»الأسبوع» تستطلع آراء مديري أكبر 3 مستشفيات صحة نفسية وإدمان..

مدير الخانكة: كيس الاستروكس بـ15 جنيهًا وأصبح في متناول الجميع

مدير مصر الجديدة: زيادة عدد مدمني المخدرات المصنَّعة المترددين على المستشفى

مدير العباسية: أعراض الانسحاب أقوى.. وبجنيه واحد تبدأ رحلة العلاج

هبة المرمي

استكمل «سيد» رحلة علاجه بعيادة المراهقين بمستشفى مصر الجديدة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، وبدأ يذهب إلى المستشفى مرة أسبوعيًّا، وذلك بعد أن أدمن تعاطي مخدر «الشعر» الذي يُعتبر من أقوى المخدرات المصنَّعة.

ذهبنا إلى مستشفى مصر الجديدة للصحة النفسية وعلاج الإدمان لمتابعة حالة «سيد» الذي طرحتِ »الأسبوع» قصته خلال العددين السابقين.

«سيد» الذي لا يتجاوز عمره 15 عامًا كيف بدأ إدمانه لمخدر «الشعر» ورحلة علاجه بدءًا من المصحات الخاصة ومرورًا بتناول الأدوية في المنزل، وانتهاءً بالتواصل مع الخط الساخن والذهاب للعلاج بالعيادات الخارجية بمستشفى مصر الجديدة للصحة النفسية وعلاج الإدمان.

فيما كشف لنا الدكتور محمد جابر (مدير مستشفى مصر الجديدة للصحة النفسية وعلاج الإدمان) أنه تم فتح ملف لـ«سيد» وبدأ يتردد أسبوعيًّا على المستشفى حيث يجلس أولًا مع الطبيب الذي يستمع إلى الأفكار التي تدور في ذهنه ومناقشته وتشجيعه على عدم العودة إلى الإدمان مرة أخرى، ثم يقوم الطبيب بكتابة الدواء المناسب له، وأخيرًا يصرفه سيد من الصيدلية.

وأشار مدير المستشفى لـ»الأسبوع» إلى أن حالة «سيد» الذي أدمن مخدر «الشعر» لم تكنِ الأولى، حيث زادت خلال الفترة الماضية -خاصة خلال الشهرين الماضيين- نسبة المترددين على المستشفى ممَّن يتعاطون المخدرات المصنَّعة.

وحذَّر الدكتور جابر من خطورة هذه المخدرات المصنَّعة التي يُعَد أشهرها مخدر الشابو والأيس والكريستال.. مؤكدًا أن كل هذه المخدرات تُعتبر نفس المكونات وتتغير فقط في المسميات.

سألناه: هل مدمنو المخدرات المصنَّعة يمكنهم الإقلاع عنها؟

قال مدير مستشفى مصر الجديدة لعلاج الإدمان إنه بالطبع يمكن شفاء مريض الإدمان من هذه المخدرات المصنَّعة.. مؤكدًا أن فترة علاج المدمن تتفاوت من 40 يومًا إلى 3 شهور داخلي بالمستشفى.

أضاف: ثم بعد ذلك يخرج المدمن ويحدد الطبيب المعالج خطة العلاج، على أن تتم متابعته فيما يسمى بـ«الرعاية النهارية»، وهي التردد على العيادة الخارجية تحسبًا لأي انتكاسات أو أي ضغوطات نفسية تجعله يعود مرة أخرى للإدمان.

وأوضح أن بعض الحالات تكتفي بمتابعتها بالعيادات الخارجية كمرحلة أولى للعلاج ويتم علاجهم وشفاؤهم. ولكن هناك مريض يطلب الحجز بالمستشفى بسبب أنه لا يستطيع العلاج عن طريق العيادات فقط.. مؤكدًا أن مريض الإدمان لا يتكبد سوى خمسة جنيهات قيمة تذكرة الكشف بالمستشفى، وكافة الخدمات تُقدَّم له مجانًا.. لافتًا إلى أن هناك قسمًا اقتصاديًّا يتم خلاله دفع أول 10 أيام 1000 جنيه، ثم بعد ذلك يتم دفع 700 جنيه عن كل 10 أيام، وتشمل هذه المصروفات: الوجبات والعلاج والإشراف الطبي.

