كارنال، الهند – في ظل حرارة الشمس الحارقة، تتجلى مأساة حقيقية في كارنال، إحدى مدن ولاية هاريانا شمال الهند. هنا، حيث تتناثر المنازل المهجورة، يُعتبر هذا الواقع شاهداً على أزمة متفاقمة تدفع الشباب الحالمين بحياة أفضل إلى اتخاذ مخاطر غير مسبوقة.

النائبة هالة أبو السعد: مصر تواجه الهجرة غير الشرعية بخطة وطنية شاملة مدبولي يُلقي كلمة بحفل إطلاق خطة العمل الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية

الجدير بالذكر أن هؤلاء الشباب، الذين يفتقرون إلى الفرص في بلادهم، يدفعون آلاف الدولارات للتهريب عبر دول متعددة للوصول إلى الولايات المتحدة.

يقول أنكيت تشودري، طالب الحقوق: "إنها الطريق الخطير"، مشيراً إلى المسار المعروف بـ "طريق الأتان"، والذي يتضمن عبور عدة دول قبل القفز إلى الولايات المتحدة.

تشودري، الذي دفع أكثر من 50,000 دولار لوكالة تهريب، فقد كل شيء عندما تم القبض على وكيله. ومع ذلك، فإن هذا الموقف المأساوي يعكس زيادة ملحوظة في أعداد الهنود الذين يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، حيث ارتفع الرقم من 8,027 في السنة المالية 2018-2019 إلى 96,917 في 2022-2023.

وفي تقرير حديث من مركز بيو للأبحاث، وُجد أن الهنود كانوا ثالث أكبر مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة بعد المكسيكيين والسلفادوريين. وتعكس هذه الأرقام اليأس الذي يعيشه المواطنون الهنود، في تباين صارخ مع الصورة القوية التي يسعى رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لترويجها على الساحة الدولية.

مودي، الذي يهدف إلى تحويل الهند إلى قوة عظمى بحلول عام 2047، يؤكد أن "الهند المتطورة" هي بلد يتيح لكل شخص فرصة لتحقيق أحلامه، بغض النظر عن ظروفه الاجتماعية. لكن، على ما يبدو، فإن الواقع يختلف عن هذه الصورة المثالية.

وعن هذه الأوضاع، يوضح تشودري: "الناس هنا لا يجدون مصدر دخل، وبعضهم يعاني من الجوع. ليس لدي خيار سوى الهجرة." وتظهر أرقام البطالة في ولاية هاريانا، حيث سجلت نسبة 6.1%، أعلى من المعدل الوطني، مما يضاعف المخاوف بين الشباب.

في جولة قام بها مراسلو CNN في كارنال، بدت الأزقة خالية من الشباب، بينما كان الرجال المسنون يجلسون على عتبات منازلهم، يشربون الشيشة ويلعبون الورق. المنازل التي يسكنها ذوو المهاجرين كانت واضحة، حيث تبدو فاخرة مع سيارات الدفع الرباعي والجرارات المزينة بعلم الولايات المتحدة، تم شراؤها من الأموال المرسلة من الخارج.

وفي حالة مماثلة، يقول راجيش كومار إن شقيقه مالكيت، مزارع الأرز، حاول الوصول إلى الولايات المتحدة بعد أن اقترضت العائلة 30,000 دولار لتمويل رحلته. وقد انطلقت رحلة مالكيت عبر عدة دول قبل أن يختفي.

تظهر الأرقام أن الهند تمتلك واحدة من أصغر متوسطات الأعمار في العالم، لكنها لم تستطع بعد الاستفادة من طاقات شبابها. وفي تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية، أُشير إلى أن الهنود المتعلمين بين 15 و29 عاماً هم أكثر عرضة للبطالة من أولئك غير المتعلمين.

وحول هذا الموضوع، أوضح المحلل موظف شستي من معهد سياسة الهجرة في نيويورك أن "عوامل الطرد هي التي تحفز الناس على اتخاذ قرار الهجرة". وقد انتشرت مقاطع الفيديو على منصات مثل يوتيوب، حيث يعرض المهاجرون تجاربهم ويدعون الشباب لتحقيق "الحلم الأمريكي".

ومع ذلك، لم تنجح جميع المحاولات. فقد توفي مالكيت أثناء رحلته، مما ترك عائلته في حزن عميق، لكنهم لم يتخلوا عن أحلامهم. يقول كومار: "يعلم الناس أنهم قد يموتون من البطالة، لذا يفضلون المخاطرة". وفي النهاية، أصبحت هذه الرحلة مسألة حياة أو موت للكثيرين.

