#سواليف
شهدت #لندن في 17 أكتوبر عام 1814 كارثة عجيبة حين اجتاح مناطقها #تسونامي بلغ ارتفاعه 4 أمتار ما تسبب في انهيار مبان وسقوط ضحايا. مع ذلك سيندهش الكثيرون من معرفة السبب وقد يضحك البعض.
Sputnik أمريكي شهد تلك الكارثة الغريبة كتب في مذكراته يقول: “استدرت عند سماع الضوضاء وفجأة وجدت نفسي محاصرا في تيار سريع أوقعني أرضا وجعل التنفس مستحيلا.
الوصف السابق الذي صدر عن شاهد العيان، لم يكن لكارثة طبيعية اجتاحت سواحل بعض المدن، بل هي بتأثير #كارثة من صنع الإنسان، توصف بأنها الأكثر غرابة وكانت عبارة عن #فيضان كميات هائلة من الجعة سلت مجتاحة مناطق في لندن!
مقالات ذات صلة المرتفع الجوي السيبيري يتعاظم بصورة أعلى من المُعتاد، فكيف يؤثر مُناخياً على شرق المُتوسط؟ 2024/10/21مظهر الكارثة بدا مثل تسونامي حقيقي. موجة من الجعة دمرت كل شيء اعترض طريقها وداهمت الأحياء الفقيرة في المدينة ودمرت الأكواخ البائسة وملأت الشوارع وطوابق البنايات السفلية بشراب من نوع شهير حينها من الجعة اللندنية داكنة اللون.
مصنع للجعة باسم “حدوة الحصان” كان يوجد في مدينة لندن عند تقاطع طريق توتنهام كورت وشارع أكسفورد. المصنع كان افتتح في عام 1764.
من الهوامش اللافتة أن صاحب المصنع في عام 1792 وكان يدعى جون ستيفنسون كان يتابع باعتمام كبير عملية التخمير وكانت تجري حينها في الطابق العلوي، إلى درجة أنه فقد توازنه ذات يوم وسقط في أحد الأحواض ومات غرقا.
بعد هذا الحادث المأساوي، اشترى مصنع “حدوة الحصان” رجل أعمال وبرلماني بريطاني يدعى هنري مو. كان الرجل من صناع الجعة المتمرسين، وكان يمتلك العديد من الحانات في لندن.
مو طوّر تقنية خاصة للتخمير في مصنع “حدوة الحصان”. ولإعطاء منتوجه مذاقا خاصا، قام بخلط الجعة الخفيفة مع الجعة الداكنة البنية الشهيرة وقتها. اشترى لهذا الغرض خزانا خاصا ضخما غالي الثمن.
ازدهر المصنع في ذلك الوقت وراجت منتجاته، وكان يعتبر الأكبر لصناعة الجعة في العالم، إلى أن حل ذلك اليوم المشؤوم.
انقطع أحد الأطواق الحديدية الـ 29 التي تحيط بأكبر خزان لتخمير الجعة. الخزان كان مصنوعا من خشب البلوط وكان يحتوي على 610000 لتر من الجعة.
مثل هذا الأمر كان حدث من قبل ولم يكن هناك ما يدعو للقلق. الميكانيكي أبلغ المناوب عن الحادث وغادر المصنع عائدا إلى بيته.
في تلك المرة، لم تسر الأمور على ما يرام كما حصل في السابق. الكارثة بدأت مثل تدحرج أحجار الدومينو. الأطواق الأخرى لم تصمد مع زيادة الحمل وتقطعت الواحد تلو الآخر، وانسكبت أطنان من الجعة تسببت في تحطيم خزانات وبراميل أصغر. مليون ونصف الميلون لتر من الجعة المخمرة اندفعت مثل الطوفان.
في لحظات، داهم سيل الجعة جدارا من الطوب في مصنع الجعة. وكان الموقف مثل سدادة الفلين في زجاجة ممتلئة. اندفعت موجة جعة عملاقة ودمرت منزلين أمام المصنع في لحظات، ثم سال الطوفان في الشوارع محطما واجهات المباني ومخترقا الجدران الأقل صلابة.