ولفت جابر إلى أن المستشفى به 76 سريرًا داخليًّا: منها 52 سريرًا لقسم التأهيل، 8 أسرَّة لإزالة السموم «ديتوكس»، و10 أسرَّة سيدات.. مؤكدًا أن المستشفى يستقبل يوميًّا من 250 إلى 300 حالة بالعيادات الخارجية والفيروسات ومثلهم الميثادون.

رحلة دخول مريض الإدمان مستشفيات الصحة النفسية

كافة مستشفيات الصحة النفسية نظامها واحد في دخول مريض الإدمان للعلاج، وهذا ما أكده الدكتور عماد مشالي (مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية وعلاج الإدمان)، وهو أن يأتي المريض للمستشفى ببطاقة الرقم القومي ويُشترط أن تكون سارية، ويستخرج تذكرة دخول يتراوح سعرها من جنيه إلى 5 جنيهات، ويتوجه إلى العيادات، ويتم فتح ملف، ثم عرضه على الطبيب الذي يقوم بكتابة العلاج الخاص به ويصرفه المرض من الصيدلية. كما يقوم بالمتابعة أحيانًا من 4 إلى 7 أيام. وفي حالة المريض النفسي المتابعة تكون خلال 3 أسابيع. ويتم الحجز بالقسم الداخلي إذا استدعتِ الحالة.

أضاف: وفق إجراءات قانون الطب النفسي ورعاية حقوق المريض النفسي 71 لسنة 2009 الخاص بتنظيم عملية الدخول، هناك نوعان للدخول: إما إرادي أو إلزامي.. والإرادي هو المريض الذي يجيء باختياره وبمحض إرادته بمفرده ويقرر العلاج. أما العلاج الإلزامي فهو المريض الذي أصبح خطرًا على نفسه أو على الغير، وقرر الأهل المجيء به إلى المستشفى للعلاج، فهنا أصبح علاجه ضروريًّا وإلزاميًّا.

من جانبه قال الدكتور وائل فؤاد (مدير مستشفى الخانكة للصحة النفسية وعلاج الإدمان) إن مريض الإدمان له مراحل في العلاج تبدأ بالمرحلة الأولى وهي مرحلة «الديتوكس» أي مرحلة إزالة السموم، وفي هذه المرحلة لا يخرج المريض من غرفته لأنه تظهر عليه الأعراض الانسحابية، ويتم علاج الأعراض الناتجة عن خروج المادة المخدرة من الجسم.

بعد ذلك تأتي مرحلة إعادة «التأهيل»، وهذه المرحلة تبدأ منذ استيقاظ المريض من النوم، ويتبع هنا برنامجًا تأهيليًّا يقوم به، ومن ضمن بنوده الترفيهية أن يلعب كرة قدم أو تنس طاولة أو جيم.. بالإضافة إلى الاجتماعات والمجموعات العلاجية.

أضاف: إزالة السموم تختلف من مريض لآخر حسب المادة التي كان يتعاطاها ومدة التعاطي.. لافتًا إلى أنهم يعرفون أن جسمه خالٍ من المخدرات عن طريق التحاليل الدورية التي تتم، وعند اكتشاف أن جسده أصبح خاليًّا من المخدرات ينتقل للمرحلة التالية وهي التأهيل.

واستكمل: تبلغ فترة العلاج 3 شهور يعيشها المريض داخل المستشفى.. مؤكدًا أن المواد المخدرة المصنعَّة أعراض الانسحاب بها أقوى وأصعب، لكن المادة التي تأخذ فترة أطول في الانسحاب من الجسم هي «الحشيش».

