الذكاء الاصطناعى وتطبيق القانون
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
اعتمد العديد من الدول تقنيات الذكاء الاصطناعى فى مجال إنفاذ القانون لتعزيز كفاءة مكافحة الجريمة وتحسين العمليات الشرطية. تسعى هذه التقنيات إلى تحليل كميات ضخمة من البيانات لاستخلاص أنماط تساعد فى التنبؤ بالمناطق الأكثر عرضة للجريمة، وكذلك المساعدة فى التعرف على المشتبه بهم من خلال استخدام تقنيات مثل التعرف على الوجه وتحليل الفيديو.
واحدة من الفوائد الرئيسية لهذه التقنيات هى القدرة على استباق الجرائم قبل وقوعها كاستخدام الذكاء الاصطناعى للتنبؤ بالمناطق التى قد تشهد أنشطة إجرامية. هذا النوع من «الشرطة التنبؤية» يعتمد على خوارزميات تعلم الآلة، التى تستخدم بيانات مثل السجلات الجنائية والمعلومات الديموغرافية لتحليل الأنماط السابقة، ما يمكّن قوات الشرطة من التركيز على المناطق التى تحتاج إلى دوريات إضافية.
تستخدم هذه الأنظمة أيضًا فى التعرف على المشتبه بهم من خلال تقنيات التعرف على الوجه، التى تقوم بمقارنة صور الأشخاص فى الأماكن العامة بقاعدة بيانات المشتبه بهم. هذه التقنية أثبتت فعاليتها فى تسريع عمليات القبض على المطلوبين، ولكنها أثارت مخاوف حقوقية تتعلق بالخصوصية والتجاوزات المحتملة فى استخدامها.
على الرغم من الفوائد الكبيرة لهذه الأنظمة، هناك تحديات أخلاقية مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعى فى مجالات العدالة الجنائية. أبرز هذه التحديات هو التحيز الذى قد ينتج عن تدريب الخوارزميات على بيانات غير متوازنة، ما قد يؤدى إلى اتخاذ قرارات غير عادلة ضد مجموعات سكانية معينة. هذا الأمر يثير مخاوف حول التمييز والعدالة فى إنفاذ القانون، خصوصًا إذا ما تم الاعتماد على بيانات تاريخية تحتوى على تحيزات عنصرية أو اجتماعية.
كما أن قلة الشفافية فى كيفية اتخاذ قرارات الذكاء الاصطناعى تعد مصدر قلق كبيرًا، حيث يمكن أن تؤدى إلى صعوبة تفسير القرارات الخاطئة أو التحيزات المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام تقنيات المراقبة الذكية مثل التعرف على الوجه يثير تساؤلات حول حق الأفراد فى الخصوصية وإمكانية إساءة استخدام هذه الأدوات فى المراقبة الجماعية.
وفى ظل التقدم والتبنى التكنولوجى العالمى السريع، يتوجب على الدول والمجتمعات أن تتساءل: إلى أى مدى يمكننا الاعتماد على الذكاء الاصطناعى فى مجال إنفاذ القانون دون المساس بالقيم الأساسية للعدالة والخصوصية؟ السؤال الأكبر هنا ليس فقط عن مدى كفاءة هذه التقنيات، بل عن كيفية الحفاظ على إنسانيتنا وأخلاقياتنا فى عالم تحكمه الخوارزميات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي مكافحة الجريمة العمليات الشرطية الذکاء الاصطناعى التعرف على
إقرأ أيضاً:
استئصال ورم كهفي دماغي لمريض باستخدام تقنيات متطورة بطبية مكة
أجرى فريق طبي من مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، عضو تجمع مكة المكرمة الصحي، عملية نوعية معقدة تُعد الأولى من نوعها لاستئصال ورم كهفي دماغي قريب من مراكز اللغة الحساسة باستخدام تقنية "الجهود المستثارة بين القشور الدماغية" (Corticocortical Evoked Potentials - CCEP)، وهي من أحدث تقنيات المراقبة العصبية الفاعلة أثناء جراحات الدماغ.
وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي أن مواطنًا في العقد الثالث كان يعاني صعوبة في النطق وتشنجات، ونظرًا لحساسية وضعه الصحي استخدم الفريق الطبي بقيادة استشاري جراحة المخ والأعصاب وجراحات الصرع والجراحات الوظيفية الدكتور خالد العرابي، تقنيات حديثة في جراحة المخ لتحديد الاتصالات الحيوية بين مناطق الدماغ الحساسة لحمايتها من احتمالية تأثر وظائف اللغة خلال الجراحة، مؤكدًا أن العملية تمت بنجاح، وسجل المستفيد تحسنًا كبيرًا في القدرة على الكلام، دون حدوث أي مضاعفات عصبية.
ويأتي ذلك امتدادًا لإستراتيجية مدينة الملك عبدالله الطبية التي تركز على استقطاب وتوطين أحدث التقنيات العالمية المتقدمة وإجراء أعقد العمليات التخصصية، بهدف الارتقاء بجودة الخدمات الجراحية للأعصاب الوظيفية، وتسهيل حصول المستفيدين على أفضل الخدمات الصحية، بما ينسجم مع مستهدفات برنامج التحول في القطاع الصحي ورؤية المملكة 2030، بالاعتماد على الكفاءات الوطنية عالية التأهيل.
العاصمة المقدسةأخبار السعوديةطبية مكةتجمع مكة المكرمة الصحيأخر أخبار السعوديةمدينة الملك عبدالله الطبيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.