عبر جناح الابتكار، يشارك مستشفى صحة الافتراضي ومركز تمكين الابتكار في ملتقى الصحة العالمي 2024، الذي يقام برعاية معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات “ملهم” خلال الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر 2024.
ويتضمن جناح الابتكار مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي تعنى بالابتكار واستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي.

وتشمل المشاركة مسار الممر التفاعلي لاستعراض خدمات مستشفى صحة الافتراضي، وخدمة المرشد الصحي الافتراضي، الذي سيتم من خلاله توزيع نحو 1000 جهاز قابل للارتداء لمتابعة صحة المستفيدين، وكذلك ركن الحلول التفاعلية في عدة مجالات طبية، الذي سيستعرض 5 حلول صحية، وركن البيئة الآمنة الحاضنة للابتكار الصحي “Sandbox” ومركز الابتكار، وركن العلاج بالفن لاستكشاف تأثير الفن على الصحة النفسية، إضافة إلى الجلسات النقاشية مع الخبراء عبر الطاولة المستديرة.
وتتضمن المشاركة عرض مجموعة من الخدمات الصحية باستخدام أسلوب المحاكاة؛ إذ سيتم استعراض خدمة الرعاية الحرجة، والسكتة الدماغية الافتراضية، وتخطيط كهربية الدماغ الافتراضية، إضافة إلى خدمات القلب، وخدمة كبار السن والشيخوخة، واستعراض العديد من قصص النجاح الملهمة حول الخدمات الصحية الافتراضية المتعددة، التي تشمل خدمة الأشعة، والأورام، والصحة النفسية، والعناية الحرجة، والتأهيل، مما يعكس ريادة مستشفى صحة الافتراضي في هذا المجال، إضافة إلى عقد ورش عمل تفاعلية حول العلاج بالفن والتفكير التصميمي.
كما تتضمن المشاركة تخريج الدفعة الثانية من البيئة الآمنة الحاضنة للابتكارات الصحية “Sandbox” بحضور نائب الوزير المهندس عبدالعزيز بن حمد الرميح، الذي سيصدر 12 حلاً في مجالات الابتكار الصحي، كما سيوقع نحو 10 مذكرات تعاون مع عدة جهات.
وسيتضمن الجناح كذلك الإعلان عن مجموعة من المنجزات المهمة التي حققها المستشفى في الآونة الأخيرة.
يذكر أن مشاركة مستشفى صحة الافتراضي في ملتقى الصحة العالمي تأتي لتسليط الضوء على مستقبل الرعاية الصحية، من خلال توظيف الابتكار في تقديم خدمات الرعاية الصحية الافتراضية، واستخدام أحدث تقنيات الطب الاتصالي تحقيقًا لمستهدفات برنامج التحول الصحي ضمن رؤية 2030 في تسهيل الحصول على الخدمات الصحية.
ويعد مستشفى الصحة الافتراضي الأكبر عالميًا من ناحية عدد المستشفيات المرتبطة به، والأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أنه يستخدم التقنيات الأحدث في مجال الرعاية الصحية الافتراضية، بما يسهم في تعزيز ثقافة الطب الاتصالي في الجهات الصحية المرتبطة به، وتقديم أفضل الخدمات الصحية الافتراضية للمستفيدين، وفقًا لأعلى المعايير المتبعة عالميًا.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية مستشفى صحة الافتراضی الصحیة الافتراضیة الخدمات الصحیة

إقرأ أيضاً:

هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟

 

 

أمل بنت سيف الحميدية **

يشهد التعليم العالمي تحوّلًا مُتسارعًا بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد تقنية مساعدة؛ بل أصبح محركًا رئيسًا يُعيد تشكيل العملية التعليمية؛ ففي العقود الماضية كان التعليم يعتمد على التلقين والمناهج الثابتة، أما اليوم فقد دخلت أدوات التحليل الذكي والتعلم التكيفي والفصول الافتراضية إلى المدارس والجامعات، لتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة والمعلمين.

هذا التحول ليس خيارًا ترفيهيًا؛ بل ضرورة تفرضها متغيرات العصر ومتطلبات بناء رأس مال بشري قادر على المنافسة، وهو ما أكدته رؤية "عُمان 2040" التي وضعت التعليم أولوية وطنية للتنمية.

وتكمُن أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم في قدرته على جعل العملية التعليمية أكثر عدلًا وتخصيصًا ومرونة. فقد أوضحت منظمة اليونسكو في تقرير "الذكاء الاصطناعي في التعليم" الصادر عام 2023، أنَّ النماذج التعليمية الذكية تتيح مُتابعة تقدم الطلبة بشكل فردي، وتقديم محتوى يتناسب مع مستوياتهم وسرعتهم في الاستيعاب. كما إن الاستثمار في هذه الأدوات يدعم المعلمين في أدوارهم التربوية والإبداعية، ويحررهم من المهام الروتينية مثل إعداد الاختبارات أو متابعة الحضور. وفي السياق العُماني، يعدّ هذا التحول مُتسقًا مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040 التي تستهدف بناء نظام تعليمي متطور قادر على استيعاب الثورة الرقمية.