من جانبنا قمنا بالبحث عن إحصائية عن نسبة تعاطي المخدرات المصنَّعة، ووجدنا ما قام به صندوق مكافحة الإدمان الذي أعلن في آخر دراسة له أن هناك ١٠ ملايين مدمن على مستوى الجمهورية.. لافتًا في تقريره إلى أن المواد الأكثر تعاطيًا في مصر هي على الترتيب: الحشيش بنسبة 51٪ من إجمالي المستخدمين، الهيروين بنسبة 41٪، الترامادول بنسبة 31٪، المخدرات المصنَّعة (الاستروكس والشابو أو الكريستال ميث) بنسبة 18.8٪. وتتصدر محافظتا القاهرة والجيزة نسب التعاطي بواقع 33.4٪ و12.4٪ على التوالي.

لماذا ينتشر إدمان المواد المخدرة المصنَّعة؟

هذا التساؤل أجاب عليه الدكتور وائل فؤاد (مدير مستشفى الخانكة، استشاري أول الطب النفسي) قائلًا: نسبة إدمان المخدرات المصنَّعة زادت بسبب سهولة انتشارها وانخفاض أسعارها والتي أصبحت في متناول الجميع.. معلنًا أن كيس الاستروجين سعره من 10 إلى 15 جنيهًا.. مؤكدًا أن كل ذلك أدى إلى زيادة نسبة التعاطي بين أفراد وفئات المجتمع. كما أن متوسط عمر المدمن انخفض بسبب المراهقة المبكرة التي انخفض العمر فيها حاليًّا إلى سن 9 سنوات بعدما كان يدور حول عمر 14 عامًا.. لافتًا إلى أن هناك أنواعًا جديدة من المخدرات كلها مخلَّقة ومصنَّعة في مصانع وأماكن، ومن هذه الأنواع الشابو الكريستال والماس والأيس والشادو.. مؤكدًا أن كل يوم تظهر أنواع جديدة ولكنها تحوي نفس المكون العلمي الذي يعمل على زيادة مادة الدوبامين في المخ.

وأوضح أن الأدوية والعقاقير المخدرة المصنَّعة تؤدي إلى الإصابة بالاضطراب الذهاني، ويعانى المريض المدمن من الهلاوس سواء السمعية أو البصرية، وبالتالي يمكن أن يدخل المريض إلى مرحلة الانفصام، وأحيانًا يتعرض بعض المرضى إلى الانفصام المزمن حتى لو أوقف المدمن التعاطي فإنه في هذه الحالة يتحول إلى مريض نفسي.

وأشار إلى أن طرق العلاج تُعتبر واحدةً، ولكن كل مدمن مختلف عن الآخر في الشعور بالأعراض الجانبية خلال فترة انسحاب المخدرات.. فيمكن أن يصاب بالنوم أو الرعشة أو فقدان الشهية، وفى هذه المرحلة يتم علاج الأعراض فقط.

وتابع: ولأن الإدمان ليس مادة وإنما سلوك، فهنا ندخل في مرحلة العلاج السلوكي، وهي فترة إعادة التأهيل، وفي هذه المرحلة يتم اتباع نفس البرنامج العلاجي.. ناصحًا بضرورة المراقبة والتتبع إذا ظهر على أي فرد من أفراد الأسرة أعراض الإدمان، وفى حالة الشك يجب التحدث معه، وفي حالة التأكد من الإدمان يجب التوجه مباشرة إلى مستشفيات الصحة النفسية للعلاج.. مؤكدًا أن الاكتشاف المبكر للإدمان أفضل بكثير من الاكتشاف المتأخر.

