سواليف:
2025-06-10@21:20:49 GMT

هل هذه هي ملامح الشرق الأوسط الجديد؟

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

#سواليف

هل هذه هي ملامح #الشرق_الأوسط_الجديد؟

د. #فيصل_القاسم

عندما خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو في الثامن من أكتوبر من العام الماضي، أي بعد يوم واحد على عملية “ #طوفان_الأقصى ” وهدد بتغيير وجه الشرق الأوسط، فهو لم يكن يتكلم من فراغ، بل كان يعي ما يقول، لأن المخطط ليس بجديد على ما يبدو.

مقالات ذات صلة إطلاق رشقة صاروخية كبيرة من جنوب لبنان والحرائق تشتعل شمال فلسطين المحتلة / شاهد 2024/10/20

لا شك أن البعض سيتساءل: وهل يعقل أن #غزة ستغير وجه المنطقة؟ الجواب طبعاً لا، فالشرق الأوسط لا ينحصر في مسألة غزة، بل إن توابع ما حصل في غزة سينتقل تدريجياً إلى بقية بلدان المنطقة. لا عجب إذاً إن قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن “الاضطرابات الحالية في المنطقة امتداد لفوضى 2011”. وقد لاحظنا كيف انتقلت إسرائيل بعملياتها الكبرى من غزة إلى لبنان بعد عام على الحرب.

وها هي اليوم تهدد بالانتقال إلى سوريا، وقد هاجم زعيم الحركة القومية التركية دولت بهشلي مشروع إسرائيل وقال إن الدور بعد لبنان سيأتي على سوريا وإن هدف إسرائيل هو الوصول الى الحدود التركية مما يشكل تهديداً للأمن القومي التركي، بينما حذر الرئيس التركي نفسه قبل أيام من خطورة الغزو الإسرائيلي لسوريا، نعم لسوريا.
وقد بدأنا نشاهد التوغلات الإسرائيلية فعلاً في القرى السورية. ولو لم يكن لدى أردوغان مؤشرات جدية لما حذر أصلاً. باختصار، فإن شرارة غزة لم تكن سوى البداية لمشروع الشرق الأوسط ذي النكهة الإسرائيلية كما يرى البعض، وبما أن غزة ولبنان وسوريا وحتى العراق ليست منفصلة عن بعضها البعض، بل كلها مرتبطة بالمشروع الإيراني، فهذا يعني ضمناً أن التغيير الذي تحدث عنه نتنياهو سيشمل معظم بلدان المنطقة بما فيها إيران نفسها وربما تركيا التي باتت تتخوف من ربط المشروع الإسرائيلي بالوضع الكردي في شرق سوريا وتبعاته المستقبلية الخطيرة على تركيا نفسها.

لم يعد يخفى على أحد أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة غونداليزا رايس ذات يوم كان يُطبخ على نار هادئة

لم يعد يخفى على أحد أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة غوندوليزا رايس ذات يوم، كان يُطبخ على نار هادئة. انظروا كيف حوّلوا الثورات الشعبية في المنطقة مثلاً إلى فوضى هلاكة.

ولا ننسى أن رايس أسمت مشروع التغيير الأمريكي في المنطقة بـ”الفوضى الخلاقة”. واليوم بعد أن ننظر إلى مخططات نتنياهو التي أعلن عنها بعد “طوفان الأقصى” يمكن أن نفهم مرحلة ما سُمي بـ”الربيع العربي” بشكل أفضل وأوضح. اليوم بدأنا نتأكد أن ما فعلوه عن طريق عملائهم وأدواتهم في المنطقة من فوضى وتهجير وتدمير وحروب وقلاقل وتغيير ديمغرافي، كما في سوريا على يد النظام، لم يكن عبثياً، بل كان مقدمة لما يريدون هم فعله لاحقاً في المنطقة، ألا وهو تغيير وجه الشرق الأوسط حسب تعبير نتنياهو بنفس الطريقة التي شاهدناها في سوريا مثلاً بدعم منهم.

