خبير أممي: عُمان بلد غني بالمقومات السياحية مع فرص استثمارية واعدة
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
مسقط- العُمانية
أكد الدكتور سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي بمنظمة الأمم المتحدة للسياحة وعضو مجلس مفوضية السفر الأوروبية أن سلطنة عُمان بلد غني بمقومات الجذب السياحي، وأنها من أفضل الدول التي تراعي مبادئ الاستدامة في الحفاظ على التراث الطبيعي والتنوع البيولوجي وأيضًا التراث الثقافي المبني والحي والقيم التقليدية واحترام الأصالة الاجتماعية والثقافية للمجتمع المحلي، مشيرًا إلى أن عراقة الشعب المضياف والمحافِظ على العادات والتقاليد والفنون المحلية، تشكل أيضًا عامل جذب للسياح في مختلف الأسواق.
وأكد الخبير بمنظمة الأمم المتحدة للسياحة- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- أن سلطنة عُمان تحظى بمقومات جذب سياحية فريدة ومتنوعة تستقطب شرائح عدة من المستهلكين السياحيين في كل أسواق المصدر تقريبًا، والتي تتمثل في مجموعة المقومات والموارد الطبيعية والتاريخية والثقافية والأثرية والدينية والعلاجية والرياضية والاجتماعية والحضارية الحديثة الموجودة في سلطنة عُمان، والتي تُشَكِّل الركائز الأساسية للعرض السياحي فيها. وأضاف أن سلطنة عُمان غزيرة بشكل خاص بمقومات الجذب السياحي الطبيعية التي تتمثل في التكوينات الصخرية الفريدة والمكشوفة من الصخور النارية والرسوبية والمتحولة والتي تعد بيئة فريدة لدارسي علوم الأرض (الجيولوجيا)، وأيضًا تحتوي صحاريها ووديانها وجبالها على المحميات الطبيعية والحياة البرية النادرة من حيوانات وطيور ونباتات.
وأوضح أن سلطنة عُمان تحظى بسمعة جيدة في الأسواق السياحية العالمية نظرًا لما تتميز به من موقع جغرافي مميز واستقرار سياسي، مؤكدًا على أهمية قيام الجهات المعنية بالقطاع السياحي بالمزيد من الجهود خلال الفترة القادمة وعمل مخططات عامة للمناطق المطلوب تنميتها لتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية وأيضًا القيام بالحملات التسويقية القائمة على منهج علمي وتعتمد على استخبارات الأسواق وطبيعة كل سوق منها ووضع نمط التسويق المناسب لكل سوق من أسواق المصدر، والتنسيق بين منظمي الرحلات السياحية بالأسواق وشركات الطيران والوكلاء المحليين بالمناطق السياحية بسلطنة عُمان.
وأضاف المستشار الاقتصادي بمنظمة الأمم المتحدة للسياحة وعضو مجلس مفوضية السفر الأوروبية أنه يجب إعداد مخططات عامة للتنمية السياحية للمناطق والمحافظات تتضمن الطاقة الفندقية بدرجات فندقية متنوعة وتوفير الخدمات السياحية المعاونة التي يحتاجها السائح.
وأكد أهمية الاستمرار في المحافظة على مبادئ الاستدامة والمجتمعات المحلية والعادات والتقاليد والثقافة المحلية التي يتم دعمها في كل هيئات الأمم المتحدة باعتبارها العمود الاجتماعي المهم في مبادئ الاستدامة. وأضاف أن فرص الاستثمار المتاحة في القطاع السياحي بسلطنة عُمان واعدة نظرًا لما يتميز به المناخ الاستثماري والحوافز والتسهيلات التي تمنحها للمستثمرين بشكل فعال.
وأكد الدكتور سعيد البطوطي أن منظمة الأمم المتحدة للسياحة تقدم دراسات ودعمًا فنيًّا ولوائح للجهات المسؤولة عن القطاع السياحي في الدول الأعضاء، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن ينمو قطاع السياحة العالمي بمعدل 5.1 بالمائة في المتوسط ليصل إلى 5.96 مليار ريال عماني (15.5 تريليون دولار أمريكي) بحلول عام 2033.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة للسیاحة
إقرأ أيضاً:
غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
اعتبر المفكر العربي وأستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور برهان غليون أن إعلان عدد من الدول الأوروبية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل، لا يعكس صحوة ضمير أو تحولاً جوهرياً في السياسة الغربية، بل هو "رد فعل متأخر يهدف لتفادي تهمة التواطؤ في حرب إبادة جماعية يتكشف فظاعتها تدريجياً"، مشيراً إلى أن "أوروبا كانت وما تزال شريكة أصيلة في الجريمة، تسليحاً وصمتاً وتغطية سياسية".