وأوضح أن العلاج يجب أن يتم برضاء المدمن إلا أنه أحيانًا يكون دخول المريض المستشفى للعلاج إلزاميًّا ووجوبيًّا وذلك عند تعاطي المدمن مثلًا الشابو، الذي يهدد حياة الآخرين، فهنا يكون دخوله إلزاميًّا للمستشفيات، وطبقًا للقانون فإنه في حالة العلاج الإلزامي يكون المدمن فاقدًا الأهلية فيما يخص الرغبة في العلاج ولكن لا يفقد أهليته القانونية.

ونصح بأنه في حالة اكتشاف إدمان أحد أفراد الأسرة، يجب التواصل مع مستشفيات الصحة النفسية عن طريق الخط الساخن، وأن يتم التوجه لأقرب مستشفى ويتم العلاج به.

فيما اتفق الدكتور نبيل عبد المقصود (أستاذ علم السموم والإدمان، مدير مستشفى قصر العيني الفرنساوي سابقًا) مع الآراء السابقة قائلًا: هناك العديد من الأنواع المصنَّعة من المخدرات وعلى رأسها مخدر الشابو، وهو من أخطر المواد المخدرة على الإطلاق، لأنه من أول جرعة لا تستطيع الاستغناء عنه ويصبح الشخص هنا مدمنًا.. مؤكدًا أنه لا يوجد في الطب ما يسمى الشابو وإنما هو اسم تجاري يُنسب لمَن يقوم بتصنيعه حتى يسهل ترويجه.. لافتًا إلى أن هذا المخدر يحتوى على مادة كيميائية لها تأثير مباشر على الجهاز العصبي ولا يمكن استرجاعه مرة أخرى.

وأعلن أستاذ علم السموم عن الأعراض التي تظهر على مدمن مخدر الشابو وهي: زيادة في دقات القلب، ارتفاع في درجة الحرارة، مع طاقة وقدرة جسدية عالية، بالإضافة إلى عدم القدرة على التركيز واتخاذ القرار حيث لا يستطيع التمييز بين الأفعال التي يقوم بها، ويكون غيرَ قادر على التحكم في القدرة البدنية مما يجعله مصدرَ ضرر لنفسه والآخرين.. مع فقدان الشهية والوزن والقدرة على الاستيعاب والذاكرة القريبة وليست البعيدة مع تشنجات.

ونصح الأسرة التي يظهر على أحد أفرادها هذه الأعراض بضرورة التوجه إلى شخص متخصص في علاج الإدمان حتى يتم التعامل معه ويستطيع إفراغ جسده من المخدر.. لافتًا إلى أن هذا ما نطلق عليه المرحلة الأولى من العلاج، ليأتي بعد ذلك المرحلة الثانية وهي مرحلة العلاج النفسي والجلسات النفسية، وأخيرًا الجلسات الاجتماعية ليتم إدراجه من جديد في المجتمع.. معلنًا أن نسبة الإدمان زادت بين الشباب الأقل سنًّا، ونسبة البنات زادت أيضًا، وكل ذلك يعتبر غير «مبشر».. لافتًا إلى أن الإدمان غير مرتبط بالمستوى الاجتماعي ولا يفرق بين الغني والفقير.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المخدرات الشابو تعاطي المخدرات تجارة المخدرات مستشفیات الصحة النفسیة مریض الإدمان علاج الإدمان مدیر مستشفى من المخدرات هذه المرحلة مؤکد ا أن بعد ذلک تعاطی ا فی حالة

إقرأ أيضاً:

إطلاق أول ليسانس بالشرق الأوسط عن علم نفس الإدمان والأساليب العلاجية بجامعة بنها

شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لرئاسة مجلس الوزراء، توقيع بروتوكول تعاون بين كلية الآداب بجامعة بنها وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي والصندوق، وآخر بين معهد إعداد القادة، والصندوق، وذلك بمبنى وزارة التعليم العالي بالعاصمة الإدارية.

