واشنطن - الوكالات

يشهد سوق الذهب حاليًا طفرة غير مسبوقة، حيث حقق المعدن الأصفر ارتفاعات قياسية جديدة. وتؤكد شركة "سبروت أسيت مانجمنت" دخول الذهب إلى "مرحلة صعودية جديدة"، وهو ما يفتح الباب أمام المزيد من المكاسب في المستقبل القريب. وتتفق هذه التوقعات مع آراء محللين آخرين الذين يتوقعون أن يستمر الذهب في تسجيل مستويات تاريخية مرتفعة.

كتب بول وونغ، استراتيجي السوق في شركة سبروت لإدارة الأصول، في مذكرة، بعد أن ارتفع سعر المعدن الأصفر إلى مستوى قياسي جديد فوق مستويات 2700 دولار للأونصة الاثنين: "دخل الذهب مرحلة صعودية جديدة، مدفوعة بعوامل مثل مشتريات البنوك المركزية وارتفاع الديون الأميركية واحتمال بلوغ الدولار ذروته"، بحسب شبكة CNBC.

ويتم تداول أسعار الذهب الفورية حاليا عند مستويات 2729 دولارا للأونصة، في حين بلغت العقود الأميركية الآجلة للذهب مستويات 2741 دولارا.

وأوضح وونغ: "أدت نسب الدين الأميركي إلى الناتج المحلي الإجمالي المتزايدة تاريخيا إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب المخاوف بشأن استدامة الديون وخفض قيمة العملة وتسييل الديون".

وعادة ما يكون لتسييل الديون تأثير تضخمي، حيث يؤدي إلى زيادة المعروض من النقود في الاقتصاد، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتقليل قيمة العملة.

يتوقع مكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي أن يرتفع الدين العام من 98 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 إلى 181 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2053، وهو أعلى مستوى في تاريخ البلاد.

وأوضح وونغ أنه مع تزايد الديون، قد تلجأ الحكومات إلى طباعة النقود لمعالجة العجز المتزايد في الدين العام، وهو ما قد يؤدي إلى خفض قيمة العملة. ويعزز هذا التآكل في الثقة في العملة الورقية من جاذبية الذهب كمخزن موثوق للقيمة.

"الضغوط التضخمية المستمرة والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الاقتصادات العالمية، والتي أصبحت أكثر غموضا، تشير إلى أن البنوك المركزية والمستثمرين أصبحوا أكثر ميلا إلى تخصيص استثماراته باتجاه المعادن الثمينة"، بحسب وونغ.

من ناحية أخرى، فقد كشفت بيانات مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع مطرد في مشتريات البنوك المركزية الصافية من الذهب في النصف الأول 2024 لتصل إلى 483 طنا، أي ما يعني نمو بنسبة 5 بالمئة مقارنة بالرقم القياسي السابق المسجل في النصف الأول من عام 2023.

وتوقع عدد متزايد من المحللين أن يواصل سعر الذهب الارتفاع ليصل إلى 3000 دولار للأونصة، حيث يتوقع البعض أن يتجاوز سعر المعدن الأصفر الـ 2800 دولار في الأشهر الثلاثة المقبلة.

من جانبه، يعتقد مايكل ويدمر، استراتيجي السلع في بنك أوف أميركا، أننا نقترب من 3000 دولار للأونصة، مضيفا إن أسعار الذهب "تبدو أفضل الآن" مما كانت عليه في أي وقت مضى.

واستشهد ويدمر، بمستويات الديون الحكومية الأميركية والعالمية المرتفعة وعدم اليقين الجيوسياسي المتزايد كأسباب لتوقعاته المتفائلة.

كما أن التوترات الجيوسياسية حول العالم بين أوكرانيا وروسيا من جهة، وإسرائيل وخصومها في الشرق الأوسط من جهة أخرى، وعدم وجود آفاق للحلول الدبلوماسية أدت إلى تقلص الآمال في التوصل إلى حلول للصراعات والتوترات الجيوسياسية الدائرة حول العالم.

عادة ما تدفع التوترات الجيوسياسية المتزايدة المستثمرين إلى التوجه نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، بدافع الرغبة في الحماية من المخاطر وعدم الاستقرار في الأسواق العالمية.

