ليبيا – اعتبر يوسف البخبخي الأكاديمي الموالي للمفتي المعزول الغرياني، أن هناك قدر من التناغم فيما بين كل من الرئاسي وحكومة عبد الحميد الدبيبة وتجلى ذلك فيما حدث من المصرف المركزي بإزاحة للمحافظ السابق الصديق الكبير والإتيان بالمحافظ الجديد.

البخبخي قال خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة “التناصح” التابعة للمفتي المعزول الغرياني وتابعته صحيفة المرصد إن هناك حالة من التنسيق في إطار التدافع القائم ما بين الحالة الحكومية وما أنتجه اتفاق تونس جنيف ومجلس النواب وسعيه للاستحواذ على المشهد عبر خارطة طريق جديدة وما سعى إليه منذ التعديل الدستوري الثاني عشر وسعيه لبناء حكومة موازية ورفع الغطاء عن حكومة الدبيبة.

وأشار إلى أن الأمر قائم في سياق التدافع ما بين طرفي المشهد ومن هذا المنطلق يمكن قراءة التقارب بين حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي والسؤال هو مدى قدرة حكومة الدبيبة والمجلس المركزي في إحداث حالة خلخلة في المشهد أو القدرة على إيقاف حالة التدافع التي يقوم بها مجلس النواب للهيمنة على المشهد وصناعه حكومة والسيطرة على السلطة التنفيذية وإكمال سيطرته على المشهد من خلال الأعلى للقضاء والسلطة التشريعية والمحكمة الدستورية وتبقت الحكومة.

وتابع “نحن نشهد حالة من المناكفة ترقى لدرجة من التدافع وهذا ما يمكن من خلال تعليل حالة التقارب والتناغم والتطابق بين حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي، مشكلة الرئاسي لا يملك من الصلاحيات ما يؤهله او يمكنه من الوقوف بشكل فاعل وحقيقي لمجلس النواب، اقالة محافظ مصرف ليبيا محاولة لتأسيس ثنائية تشريعية والمجلس الرئاسي مارس هنا قدر من السلطة التشريعية ولكن عندما آلت الأمور للنصوص آلت السلطة لمجلس النواب”.

وأردف “ومن هنا كان التوافق على تأسيس المحافظ ونائب المحافظ ومجلس الإدارة ولم يكون للرئاسي دور حقيقي في صناعة مجلس الإدارة لمصرف ليبيا ومن هنا لا نستطيع ان نقرأ في المجلس الرئاسي قراءة تتجاوز الواقع”.

ولفت إلى أن المجلس الرئاسي محدود في قدراته وصلاحياته وامكانياته وأي خطوة من الممكن ان تلعب دور كفكرة الاستفتاء التي تطرح الآن عبر هيئة الاستفتاء والاستعلام الوطني قد تكون اداة ضغط لكن هل ستكون آلة تغيير على أرض الواقع ؟.

واعتبر أن الإشكالية أنه حتى خطوات الرئاسي فيما سبق قوبلت انها خطوات احادية وتغيب محافظ مصرف ليبيا وإزاحته خطوة احادية وبالتالي كانت خطوة لم يتهيأ لها قدر من الغطاء الدولي والأممي، مبيناً أن مجلس الدولة فقد قدرته على أن يكون طرف سياسي بل اداة لتمرير ما تم التوافق عليه.

وأضاف “بإمكان المنفي أن يتخذ قرار من خلال ما اطلقته هيئة الاستعلام والاستفتاء الوطني والوصول لرأي الناخب عبر وسائل الألكترونية ولكن يبقى السؤال مدى شرعية هذه الالية والقبول بها. الرئاسي وصلاحياته تضل محدودة وخصوصًا انه وصف من قبل الأطراف الدولية بما اتخذه من قرارات انها احادية، ما يمكن ان يضيفه الرئاسي في ما يتعلق بعملية الاستفتاء هي أداة ضغط ونتائج الاستفتاء لو آلت الى الاستفتاء على الدستور او حتى الاقرار بحل مجلسي النواب والدولة تبقى اداة ضغط سياسي ومدى قدرتها ان تترجم على الواقع في خطوات تظل فاقدة الصلة بالواقع”.

وأفاد أن المجلس الرئاسي لا زال يتحرك في سياق المناكفة وهذا السياق لا يتطلب أكثر من عملية ارسال رسائل في إطار الضغوطات ودفع الطرف الآخر للتوقف، مضيفاً “نمتلك أوراق مقابلة وهذا يجعل المعركة ذات طابع شخصي وسياسي وتفتقد البعد الوطني ويجب الا ننسى ان الرئاسي كان يتحدث عن مرسوم بقوة القانون فيما يتعلق بحل المجلسين منذ نهاية سنة 21 لكن عندما أتت اللحظة الحاسمة وكان هناك اتصال مع نورلاند وقال انها خطوة احادية وتوقف الحديث عن هذا”.

وأوضح أنه إن أراد الرئاسي أن يعطي نفسه ثقل سياسي ويخرج من وصمة الخطوات الاحادية عليه أن يكمل الحلقة يتحول من حالة الارباك والتعطيل وأن يحيل نفسه لقوة سياسية وهذا لا يتأتى إلا بالتواصل مع النخب والشارع وأن يكون هناك حاضنة شعبية.