ولا ننسى أن نذكر في هذا السياق أن حتى الضفة الغربية كانت مستهدفة حتى قبل “طوفان الأقصى”، أي أنها كانت على طاولة الافتراس الإسرائيلية قبل حرب غزة. وقد تأكد في الأسابيع الماضية أن إسرائيل كانت قد أجرت مفاوضات مع أطراف عربية لتوطين مليون فلسطيني من الضفة في العراق. وقد تم ذكر مسؤول عراقي كبير شارك في تلك المفاوضات، وللغرابة فهو مسؤول سني وكان على علاقة وطيدة مع إيران.
والسؤال هنا هل يعقل أن مسؤولاً سنياً كان محسوباً على طهران يتورط في عملية تهجير أهالي الضفة الغربية وتوطينهم في الأنبار غرب العراق؟ شيء مريب فعلاً. ما هو دور إيران التي تزعم أنها تدعم القضية الفلسطينية في ذلك يا ترى؟ باختصار، إن كل شيء يسير حسب المخطط، ولو لم يكن المخطط موجوداً مسبقاً لما تحدث عنه نتنياهو فور عملية “طوفان الأقصى”. وبما أن المشروع كما أسلفنا يشمل المنطقة كلها، فإن هناك مؤشرات كثيرة اليوم تأخذنا إلى داخل إيران نفسها. ما هو نصيب طهران من هذا التغيير المزمع للشرق الأوسط يا ترى؟
أول تلك المؤشرات ربما بدأت مع سقوط طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ووفاته مع وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان. هل كان حدثاً عرضياً، أم بداية لإعادة تركيب البيت الإيراني، خاصة وأن صراع الأجنحة بات مكشوفاً للقاصي والداني داخل القيادة الإيرانية، ناهيك من الدور الأمريكي والإسرائيلي النشط في هذا الصراع.

من اغتال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران؟ هل هناك طرف سهّل المهمة أمام إسرائيل من الداخل؟ مجرد سؤال؟ والأخطر من ذلك من الذي ساعد باغتيال قيادة حزب الله بأكملها تقريباً بمن فيها الأمين العام حسن نصرالله نفسه؟ من الذي أوصل أجهزة الاتصالات المفخخة إلى حزب الله؟ لم يعد سراً أن شركة إيرانية استوردت الأجهزة وأوصلتها للبنان دون التأكد من سلامتها.

لا نتهم أحداً هنا، لكن لا بأس من طرح الأسئلة، خاصة وأننا نرى اليوم تحولاً واضحاً في الخطاب الإيراني. هل سمعتم الرئيس الإيراني الجديد بزشكيان وهو يقول إننا لا نعادي أمريكا وإن الأمريكيين أخوتنا وحبايبنا في مقابلاته التلفزيونية أثناء حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؟ ولا ننسى أن الرئيس الجديد يحظى اليوم بدعم واحد من أكثر المتحمسين لرأب الصدع مع الغرب ألا وهو جواد ظريف وزير الخارجية الأسبق الذي تم تعيينه نائباً للرئيس الإيراني، لكن البعض يصفه اليوم بصانع الملوك لأنه على ما يبدو سيقود عملية التغيير من الداخل باتجاه علاقات جديدة مع الشرق والغرب على حد سواء.

ولا ننسى أن ظريف هو الذي كان قد وقع الاتفاق النووي مع الغرب قبل أن يلغيه الرئيس الأمريكي الأسبق ترامب. وهناك من يعتبر أن ظريف بات يعتبر اليوم ثيرمومتر التغيير في إيران. لهذا من الخطأ النظر إلى ما يحدث لأذرع إيران في المنطقة بأنه انتكاسة لطهران، لا أبداً، فإيران لا تتعرض لانتكاسة كما يظن البعض، بل هي تتغير من الداخل وتحاول التخلي عن النهج القديم والتخلص من كل أوجاعها وأدرانها الخارجية والتركيز على الداخل الايراني.