من جانبهم، تمسك محللو بنك سيتي بتوقعاتهم بأن الذهب سيبلغ مستويات الـ 3000 دولار للأونصة في الأشهر الستة إلى التسعة المقبلة. وأضافوا أنه إذا ارتفعت أسعار النفط بسبب التصعيد القريب في الشرق الأوسط، فمن المتوقع أن يرتفع الذهب.

وعلى الرغم من انخفاض الطلب الصيني (على مستوى التجزئة) على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، إلا أن أسعار الذهب لا تزال تؤدي "بشكل جيد للغاية"، وهو ما يعكس استعداد المشترين لدفع أسعار أعلى، وفقًا لسيتي.

وفي الوقت نفسه، قال فيفيك دار من بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة الاثنين إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر الذهب 3000 دولار في الربع الرابع من العام المقبل نتيجة "الضعف المستمر في الدولار الأميركي".

ومع ذلك، قال دار إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر الذهب 2800 دولار هذا الربع. ورفع سيتي مؤخرًا من تقديراته، وتوقع أيضًا أن يصل الذهب إلى 2800 دولار في غضون ثلاثة أشهر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: دولار للأونصة أسعار الذهب

إقرأ أيضاً:

الفضة تتفوق على الذهب كأفضل المعادن أداءً في 2025

كشفت بيانات مركز «الملاذ الآمن للأبحاث» عن ارتفاع أسعار الفضة في الأسواق المحلية بنسبة 6% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، بالتزامن مع صعودها عالميًا بنسبة 4.2% لتغلق عند أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2011، مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد الطلب الصناعي، مع توقعات بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى مزيد من خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.

وأوضح التقرير، ارتفاع جرام الفضة عيار 800 من 68 إلى 74 جنيهًا، بينما سجّل عيار 925 نحو 86 جنيهًا، وعيار 999 حوالي 93 جنيهًا، فيما استقر جنيه الفضة عيار 925 عند 664 جنيهًا.

ورصد المركز حالة من الارتباك في السوق المحلية، حيث أقدم بعض تجار الخام على رفع الأسعار دون مبرر، ما تسبب في نقص المعروض وتوقف بعض المصانع عن الإنتاج انتظارًا لمستويات سعرية أعلى.

سعر الذهب في مصر بمستهل التعاملات المسائية اليوموزيرا الصناعة والاستثمار: التوسعات الجديدة تعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد

وأوضح التقرير أن السوق «بدأ يدخل مرحلة خطيرة»، مع تحذير من احتمال حدوث قفزات غير منطقية إذا لم يتم التدخل لضبط الأسعار ومنع الممارسات الاحتكارية.

عالميًا، ارتفعت الأوقية من 48 إلى 50 دولارًا، لتسجل ثالث أعلى مستوى تاريخي منذ عامي 1980 و2011، مدفوعة بالإقبال المتزايد على الملاذات الآمنة وسط اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية متزايدة.

وأشار التقرير إلى أن هذا المستوى يُعد الأعلى منذ محاولة الأخوين هنت احتكار السوق في ثمانينيات القرن الماضي، حين لامست الفضة مستوى 50 دولارًا لأول مرة.

حققت الفضة خلال شهر سبتمبر مكاسب لافتة بلغت 27% محليًا و20% عالميًا، لترتفع الأوقية من 40 إلى 48 دولارًا، والجرام من 52 إلى 66 جنيهًا.

ومنذ بداية عام 2025، ارتفعت الفضة بنسبة 81% محليًا و73% عالميًا، متفوقة على الذهب الذي ارتفع بنحو 50% فقط خلال الفترة نفسها.

عجز متواصل في المعروض وطلب قياسي

أظهر التقرير أن الطلب الصناعي على الفضة بلغ مستوىً قياسيًا بلغ 680.5 مليون أوقية في 2024، مدفوعًا بطفرة الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية، في حين سجل السوق عجزًا قدره 148.9 مليون أوقية للعام الرابع على التوالي.

ومن المتوقع استمرار هذا العجز في 2025، ليصل إلى 187.6 مليون أوقية، ما يُعد ثالث أكبر عجز تاريخي في سوق الفضة.