بينما يستعد الجميع لمتابعة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، يظل مصير هؤلاء الشباب معلقًا على أمل الهجرة نحو حياة أفضل، حتى لو كانت هذه الطريق محفوفة بالمخاطر والمآسي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشباب الهندي الأمريكي ولاية هاريانا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات التجارية الأخيرة

يرى موقع "بلومبيرغ" أن الاتفاقات التجارية الأخيرة التي أبرمتها إدارة البيت الأبيض مع الاتحاد الأوروبي واليابان قد تأتي بنتائج عكسية وتصبح الولايات المتحدة الخاسر الأكبر من سياسة الرسوم الجمركية.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن البيت الأبيض يتفاخر باتفاقه التجاري الجديد مع الاتحاد الأوروبي، بعد اتفاق مماثل مع اليابان، باعتباره انتصارًا كبيرا.

الخاسر الأكبر
ويفرض الاتفاقان رسومًا جمركية بنسبة 15 بالمائة على معظم الصادرات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب شروط أخرى، ما يبدو وكأنه خطوة لإنهاء خطر الحرب التجارية المفتوحة وتجديد التأكيد على هيمنة الولايات المتحدة، وهو ما تفاعلت معه الأسواق المالية بشكل إيجابي.

لكن الموقع يعتبر أنه لا يوجد ما يستحق الإشادة، لأن الاتفاقين يشكلان خسارة لجميع الأطراف، وأفضل ما يمكن أن يتحقق هو أن تنتقل الإدارة الأمريكية إلى أولويات أخرى قبل أن تتسبب في مزيد من الأضرار.

من الناحية الاقتصادية البحتة، فإن الادعاء بأن الولايات المتحدة خرجت منتصرة من الاتفاقين هو ادعاء باطل، وفقا للموقع. فالرسوم الجمركية ما هي إلا ضرائب، وسرعان ما سيدفع المستهلكون الأمريكيون معظم الزيادة في التكاليف، إن لم يكن كلها. 

ولا تكمن المشكلة فقط في أن الواردات ستصبح أكثر تكلفة، بل إن المنتجين الأمريكيين للسلع المنافسة سيتعرضون لضغط أقل من حيث المنافسة والابتكار، مما سيدفعهم أيضًا لرفع الأسعار. وبمرور الوقت، ستؤدي هذه العوامل إلى تراجع مستوى المعيشة في الولايات المتحدة، وسيكون  الخاسر الأكبر من الرسوم الجمركية هو غالبًا البلد الذي فرضها.



تصاعد التوترات
يرى البعض أنه يمكن التعامل مع تكاليف الرسوم على المدى الطويل، طالما أن الاتفاقيات تضع حدًا للنزاعات التجارية.

وقد شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي أبرمت الاتفاق مع الولايات المتحدة نهاية الأسبوع، على هذه النقطة لتبرير خضوع الاتحاد الأوروبي للمطالب الأمريكية، مؤكدة أن الاتفاق وسيلة لاستعادة الاستقرار والتوقعات الواضحة للمستهلكين والمنتجين على حد سواء.

وأشار الموقع إلى أن كلا الاتفاقين، شأنهما شأن الصفقة التي أُبرمت سابقا مع المملكة المتحدة، يُنظر إليهما على أنهما اتفاقيات إطارية أكثر من كونهما صفقات نهائية.



وتنص الاتفاقية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على منح بعض السلع الأوروبية إعفاء من الرسوم الجمركية في السوق الأمريكية، لكنها لم تحدد بعد ما هي هذه السلع.

وحسب الموقع، يشعر المواطنون في أوروبا واليابان بأن حكوماتهم قد استسلمت أمام الضغوط الأمريكية، مما يزيد احتمالات عدم الاستقرار وتصاعد موجات المعارضة السياسية.

وأضاف الموقع أنه حتى في حال إبرام هذه الاتفاقيات، ستظل هناك نزاعات قائمة لا تقتصر على التجارة فقط، وقد تواصل واشنطن استخدام الرسوم العقابية أو التهديدات الأمنية كأدوات ضغط، بما يعني أن الاستقرار الذي تتحدث عنه فون دير لاين سيكون وهميا.

وختم الموقع محذرا من أن شعور الإدارة الأمريكية بأن الاتفاقات التجارية الأخيرة دليل على قدرتها على فرض كلمتها بدلًا من بناء شراكات حقيقية، يهدد بتصاعد التوتر عالميا وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى فشل الاستراتيجية الحالية.

مقالات مشابهة

  • ترامب يجدد التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء
  • التوتر الهندي الباكستاني.. هل تبقى القنوات الدبلوماسية جسراً لتجنب التصعيد؟
  • الولايات المتحدة تخفض الرسوم الجمركية على واردات ليسوتو بعد تهديدات بزيادتها
  • مبادرة بيئية تخدم آلاف المصلين على طريق الهجرة السريع
  • ترامب: على إيران تغيير نبرة تصريحاتها بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات التجارية الأخيرة
  • من وهم الترامادول لوعي القيادة.. جمال: 18 عامًا من الإدمان على طريق الموت| فيديو
  • مفتي الهند: الاعتراف بفلسطين دولةً مستقلة ذات سيادة كاملة خطوة مباركة في طريق العدالة
  • إيران تطالب الولايات المتحدة بتعويضات قبل الدخول في محادثات نووية
  • الولايات المتحدة تفرض رسومًا 50% على الواردات من النحاس