سلطت صحيفة "كوميرسانت" الروسية الضوء على استماتة الملياردير الأمريكي صاحب شركة تسلا موتورز و"سبيس إكس" إيلون ماسك في دعم مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في الفترة الممتدة بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر ضخ إيلون ماسك مبلغا قدره 75 مليون دولار في حملة انتخابات المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب.



المحرض الملياردير

وأضافت الصحيفة أن الأموال حولت إلى لجنة العمل السياسي الخارقة، التي أنشأها ماسك نفسه. ومن الناحية الرسمية، لا ترتبط اللجنة بدونالد ترامب أو الحزب الجمهوري، بل تدافع عن قيم مماثلة.

وخلافاً لأغلب لجان العمل السياسي الأخرى، التي تنفق أغلب أموالها على الإعلانات التلفزيونية، تركز لجنة العمل السياسي الخارقة على العمل الميداني، بحيث يتوجه القائمون على جمع الأصوات إلى الولايات المتأرجحة لإقناع الناخبين بالتصويت لصالح مرشح الحزب الجمهوري.



ويمارس ماسك أنشطة مماثلة؛ ففي 16 تشرين الأول/أكتوبر، أعلن اعتزامه زيارة جميع أنحاء ولاية بنسلفانيا، كونها ولاية فاصلة من حيث نتائج الانتخابات، للقاء الناخبين. ورغم أن الدخول إلى الاجتماعات مجاني، غير أن الناخبين مطالبين بالتوقيع على عريضة لدعم التعديل الدستوري بشأن حرية التعبير وحق حمل السلاح.

ويلفت الخبراء إلى أن هذه واحدة من أكبر المحاولات لجمع المعلومات الشخصية وبيانات الناخبين. وتهدف المبادرة إلى جمع معلومات عن مليون ناخب على الأقل في ولايات مثل بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان ونورث كارولينا، حيث نتائج كامالا هاريس ودونالد ترامب تكاد تكون متساوية في التصنيفات.

وفي دعمه لدونالد ترامب، يعتمد إيلون ماسك نفس الإستراتيجيات التي يستخدمها في مجال الأعمال. وفي إشارة إلى العلاقة التي تدهورت في ظل إدارة جو بايدن، قال ماسك إنها لن تكون أفضل حالًا مع كامالا هاريس.

من جانبه؛ وعد دونالد ترامب في حال فوزه بالانتخابات تعيين الملياردير على رأس لجنة جديدة تدعى لجنة الكفاءة الحكومية مهمتها مراجعة عمل الحكومة والمؤسسات المالية بشكل شامل وتقديم توصيات بشأن "التغييرات الأساسية".

تجاهل كامل

وبحسب الصحيفة؛ لم يكن ماسك من المؤيدين المتحمسين للجمهوريين أو مهتما بالشأن السياسي من الأساس. فقبل انتخابات سنة 2004، تبرع رجل الأعمال بألفي دولار لمرشحين في وقت واحد وهما الجمهوري جورج دبليو بوش والديمقراطي جون كيري. في سنة 2015، أشار إيلون ماسك إلى اضطراره للانخراط في الشأن السياسي من أجل عمله.

وبفضل العلاقة الودية التي جمعته مع إدارة باراك أوباما طيلة الفترة الفاصلة بين عامي 2009 و2017، صرح  ماسك  في ذروة المعركة الانتخابية بين دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون في سنة  2016،  أن ترامب ليس الشخص الذي تحتاجه الولايات المتحدة.

لكن بدءًا من سنة 2017 تغير الوضع؛ حيث بدأ إيلون ماسك في الإنفاق على حملات الحزب الجمهوري سبعة أضعاف المبلغ المخصص لحملات الحزب الديمقراطي. وبدأ يتفاعل بنشاط مع البيت الأبيض في المواضيع التي تهمه. في الوقت نفسه، لم يكن هناك أي بوادر تعاطف شخصي. في سنة 2020، وصف ماسك دونالد ترامب ب "الخاسر بدم بارد". وبعد تنصيب جو بايدن في كانون الثاني/يناير 2021، أعرب الملياردير عن سعادته بهذا الحدث كاشفا عن خططه للعمل بشكل وثيق مع الإدارة في مكافحة تغير المناخ.

