بوابة الوفد:
2025-06-28@05:52:29 GMT

شتات عربى مخيف!!

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

هناك خلط كبير بين فكرة المقاومة فى حد ذاتها، وبين الآثار والنتائج المترتبة عليها، وكذلك المردود السياسى لها.. وهناك أيضًا هوة شاسعة بين المواقف الرسمية للدول والحكومات وبين الرأى العام الشعبى وتوجهات الناس، وهذا التباين الذى وصل إلى حد التطرف فى بعض الآراء والمواقف سواء على المستوى الشعبى أو حتى الرسمى هو نتيجة طبيعية للصراع الطائفى الذى يضرب المنطقة، وبات يؤثر على القضايا الرئيسية والحيوية ويهدد مستقبل كل دول المنطقة.

. الحقيقة أن السيد عمرو موسى السياسى والدبلوماسى العريق قد رسخ فكرة المقاومة وكل ما يترتب عليها بشكل موضوعى بعيدًا عن أى تأثيرات عاطفية أو طائفية أو عرقية، عندما قال لولا وجود الاحتلال واستمرار هذا الاحتلال ما كان هناك حاجة لما حدث فى السابع من اكتوبر العام الماضى، وطالما كان هناك احتلال عسكر، ستكون هناك مقاومة، وإلا أصبح هناك خنوع وقبول بالوضع القائم فى ظل عجز دولى على مدار سنوات طويلة، مشيرًا إلى أن هناك جانبا هاما لنتائج المقاومة وهى فتح الآفاق السياسية من جديد على شتى المستويات الدولية.

تسارع وتيرة الأحداث منذ السابع من اكتوبر العام الماضى، وما تلاها من أحداث وعمليات إبادة جماعية وتطهير عرقى ومواقف وتوجهات الدول سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى، كشفت عن توجهات وتغيرات فى المواقف والرؤى، ويبدو أن عمليات الاغتيالات التى قام بها الكيان الصهيونى فى حق عدد من قيادات المقاومة، قد حددت بشكل قاطع ما هو أعمق وأخطر وهى حالة التباين الشديد بين المواقف الرسمية للحكومات وبين شعوبها هذا من جانب.. ومن جانب آخر حالة التباين الواضح الشعبى واختلافها على أساس طائفى وعرقى، فى ترسيخ لحالة من الشتات العربى المخيف، نتيجة الصراعات الطائفية المقيتة التى باتت تشكل قضية العرب والمسلمين الأساسية، ولكن على مستقبل عدد من الدول العربية التى تعج بالصراعات والفوضى، ومهددة بالتقسيم والتحلل إلى دويلات صغيرة وفرق متناحرة مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان، نتيجة صعود النزاعات الطائفية والعرقية فى مواجهة الدولة الوطنية التى تقوم وتحيا على المؤسسات واحترام الدستور والقانون، وترسيخ قيم المواطنة فى مواجهة كل مخططات التقسيم التى باتت للأسف جزءاً لا يتجزأ من ثقافة بعض الشعوب العربية التى تساهم فى تمرير هذه المخططات بدون وعى أو من خلال العمالة!

غياب الوعى العربى وانغماسه فى مشاكله الطائفية أثر بشكل واضح على قضاياه وأهدافه الاستراتيجية، وليس أدل على ذلك من حالة التباين الحاد والتناقض الشديد فى مواقف بعض الدول العربية بين الأمس واليوم تجاه نفس الأزمة ونفس القضية، وأقصد عندما خاضت مصر حرب 73 دفاعًا عن قضيتها والقضية الفلسطينية والعربية، والنتيجة الطبيعية لوقف أى حرب هى المفاوضات ثم الاتفاقيات، وهو ما حدث مع مصر، إلا أن المواقف العربية كانت متشددة إلى حد تجميد وقطع العلاقات مع مصر وحصارها اقتصاديًا.. ومع أن التجربة قد أكدت نجاح مصر فى تحقيق كل أهدافها السياسية والاستيراتيجية، وكان يمكن تحقيق كل أهداف العرب لولا مقاطعتهم.. إلا أن مصر لم تقدم أية تنازلات أو حتى إقامة تطبيع كانت تأمله إسرائيل، واستمرت مصر فى دعم القضية الفلسطينية على كل المستويات، وفى المقابل كشفت الأحداث على مدار العام الأخير عن التغيرات العميقة والخطيرة التى أدت إلى إقامة علاقات شاملة مع الكيان الصهيونى وصلت إلى حد التطبيع وكان لها تأثير واضح على القضية الفلسطينية، ثم كان الأخطر من آراء وتوجهات بعض المثقفين فى هذه الدول من إدانة المقاومة المشروعة تحت مزاعم واهية، والتشفى فى اغتيال قادة المقاومة تحت التأثير الطائفى الأعمى.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ فكرة المقاومة

إقرأ أيضاً:

‏هيئة البث الإسرائيلية: هناك اتصالات بشأن غزة لكن الشروط لم تنضج بعد لإرسال فريق تفاوضي إلى المحادثات

قالت ‏هيئة البث الإسرائيلية، إن هناك اتصالات بشأن غزة لكن الشروط لم تنضج بعد لإرسال فريق تفاوضي إلى المحادثات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة، أنه استهدف قاعدتين جويتين في غرب إيران، ما أدى إلى تدمير إحداهما.

وأفاد الجيش في بيان "في وقت سابق، ضرب الجيش الإسرائيلي قاعدتين تابعتين لسلاح الجو الإيراني في همدان وتبريز في غرب إيران، وقد تم تدمير قاعدة تبريز نتيجة للضربة".

وبعدما استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية ونووية في جميع أنحاء إيران، أطلقت طهران مسيّرات تلاها وابل من الصواريخ.

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة 63 شخصا من جراء الضربات الصاروخية الإيرانية.

مقالات مشابهة

  • «هناك شيء جديد في الأفق».. هنا الزاهد تخطف الأنظار في أحدث ظهور بـ فرنسا
  • ترامب: هناك أدلة على تدمير منشآت إيران النووية بشكل كامل
  • تفاصيل القبض على المطرب الشعبى محمود الحسيني بالبدرشين
  • مواقف الشارقة العامة مجانية الجمعة بمناسبة رأس السنة الهجرية
  • تفاصيل القبض على المطرب الشعبى محمود الحسيني لاتهامه بالاعتداء على طليقته
  • حريق في أحراج الجنوب… هل هناك استهداف إسرائيلي؟
  • خبراء: عملية خان يونس أكبر مقتلة للإسرائيليين هذا العام وأقسى من صواريخ ايران
  • بإشراف محمد الحوثي.. جهود قبلية تنهي قضية قتل بين آل الشغدري وآل القاضي وآل سلام في إب
  • الدبيبة يؤكد دعم جهود البعثة الأممية لتعزيز الاستقرار السياسي
  • ‏هيئة البث الإسرائيلية: هناك اتصالات بشأن غزة لكن الشروط لم تنضج بعد لإرسال فريق تفاوضي إلى المحادثات