ولا تنسوا أيضاً ظهور ابن شاه إيران على الساحة من جديد ودعوته للتغيير في البلاد. باختصار، هل هناك شرق أوسط جديد فعلاً كما قال نتنياهو، والبداية على ما يبدو من إيران، وأن لبنان والعراق وسوريا وغزة مجرد تفاصيل في المشروع الكبير؟

ولا ننسى طبعاً عمليات التطبيع الكبرى، إن حصلت، فلن تغير فقط الشرق الأوسط وحسب، بل ربما قد تؤدي إلى إعادة رسم خرائط المنطقة، بحيث قد تختفي دول وأنظمة بأكملها، فهل ستجري الرياح كما يتمنى الملاح الإسرا- أمريكي؟

* كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الشرق الأوسط الجديد فيصل القاسم نتنياهو طوفان الأقصى غزة الشرق الأوسط الجدید طوفان الأقصى فی المنطقة لم یکن

إقرأ أيضاً:

حظر السفر الجديد الذي فرضه ترامب على 12 دولة.. ماهيته والهدف منه

(CNN) – يمكن لأي أمريكي عاقل أن يتساءل بموضوعية عن ماهية حظر السفر الجديد الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب، والذي يؤثر على اثنتي عشرة دولة.

هل يتعلق الأمر بحماية الأمريكيين من "القتلة"، كما قال ترامب، الخميس، أم بمعاقبة الدول الصغيرة على عدد محدود من الطلاب الذين تجاوزوا مدة تأشيراتهم؟

كان دافع ترامب وراء حظر السفر خلال ولايته الأولى في عامي 2017 و2018 واضحًا. كان يسعى إلى الوفاء بوعد انتخابي قبيح بمنع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وقد تحول هذا الوعد، على مر السنين، مع تكيف الإدارة مع قضايا المحاكم، إلى حظر سفر أشخاص من دول معينة، معظمها ذات أغلبية مسلمة، إلى الولايات المتحدة.

ولم يكن من الممكن أن توافق المحكمة العليا الأمريكية في نهاية المطاف على فرض حظر السفر إلا بعد موافقتها على تجاهل تصريحات ترامب المناهضة للمسلمين في حملته الانتخابية في عام 2016، والتركيز فقط على اللغة المتعلقة بالأمن في محاولته الثالثة.

ويستخدم ترامب هذه السلطة مجددًا في ولايته الثانية. ولكن هذه المرة، كما قال إنه يهدف الحظر إلى إبعاد "الأشخاص المروّعين" الموجودين حاليًا في البلاد، ومنع دخول القتلة.

وتشير البيانات إلى أن حظر السفر سيؤثر بشكل أساسي على الطلاب ورجال الأعمال من دول في إفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي، بالإضافة إلى الشرق الأوسط.

وكان هجوم مواطن مصري على أفراد من الجالية اليهودية في كولورادو هو ما أقنع ترامب بتسريع خطط حظر دخول الأشخاص من 12 دولة إلى الولايات المتحدة، وإعادة تفعيل سياسة حظر السفر التي كان رائدًا فيها خلال ولايته الأولى.

لكن مصر ليست على قائمة حظر السفر. ولا الكويت، البلد الذي عاش فيه محمد صبري سليمان، المشتبه به في هجوم بولدر، قبل مجيئه إلى الولايات المتحدة.

وقال ترامب: "مصر دولة نتعامل معها عن كثب. الأمور لديهم تحت السيطرة". بدلاً من ذلك، يشمل حظر السفر دولًا يرى ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، اللذان أعدا القائمة، أن الأمور فيها خارجة عن السيطرة.

ويشمل ذلك دولًا مثل غينيا الاستوائية في إفريقيا وبورما، المعروفة أيضًا باسم ميانمار، في آسيا. ولا تُعتبر أيٌّ منهما بؤرةً للإرهاب تُهدد الوطن الأمريكي.

ويوضح أمر ترامب الذي أعلن فيه حظر السفر أن هذه الدول لديها معدلات عالية من الطلاب وغيرهم من المسافرين الذين يتجاوزون مدة تأشيراتهم في الولايات المتحدة. مشيرا إلى تقرير عن بيانات وزارة الأمن الداخلي المتعلقة بـ"تجاوز مدة الإقامة" لعام 2024، ليُثبت أنه بالنسبة لأكثر من 70% من الأشخاص من غينيا الاستوائية الحاصلين على تأشيرات طلابية أمريكية، لا يوجد سجل يُثبت مغادرتهم الولايات المتحدة عند انتهاء تأشيراتهم.

وبالأرقام الحقيقية، فإن هذا يعادل 233 شخصًا يحملون تأشيرات دراسية. والأعداد صغيرة أيضًا بالنسبة للدول الإفريقية الأخرى.