لكن على مدى ثلاث سنوات ونصف، وبسبب السياسة التي انتهجتها إدارة جو بايدن تجاه شركة تسلا تدهورت العلاقات بشكل حاد.

وأفادت الصحيفة أنه في آب/أغسطس 2021، بدأت تظهر بوادر خلاف حقيقي بين ماسك وبايدن بعد تجاهل الأخير دعوة ماسك باعتباره صاحب شركة تسلا إلى حدث مخصص للسيارات الكهربائية في البيت الأبيض، على الرغم من أن تسلا  الشركة الرائدة بلا منازع في هذا المجال. في الوقت نفسه، حضر الاجتماع جميع منافسي تسلا، مما أثار غضب ماسك الذي أعلن حربًا حقيقية على تويتر ضد إدارة البيت الأبيض. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، وفي حدث آخر بشأن قانون الاستثمار في البنية التحتية وفرص العمل، تجاهل بايدن مرة أخرى إنجازات الشركة.

وبعد مرور عام وفي خضم خطابه عن وضع الدولة، أشاد بايدن مرة أخرى باستثمارات شركة فورد وجنرال موتورز في السيارات الكهربائية دون ذكر شركة تسلا.



من جانبه في كانون الأول/ديسمبر 2021، انتقد ماسك برنامج جو بايدن الشامل تحت مسمى"إعادة البناء بشكل أفضل" الذي يهدف إلى استعادة التصنيع في الولايات المتحدة. واعترض ماسك على التشريع الذي ينص على توفير ائتمانًا ضريبيًا يصل إلى 12500 دولار للأمريكيين الذين يشترون السيارات الكهربائية المصنعة من قبل العمال المنتمين الى النقابات لأن شركة تسلا لم تكن خاضعة لهذا القانون. في المقابل، استفادت شركتا فورد وجنرال موتورز، اللتان يعتبر موظفوها أعضاء في نقابة عمال السيارات من هذا المقترح.

أكثر تحفظًا من العديد من المحافظين

ولفتت الصحيفة إلى أنه في البداية، اختار ماسك دعم حاكم فلوريدا رون دي سانتيس. ولكن بعد انسحابه من السباق ودعوته لدعم الرئيس السابق، أعلن ماسك دعمه لترامب. منذ ذلك الحين، يقف ماسك إلى جانب الجمهوريين. وقد تجلى ذلك في تدخله في النزاعات المتعلقة بمكافحة الهجرة غير الشرعية وزيارته الحدود بين تكساس والمكسيك للقاء سياسيين محليين ومسؤولين عن إنفاذ القانون وتقييم الوضع من عين المكان.

ومثل معظم الجمهوريين، انتقد إيلون ماسك الإدارة نفسها ونائبة الرئيس كامالا هاريس شخصيًا بسبب سياسات الهجرة غير الفعالة. كما جادل ماسك بأن جذب المهاجرين إلى الولايات المتحدة جزء من إستراتيجية الديمقراطيين الانتخابية، مشيرًا إلى أن الحزب الديمقراطي الأمريكي يضفي الشرعية على المهاجرين غير الشرعيين لأن أغلبهم يصوتون لصالح الديمقراطيين.

ملك منصة "إكس"

ويستخدم ماسك عند مهاجمة الديمقراطيين الموارد المتاحة له، وعلى وجه الخصوص، حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس". فمنذ إعلانه عن دعمه لدونالد ترامب في تموز/يوليو، نشر إيلون ماسك ما لا يقل عن 109 منشورًا  حول ترامب والانتخابات، مشيرا في إحدى منشوراته إلى أن فوز كامالا هاريس يهدد بـ"نهاية أمريكا"، لأن البلاد ستتحول إلى "دولة اشتراكية ذات حزب واحد".  إلى جانب ذلك وصف ماسك حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز المرشح لمنصب نائب الرئيس في السباق الانتخابي بالمهرج والمريض النفسي.

