطلت أمطار غزيرة. وأدى ذلك إلى إغلاق المدارس والمؤسسات الحكومية، وإلغاء بعض الرحلات الجوية. كما تسبب في انهيار جزئي لجسر كوريهاشي، وإصابة شخص بجروح خطيرة.
شيكوكو: تأثرت جزيرة شيكوكو بالإعصار لان، حيث سجلت أمطار قياسية بلغت 800 ملم في بعض المناطق. وأدى ذلك إلى حدوث فيضانات وانهيارات أرضية، وإجلاء نحو 100 ألف شخص. كما تسبب في انهيار جزء من سد ياماكوني، وإغلاق طرق رئيسية.
هونشو: تأثرت جزيرة هونشو بالإعصار لان، حيث اجتاح الإعصار ساحل كاناغاوا قرب طوكيو. وأدى ذلك إلى هبوب رياح شديدة بلغت سرعتها 198 كيلومترا في الساعة في مدينة يوكوهاما، وهطول أمطار كثيفة بلغت 600 ملم في مدينة شيزوكا. كما تسبب في اندلاع حرائق في عدة مدن، وانهيار جزء من نفق تشودو، وغرق سفينة صيد.
التحديات التي تواجه الإغاثة والإنقاذ
جائحة كورونا: تشكل جائحة كورونا تحديا كبيرا لعمليات الإغاثة والإنقاذ في اليابان، حيث تسعى السلطات لتجنب انتشار العدوى بين المتضررين والمساعدين. وقد اتخذت الحكومة إجراءات احترازية مثل توزيع الكمامات والمطهرات، وفرض قواعد التباعد الاجتماعي، وإنشاء مراكز إيواء مؤقتة.
البنية التحتية المتضررة: تشكل البنية التحتية المتضررة تحديا آخر لعمليات الإغاثة والإنقاذ في اليابان، حيث تعطلت خطوط الاتصالات والكهرباء والمياه في بعض المناطق. وقد عملت السلطات على إصلاح الأضرار وإعادة التيار الكهربائي والمياه للمنازل، وإزالة الأنقاض والأشجار المتساقطة من الطرق.
الأحوال الجوية المتغيرة: تشكل الأحوال الجوية المتغيرة تحديا ثالثا لعمليات الإغاثة والإنقاذ في اليابان، حيث تواجه المناطق المتضررة خطر حدوث هزات أرضية أو انفجارات بركانية أو أمطار موسمية أو عواصف ثلجية. وقد حذرت هيئة الأرصاد الجوية من استمرار هطول أمطار غزيرة في بعض المناطق، مما قد يؤدي إلى حدوث فيضانات أو انهيارات أرضية جديدة.
إعصار دوكسوري يضرب الصين
الإعصار دوكسوري هو إعصار قوي من الفئة الثانية ضرب جنوب شرق الصين في 28 يوليو، مصحوبا بأمطار غزيرة ورياح عاتية. كان دوكسوري أقوى إعصار يضرب الصين في عام 2023، وثاني أقوى إعصار يضرب مقاطعة فوجيان منذ الإعصار ميرانتي في عام 2016، مع سرعة رياح مستمرة تبلغ 180 كم / ساعة وضغط مركزي يبلغ 950 مليبار.
أصاب الإعصار 21 شخصا، وأجلي نحو 200 ألف آخرين من منازلهم، وقطع التيار الكهربائي عن نحو 80 ألف منزل. كما تسبب في إغلاق المدارس والمؤسسات، وإلغاء مئات الرحلات الجوية، وتعطيل خدمات السكك الحديدية.
تأثيرات الإعصار دوكسوري على الصين
فوجيان: تأثرت مقاطعة فوجيان بالإعصار دوكسوري في 28 يوليو، عندما اجتاح الإعصار ساحل مدينة تشوانتشو. جلب الإعصار أمطارا طوفانية ورياحا هبَّت إلى المقاطعة، مما تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية في بعض المناطق. وأجلت السلطات أكثر من 150 ألف شخص من المناطق المعرضة للخطر، ونشرت أكثر من 50 ألف منقذ ومتطوع لمساعدة المتضررين.
قوانغدونغ: تأثرت مقاطعة قوانغدونغ أيضًا بالإعصار دوكسوري في 28 يوليو، عندما مرَّ الإعصار بالقرب من مدينة شانتو. أدى الإعصار إلى هطول أمطار غزيرة وهبَّ رياح قوية في المقاطعة، مما أثار فيضانات جارفة وانهيارات طينية في بعض المناطق، حيث أجلت السلطات أكثر من 40 ألف شخص من المناطق المنخفضة، ونشرت أكثر من 20 ألف فرد للتعامل مع حالة الطوارئ. كما دمَّر الإعصار المنازل والمحاصيل والمركبات والبنية التحتية في المقاطعة.
هاينان: نجت مقاطعة هاينان من ضربة مباشرة للإعصار دوكسوري، لكنها شعرت بحزامه الخارجي في 28 يوليو. جلب الإعصار أمطارًا متوسطة إلى غزيرة ورياحًا هبَّت إلى مقاطعة الجزيرة، مما تسبب في بعض الفيضانات الطفيفة وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق.
وأصدرت السلطات تنبيهًا أصفرًا للعواصف المطرية وتنبيهًا أزرقًا للعواصف في المقاطعة، ونصحت الجمهور بالبقاء في المنزل وتجنب السفر غير الضروري.
كما تأثرت صناعة السياحة في المقاطعة، حيث تم إغلاق بعض المناطق السياحية وتأخير أو إلغاء بعض الرحلات الجوية.
التحديات التي تواجه عمليات الإغاثة والإنقاذ
جائحة كورونا: تشكل جائحة كورونا تحديًا كبيرًا لعمليات الإغاثة والإنقاذ في الصين، حيث تحاول السلطات منع انتشار العدوى بين الضحايا والمساعدين. اتخذت الحكومة تدابير احترازية مثل توزيع الكمامات والمعقمات، وفرض قواعد التباعد الاجتماعي، وإنشاء ملاجئ مؤقتة.
البنية التحتية التالفة: تشكل البنية التحتية التالفة تحديًا آخر لعمليات الإغاثة والإنقاذ في الصين، حيث تم قطع خطوط الاتصالات وشبكات الكهرباء والمياه في بعض المناطق.
عملت السلطات على إصلاح التلف وإعادة التيار الكهربائي والماء إلى المنازل، وإزالة الحطام والأشجار المسقطة من الطرق. تغير ظروف
الطقس: تشكل تغير ظروف الطقس تحديًا ثالثًا لعمليات الإغاثة والإنقاذ في الصين، حيث تواجه المناطق المتضررة خطر حدوث زلازل أو ثوران بركاني أو أمطار موسمية أو عواصف ثلجية. حذَّر المركز الوطني للأرصاد الجوية من استمرار هطول أمطار غزيرة في بعض المناطق، مما قد يؤدي إلى حدوث فيضانات أو انهيارات أرضية جديدة.
عاصفة خانون تضرب كوريا الشمالية
العاصفة “خانون” هي عاصفة استوائية قوية تشكلت في المحيط الهادئ الغربي في 6 أغسطس، وبلغت ذروتها كإعصار من الفئة الثانية في 9 أغسطس، مع سرعة رياح مستمرة تبلغ 165 كم / ساعة وضغط مركزي يبلغ 965 مليبار.
وقد ضربت العاصفة “خانون” كوريا الجنوبية في 10 أغسطس، مما تسبب في هطول أمطار غزيرة وهبوب رياح عاتية في البلاد، مما أدى إلى وفاة شخص وإصابة 26 آخرين، وإجلاء نحو 16 ألف شخص، وإلغاء نحو 400 رحلة جوية، وتعطيل خدمات القطارات.
واتجهت بعد ذلك نحو كوريا الشمالية في ساعات الصباح المبكرة من يوم 11 أغسطس، مما أثار مخاوف من حدوث فيضانات وانهيارات أرضية في الدولة المنعزلة التي تعاني من بنية تحتية ضعيفة. وقد أظهر التلفزيون المركزي الكوري الشمالي لقطات لطرق مغمورة بالمياه وأشجار مقطوعة وأسقف منزلقة في بعض المناطق.
وحثت كوريا الشمالية مسؤولي الحزب على بذل جهود شاملة لحماية أرواح الناس وتوفير الأمان من “جنون الطبيعة”، وذلك لضمان تنفيذ خطة السياسة الاقتصادية الخمسية للبلاد التي تم تبنيها في عام 2021. كما دعت إلى حماية اللوحات التي تصور “سلالة كيم”، التي تحظى بإجلال شديد في كوريا الشمالية.