الفضة تتفوق على الذهب

قال التقرير إن الفضة أصبحت «نسخة عالية الحساسية من الذهب»، إذ تتحرك في الاتجاه ذاته ولكن بوتيرة أقوى، مستفيدة من الزخم الاستثماري والتوجه نحو الأصول الآمنة.

وتراجع معدل الذهب إلى الفضة إلى 81 نقطة، وهو الأدنى في عام، ما يعكس أداءً أقوى للمعدن الأبيض.

تحذيرات من ارتفاع مفرط

وحذّرت مؤسسة Metals Focus من أن الارتفاع السريع في الأسعار قد يدفع بعض القطاعات الصناعية إلى تقليص استهلاك الفضة، خاصة في تقنيات الطاقة الشمسية، رغم استمرار الطلب القوي على المدى الطويل.

لكن التقرير شدّد على أن العجز الهيكلي في السوق سيُبقي الأسعار مرتفعة نسبيًا خلال العامين المقبلين.

تحليل فني وتاريخي

أظهرت العقود الآجلة لشهر ديسمبر نمطًا انعكاسيًا هبوطيًا على المدى القصير بعد أن بلغت القمة 49.96 دولارًا للأوقية، وهو ما قد يشير إلى احتمال تصحيح سعري مؤقت، قبل أن يستأنف السوق اتجاهه الصاعد.

وتاريخيًا، بلغت الفضة ذروتها عند 50.36 دولارًا في 1980 و49.52 دولارًا في 2011، وها هي اليوم تتجاوز هذه المستويات للمرة الثالثة في تاريخها الممتد على مدى قرن.

توقعات مستقبلية

توقّع ساكسو بنك في مذكرة بحثية أن يواصل المعدن الأبيض صعوده نحو 100 دولار للأوقية بحلول 2026، بدعم من الطلب الصناعي القوي والتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.

وقال البنك: الفضة تُعد النسخة عالية بيتا من الذهب، تتحرك مثله ولكن بتأثيراتٍ أقوى، مما يجعل مكاسبها أكثر حدة في فترات الصعود.

ويرى محللون أن الفضة لم تعد رخيصة مقارنة بالذهب، وأن مستوى 50 دولارًا قد يشكّل حاجزًا نفسيًا قويًا، لكنه ليس بالضرورة سقفًا دائمًا، خاصة إذا واصل الذهب صعوده فوق 4000 دولار للأوقية.

تعيش الفضة مرحلة تاريخية جديدة، يجتمع فيها الطلب الصناعي القياسي، والعجز المستمر في المعروض، والتحوّل العالمي للطاقة النظيفة، وضعف الدولار الأمريكي.

وبينما تتجه الأنظار نحو الذهب كملاذ آمن، يبدو أن الفضة أصبحت اللاعب الأقوى في مشهد المعادن النفيسة لعام 2025، مع توقعات بمزيد من الصعود في حال استمرار السياسات النقدية التيسيرية والاضطرابات الاقتصادية العالمية.

طباعة شارك أسعار الفضة أسعار الذهب أسعار الفضة محليا سعر جرام الفضة أسعار الفضة عالميا

مقالات مشابهة

  • الفضة تتفوق على الذهب كأفضل المعادن أداءً في 2025
  • ارتفاع أسعار الذهب خلال التعاملات المسائية
  • 45 جنيها| أسعار الذهب في مصر.. وهذه قيمة عيار 21
  • تراجع أسعار الذهب في الأسواق اليوم السبت 11 أكتوبر
  • الذهب يقلص تراجعه دون 4000 دولار والفضة ترتفع قرب ذروة تاريخية جديدة
  • سرعة غير مسبوقة.. سورا يحطم أرقام تنزيلات ChatGPT في أول أسبوع
  • النفط يهوي وسط تفاؤل بتراجع التوترات في الشرق الأوسط.. والذهب يواصل مكاسبه
  • عاجل | ارتفاع اسعار الذهب عالمياًً
  • ارتفاع أسعار النفط والذهب عالميًا
  • أسعار الذهب تتجه صوب الارتفاع الأسبوعي الثامن