في السياق ذاته، يعتقد المحللون الأمريكيون أن تحالف المحافظين مع ماسك أداة مهمة للغاية في الحرب ضد الديمقراطيين.

في ختام التقرير نوه الموقع بأن الديمقراطييين لا يعيرون منصة إكس أي اهتمام. بحسب صحيفة واشنطن بوست، في الفترة بين السادس من آذار/ مارس والأول من تشرين الأول/أكتوبر، أنفق أصحاب الحسابات التي تروج للمرشح الجمهوري على منصة"إكس" ثلاثة أضعاف ما أنفقه أصحاب الحسابات الديمقراطية. في المقابل، يهيمن الديمقراطيين على المنصات المملوكة لشركة غوغل وميتا وكذلك على شاشات التلفزيون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ماسك ترامب الانتخابات الرئاسية امريكا الانتخابات الرئاسية ترامب ماسك صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحزب الجمهوری دونالد ترامب کامالا هاریس إیلون ماسک شرکة تسلا جو بایدن إلى أن

إقرأ أيضاً:

لماذا فشل ترامب في إخضاع بوتين؟

في زمن تتكاثف فيه أزمات النظام الدولي، وتتعثر فيه موازين الردع التقليدي، تغدو الحرب في أوكرانيا أكثر من مجرد صراع مسلح على تخوم أوروبا الشرقية، إنها لحظة انعطاف في الإدراك الإستراتيجي الأميركي، ومرآة كاشفة لتحول معايير الفاعلية السياسية في عالم ما بعد الهيمنة.

فمنذ أن دخل دونالد ترامب البيت الأبيض متسلحا بوعد انتخابي مفرط في بساطته، يعد بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة، بدأ التناقض يتسع بين خطاب الصرامة وأداء التردد، وبين منطق الصفقات وواقع النار.

ولم تمضِ سوى مئتي يوم حتى بدأت معالم العجز تظهر، لا كفشل ظرفي في إدارة الأزمة، بل كاختبار وجودي لمقدار ما تبقى من صدقية واشنطن كقوة قادرة على إدارة النظام لا الانكفاء أمامه.

لم يجد ترامب في فلاديمير بوتين الطرف الذي يمكن جذبه إلى طاولة تفاوض بنكهة السوق، بل واجه عقلا جيوسياسيا متمرسا لا يراكم النقاط بل يسعى للحسم، ولا يهادن إلا من موقع القوة.

رفض بوتين كل مساعي التجميد، ورفع من سقف شروطه حد المطالبة بانسحاب أوكرانيا من الأراضي التي ضمتها روسيا، وضمان عدم انضمامها إلى الناتو، ونزع سلاحها بالكامل، واضعا بذلك معادلة جديدة لا ترى في التسوية سوى غطاء للانتصار، ولا تقبل بأقل من إقرار دولي بخطته لإعادة ترسيم البيئة الأمنية لروسيا.

هذه الشروط، وإن بدت مستحيلة في نظر كييف والدول الغربية، جاءت مدعومة بإيقاع عسكري متقدم؛ فالقوات الروسية، خلال الشهرين الماضيين فقط، استولت على أكثر من ألف كيلومتر مربع، بينما فقدت أوكرانيا ما يقرب من سبعة آلاف كيلومتر مربع منذ بداية 2023.

ما يعني أن المبادرة على الأرض تميل بشكل متزايد لصالح موسكو، وأن آلة الحرب الروسية لم تتأثر بعد بما يكفي لاختلال ميزان المعركة.

وفي الوقت الذي كانت واشنطن تلوح بعقوبات جديدة، بدا أن أدوات الضغط القديمة فقدت زخمها. ففرض عقوبات ثانوية على شركاء روسيا التجاريين بدا أقرب إلى إطلاق الرصاص في الفراغ.