وقع بروتوكول التعاون من جانب الجامعة، الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، ومن جانب المعهد، الدكتور كريم همام مدير معهد إعداد القادة ومستشار الوزير للأنشطة الطلابية، ووقع من جانب الصندوق، الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي.

وأكد الدكتور أيمن عاشور اهتمام الوزارة ببناء الشخصية العلمية والإنسانية للشباب، وذلك من خلال مشاركتهم في الأنشطة والفعاليات المختلفة؛ لبناء شخصية سوية قادرة على أداء رسالتها في المجتمع، وتحمل المسئولية تجاه وطنها، لافتًا إلى أن ملف مواجهة الإدمان وتعاطي المواد المخدرة يُعد من أهم القضايا التي تتطلب تضافر جهود كافة الوزارات والقطاعات والهيئات المختلفة بالدولة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ببناء مجتمع متقدم ومتكامل ومتماسك.

وأوضح الدكتور أيمن عاشور أن الجامعات المصرية تعمل على تكثيف تنفيذ الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية والاجتماعية؛ لاستغلال طاقات الشباب، فضلًا عن تقديم ندوات تثقيفية وتوعوية بالجامعات لرفع وعي الطلاب، ومحاربة الإدمان وتعاطي المواد المخدرة.

وأشار وزير التعليم العالي إلى أن الوزارة تسعى باستمرار إلى بناء شخصية طلابية متكاملة ومستنيرة قادرة على مواجهة التحديات المجتمعية، مؤكدًا أهمية الشراكة مع الجهات الوطنية الفاعلة في هذا الملف، بهدف تعزيز التوعية والوقاية، وغرس قيم الولاء والانتماء في نفوس طلاب الجامعات والمعاهد، من خلال برامج توعوية تواكب التغيرات المجتمعية، وتصنع وعيًا حقيقيًا داخل الحرم الجامعي.

من جانبها، قدمت الدكتورة مايا مرسي الشكر للدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي لدعمه المستمر لرسالة وأنشطة صندوق مكافحة الإدمان بمختلف الجامعات، لافتة إلى أن  لقاء اليوم يأتي في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي "2024- 2028"، والتي تم إطلاقها برعاية رئيس الجمهورية، وتضم في محاور عملها تعظيم قيمة البحث العلمي في مواجهة المخدرات، وتطوير منظومة عمل إعداد الكوادر المعنية وفقًا لمناهج علمية رصينة وتدريبات عملية متكاملة، واليوم نطلق أول ليسانس بنظام الساعات المعتمدة، حول علم النفس والأساليب العلاجية للإدمان، وذلك بالتعاون مع جامعة بنها وتحديدًا كلية الآداب قسم علم النفس، وهو أول برنامج من نوعه ويتجسد هدفه الرئيسي في إعداد خريجين مؤهلين ومتميزين في البحث العلمي وتقنياته المختلفة، قادرين على تقديم الأداء المهني التطبيقي في مجالات خفض الطلب على المخدرات بما يسهم في تلبية احتياجات سوق العمل في هذا المجال على المستويين الوطني والعربي.

وأضافت الدكتورة مايا مرسي أن تم إعداد المناهج العلمية لهذا البرنامج بعد مطالعة أحدث مناهج عمل الوقاية والعلاج ووفقًا للمعايير الدولية، وبما يتماشى مع التطورات السريعة المتلاحقة التي تطرأ على قضية المخدرات، مع توفير تدريبات عملية وبرامج تطبيقية بمراكز العزيمة التابعة لصندوق مكافحة الإدمان وهو ما يعني وجود بيئة تدريب عملي ثرية ومتكاملة، قادرة على إكساب الدارس المهارات العملية والتطبيقية اللازمة لتأهيله لسوق العمل.

