بوابة الوفد:
2025-05-09@21:07:31 GMT

شتات عربى مخيف!!

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

هناك خلط كبير بين فكرة المقاومة فى حد ذاتها، وبين الآثار والنتائج المترتبة عليها، وكذلك المردود السياسى لها.. وهناك أيضًا هوة شاسعة بين المواقف الرسمية للدول والحكومات وبين الرأى العام الشعبى وتوجهات الناس، وهذا التباين الذى وصل إلى حد التطرف فى بعض الآراء والمواقف سواء على المستوى الشعبى أو حتى الرسمى هو نتيجة طبيعية للصراع الطائفى الذى يضرب المنطقة، وبات يؤثر على القضايا الرئيسية والحيوية ويهدد مستقبل كل دول المنطقة.

. الحقيقة أن السيد عمرو موسى السياسى والدبلوماسى العريق قد رسخ فكرة المقاومة وكل ما يترتب عليها بشكل موضوعى بعيدًا عن أى تأثيرات عاطفية أو طائفية أو عرقية، عندما قال لولا وجود الاحتلال واستمرار هذا الاحتلال ما كان هناك حاجة لما حدث فى السابع من اكتوبر العام الماضى، وطالما كان هناك احتلال عسكر، ستكون هناك مقاومة، وإلا أصبح هناك خنوع وقبول بالوضع القائم فى ظل عجز دولى على مدار سنوات طويلة، مشيرًا إلى أن هناك جانبا هاما لنتائج المقاومة وهى فتح الآفاق السياسية من جديد على شتى المستويات الدولية.

تسارع وتيرة الأحداث منذ السابع من اكتوبر العام الماضى، وما تلاها من أحداث وعمليات إبادة جماعية وتطهير عرقى ومواقف وتوجهات الدول سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى، كشفت عن توجهات وتغيرات فى المواقف والرؤى، ويبدو أن عمليات الاغتيالات التى قام بها الكيان الصهيونى فى حق عدد من قيادات المقاومة، قد حددت بشكل قاطع ما هو أعمق وأخطر وهى حالة التباين الشديد بين المواقف الرسمية للحكومات وبين شعوبها هذا من جانب.. ومن جانب آخر حالة التباين الواضح الشعبى واختلافها على أساس طائفى وعرقى، فى ترسيخ لحالة من الشتات العربى المخيف، نتيجة الصراعات الطائفية المقيتة التى باتت تشكل قضية العرب والمسلمين الأساسية، ولكن على مستقبل عدد من الدول العربية التى تعج بالصراعات والفوضى، ومهددة بالتقسيم والتحلل إلى دويلات صغيرة وفرق متناحرة مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان، نتيجة صعود النزاعات الطائفية والعرقية فى مواجهة الدولة الوطنية التى تقوم وتحيا على المؤسسات واحترام الدستور والقانون، وترسيخ قيم المواطنة فى مواجهة كل مخططات التقسيم التى باتت للأسف جزءاً لا يتجزأ من ثقافة بعض الشعوب العربية التى تساهم فى تمرير هذه المخططات بدون وعى أو من خلال العمالة!

غياب الوعى العربى وانغماسه فى مشاكله الطائفية أثر بشكل واضح على قضاياه وأهدافه الاستراتيجية، وليس أدل على ذلك من حالة التباين الحاد والتناقض الشديد فى مواقف بعض الدول العربية بين الأمس واليوم تجاه نفس الأزمة ونفس القضية، وأقصد عندما خاضت مصر حرب 73 دفاعًا عن قضيتها والقضية الفلسطينية والعربية، والنتيجة الطبيعية لوقف أى حرب هى المفاوضات ثم الاتفاقيات، وهو ما حدث مع مصر، إلا أن المواقف العربية كانت متشددة إلى حد تجميد وقطع العلاقات مع مصر وحصارها اقتصاديًا.. ومع أن التجربة قد أكدت نجاح مصر فى تحقيق كل أهدافها السياسية والاستيراتيجية، وكان يمكن تحقيق كل أهداف العرب لولا مقاطعتهم.. إلا أن مصر لم تقدم أية تنازلات أو حتى إقامة تطبيع كانت تأمله إسرائيل، واستمرت مصر فى دعم القضية الفلسطينية على كل المستويات، وفى المقابل كشفت الأحداث على مدار العام الأخير عن التغيرات العميقة والخطيرة التى أدت إلى إقامة علاقات شاملة مع الكيان الصهيونى وصلت إلى حد التطبيع وكان لها تأثير واضح على القضية الفلسطينية، ثم كان الأخطر من آراء وتوجهات بعض المثقفين فى هذه الدول من إدانة المقاومة المشروعة تحت مزاعم واهية، والتشفى فى اغتيال قادة المقاومة تحت التأثير الطائفى الأعمى.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ فكرة المقاومة

إقرأ أيضاً:

برئاسة ليبيا.. الرباط تحتضن دورة استثنائية لـ«المنظمة العربية للطيران المدني»

افتتح وزير المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية ورئيس الجمعية العامة للمنظمة العربية للطيران المدني، محمد الشهوبي، أعمال الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للمنظمة في العاصمة المغربية الرباط، بحضور وزراء النقل من المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، إلى جانب رؤساء وفود الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.

تركزت المناقشات خلال الاجتماع على تنسيق المواقف العربية بشأن ملف ترشيحات الدول العربية لعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، وذلك في إطار التحضير للدورة المقبلة للجمعية العامة للمنظمة الدولية، المقرّر عقدها في نهاية سبتمبر المقبل.

وفي كلمته الافتتاحية، شدد الشهوبي على أهمية توحيد الصف العربي وتعزيز آليات التنسيق المشترك لدعم مرشحي الدول العربية، بما يعزز فرص تمثيلهم في مجلس المنظمة الدولية، ويسهم في تطوير وتنمية قطاع الطيران المدني العربي وتعزيز دوره على الساحة الدولية.

وتُعقد الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للمنظمة العربية للطيران المدني في إطار استعدادات مكثفة من الدول الأعضاء لتنسيق المواقف قبل انعقاد الجمعية العامة لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) في دورتها الـ42 المقررة نهاية سبتمبر المقبل في مونتريال بكندا.

وتعد هذه الدورة محطة محورية لبحث سبل تعزيز التمثيل العربي داخل المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في صياغة السياسات العالمية للطيران المدني. ويأتي هذا الاجتماع في سياق الجهود المستمرة لتوحيد المواقف العربية ومواجهة التحديات المتعلقة بالمنافسة على المقاعد المخصصة في المجلس التنفيذي للـICAO، بما يضمن حضورًا عربيًا مؤثرًا في صناعة القرار الدولي للطيران.

مقالات مشابهة

  • اجتماع تنسيقي لجلسة المزايدة العلنية لطرح الوحدات التجارية بمجمع المواقف في بني سويف
  • برئاسة ليبيا.. الرباط تحتضن دورة استثنائية لـ«المنظمة العربية للطيران المدني»
  • انتهاء أعمال رصف مواقف سوق وادي المعاول
  • سلاح مخيف تلجأ إليه الهند أثار مخاوف الجانب الباكستاني.. تعرف عليه
  • تحولات المواقف… بين الأمس واليوم
  • لقطة إنسانية مؤثرة تشعل مواقع التواصل: شاب يظلل والده من أشعة الشمس بالفيوم
  • انتهاء رصف مواقف سوق وادي المعاول
  • «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو فرض رسوم على السائقين بأحد المواقف بالقاهرة
  • دون وجه حق.. ضبط المتهم بفرض إتاوة على السائقين بالسلام
  • الحرب وازمنة الحرب