إعلان

فالهند، مثلا، واصلت شراء النفط الروسي بموجب عقود طويلة الأجل وبأسعار تفضيلية، بل وأعادت تصديره محققة أرباحا ضخمة، في تجاهل تام لتحذيرات واشنطن.

وقد ردت نيودلهي بلهجة صارمة، واصفة استهدافها بأنه غير مبرر وغير معقول، في مؤشر واضح على حدود التأثير الأميركي حتى على حلفائه التقليديين. ولم تكن الصين وتركيا بأقل تمردا، ما جعل فرض العقوبات الشاملة أمرا محفوفا بالمخاطر الاقتصادية والسياسية في آن واحد.

وحتى مع تصعيد اللهجة، وتحديد مهل زمنية لإنهاء الحرب، بدا أن ترامب نفسه يشكك في جدوى ما يهدد به، إذ أقر في تصريح لافت: لا أعرف ما إذا كانت العقوبات تزعج بوتين، ثم استدرك: الروس بارعون جدا في التحايل عليها، في اعتراف مبطن بعجز الأداة الاقتصادية عن كبح جماح الرغبة الروسية في الحسم.

وفي لحظة بحث عن مخرج سياسي يحفظ ماء الوجه، عادت واشنطن للتلويح بمقاربة اللقاء المباشر، حيث أثيرت مجددا فكرة عقد قمة مرتقبة بين ترامب وبوتين، كتجسيد أخير لمحاولة الالتفاف على الميدان عبر مسار شخصي.

فقد وصل المبعوث الخاص للرئيس الأميركي وصديقه الشخصي، ستيف ويتكوف، إلى موسكو بصفة تمهيدية، وهو الذي سبق أن التقى بوتين دون مترجم رسمي، وتبادل معه الهدايا الشخصية، من بينها لوحة زيتية لدونالد ترامب نفسه، في مشهد أقرب إلى الطقس الدبلوماسي منه إلى المفاوضات الفعلية.

وقد سُربت معلومات تفيد بأن احتمال عقد قمة بين الزعيمين لم يُستبعد تماما، رغم غياب أي مؤشرات فعلية على استعداد بوتين للجلوس من موقع غير المنتصر.

وإن كان ترامب قد راهن منذ البداية على العلاقة الشخصية مع بوتين، فإن وقائع الميدان لا تساير ذلك الرهان، بل تقوضه. وظلت موسكو ترفض الانخراط في أي مفاوضات جدية، مواصلة عملياتها البرية، ومكثفة قصفها للمراكز المدنية، فيما كانت الإدارة الأميركية تمارس ضغطا عكسيا على كييف، حاثة إياها على القبول بتنازلات واقعية قد تفضي إلى اتفاق غير مشرف.

أما على الأرض، فتواصل روسيا قصفها المكثف باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ، مستهدفة البنية التحتية المدنية والعسكرية، في تكتيك منهجي يرهق الدفاعات الجوية الأوكرانية التي تعتمد بشكل شبه كلي على المساعدات الغربية.

بيد أن هذه المساعدات، ورغم رمزيتها، بدأت تظهر محدودية فعلية، لا بفعل تراجع الإرادة السياسية فقط، بل نتيجة العجز الصناعي البنيوي في كل من أوروبا والولايات المتحدة.

فالمصانع الغربية، المصممة لحروب محدودة أو حملات جوية خاطفة، ليست قادرة على مجاراة الطلب المتسارع في حرب استنزاف طويلة الأمد، خصوصا في مجال الدفاع الجوي، الذي بات يمثل نقطة الضعف المركزية في الأداء الأوكراني.

في هذا السياق، تتعمق أزمة واشنطن، لا لأنها عاجزة عن الدعم، بل لأنها لا تملك تصورا إستراتيجيا قادرا على ترجمة الدعم إلى نصر أو تسوية.

