بين يديه يتحول النحاس من مجرد مادة خام إلى لوحة فنية تتحدث عن تاريخ وحضارة، وعلى وقع إيقاع المطرقة، يستمر «عم سعيد» في كتابة فصل جديد في تاريخ الحرف اليدوية المصرية، ففي كل قطعة نحاسية، يحافظ على تراث أجداده، ويحكي حكاية حضارة عريقة.

حكاية عم سعيد الخولي وتعلمه للمهنة

«عم سعيد الفولي» فنان الحفر على النحاس يحاول الصمود أمام تحول الزمن بمهنته التي كادت أن تنقرض، ويتحدث عنها كما يتحدث المعشوق عن حبيبته قائلا «أعمل بمهنة النقش على النحاس منذ عام 1965 التي تعلمتها منذ أن كنت صغيرا بورشة نحاس بجوار منزلي في حي السيدة زينب بمنطقة بركه الفيل، وعملت فيها لمدة 13 عاما، ثم انتقلت للعمل بمهنتي في مدينة الغردقة لمدة 17 عاما، وانتقلت إلى مدينة شرم الشيخ منذ 20 عاما».

أبرز أعمال سعيد الفولي النحاسية

بدأت بصناعة التماثيل وطورت من نفسي حبا بمهنتي لأصنع الصواني والبرادات والأطباق التي أكتب عليها نقش قرآني أو فرعوني وأيضا الأباريق مثل «إبريق سي السيد»، مشيرا إلى أن تكلفة تصنيع النحاس عادة تكون أعلى من المادة الخام، مثل الرسم الهندسي عن طريق المسطرة والبرجل، مما يجعله يطلق العنان لخياله للإبداع به ويستخدم النحاس الأحمر والنحاس الأصفر.

وأضاف «علمت أولادي المهنة بجانب الدراسة حتى كبروا وشقوا طريقهم بمهن أخرى، ولكنهم يساعدوني حينما احتاجهم، مؤكدا على أن هذه الصناعة اليدوية لها محبيها، إذ أن يأتي له أصدقائه الأجانب والعرب خصيصا ليشتروا منتجاته النحاسية».

تطورات تسويق الحرف اليدوية

وأوضح أنه على الرغم من غزو المنتجات التي تصنعها الآلات إلا أن صانعي النحاس ظلوا يتمسكون بصناعتهم اليدوية، وبعد أن كان السياح يأتون خصيصا لاقتناء بعض المنتجات من هذه الصناعات قل الإقبال عليها مع توافر المنتجات الآلية بسعر زهيد، مما جعل صانعي الحرف اليدوية يهجرونها ويتجهون إلى أعمال أخرى بحثا عن «لقمة العيش».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صناعة النحاس شرم الشيخ جنوب سيناء النقش على النحاس سي السيد

إقرأ أيضاً:

«جمعية الإمارات للمتقاعدين».. جودة حياة وبداية عطاء

خولة علي (أبوظبي)


في إطار سعي جمعية الإمارات للمتقاعدين إلى تعزيز جودة حياة أعضائها، وإبراز دورهم الفاعل في خدمة المجتمع، قدمت الجمعية مبادرة تعليم الحرف التراثية والمهنية، التي تهدف إلى تمكين المتقاعدين من استثمار مهاراتهم ومواهبهم بما يسهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وتوفير مصادر دخل مستدامة، وتعزيز روح المشاركة المجتمعية، بما يجعلهم جزءاً فاعلاً في مسيرة التنمية الوطنية، ويعزز الترابط والتواصل.


جودة الحياة وقالت لطيفة خلفان الحافري الكتبي، عضو مجلس الإدارة ورئيس قسم التمكين بالجمعية، إن الجمعية عملت منذ تأسيسها على إطلاق مبادرات نوعية تسهم في تحقيق الرفاه للمتقاعدين وتمكنهم من المساهمة الإيجابية في المجتمع. وأوضحت أن مبادرة تعليم الحرف جاءت استجابة لرغبات الأعضاء واهتماماتهم، حيث تم توزيع استبيان لتحديد أكثر الحرف اليدوية المطلوبة، ومن خلاله تم تنفيذ عدد من الورش التدريبية المميزة مثل ورشة صناعة النسيج والقبعات، وورشة صناعة الدخون والعطور العربية، وورشة فن الكونكريت التي تتضمن تصميم قطع فنية وديكورات منزلية مثل الفازات والمباخر، بالإضافة إلى دورة صناعة الطاولات.