ويُؤكد تقرير الثورة الرقمية للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي الصادر عن البنك الدولي لعام 2023، أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في التعليم العالي، عبر أدوات تحليل البيانات التعليمية والتنبؤ بمعدلات النجاح وتخصيص المناهج. كما يشير تقرير المسارات الرقمية للتعليم "تمكين أثر أكبر للجميع" الصادر عن البنك الدولي عام 2023، إلى أنَّ بناء بيئة تعليمية رقمية متكاملة يتطلب خططًا استراتيجية طويلة المدى تشمل البنية التحتية والتشريعات والتدريب المستمر للكوادر.

وبحسب الدليل الصادر عن منظمة اليونسكو بعنوان الذكاء الاصطناعي والتعليم: دليل لصانعي السياسات (صدر عام 2021)، فإنه يوضح كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم بصورة أخلاقية تكفل العدالة وتكافؤ الفرص. ويشير إلى ما ينطوي عليه الذكاء الاصطناعي من مخاطر وفوائد، داعيًا إلى استخدامه بما يضمن المساواة والشمولية. كما يتناول قضايا التحيُّز في الخوارزميات وضرورة معالجتها عند تصميم النظم التعليمية، ويؤكد على خضوع السياسات ذات الصلة لمبادئ أخلاقية تراعي الأبعاد المجتمعية، ويربط ذلك بحق التعليم العادل وإتاحة فرص متكافئة لجميع المتعلمين.

ومن الأمثلة التطبيقية، استعرضت دراسة كمالوف وزملاؤه عام 2023 المنشورة على منصة (arXiv) نماذج عملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية، مثل أنظمة التدريس التكيفي، التي تقوم على تخصيص عملية التعليم وفق احتياجات كل طالب، إضافة إلى الاختبارات الذكية التي تكيّف أسئلتها وفق مستوى المُتعلِّم؛ وهي نماذج يمكن أن تجد طريقها إلى المدارس في سلطنة عُمان.

إنَّ التحولات الرقمية تطرح تحديات موازية، من أبرزها الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية، واحتمال انحياز الخوارزميات، وضعف جاهزية المعلمين للتعامل مع الأدوات الجديدة. وقد شددت منظمة اليونسكو في تقريرها حول الذكاء الاصطناعي التوليدي عام 2023، على أهمية تطوير سياسات واضحة لضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات، مع التركيز على مبادئ الأخلاق والشفافية وإتاحة الوصول للجميع. وتؤكد رؤية "عُمان 2040" ضرورة بناء قدرات وطنية في البحث العلمي والتعلم الرقمي، وهو ما يعزز مكانة المعلم كشريك أساسي في التحول، وليس مجرد منفّذ للتقنية.

وبناءً عليه، يمكن صياغة خارطة طريق محلية لتبني الذكاء الاصطناعي في التعليم في سلطنة عُمان. تبدأ هذه الخارطة بتقوية البنية التحتية الرقمية في المدارس والجامعات، ثم تدريب المعلمين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة، يلي ذلك إطلاق برامج تجريبية في عدد من المؤسسات التعليمية لتقييم جدوى النماذج المختلفة، وأخيرًا توسيع التطبيق على نطاق وطني مع مراجعة دورية للنتائج. وهذا التدرج يتوافق مع ما أوصى به تقرير التقنيات المتقدمة من أجل التعليم الصادر عن البنك الدولي عام 2023، الذي أكد أن نجاح دمج التقنيات الحديثة يتطلب التوازن بين الابتكار والبُعد الإنساني.

إنَّ مستقبل التعليم في سلطنة عُمان يسير نحو نموذج ذكي ومستدام يجمع بين التقنية والقيم الإنسانية. فالذكاء الاصطناعي لا يُراد له أن يكون بديلًا عن المُعلِّم؛ بل شريكًا يسهّل مهمته ويعزز دوره في بناء القيم وتوجيه التفكير. ويبقى الهدف الأسمى إعداد جيل قادر على التكيّف مع متغيرات العالم الرقمي، مع الحفاظ على الهوية الوطنية. وهكذا، فإن الذكاء الاصطناعي يصنع الأدوات، أمَّا التعليم فهو الذي يصنع الإنسان القادر على توظيفها لخدمة التنمية والمجتمع.

** كاتبة وباحثة تربوية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محافظ الوادي الجديد يشارك فى مؤتمر الابتكار العالمى للأغذية الزراعية بالصين
  • هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟
  • إطلاق النسخة الثالثة من Waha Connect لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال التكنولوجية
  • «الطوارئ والأزمات» بأبوظبي يستعرض مبادراته المبتكرة في «جيتكس العالمي»
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية يواصل جولته بمحافظة جنوب سيناء
  • «التعليم الدولي» يستعرض أحدث الابتكارات في تكنولوجيا التعليم
  • «الاتحادية للضرائب» تكشف عن مُبادراتها في مجالي الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
  • إطلاق أول ماجستير مهني في الذكاء الاصطناعي بالرعاية الصحية في جامعة الجلالة
  • فرع بورسعيد لـ "الرعاية الصحية" نموذج للأمان الدوائي
  • أسباب انضمام المنيا والإسكندرية إلى منظومة التأمين الصحي الشامل بالمرحلة الثانية (فيديو)