الذهب يقفز إلى أرقام غير مسبوقة.. والخبراء يتوقعون المزيد
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
واشنطن - الوكالات
يشهد سوق الذهب حاليًا طفرة غير مسبوقة، حيث حقق المعدن الأصفر ارتفاعات قياسية جديدة. وتؤكد شركة "سبروت أسيت مانجمنت" دخول الذهب إلى "مرحلة صعودية جديدة"، وهو ما يفتح الباب أمام المزيد من المكاسب في المستقبل القريب. وتتفق هذه التوقعات مع آراء محللين آخرين الذين يتوقعون أن يستمر الذهب في تسجيل مستويات تاريخية مرتفعة.
كتب بول وونغ، استراتيجي السوق في شركة سبروت لإدارة الأصول، في مذكرة، بعد أن ارتفع سعر المعدن الأصفر إلى مستوى قياسي جديد فوق مستويات 2700 دولار للأونصة الاثنين: "دخل الذهب مرحلة صعودية جديدة، مدفوعة بعوامل مثل مشتريات البنوك المركزية وارتفاع الديون الأميركية واحتمال بلوغ الدولار ذروته"، بحسب شبكة CNBC.
ويتم تداول أسعار الذهب الفورية حاليا عند مستويات 2729 دولارا للأونصة، في حين بلغت العقود الأميركية الآجلة للذهب مستويات 2741 دولارا.
وأوضح وونغ: "أدت نسب الدين الأميركي إلى الناتج المحلي الإجمالي المتزايدة تاريخيا إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب المخاوف بشأن استدامة الديون وخفض قيمة العملة وتسييل الديون".
وعادة ما يكون لتسييل الديون تأثير تضخمي، حيث يؤدي إلى زيادة المعروض من النقود في الاقتصاد، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتقليل قيمة العملة.
يتوقع مكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي أن يرتفع الدين العام من 98 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 إلى 181 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2053، وهو أعلى مستوى في تاريخ البلاد.
وأوضح وونغ أنه مع تزايد الديون، قد تلجأ الحكومات إلى طباعة النقود لمعالجة العجز المتزايد في الدين العام، وهو ما قد يؤدي إلى خفض قيمة العملة. ويعزز هذا التآكل في الثقة في العملة الورقية من جاذبية الذهب كمخزن موثوق للقيمة.
"الضغوط التضخمية المستمرة والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الاقتصادات العالمية، والتي أصبحت أكثر غموضا، تشير إلى أن البنوك المركزية والمستثمرين أصبحوا أكثر ميلا إلى تخصيص استثماراته باتجاه المعادن الثمينة"، بحسب وونغ.
من ناحية أخرى، فقد كشفت بيانات مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع مطرد في مشتريات البنوك المركزية الصافية من الذهب في النصف الأول 2024 لتصل إلى 483 طنا، أي ما يعني نمو بنسبة 5 بالمئة مقارنة بالرقم القياسي السابق المسجل في النصف الأول من عام 2023.
وتوقع عدد متزايد من المحللين أن يواصل سعر الذهب الارتفاع ليصل إلى 3000 دولار للأونصة، حيث يتوقع البعض أن يتجاوز سعر المعدن الأصفر الـ 2800 دولار في الأشهر الثلاثة المقبلة.
من جانبه، يعتقد مايكل ويدمر، استراتيجي السلع في بنك أوف أميركا، أننا نقترب من 3000 دولار للأونصة، مضيفا إن أسعار الذهب "تبدو أفضل الآن" مما كانت عليه في أي وقت مضى.
واستشهد ويدمر، بمستويات الديون الحكومية الأميركية والعالمية المرتفعة وعدم اليقين الجيوسياسي المتزايد كأسباب لتوقعاته المتفائلة.
كما أن التوترات الجيوسياسية حول العالم بين أوكرانيا وروسيا من جهة، وإسرائيل وخصومها في الشرق الأوسط من جهة أخرى، وعدم وجود آفاق للحلول الدبلوماسية أدت إلى تقلص الآمال في التوصل إلى حلول للصراعات والتوترات الجيوسياسية الدائرة حول العالم.
عادة ما تدفع التوترات الجيوسياسية المتزايدة المستثمرين إلى التوجه نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، بدافع الرغبة في الحماية من المخاطر وعدم الاستقرار في الأسواق العالمية.
من جانبهم، تمسك محللو بنك سيتي بتوقعاتهم بأن الذهب سيبلغ مستويات الـ 3000 دولار للأونصة في الأشهر الستة إلى التسعة المقبلة. وأضافوا أنه إذا ارتفعت أسعار النفط بسبب التصعيد القريب في الشرق الأوسط، فمن المتوقع أن يرتفع الذهب.
وعلى الرغم من انخفاض الطلب الصيني (على مستوى التجزئة) على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، إلا أن أسعار الذهب لا تزال تؤدي "بشكل جيد للغاية"، وهو ما يعكس استعداد المشترين لدفع أسعار أعلى، وفقًا لسيتي.
وفي الوقت نفسه، قال فيفيك دار من بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة الاثنين إنه يتوقع أن يبلغ متوسط سعر الذهب 3000 دولار في الربع الرابع من العام المقبل نتيجة "الضعف المستمر في الدولار الأميركي".
ومع ذلك، قال دار إنه يتوقع أن يبلغ متوسط سعر الذهب 2800 دولار هذا الربع. ورفع سيتي مؤخرًا من تقديراته، وتوقع أيضًا أن يصل الذهب إلى 2800 دولار في غضون ثلاثة أشهر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: دولار للأونصة أسعار الذهب
إقرأ أيضاً:
الذهب يتراجع عالميا بعد استبعاد ترامب فرض رسوم على السبائك المستوردة
شهدت أسعار الذهب تراجعًا في تعاملات الثلاثاء، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن سبائك الذهب لن تخضع لأي رسوم جمركية، في خطوة أنهت حالة القلق التي سيطرت على أسواق المعادن الثمينة العالمية، وفقًا لمنصة «آي صاغة».
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات على الانترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية تراجعت بنحو 10 جنيهات، مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4570 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية بنحو 11 دولارًا، لتسجل 3340 دولارًا.
وأضاف، أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5223 جنيهًا، وعيار 18 سجل 3917 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3047 جنيهًا، فيما بلغ سعر الجنيه الذهب نحو 36560 جنيهًا.
كانت أسعار الذهب قد تراجعت بنحو 40 جنيهًا خلال تعاملات أمس الإثنين، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4620 جنيهًا، واختتم التعاملات عند 4580 جنيهًا.
كما تراجعت الأوقية بالسوق العالمية بنحو 46 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 3397 دولارًا، واختتمت التعاملات عند من 3397 إلى 3351 دولارًا.
وشهدت أسعار الذهب عالميا تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم بعد أن شهدت تراجعًا ملحوظًا في تعاملات أمس الاثنين، متأثرة بآمال عقد محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب إعلان ترامب إعفاء واردات الذهب من الرسوم الجمركية، ما بدّد المخاوف بشأن سبائك الذهب السويسرية التي تشكل جزءًا كبيرًا من تجارة المعدن في السوق الأمريكية.
وجاءت تصريحات ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، حيث كتب: "الذهب لن تُفرض عليه رسوم"، في وقت كانت فيه الأسواق تترقب توضيحًا رسميًا من البيت الأبيض، عقب الجدل الذي أثارته تقارير أفادت بفرض رسوم على واردات سبائك الذهب بوزن كيلو جرام.
كانت هذه التقارير قد أشعلت أسعار العقود الآجلة للذهب يوم الجمعة الماضية إلى مستوى قياسي، وسط مخاوف من تأثير القرار على سويسرا، أكبر مركز لتكرير الذهب في العالم، والتي تشكل صادراتها من الذهب إلى الولايات المتحدة نحو 36 مليار دولار (27 مليار جنيه إسترليني) في الربع الأول من العام، أي أكثر من ثلثي فائضها التجاري مع واشنطن.