كما اتخذت كوريا الشمالية تدابير احترازية لمواجهة الإعصار، مثل إصدار تحذيرات من الرياح القوية والأمطار الغزيرة والأمواج العاتية عبر مناطق البلاد، وإرسال خطاب إلى السفارات والمنظمات الدولية في البلاد للاستعداد لإعصار محتمل. كما نشرت أكثر من 50 ألف منقذ ومتطوع لمساعدة المتضررين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إعصار قوي الدول الآسيوية الرحلات الجوية البنية التحتية الكوارث الطبيعية أمطار غزيرة ورياح اليابان امطار غزيرة جائحة كورونا حدوث فيضانات كوريا الشمالية كوريا الجنوبية الصين كوارث طبيعية التیار الکهربائی هطول أمطار غزیرة الإعصار دوکسوری البنیة التحتیة کوریا الشمالیة فی بعض المناطق إعصار دوکسوری فی المقاطعة فی 28 یولیو إعصار لان فی الصین أکثر من ألف شخص فی عام
إقرأ أيضاً:
من الإغاثة إلى التنمية.. تدشن مشاريع استراتيجية لتحسين حياة المواطنين في باب المندب
شهدت مدينة باب المندب الساحلية غرب محافظة تعز، الخميس، خطوة جديدة نحو التنمية الشاملة من خلال وضع حجر الأساس لمشروعين حيويين في مجالي المياه والرعاية الصحية، بدعم إماراتي سخي، وتنفيذ خلية الأعمال الإنسانية التابعة للمقاومة الوطنية.
وتأتي هذه المشاريع ضمن مساعي دولة الإمارات لتخفيف معاناة السكان المحليين في الساحل الغربي، خاصة في المناطق التي عانت من ويلات الحرب والإهمال والتهميش، وذلك عبر دعم مباشر وفاعل يستهدف البنى التحتية والخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطنين اليومية.
وضع حجر الأساس للمشروعين كل من وكيل محافظة تعز عارف جامل، ورئيس الدائرة التنظيمية في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية وضاح بن بريك، ومدير مديرية ذو باب عبدالقوي الوجيه، وقائد اللواء 17 عمالقة ماجد عمر سيف، بحضور شخصيات محلية واجتماعية.
ويتضمن المشروع الأول توفير مياه شرب مستدامة لسكان منطقة الحريقية عبر تركيب منظومة طاقة شمسية، وخط ناقل، ونقاط توزيع، في خطوة من شأنها إنهاء معاناة الأهالي المستمرة مع شح المياه والاعتماد على مصادر غير آمنة أو مكلفة.
أما المشروع الثاني فيتعلق بقطاع الصحة، ويشمل إنشاء مبنى متكامل من طابقين لتوسيع نطاق الرعاية الطبية، إضافة إلى بناء سكن مخصص للكادر الطبي مكوّن من طابقين أيضًا، بما يضمن استقرار واستمرارية الخدمة الصحية في المنطقة ويشجع على استقدام كوادر طبية متخصصة.
وأكدت خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية أن هذه المشاريع تمثل جزءاً من خطة شاملة لدعم المناطق المحررة في الساحل الغربي، وأنها مستمرة في تنفيذ برامجها الإنسانية والاجتماعية بدعم من دولة الإمارات التي ظلت حاضرة بقوة في مساعدة الشعب اليمني منذ بداية الأزمة.
وقال وكيل محافظة تعز، عارف جامل، إن هذه المشاريع "تؤكد التوجه الجاد نحو تحسين الأوضاع الخدمية والمعيشية في مناطق الساحل الغربي"، مشيرًا إلى أن "الدعم الإماراتي ترك بصمة واضحة في كافة المجالات، وعلى رأسها الصحة والمياه والتعليم والإغاثة".
من جانبه، اعتبر وضاح بن بريك أن المشاريع التنموية الجارية "تجسّد ترجمة حقيقية لرؤية المقاومة الوطنية في أن تكون معركة التحرير مقرونة بالتنمية والبناء"، لافتًا إلى أن حضور الدولة في شكل خدمات مباشرة ومستدامة هو الطريق الأقصر لترسيخ الاستقرار وتعزيز ثقة المواطنين.
وأعرب مواطنون في باب المندب وذو باب عن ارتياحهم لهذه الخطوات التي وصفوها بـ"الملموسة"، مؤكدين أن مشروع المياه سيخفف أعباء البحث عن مصادر بديلة، بينما يمثل المشروع الصحي بارقة أمل في منطقة عانت طويلاً من غياب الحد الأدنى من الخدمات الطبية.
يؤكد وضع حجر الأساس لمشروعي المياه والصحة في باب المندب أن المعركة في اليمن لم تعد تقتصر على دحر الميليشيا الحوثية فحسب، بل تمتد نحو معركة البناء والتنمية، وهي الجبهة التي اختارت الإمارات والمقاومة الوطنية خوضها بشراكة مع المجتمع المحلي لإعادة الحياة إلى المناطق التي أنهكها النزاع.