وقال غليون في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "ما غيّر موقف بعض العواصم الأوروبية ليس معاناة الفلسطينيين ولا احترام القانون الدولي، بل الخوف المتزايد من تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن صمتٍ طويل رافق مذبحة جماعية شُنّت بدم بارد على الشعب الفلسطيني في غزة".
وأضاف: "لا يوجد إنسان لا يتأثر مبدئياً باعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية، لكنه اعتراف متأخر ومشروط وفارغ من مضمونه، لأن دوافعه لا تنبع من شعور بالعدالة، بل من حسابات سياسية باردة تهدف لغسل اليدين من دماء أطفال غزة".
وأوضح المفكر السوري أن "الاعتراف يأتي بعد 21 شهراً من حرب همجية على غزة أوقعت مئات آلاف الضحايا ودماراً شاملاً في البنية التحتية والحياة المدنية، ولم يتحرك خلالها الأوروبيون إلا دفاعاً عن إسرائيل وحقها في القتل بلا ضوابط"، مضيفاً: "كان أغلب القادة الأوروبيين ينتظرون أن تنهي إسرائيل المهمة، أي تدمير غزة، وإلحاق الضفة الغربية، وتحويل فلسطين إلى ذكرى قديمة… ثم تُغلق القضية بهدوء".
وأكد غليون أن "نجاح إسرائيل الكلي في تنظيم المقتلة، وتحويل الحرب إلى محرقة ممنهجة، هو ما أسقط كل مبررات التغطية الأخلاقية والدبلوماسية، ودفع بعض الدول إلى محاولة الحد من تداعيات التورط الغربي".
وقال: "الغرب يعرف أن إسرائيل لم تخسر عسكرياً، لكنها خسرت سياسياً وأخلاقياً، لا بسبب عجزها عن تنفيذ الإبادة، بل بسبب تنفيذها الكامل لها أمام عدسات الكاميرات وضمير العالم، الذي بدأ يصحو متأخراً".
ووصف غليون الاعتراف الأوروبي المرتقب بـ"المناورة الوقائية"، مشدداً على أن "الغرب لن يجد صعوبة في التنصل من مسؤوليته، ورمي الجريمة على إسرائيل وحدها، رغم أنه كان مشاركاً في التخطيط والتنفيذ والتمويل".
وختم بالقول: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد سبعة عقود من قرار الأمم المتحدة وبعد واحدة من أبشع الحروب في العصر الحديث، لا يُعدّ خطوة تقدمية، بل محاولة مكشوفة لإعادة ترميم صورة انهارت تحت ركام غزة".
وأول أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
إعلان كارني جاء عقب إطلاق 15 دولة غربية بينها فرنسا، نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرته الخارجية الفرنسية الأربعاء على موقعها الإلكتروني، وبعد إعلانات مشابهة في الأيام الماضية صدرت عن فرنسا وبريطانيا ومالطا.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/ تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع" بقطاع غزة.
والأربعاء، أعلنت مالطا أنها ستعلن اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في سبتمبر المقبل.
وفي 28 مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفانيا في 5 يونيو/ حزيران من العام نفسه، ليرتفع الإجمالي إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأمس الخميس وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خطط بعض الحكومات الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها "غير مجدية"، وزعم أنه "لا دولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل".
وردا على سؤال خلال مقابلة مع إذاعة فوكس الأمريكية: "كيف تنظر الولايات المتحدة إلى خطوة قرارات دول غربية الاعتراف بفلسطين؟"، أجاب روبيو: "هذه خطوة محبطة للبعض، ولا تعني شيئًا".
وأكد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مضيفاً: "لا تملك أي من هذه الدول (التي تخطط للاعتراف بفلسطين) القدرة على إنشاء دولة فلسطينية. لن تكون هناك دولة فلسطينية حتى توافق إسرائيل".
وزعم أن الدول التي تعتزم الاعتراف بفلسطين لا تعرف أين ستكون الدولة الفلسطينية ومن سيحكمها، قائلاً: "هذا القرار سيأتي بنتائج عكسية"، بحسب تعبيره.
وزير الخارجية الأمريكي رأى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "مكافأة لحماس".
وأشار إلى أن هذه "الخطوات اتخذت بسبب ضغوط سياسية داخلية في البلدان المذكورة، وأن هذا لا يتوافق مع الواقع على الأرض"، بحسب زعمه.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.