وأثرت الرسوم البالغة 39% على جميع الواردات السويسرية إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك الساعات الفاخرة والشوكولاتة والجبن، لكن إعلان ترامب الأخير هدّأ المخاوف بشأن صادرات السبائك.
ورحب اتحاد منتجي وتجار المعادن الثمينة السويسري بالتصريحات، لكنه شدد على ضرورة صدور قرار رسمي ملزم، حيث قال رئيسه كريستوف فايلد: "تصريحات الرئيس ترامب إشارة مشجعة لاستقرار التجارة، لكن لا بد من قرار رسمي يضمن اليقين اللازم للقطاع وشركائه".
وأوضح مسؤول في البيت الأبيض لوكالة رويترز أن الإدارة الأمريكية بصدد إصدار أمر تنفيذي "لتوضيح المعلومات المضللة" حول الرسوم الجمركية على سبائك الذهب ومنتجات أخرى.
كانت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية قد فجّرت الجدل الأسبوع الماضي، بعدما أعلنت أن سبائك الذهب بوزن كيلو جرام و100 أوقية لا تُستثنى من الرسوم، ما دفع شركات التمويل والمعادن لطلب توضيحات عاجلة، وأدى إلى احتجاز شحنات في مخازن مخصصة حتى اتضاح الموقف.
يُذكر أن الذهب، الذي يُباع في الولايات المتحدة حتى في متاجر التجزئة الكبرى مثل "كوستكو"، يُستخدم كأداة تحوط ضد التضخم، ويبلغ سعر السبيكة الكيلو جرامية نحو 89 ألف جنيه إسترليني، بينما يصل سعر العملة الذهبية بوزن أوقية إلى حوالي 2,500 جنيه إسترليني.
وعلى صعيد التجارة، وقع ترامب أمرًا بتمديد الهدنة الجمركية بين الولايات المتحدة والصين لمدة 90 يومًا إضافيًا، ما ينقل المراجعة التالية إلى 9 نوفمبر، وهو ما خفف الضغط عن سلاسل الإمداد العالمية وهدّأ التوترات التجارية على المدى القصير، لكن المتعاملين يعتبرونه توقفًا مؤقتًا أكثر من كونه تقدمًا جوهريًا نحو إنهاء النزاع التجاري.
وتترقب الأسواق بيانات التضخم الأمريكية لشهر يوليو، والتي من المتوقع أن تكشف عن تباطؤ في وتيرة الارتفاع الشهري إلى 0.2%، مع تسارع المعدل السنوي إلى 2.8%.
ورغم استمرار الضغوط التضخمية، لا تزال الأسواق تسعّر احتمالات قوية لخفض الفائدة في سبتمبر، وإن تراجعت توقعات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نحو 84% مقابل 90% قبل أسبوع، وفق أداة CME FedWatch ، في ظل الحذر قبيل بيانات التضخم.
وتترقب الأسواق اليوم تصريحات مسؤولي الفيدرالي توماس باركين وجيفري شمد بحثًا عن أي إشارات جديدة للسياسة النقدية، كما ستشمل البيانات الاقتصادية لاحقًا مؤشر أسعار المنتجين يوم الخميس، ومبيعات التجزئة ومؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيجان في قراءته الأولية لشهر أغسطس يوم الجمعة، وهي بيانات قد تلعب دورًا حاسمًا في ترسيخ أو تعديل توقعات خفض الفائدة الشهر المقبل.
محليًا، أشار إمبابي إلى أن الأسواق تشهد حاليًا تباطؤًا في المبيعات رغم انخفاض الأسعار، موضحًا أن سلوك المستهلكين يتسم بالعكس؛ إذ تتحسن المبيعات غالبًا مع ارتفاع الأسعار بدافع القلق من زيادات أكبر، بينما يتريث المشترون في أوقات الهبوط ترقبًا لمزيد من الانخفاض.