فى ذكرى عيدها القومى الـ 51 ملحمة أبطال السويس.. أسطورة المقاومة التى سيخلدها التاريخ
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
منذ أيام الفراعنة ومرورًا بسنوات الاحتلال، ولمدينة السويس دور كبير في الدفاع عن البوابة الشرقية لمصر، وخلال حرب أكتوبر المجيدة تعاظم دور الموجودين على أرض السويس، وكانوا يطالبون ببذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن بلدهم، وأثبتوا أنهم على قدر المسئولية، حيث كانوا يتسابقون لتقديم أرواحهم في الجهاد ضد العدو، ولطرده من أرض الوطن.
من جانبه، قال الدكتور سادات غريب، نجل الفدائي "غريب محمد غريب"، والملقب بشيخ المقاومة: إن ذكريات وبطولات الانتصار والمقاومة كثيرة ومنها بطولات قدمها الفدائيون الذين كانوا تحت قيادة والدي بصفته أقدم وأكبر أبطال المقاومة سنا، ومنها ما قدمه رجال القوات المسلحة والشرطة والمسئولون في السويس وقتها، ومنها ما قدمه الفدائي غريب محمد غريب، الذي كان وقت الهجوم على السويس قائداً لكمين مسجد الأربعين والذى تصدى لطابور العربات والدبابات المجنزرة للعدو الإسرائيلى، والتي سلكت شارع الجيش، متوجهة لقلب المدينة والتي تم التصدي لها من قبل الفدائيين في وقت حددته الكمائن المختلفة في البراجيلي وأمام سينما مصر وغيرها، حيث اشترك مع أعضاء المقاومة في تدمير بعض الدبابات والعربات داخل شارع الجبس بالسويس، ومنعها من الوصول إلي قلب المدينة.
وأضاف نجل الفدائي غريب محمد غريب، قائلا: والدي رحمه الله، لم تتوقف بطولاته، عند المشاركة في المقاومة، بل قام بتحويل منزله إلى غرفة عمليات تدار منها المعركة، في حي الأربعين بشارع شميس، والتي كانت مقراً للواء محمد بدوي الخولي محافظ السويس وقت المعركة، ومعه القادة العسكريون ومدير الأمن.
وتابع: والدي تصدى مع رجال المقاومة، خلال معركة 24 أكتوبر، التي استشهد فيها أحمد أبو هاشم وإبراهيم سليمان وفايز حافظ أمين وأشرف عبد الدايم.
واختتم حديثه، بالقول: «انتصرت المقاومة الشعبية على قوات العدو ومنعتهم من احتلال السويس»، مؤكدًا أنه فخور بوالده ومشاركته في المقاومة الشعبية منذ أيام الاحتلال الإنجليزي، ولديه مخزون كبير من أعمال والده قام بالاحتفاظ بها بمعرض خاص باسم الفدائي بمنطقة الأربعين، ويستقبل المعرض الصالونات الثقافية والفعاليات المختلفة الخاصة بكل ما يتعلق بالشعور الوطني.
أما إبراهيم أبو هاشم، شقيق الشهيدين أحمد ومصطفى أبو هاشم، فقال: أنا فخور أني من عائلة قدمت شهيدين خلال الحرب في السويس، .
وأشار أبو هاشم، إلى أن شقيقيه كانا يعملان في شركة السويس لتصنيع البترول، وهو كان ما زال طالبا في كلية التجارة. لافتا إلى أن شقيقه الشهيد أحمد أبو هاشم، أصبحت عائلته تضم 16 حفيداً، من ولد وبنتين، ويتابعون ويفتخرون بكل ما يتردد عن والدهم وجدهم، أما الشهيد مصطفي فهو كان مرتبطا ولم يتمم الزواج.
وأضاف المحاسب إبراهيم أبو هاشم: يوجد جانب مجهول من بطولات لطوائف عديدة كانت موجودة خلال الحرب في السويس، وكان لها أثر كبير في المعركة، وإنقاذ السويس ومصر خلال المعارك، من النكسة إلى الانتصار، موضحًا أنه بعد ضرب المدمرة إيلات، تعرضت السويس لانتقام العدو، وفي اليوم التالي للعملية شنت القوات الجوية الإسرائيلية هجومًا مكثفا على معامل تكرير البترول والشركات ونشبت حرائق استمرت عدة أيام، وقامت قوات الشرطة والدفاع المدني والعاملون بالتعاون وأخمدوا الحرائق، وكان شهداء اليوم أكثرهم من قوات الشرطة، وتم نقل شركات البترول للدلتا للمحافظة على تغذية المحافظات بالوقود، حيث قام العاملون في شركة السويس لتصنيع البترول، تحت قصف النيران المتواصل، بتفكيك الأجهزة الخاصة بالشركة، وتم نقلها إلى الدلتا، حيث تمت إقامة معملين في مسطرد وأصحبت أكبر شركة لتكرير وتصنيع البترول في جمهورية مصر بأيدي عمال السويس لتصنيع البترول. كما قام عمال شركة النصر للبترول بنقل مصنعهم بعد تفكيك الأجهزة ونقلها إلي محافظة الإسكندرية، وأصبحت شركة العامرية لتكرير البترول كبرى شركات التكرير.