أخبار ذات صلة الشحي يُهدي الإمارات «الميدالية الأولى» في «آسيوية الشباب» أسطورتا مانشستر سيتي يشجعان اللاعبين في الإمارات على تطوير مهاراتهم


هذه الورش لم تكن مجرد تدريب على مهارة، بل مساحة للإبداع، وبوابة لإحياء الموروث الإماراتي بطريقة معاصرة. وأضافت: هذه الورش تركت أثراً إيجابياً واضحاً في نفوس المتقاعدين، إذ ساهمت في تعزيز التواصل الاجتماعي بينهم، ووفرت بيئة محفزة على الإبداع والعطاء، كما أتاحت لهم فرصة تبادل الخبرات وتنشيط الذهن واستعادة الثقة بالنفس. وأشارت إلى أن الإقبال المتزايد على المشاركة في هذه الدورات يعكس مدى نجاح المبادرة في تحقيق أهدافها، حيث وجد المتقاعدون فيها فرصة للتعبير عن أنفسهم، ومواصلة العطاء بروح جديدة. وكشفت الكتبي عن توجه الجمعية لتوسيع نطاق المبادرة خلال المرحلة المقبلة، مؤكدة أن هناك خططاً للاستعانة بالخبرات الوطنية والمؤسسات الحكومية المتخصصة لتطوير الحرف اليدوية بما يواكب متطلبات العصر.

كما سيتم إدخال حرف جديدة تناسب الرجال والنساء، ونقل هذه الورش إلى الجمهور وطلاب المدارس من خلال فريق الحرفيين في الجمعية، إضافة إلى المشاركة في المعارض المحلية والعالمية لإبراز إبداعات المتقاعدين، وتعزيز حضورهم المجتمعي، بما يترجم قيم العطاء والاستدامة. تجارب إيجابية وتحدثت فاطمة سعيد عبدالله السلامي، وهي إحدى المشاركات في المبادرة، عن تجربتها قائلة: إن انضمامي جاء بدافع رغبتي في استثمار عضويتي في الجمعية التي تتيح لأعضائها المشاركة المجانية في أنشطتها وورشها المختلفة. وأشارت إلى أن ورشة الكروشيه كانت من أكثر الأنشطة قرباً إلى قلبها، حيث أتاحت لها فرصة التعرف إلى مجموعة من الصديقات اللواتي تشاركهن الشغف نفسه.

وأضافت أن هذه التجربة كان لها أثر إيجابي كبير في حياتها بعد التقاعد، إذ ساعدتها على استعادة الشعور بالعطاء والإنتاج، كما تعلمت من خلالها صناعة القبعات والأغطية بطريقة بسيطة، مؤكدة أن الاستمرار في التدريب يسهم في تطوير مهاراتها للوصول إلى مستوى احترافي. تحقيق الاستدامة وأوضحت العضوة والمنتسبة للمبادرة الدكتورة فاطمة عيسى أن انضمامها إلى المبادرة جاء انطلاقاً من إيمانها بأن جمعيات النفع العام لم تعد تقتصر على تقديم الخدمات لأعضائها، بل أصبحت تركز على تنمية القدرات وتحقيق الاستدامة في العطاء.


ووصفت تجربتها في تعلم الحرف التراثية بأنها تجربة ثرية وممتعة أضافت إلى ثقافتها مهارات جديدة تنعكس إيجاباً على حياتها الشخصية والأسرية. وقالت: المبادرة أحدثت تحولاً إيجابياً في حياتي بعد التقاعد، إذ غيرتها نحو الأفضل، وجعلتني أستثمر وقتي فيما ينفع، مما ساعدني على تجاوز تحديات هذه المرحلة واستعادة الثقة بالنفس. وأضافت أن تعلم المهارات الجديدة حفز ذاكرتها ونشط تفكيرها، وفتح أمامها المجال لتبادل الخبرات وبناء شبكة اجتماعية جديدة من الزملاء المتقاعدين. وذكرت أن التدريب على الحرف اليدوية كان بمثابة بذرة لتمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً، حيث تعلمت حياكة الكروشيه والسدو وصناعة الدخون والعطور، وتخطط للاستفادة من هذه المهارات في تنفيذ مشروع صغير للأسر المنتجة يهدف إلى تحقيق دخل إضافي، والمساهمة في تنمية المجتمع من خلال العطاء والعمل التطوعي.

مقالات مشابهة

  • هيئة التراث تفوز بجائزة نيويورك العالمية لتصميم المنتجات لعام 2025
  • نائب وزير الثقافة يزور مركز الحرف اليدوية والمركز النسوي بصنعاء القديمة
  • علماء روس يبتكرون نوعاً جديداً من البلاستيك المقاوم للحريق
  • أبرزها السياج والنظافة.. 30 مخالفة إنشائية في الظهران
  • علماء روس يبتكرون نوعا جديدا من البلاستيك المقاوم للحريق
  • ابتكار نوع جديد من البلاستيك المقاوم للحريق
  • جناح الحرف اليدوية يستحضر الذاكرة في معرض جدة للكتاب 2025
  • الحرف اليدوية وأثرها في حياتنا المعاصرة.. غداً بالسحيمي
  • مختص: السوق العقاري السعودي جاذب ومليء بالفرص
  • «جمعية الإمارات للمتقاعدين».. جودة حياة وبداية عطاء