وأشارت وزير التضامن الاجتماعي إلى أهمية تعزيز الشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتوقيع بروتوكول تعاون مع معهد إعداد القادة؛ لتعميم رسائل الوقاية بمختلف جامعات الجمهورية الحكومية والأهلية والخاصة، واستقطاب المزيد من القيادات الطلابية للانضمام للروابط التطوعية للصندوق؛ ليحملوا شعلة الوعي والبصيرة بين أقرانهم، وأن 80% من متطوعي الصندوق البالغ عددهم 34 ألف متطوع هم من طلاب الجامعات، وتلعب بيوت التطوع التابعة للصندوق  بالجامعات المصرية دورًا هامًا في تعبئة المتطوعين وبناء قدراتهم، لافتة إلى أن التعاون بين الصندوق والجامعات لا يقتصر فقط على مجال الوقاية وإعداد الكوادر، وإنما تقوم المستشفيات الجامعية بدور نموذجي ورائد في تقديم خدمات العلاج والتأهيل.

وأكد الدكتور ناصر الجيزاوي حرص جامعة بنها على تنفيذ برنامج مميز بنظام الساعات المعتمدة لإتاحة الفرصة للطلاب للتدريب في مقرات صندوق مكافحة الإدمان وفقًا للوائح المعتمدة، مؤكدًا توفير الدعم الكامل لهذا البرنامج التعليمي الفريد الذي يعد الأول في جمهورية مصر العربية والشرق الأوسط، ويهدف إلى إعداد خريجين مؤهلين ومتميزين ومتخصصين في مجال الوقاية والتقييم والعلاج والتأهيل من الإدمان، وذلك بما يتوافق مع تحقيق أهداف الجامعة وبما يتماشى مع تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.

وأوضح الدكتور كريم همام أن البروتوكول يُجسد فلسفة معهد إعداد القادة في العمل المشترك مع مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن المعهد يولي اهتمامًا كبيرًا بالشباب؛ ليكونوا قادرين على القيادة وصناعة القرار، وعلى وعي تام بقضايا وطنهم، وعلى رأسها قضية الإدمان التي تهدد مستقبلهم، لافتًا إلى أن المعهد يعمل على إعداد كوادر طلابية مؤهلة علميًا وسلوكيًا من خلال برامج وورش عمل ودورات تدريبية توعوية، إلى جانب إتاحة الفرصة للمتعافين بالمشاركة في الأنشطة، ودمجهم في المجتمع الجامعي بروح إنسانية ومواطِنة، تعكس القيم الأصيلة للهوية المصرية.

وأشار الدكتور عمرو عثمان إلى أن الصندوق يسعى من خلال هذا التعاون إلى تعظيم دوره المجتمعي من خلال تنظيم ورش عمل، ودورات تدريبية، وفعاليات مشتركة تهدف إلى الوقاية من الإدمان وتعاطي المخدرات، وتقديم برامج متكاملة للعلاج والتأهيل، وكذلك إطلاق مبادرات شبابية داخل الحرم الجامعي تعزز ثقافة الحوار والانتماء والعمل التطوعي، لافتًا إلى أن الصندوق يعمل على مواجهة ظاهرة الإدمان من خلال برامج وآليات تهدف إلى محاصرة المظاهر والمستجدات الخاصة بالإدمان، ووقاية الشباب من الوقوع في إدمان المخدرات وحمايتهم، والمشاركة في التنمية المجتمعية، وكذلك تطوير وتنفيذ سياسات عامة ومتنوعة في مجال مكافحة وعلاج الإدمان، وتطوير نظام تشريعي وبناء قاعدة معرفية حول قضية المخدرات، مع برنامج عمل متكامل للتقييم والمتابعة، بجانب تنفيذ البرامج والأنشطة الوقائية من التدخين.