ما زاد الأمور سوءا أن منطقة طريق توتنهام حيث يوجد المصنع كانت عبارة عن حي فقير به أقبية يسكنها مهاجرون إيرلنديون معدمون. ملأت الجعة الطوابق السفلية في رمشة عين، وداهمت ساكنيها على حين غرة. تمكن البعض من النجاة والسباحة في الجعة إلا ان عددا منهم كان أقل حظا.
قضى تسونامي الجعة على 9 أشخاص هم خمسة نساء وثلاثة أطفال ورجل. الأخير لقي حتفه بطريقة غريبة. لم يختنق بالجعة بل مات متسمما بها. ذلك الرجل وهو مهاجر إيرلندي يبلغ من العمر 37 عاما غمرته الجعة وامتص جسمه الكثير منها من خلال مسامات جلده ما أدى إلى إصابته بسكتة قلبية.
التحقيق حينها جرى بالطريقة البسيطة المعتادة في ذلك الوقت من القرن التاسع عشر. نظر المحققون في سبب الكارثة وعزوها إلى انقطاع الطوق، ثم تساءلوا، لماذا انفصل الطوق؟ ولم يجدوا أي سبب إلا الإرادة الربانية. لم يتم العثور على مذنبين وطوي التحقيق، ودخل طوفان الجعة التاريخ باعتباره أغرب تسونامي من صنع بشري.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف لندن تسونامي كارثة فيضان من الجعة
إقرأ أيضاً:
ذكرى رحيل «الفيلسوف».. سناء شافع أبدع في عالم المسرح وكان مخلصًا لفنه
يعد سناء شافع، أحد أهم عمالقة المسرح المصري، الذي تميز بكونه فيلسوف الفن وصانع البهجة المسرحية، حيث أثرى الحياة الفنية سواء كممثل متميز أو كمخرج مسرحي بارع، ولا تزال أعماله محفورة في ذاكرة الجمهور المصري العاشق للفن المسرحي.
سناء شافع من مواليد محافظة أسيوط، ووالده أحد علماء الأزهر الشريف، وانتقل للعيش مع أسرته في القاهرة، حيث نشأ بين أحيائها العتيقة مثل الجمالية والحسين، وتعلّق بالفن منذ الصغر.
كانت بدايته الفنية عندما التحق بفرقة هواة المسرح في شارع عماد الدين، قبل أن يتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، ويعود إليه بعد ذلك مدرسًا ثم معيدًا، حيث خرّج أجيالًا من الفنانين الذين أصبحوا نجومًا لامعة في سماء الفن المصري.
انجذب سناء شافع لعالم المسرح، حيث أبدع كممثل ومخرج، حيث بدأ أولى تجاربه بالإخراج المسرحي في عام 1972م بعد عودته من دراسته، حيث أخرج مسرحية «إللي رقصوا على السلم» لـ فرقة المسرح الكوميدي عام 1972م، وأخرج عدة مسرحيات بعد ذلك في مسارح الدولة ومن أهمها مسرحية «دون كيشوت» والتي عرضت في عام 1975م، وكانت النقطة الفارقة في مسيرته، ثم قدم مسرحيات «المتحذلقات، الحيوانات الزجاجية وأنتيجونا، القصة المزدوجة للدكتور بالمي، يا سلام على كده».
عٌرف سناء سافع بـ«فيلسوف الفن» نظرًا لتمكنه من اللغة العربية وإسهاماته البارزة في الأعمال التاريخية، حيث تميز بأدائه العميق وإحساسه الفريد.
أعماله السينمائية والتليفزيونيةقدم سناء شافع عدة أعمال سينمائية وتليفزيونية مهمة، منها: أفلام: «الموظفون في الأرض، حتى لا يطير الدخان، فوزية البرجوازية، مسجل خطر، سمارة الأمير».
وفي التليفزيون قدم مسلسلات: «الزيني بركات، حضرة المتهم أبي، ليالينا 80، صابرين، القمر آخر الدنيا».
كان سناء شافع مُحبًا لمصر، ومخلصًا لفنه حتى آخر لحظة في حياته، ورحل عن عالمنا يوم 12 أغسطس 2020 على إثر أزمة صحية تعرض لها في منتصف شهر يوليو، عن عمر 77 عامًا.
اقرأ أيضاًفي ذكرى وفاته.. قصة 9 زيجات في حياة الفنان سناء شافع
في ذكرى رحيله الثانية.. سناء شافع تزوج 9 مرات آخرهم من «تلميذته»