وطالب الاعلام الليبي بأن تأخذ القضية على محمل الجد ويحمل نفسه البعد الوطني للقضية ولا ينظر لها أنها حالة سياسية وتدافع ما بين أطراف سياسية والإعلام لا يكفي دون التواصل مع الواقع، مشيرًا إلى أن الرئاسي إن ما أراد ان يعطي لخطواته مصداقية وثقل بإمكانه بالتنسيق مع حكومة الدبيبة ان يملأ هذا الفراغ والذي هو اليوم حالة فقدان الصلة مع الواقع والشعب والنخب.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: ما بین

إقرأ أيضاً:

انطلاق حرب خلافة نتنياهو في الليكود مع احتمال غيابه عن المشهد

تصاعدت حرب الخلافة في حزب الليكود الإسرائيلي لوراثة بنيامين نتنياهو، مع احتمال غيابه عن المشهد السياسي في المستقبل، وانخراط عدد من أعضاء الحزب في حملة تشويه سمعة تشمل الابتزاز والتهديد.

وقال الكاتب بصحيفة "معاريف" العبرية ران إدلشتاين إن "نتنياهو يحاول إقناع نفسه بأنه قادر على قيادة الحكومة، لكن بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير هما اللذان يديرانه، ويتحكمان بمجلس الوزراء السياسي والأمني من خلال تهديدهما الدائم بحلّ الائتلاف، وحتى هذه الأيام، لا يترددان في رفع مستوى المخاطر السياسية والأمنية التي تواجه الدولة، والنتيجة الخطيرة للوضع الحالي أن نتنياهو لا يسيطر في هذه المرحلة على الأجندة الأمنية والدبلوماسية والسياسية".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "حرب الخلافة في الليكود تدخل جولة جديدة، في ظل ما بات يعلنه عدد من المرشحين لخلافة نتنياهو من وعود كبيرة، لاسيما من قبل: آفي ديختر، نير بركات، يسرائيل كاتس، يولي إدلشتاين، وياريف ليفين، وهم جميعا يخوضون ضد بعضهم معارك تشويه سمعة، بما فيها الابتزاز والتهديدات، لكنهم جميعا يعلمون أنهم يحتاجون لمباركة نتنياهو نفسه، ولذلك فإنهم يخوضون حربهم هذه بصورة مهووسة، وتجعلهم مستعدين لإحراق المنظومة السياسية برمّتها".



وأشار إلى أن "حرب الخلافة ستكون صعبة ومثيرة للاشمئزاز، ولعلها تتوافق مع حالة الدولة التي تنزلق لحرب غير ضرورية، ولعل الطريقة الوحيدة لوقف الحرب والتدهور هي حركة احتجاجية أكثر فعالية، وفي هذه الأيام، كل النيران موجهة لنتنياهو، وهذا خطأ، فقد استنفد قدرته الاستيعابية".

وأوضح أن "ما يزيد من حدّة حرب خلافة نتنياهو إمكانية ألا يتفكّك الائتلاف اليميني الحاكم، ما لم يستسلم للضغوط الأميركية كما فعل كل رؤساء الحكومات الذين سبقوه، رغم أن غالبية الجمهور تعيش على الأمل، وتنتظر صفقة تبادل تطرد بن غفير وسموتريتش من الحكومة، وتسحب الجيش من القطاع، ويخرج نتنياهو من الحياة السياسية، لأنه مُصاب بالجذام على مستوى العالم، ويبذل كل جهد ممكن لتشويه صورته".

وأكد أن "اندلاع حرب الوراثة لخلافة نتنياهو تتزامن مع إدارته للدولة بطريقة فوضوية، وهو يبذل كل جهد ممكن لتفكيكها، وهو ممزق بين محاكمته وعائلته، وتحت قصف مستمر من إخفاقاته ونقائصه، وإن القبض عليه مُتلبّساً بالكذب، تركد أنه حان الوقت لتركه وشأنه، والذهاب لإغلاق دائرة الحرب حتى يتم حلّ الحكومة، صحيح أن ذلك سيكون صعبا، لأنه إذا سقطت الحكومة، فمن المحتمل جدًا أن ينتهي الأمر بمعظم وزرائها في أقسام التحقيق، وسيفعلون كل ما بوسعهم لتجنّب الانتخابات".

مقالات مشابهة

  • انطلاق حرب خلافة نتنياهو في الليكود مع احتمال غيابه عن المشهد
  • تسابق ليبي لتشكيل حكومة جديدة.. فهل ستتجاوز قبة البرلمان؟
  • قصة صورة من الحرم.. بياض يُبهج وبكاء يُطمئن
  • الحكومة تستهدف زيادة تحويلات المصريين بالخارج لـ 45 مليار دولار 2029.. نواب: خطوة لبناء اقتصاد أكثر استدامة .. ووجود سعر صرف مرن يجذب العملة الصعبة
  • الأبلق: هناك عقبات تواجه تشكيل حكومة جديدة
  • الحجازي: مجلسا النواب والدولة يرغبان في تشكيل حكومة جديدة تعمل على إجراء الانتخابات
  • البيوضي: آن أوان إخراج حكومة الدبيبة من المشهد دون أسف
  • الغويل: ليبيا لا تبنى بالأمنيات ولا ترسم على الورق 
  • البخبخي: تشكيل البرلمان حكومة جديدة “عبث سياسي”.. و”الرئاسي” يناور للبقاء 
  • العباني: لا حكومة مستقرة دون نزع سلاح الميليشيات وبناء جيش موحد