لقد تحول الصراع في أوكرانيا إلى مرآة لبنية القرار الأميركي: مترددة في التصعيد، عاجزة عن الانسحاب، محاصرة بوعود انتخابية، ومقيدة بتحالفات لا تتحمل صدمات مفاجئة.

وزاد من قتامة الصورة، رهان ترامب منذ البداية على علاقته الشخصية ببوتين، معتقدا أن الرجل الذي خاطبه مباشرة، وأبدى له الاحترام، يمكن استمالته، أو على الأقل، احتواؤه. غير أن الميدان كان أقسى من المجاملات، والسياسة الدولية أكثر عنادا من الكلمات.

إعلان

وقد بلغ التوتر ذروته حين صعّد ترامب لهجته بعد تبادل حاد مع ديمتري ميدفيديف، معلنا تحريك غواصتين نوويتين كرد رمزي على التصعيد الروسي، ثم سرعان ما عاد إلى التهدئة، مكتفيا بالقول إن الغواصات في مواقعها.

لكنه، رغم هذه التصعيدات العرضية، بدا عاجزا عن فهم دوافع الكرملين، معترفا صراحة بأنه لا يعرف لماذا تصر روسيا على مواصلة الحرب، قائلا: هذا لا معنى له بالنسبة لي، في اعتراف نادر من رئيس أميركي بأن خصمه يفكر خارج الأطر المفهومة في واشنطن.

ووسط هذا التعقيد، تبدو أوكرانيا كمن يقاتل على جبهتين: ضد عدو يتقدم، وضد حليف يتردد. إنها تدفع الثمن ليس فقط في الجغرافيا والدماء، بل في الإخفاقات المتتالية للنظام الدولي الذي وعدها بالدعم، ثم تركها تنهار على مراحل، تماما كما تُطفأ الشموع واحدة تلو الأخرى في غرفة لا أبواب لها.

لم تعد الحرب مجرد اختبار إرادات، بل اختبار سرديات. فالرئيس الأميركي الذي بنى صورته على أنه صانع قرارات حاسمة، بات محاطا بشكوك تتنامى، داخل بلاده وخارجها، حول قدرته على التأثير في صراع يتجاوز حدود أوراق الضغط التقليدية.

لقد تبين أن الحرب في أوكرانيا ليست نزاعا قابلا للحل عبر تغريدة أو صفقة، بل هي اشتباك إستراتيجي طويل النفس، يُعاد فيه تشكيل التوازنات، وتتبدل خلاله مواقع القوى.

ترامب لم يفشل في تحقيق وعده فقط، بل كشف أن الرهانات المبنية على شخصنة السياسة الخارجية، وتبسيط صراعات معقدة في قوالب إعلامية، لن تصمد أمام وقائع الميدان.

أما بوتين، فبدا كمن يكتب نص الانتصار على مهل، مؤمنا بأن الهيمنة لا تُستعاد بالخطابة، بل بالزحف البطيء والمدروس، وأن الجغرافيا حين تمسك بخناق الوقت، تنقلب من ساحة صراع إلى أداة كتابة للتاريخ.

وبين هذا وذاك، يبقى النظام الدولي معلقا على أسلاك النار، عاجزا عن فرض النهاية، أو منع اتساع البداية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يتهم أبل بالتلاعب في تصنيفات تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم “حماس” بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • تصاعد التوترات السياسية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج
  • بعد تفضيلهم «ChatGPT» على «Grok».. إيلون ماسك يهدد بمقاضاة أبل
  • إيلون ماسك يتهم آبل بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • نائب الحزب يصعّد: لن نسلّم إبرة.. والحكومة لن تكمل حتى الانتخابات النيابية المقبلة!
  • رئيس غينيا بيساو يقيل رئيس الوزراء قبيل الانتخابات الرئاسية
  • انفجار صور.. الشرارة التي قد تشعل بركان لبنان.. .!!
  • لماذا فشل ترامب في إخضاع بوتين؟