ويهدف بروتوكول التعاون بين كلية الآداب بجامعة بنها وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، إلى إعداد برنامج مميز بنظام الساعات المعتمدة لمرحلة الليسانس تحت مسمى "علم نفس الإدمان وأساليبه العلاجية"، وإتاحة تدريب طلاب برنامج "علم نفس الإدمان" في مقرات صندوق مكافحة الإدمان وفقًا للوائح المعتمدة، والاستعانة بخبراء من الصندوق لتدريس مقررات دراسية حسب احتياج البرنامج، وأولوية التقدم للعمل أو التطوع بالصندوق لخريجي البرنامج بعد استيفاء الشروط المطلوبة، والتعاون في البحوث المشتركة حول الإدمان واقتراح حلول علمية قابلة للتطبيق، وتبادل الإصدارات العلمية المتعلقة بالمخدرات لدعم المكتبات الجامعية والصندوق، وتخصيص مقر داخل الحرم الجامعي للتوعية بأنشطة الصندوق بتمويل من الصندوق، وتوفير الدعم الكامل واللوجستي لهذا البرنامج التعليمي بما يتوافق مع أهداف الجامعة وأهداف الصندوق، وبما يتوافق مع تنفيذ الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات التي تم إطلاقها تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية.

كما يهدف بروتوكول التعاون بين معهد إعداد القادة وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، إلى زيادة المشاركة الطلابية وأعضاء هيئة التدريس في كافة أنشطة الصندوق، وإعداد وتأهيل الكوادر من القيادات الشبابية، والتعاون مع الصندوق من أجل تعظيم المشاركة في المجالات والأنشطة المشتركة لشباب مصر تعليميًا وثقافيًا ورياضيًا وفنيًا، وتدعيم مفهوم العمل التطوعي للشباب، فضلًا عن إقامة مشروعات وبرامج توعوية وتثقيفية وتدريبية للشباب، وتنظيم المسابقات والفعاليات وإقامة المحاضرات وورش العمل والدورات التدريبية، والمشاركة في إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بقضايا الشباب ومكافحة المخدرات، وخلق جسور التواصل من المُتعافين من طلاب الجامعات، من خلال حضور دورات تأهيلية بالمعهد.

حضر توقيع بروتوكولي التعاون، الدكتورة جيهان عبد الهادي نائب رئيس جامعة بنها للدراسات العليا، والدكتور أمجد حجازي عميد كلية الطب بجامعة بنها، وحضر من جانب الصندوق، الدكتور أحمد الكتامي مدير البرامج العلاجية، والدكتور إبراهيم عسكر مدير البرامج الوقائية، والدكتور مدحت وهبة المستشار الإعلامي للصندوق، ومن جانب معهد إعداد القادة الدكتور حسام الشريف والدكتور محمد عبد الفتاح وكيلى المعهد.

طباعة شارك وزير التعليم العالي والبحث العلمي التعليم العالي وزير التعليم العالي

مقالات مشابهة

  • إطلاق أول ليسانس بالشرق الأوسط عن علم نفس الإدمان والأساليب العلاجية بجامعة بنها
  • "بأيدي المتعافين".. مراكز العزيمة تتزين لاستقبال عيد الأضحى تحت شعار "أنت أقوى من المخدرات"
  • وزيرا التضامن الاجتماعي والتعليم العالي يشهدان توقيع بروتوكولات تعاون لتعزيز الوعي المجتمعي ومكافحة تعاطي المخدرات
  • مرض الانسداد الرئوي: الأسباب والأعراض وطرق العلاج
  • في ذكرى رحيل أحمد رامي .. شاعر الحُب والحنين الذي نظم الوجدان شعراً
  • تعرف على الأسباب وراء خمول الغدة الدرقية
  • المشدد لعامل وسائق بتهمة تعاطي وتجارة المخدرات بشبرا الخيمة
  • عاطل يحول قاعة أفراح لمركز إدمان.. وصحة الشرقية تشمع المكان.. صور
  • لماذا هجا الحطيئة نفسه؟ وما أحسن ما قيل في الشعر؟
  • كيف تحول الموسيقى والفن إلى علاج لتعزيز الصحة النفسية في العراق؟