كما كانت شركة النصر للأسمدة والصناعات الكيماوية، كانت ملحمة أخرى، وتمكن العاملون من فك المصانع وكانت توجد معدات مصنع جديد نقلوه إلى مدينة طلخا وأصبحت شركة طلخا للأسمدة أكبر الشركات، وهذه صفحات مجهولة من نضال شعب السويس، والتي استشهد خلال عمليات النقل والتفكيك عدد من العاملين لكنهم تاهوا مع الزحام ولا يذكرهم أحد.
وفي نهاية حديثه، أكد إبراهيم أبو هاشم، أنه كان متابعًا جيدًا للأحداث، نظرًا لكون شقيقيه الشهيدين أحمد ومصطفي أبو هاشم من العاملين بشركة السويس لتصنيع البترول وكان هو وقتها في منظمة الشباب الاشتراكي وبعد العودة أصبح أصغر أمين شباب لمنظمة الشاب الاشتراكي في السويس.
وأكد الحاج أحمد غزالي، نجل شاعر المقاومة الكابتن غزالي، أن تاريخ والده في المقاومة بالكلمة والأشعار، يفتخر به، ويحاول استكمال المشوار بالمحافظة على رصيد والده من الأغاني والأشعار، وكذلك المكتبة الغنية بمختلف أنواع الكتب، وترديد الأغاني والأشعار في كل محفل جماهيري تتم دعوته إليه، مشيرًا إلى أن والده كان بطلا رياضيا ويتواجد بين الشباب كونه بطلا في المصارعة، مما يوحي بأن كل شاب من السويس كان يتمنى الاستشهاد والمقاومة وليس كبار السن فقط.
اقرأ أيضاًفي احتفالية نقابة المهندسين.. 4 من أبطال حرب أكتوبر يتحدثون عن أسرار النصر العظيم
أمين عام «المهندسين»: حرب أكتوبر شكلت منعطفا تاريخيا قلب موازين القوة
نقيب المهندسين: حرب أكتوبر ملحمة تمنحنا الأمل لتحرير باقي الأراضي العربية المحتلة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أسطورة المقاومة الاحتلال السويس غريب محمد غريب السویس لتصنیع البترول حرب أکتوبر فی السویس أبو هاشم
إقرأ أيضاً:
أسطورة الأم المثالية.. لماذا تشعرين بالتقصير المستمر في حق أطفالك؟
شعور الذنب نحو الأبناء ليس غريبا على أي أم، بل هو رفيق خفي يظهر في لحظات التعب، واتخاذ القرارات الصعبة، أو حتى في لحظات الاستراحة.
قد تشعر الأم بأنها مقصرة لأنها لم تحضر كل مناسبة مدرسية، أو لأنها طلبت وجبة سريعة بدلا من إعداد طعام منزلي. هذا الشعور، المعروف بـ"ذنب الأمومة"، ناتج عن ضغوط اجتماعية وتوقعات غير واقعية لكي تكون "أم مثالية". فما هو ذنب الأمومة؟ وكيف يمكن أن تتخطيه؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفلlist 2 of 2ماذا تفعل حين يقرر طفلك التوقف عن رياضته المفضلة؟end of list لماذا الشعور بالذنب شائع؟تشعر الكثير من الأمهات بضغط كبير من المجتمع، الذي يضع على عاتقهن توقعات مثالية وصارمة، كأن عليهن أن يربين أطفالا بلا أخطاء، ويوازن بين العمل والعائلة والعناية بأنفسهن، وكل ذلك من دون تقصير. وعندما لا تفي الأم بهذه التوقعات يتولد داخلها شعور مؤلم يعرف بـ"ذنب الأمومة"، يخبرها بأنها لا تفعل ما يكفي، أو أنها تقصر في حق أطفالها، حتى عندما تبذل كل ما بوسعها.
تشرح المعالجة النفسية كريستين سيسومز، في مقال على موقع "فافا كونسلينج" ذنب الأمومة، بأنه العاطفة التي تدفع الأم للالتزام بالمعايير الاجتماعية أو الشخصية. ويصبح هذا الشعور خانقا، لأنه يظهر في كل موقف، عند العمل، وعند البقاء في المنزل، وحتى عند أخذ استراحة.
ومع أن بعض الأمهات يضعن على أنفسهن معايير شديدة، أحيانا، لتعويض نقص عشنه في طفولتهن، يدفعهن إلى الكمال باستمرار ونقد أنفسهن بقسوة، فإن الشعور بالذنب لا ينبع، فقط، من الداخل، بل هو أيضا نتيجة نظرة المجتمع الصارمة لدور الأم، مما يزيد من صعوبة التجربة ويجعل التوازن أكثر تعقيدا.