قال ديفيد بير، خبير الهجرة في معهد كاتو ذي الميول الليبرالية وناقد سياسة ترامب في الهجرة: "إنهم يُحاولون جاهدين عرقلة الأمور". وأضاف بير: "لا توجد فلسفة متماسكة وراء كل هذا".

يشمل حظر السفر المُعاد فرضه دولًا مرتبطة بالإرهاب، بما في ذلك إيران وليبيا والصومال والسودان واليمن، وجميعها كانت مشمولة أيضًا في حظر السفر الذي فرضه ترامب خلال ولايته الأولى. لكن تجدر الإشارة إلى أنه لم يُنفذ أي مهاجر أو مسافر من إحدى هذه الدول هجومًا إرهابيًا على الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وفقًا لمراجعة أجرتها صحيفة واشنطن بوست خلال ولاية ترامب الأولى. بينما قتل رجل سوداني شخصًا واحدًا في كنيسة بولاية تينيسي عام 2017.

وكان الرجل المسؤول عن تفجير الشاحنة المفخخة في نيو أورليانز في يناير/كانون الثاني الماضي، شمس الدين جبار، من قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي المولود في تكساس والمواطن الأمريكي.

يشمل حظر السفر الجديد أيضًا أفغانستان، مما قد يُعرّض العديد من الأفغان ذوي الصلة بمن ساعدوا الولايات المتحدة خلال حربها هناك للخطر، كما صرّح شون فان دايفر، رئيس منظمة الإغاثة AfghanEvac، لجيم سيوتو من CNN. وقال: "هناك 12 ألف شخص فُصلوا بسبب إجراءات حكومتنا، وينتظرون منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف".

وأوقفت إدارة ترامب مؤخرًا معالجة تأشيرات الطلاب، مما عطّل خطط آلاف الأشخاص للدراسة في الولايات المتحدة. وقال ترامب إنه غير مهتم بحظر الطلاب الصينيين.

وقال ترامب: "إنه لشرف لنا أن نستقبلهم، بصراحة، نريد أن نستقبل طلابًا أجانب، لكننا نريد أن يتم التحقق منهم"، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك عمليات تحقق أكثر صرامة في المستقبل.

قد يكون لوجود قائمة حظر السفر تأثيرٌ أيضًا على مفاوضات التعريفات الجمركية التي أجرتها إدارة ترامب مع دولٍ حول العالم، بالإضافة إلى جهودها لحثّ الدول على استعادة المهاجرين الذين ترغب في ترحيلهم.

وقال بير: "الأمر يتعلق بالسلطة والسيطرة والتلاعب بالشعب الأمريكي لقمع المعارضة، بالإضافة إلى محاولة التلاعب بالعلاقات الخارجية مع هذه الدول من خلال إجبارها على فعل ما يحلو له لرفع اسمها من قائمة الدول غير المرغوب فيها".

أفغانستانأمريكاإيرانالصومالاليمنسوريامصرالإدارة الأمريكيةانفوجرافيكدونالد ترامبنشر الاثنين، 09 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية الألماني يكشف عن أرقام مقلقة للجماعات المتطرفة في بلاده: نحتاج إلى رد حازم
  • من الأندلس إلى الشرق الأوسط.. المستعرب الإسباني إغناطيوس غوتيريث يقدم رؤية نقدية تجاه الاستشراق الجديد
  • الأردن من أفضل دول الشرق الأوسط بنمو عدد السياح الدوليين
  • تقرير دولي: الدبلوماسية المصرية تزداد توهجًا ونشاطًا مع تعقُّد أزمات الشرق الأوسط
  • حظر السفر الجديد الذي فرضه ترامب على 12 دولة.. ماهيته والهدف منه
  • زاخاروفا تسخر من زيلينسكي.. يتوسل العالم للحصول على السلاح
  • «السوربون أبوظبي» تستضيف مؤتمر «جمعية محاضري القانون البيئي»
  • صندوق النقد: نطمح لتوجيه خبراتنا ومواردنا نحو مواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا في المنطقة
  • مسؤول بصندوق النقد: التوترات التجارية تخلق طبقات جديدة من التعقيد بالشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره التركي تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط