زيارة بلينكن الحالية إلى الشرق الأوسط.. لماذا تختلف عن سابقاتها؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
الزيارة التي بدأها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط، الثلاثاء، هي الزيارة رقم 11 إلى المنطقة منذ السابع من أكتوبر 2023، لكنها الأولى منذ مقتل زعيم حماس يحيى السنوار الأسبوع الماضي.
وعلى مدى أكثر من عام ظل الرهان على الجهود الدبلوماسية، وإن لم تفلح حتى الآن، لوضع حد للحرب الدائرة في قطاع غزة وإنهاء الصراع الذي انبثق عنها بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل.
وتشمل جولة بلينكن في الشرق الأوسط زيارة قطر والأردن، بعد استكمال لقاءاته مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ومسؤولين آخرين.
ويرى نائب رئيس البعثة الإسرائيلية في واشنطن، إلياف بنجامين، أن زيارة بلينكن هذه المرة تأتي للتعبير عن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل والسعي لهزيمة "الشر والإرهاب".
وأشار بنجامين في مقابلة مع قناة "الحرة" إلى أن الزيارة جاءت مع إحياء ذكرى مرور عام على هجوم حركة حماس على مجمعات سكنية في محيط قطاع غزة في السابع من أكتوبر مما أدى إلى اندلاع الحرب التي لا تزال مستمرة.
وبالنسبة إلى ما حققته إسرائيل حتى الآن في حربها، سواء في قطاع غزة أم في لبنان، قال بنجامين: "عندما دخلنا هذه الحرب التي أرغمنا على دخولها كان الهدف هو تأمين شعب إسرائيل في الجنوب والشمال وأن يعود الناس إلى بيوتهم في الجنوب والشمال والتخلص من قدرات حماس ومنعها من حكم غزة أو تنظيم مثل هذه الهجمات التي تنطلق من غزة، وأخيرا وليس آخرا الإفراج عن كل رهينة من الرهائن".
وقال: "نحن نقترب من تحقيق كل هذه الأهداف وهذا ما سنستمر في عمله. استطعنا أن نزيح من المعادلة قيادتي حماس وحزب الله، أما بالنسبة لشعبي غزة ولبنان يجب أن يفهموا كيف أنهم كانوا رهائن لهذه القيادات".
وبينما تحيط جولة بلينكن آمال بأن يمثل مقتل السنوار، فرصة جديدة لإحلال السلام، فإن إسرائيل لم تظهر حتى الآن أي علامة على التراجع في حملتها العسكرية ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، حيث تدفع الولايات المتحدة بقرار مجلس الأمن رقم 1701 لإنهاء الصراع اللبناني الإسرائيلي.
ولدى لقائه بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عقب محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اعتبر بلينكن أن "مقتل السنوار يوجِد فرصة كبيرة لإعادة الرهائن إلى ديارهم، لإنهاء الحرب وضمان أمن إسرائيل".
وفي هذا الإطار، يقول بنجامين لقناة "الحرة" إن "السنوار كان عقبة أمام أشياء كثيرة، حيث كان متشددا وقرر ألا يوافق على الاتفاقيات التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن، كما عطل الفرص أمام شعب غزة وإسرائيل والمنطقة، ونحن نسعى للإفراج عن الرهائن وهذا سيجلب وقف إطلاق النار ويخفف معاناة شعب غزة وإسرائيل الذي يعاني منذ السابع من أكتوبر".
وبينما أكد أن "مقتل السنوار يمنح فرصا"، قال بنجامين إن "كل ما علينا عمله هو التفكير هل هناك ضغط كاف على حماس من قطر ومصر والولايات المتحدة والمجتمع الدولي كي تقبل هذه الصفقة".
وكان مسؤولون أميركيون قد ذكروا أن بلينكن سيركز في محادثاته مع القادة الإسرائيليين على ترتيبات إعادة إعمار غزة وحكمها بعد الحرب، وهي مسألة أساسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ونقلت رويترز عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن سيناقش في إسرائيل ردها المتوقع على إيران بعد هجومها الذي شنته على إسرائيل بصواريخ باليستية في الأول من أكتوبر الجاري، وما إذا كان حجم ردها قد يؤدي إلى اضطرابات في أسواق النفط ويهدد بإشعال حرب شاملة بين الخصمين اللدودين.
وبشأن ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية المتوقعة على إيران لرد الاعتبار فقط أما أنها لردع طهران، قال بنجامين إن "الأمر يتعلق بالتأكيد بالردع وجعل إيران تفهم أنها لن تحصل على حرية في الهجوم على إسرائيل للمرة الثانية".
وأضاف بنجامين أن إيران "أطلقت مئات الصواريخ ويجب أن تحاسب من جانب المجتمع الدولي وهذا لم يحدث بعد، ويجب أن تفهم أن هناك ثمنا تدفعه للهجوم على دولة سيادية وتهديد إسرائيل وهذا لا يمكن أن يمر دون محاسبة".
وفي ما يتعلق بما إذا كان هناك مسار دبلوماسي لخفض التوتر في المنطقة، قال بنجامين: "نحن معنيون بالانخراط في هذه القضايا ولكن علينا أن ننتصر في حروب على سبع جبهات مختلفة، وهناك أعداء يحاولون تدميرنا وسوف نهزمهم، وعندما نهزمهم نستطيع أن نتحدث عن الأطر الدبلوماسبة المناسبة بما يجلب الأمن لشعب إسرائيل وشعوب المنطقة أيضا".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الثلاثاء لوزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن إن بلاده تعول على دعم واشنطن "بعد مهاجمتها إيران" للرد على هجوم صاروخي شنته طهران على إسرائيل في الأول من أكتوبر.
وخلال مباحثات أجراها مع بلينكن في تل أبيب "بشأن العدوان الإيراني ونشاطات إيران الإرهابية من خلال وكلائها في الشرق الأوسط، شدد (غالانت) على ضرورة أن تساند الولايات المتحدة إسرائيل بعد مهاجمتها إيران" على ما جاء في بيان صادر عن أجهزته. وأكد البيان "هذا سيعزز الرد الإقليمي وسيضعف محور الشر".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الشرق الأوسط من أکتوبر
إقرأ أيضاً:
العاصفة”بايرون” تضرب عدة دول في الشرق الأوسط بينها الاردن
صراحة نيوز- وكالات
حذرت هيئات الأرصاد الجوية من اقتراب العاصفة العنيفة “بايرون” من الشرق الأوسط، بعد أن خلفت أضرارا كبيرة في اليونان وقبرص.
وأكدت هيئات الأرصاد أن تأثيرات العاصقة قد تستمر لعدة أيام وسط مخاوف من كارثة جوية في بعض المناطق.
من المتوقع أن تصل بقايا العاصفة “بايرون” إلى منطقة شرق البحر المتوسط، بما في ذلك الأردن ودول أخرى، اعتباراً من اليوم الأربعاء حاملةً معها أمطاراً غزيرة ورياحاً قوية واحتمال حدوث سيول.
مسار العاصفة.. التأثير المتوقع في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان
ضربت العاصفة “بايرون” اليونان وقبرص في البداية، متسببة في فيضانات مدمرة وأضرار في البنية التحتية، وهي الآن تتحرك شرقا نحو منطقة المشرق العربي.
الأردن: تتأثر المملكة تدريجيا بامتداد منخفض جوي اعتبارا من يوم الأربعاء، مما يؤدي إلى أجواء باردة وغائمة جزئيا إلى غائمة أحيانا. من المحتمل أن تكون الأمطار غزيرة على فترات ومصحوبة بالرعد وتساقط حبات البرد، مما قد يؤدي إلى جريان السيول في الأودية والمناطق المنخفضة، بما في ذلك الأغوار والبحر الميت.
فلسطين: تستعد سلطات الطوارئ والإنقاذ لموجة الأمطار المتوقعة يوم الأربعاء، مع تحذيرات من فيضانات مفاجئة ورياح قوية في عدة مناطق
سوريا ولبنان: من المتوقع أن تؤثر العاصفة على مناطق واسعة في شرق البحر المتوسط، بما في ذلك أجزاء من سوريا ولبنان.
وأصدرت الجهات المعنية تحذيرات مشددة بشأن مخاطر السيول المفاجئة، خاصة في مناطق الأودية والمناطق الصحراوية.
وبحسب التوقعات، تبدأ تأثيرات العاصفة اعتبارا من يوم الأربعاء، على أن تبلغ ذروتها يوم الخميس، مع استمرار أجواء عاصفة وماطرة حتى نهاية الأسبوع. وتشمل التحذيرات أمطارا غزيرة، رياحا قوية، انخفاضا حادا في درجات الحرارة، واحتمال تشكل فيضانات وسيول في مناطق واسعة.
وتستند التحذيرات في الشرق الأوسط إلى ما خلفته “بايرون” من دمار واضح في اليونان وقبرص خلال الأيام الماضية. ففي اليونان، تسببت الأمطار الغزيرة بفيضانات أغرقت قاعدة الجناح القتالي 112 الجوية في إليفسينا، حيث غمرت المياه حظائر طائرات حساسة تستخدم لصيانة طائرات رسمية، بينها طائرات رئيس الوزراء ووزير الخارجية، ما استدعى إجراءات طارئة لحماية المعدات.
كما أعادت العاصفة إلى الأذهان سيناريو عام 2023، حين تسببت عاصفة “دانيال” بإغراق قاعدة ستيفانوفيكيو الجوية قرب فولوس، وظهرت آنذاك مروحيات عسكرية غارقة في المياه، بعد أن ارتفع منسوبها داخل بعض الحظائر إلى نحو خمسة أمتار، ما فتح تحقيقات حول قصور الإجراءات الوقائية.
وفي ضوء هذه السوابق، يتوقع رفع مستوى الجاهزية في دول الشرق الأوسط، وتنظيف مجاري السيول، وتأمين البنية التحتية الحيوية، تحسبا لفيضانات مفاجئة وانقطاع محتمل في الكهرباء والطرقات.
وأكد خبراء طقس أن ما شهدته اليونان وقبرص قد يتكرر بنسب متفاوتة في المنطقة، مشددين على أن الاستعداد المبكر هو العامل الحاسم لتقليل الخسائر البشرية والمادية