وتلقي سيسومز باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي في تغذية هذا الشعور، حيث تعرض فقط اللحظات المثالية لحياة الأمهات الأخريات، مما يجعل الأم تقارن نفسها وتشعر بالنقص، رغم أن تلك الصور لا تعكس الحقيقة الكاملة.
لماذا تشعر الأم بالذنب؟يعد شعور الأم بالذنب أمرا طبيعيا وشائعا جدا، حتى في الدول التي تقدم دعما كبيرا للأمهات، مثل السويد وألمانيا وإيطاليا.
إعلانوجدت دراسة لعام 2021، منشورة في مجلة علم الاجتماع النوعي، أنه رغم أن هذه الدول توفر إجازات أمومة طويلة وسياسات تساعد الأهل في تربية أطفالهم، فإن الأمهات هناك ما زلن يشعرن بالذنب لعدم قدرتهن على الارتقاء إلى الصورة النمطية "للأم المثالية".
هناك أسباب متعددة حول انتشار ذلك الشعور، منها:
توقعات المجتمع: الضغط لتكون "أما مثالية" وفقا للمعايير الاجتماعية. التوازن بين العمل والأطفال: الشعور بالتقصير مع قضاء وقت أقل مع الأطفال بسبب العمل. الخبرات السابقة: تأثير طريقة تربية الأم نفسها على تصوراتها الحالية عن الأبوة أو الأمومة. الضغوط الخارجية: تعليقات الأهل والأصدقاء، أو المقارنة بما يعرض على وسائل التواصل الاجتماعي. المبالغة في النقد الذاتي: السعي للكمال والخوف من ارتكاب أخطاء في تربية الأطفال.هناك علامات شائعة لشعور الأم بالذنب، ذكرها تقرير على موقع "ذا هولدينج سبيس" منها:
الشك الذاتي: ويعني التساؤل الدائم حول اتخاذ القرارات الصحيحة المتعلقة بالطفل.
التعويض المفرط: محاولة تعويض الشعور بالتقصير عبر تدليل الطفل أو تلبية كل رغباته.
القلق الزائد: وهو الخوف المفرط من تأثير التصرفات على مستقبل الطفل.
المقارنة بالآخرين: الشعور بالنقص عند مقارنة الأم نفسها بأمهات آخرين يبدون مثاليات في نظر المجتمع أو على وسائل التواصل.
كيف يؤثر الشعور بالذنب على الأم؟تشرح مؤسسة "كليفلاند كلينيك" تأثير الشعور بالذنب والتوتر على الجسم والنفس، كما يلي:
زيادة التوتر: الشعور بالذنب المستمر يسبب ضغطا نفسيا كبيرا.
حظر الاسترخاء: لوم النفس الدائم يمنع الجسم من الراحة والاستمتاع.
الانفعالات: مثل العصبية أو الغضب، مما قد يؤدي إلى الشعور بمزيد من الذنب.
العبء العاطفي: الضغط المستمر لمحاولة أن تكون "الأم المثالية" قد يؤدي إلى تعب نفسي شديد.
التأثير على الصحة الجسدية والعقلية، مثل: القلق، الاكتئاب، ارتفاع ضغط الدم، زيادة ضربات القلب، واحتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مع مرور الوقت.
كيف تتعاملين معه؟ينصح مقال على "براين شارب كونسلينج" بعدد من النصائح والإستراتيجيات للتغلب على الشعور بذنب الأمومة، منها:
ممارسة التعاطف مع الذات. وذلك من خلال معاملة النفس بلطف وتعاطف، واعتبار الأخطاء جزءا طبيعيا من الأمومة.
وضع توقعات واقعية قابلة للتحقيق بدلا من السعي للكمال.
التركيز على جودة الوقت مع الأطفال، فحتى اللحظات القصيرة والهادفة تصنع فرقا كبيرا.
بناء شبكة دعم من العائلة أو الأصدقاء أو أمهات أخريات.
طلب المساعدة المهنية إذا أصبح الشعور بالذنب يؤثر على الحياة اليومية.
ممارسة تمارين التنفس والتأمل لتقليل التوتر وتهدئة العقل. تحديد نوايا واضحة يوميا للتركيز على ما هو مهم حقا في العلاقة بالطفل.
تخصيص وقت للاعتراف باللحظات الإيجابية والنجاحات الصغيرة يوميا لتعزيز الشعور بالرضا.
الاعتناء بالنفس وبالصحة النفسية والجسدية، لأن العناية الذاتية تعزز القدرة على تربية الأطفال بشكل أفضل.
تقبل النفس للعيوب وعدم مقارنتها بالآخرين، فلكل أم أسلوبها الفريد في التربية. وتذكُر أن شعور الذنب لا يحدد هوية الأم، بل هو جزء من رحلتها نحو النمو والتطور.
إعلان