خبير عسكري: حزب الله يغيّر استراتيجيته محاولا رد الاعتبار وردع إسرائيل
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
قال العميد مارسيل بالوجي، الخبير العسكري والاستراتيجي، إنّه بعد إعلان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم عن إيلام العدو الإسرائيلي تغيرت استراتيجية حزب الله اللبناني، موضحا أنّ الحزب كان يقاتل بالعمق قتال لا متماثل، لكن الآن استعاد الضربة ويحاول رد الاعتبار والردع.
تفوق حزب الله في الردع الإسرائيليوأضاف «بالوجي»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية داليا نجاتي عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن حزب الله أصاب فوق الـ90 عسكريا إسرائيليا، بالتالي تتحسن قوات الردع وقواته الصاروخية، مشيرا إلى أنّ مسيرات حزب الله أصبحت تعطي مفعولها، إذ إنّه يستخدم استراتيجية جديدة عبر التشبع الثلاثي من خلال رمي المسيرات والصواريخ الخفيفة ثم رمي الصواريخ التي تؤدي إلى حطام، ما يشكل هلعا بالساحة الإسرائيلية.
وتابع: «رغم الأضرار الضخمة التي تعرض لها حزب الله وكثافة الرمايات على لبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه صامدا ومازال منتظرا رغم خسائره الضخمة الخاصة بقياداته»، لافتا إلى أنّ حزب الله لا يريد الرجوع إلى ما وراء الليطاني وفقا لقانون 1701.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حزب الله حرب إسرائيل لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
14 أكتوبر.. ثورة لم تكتمل بعد، وطرد المحتل الجديد هو السبيل الوحيد لإعادة الاعتبار لأكتوبر المجيد
في الرابع عشر من أكتوبر، لا يمر التاريخ مرور الكرام، بل يقف شاهدًا على قصة بطولة نسجها ثوار اليمن الأحرار بدمائهم، معلنين نهاية حقبة مظلمة من الهيمنة الأجنبية. لقد كانت ثورة 14 أكتوبر 1963م لحظة ميلاد الكرامة الجنوبية، الشرارة التي أضاءت طريق التحرر بعد أكثر من 129 عامًا من الاحتلال البريطاني البغيض الذي لم يجلب سوى الظلم، القهر، وتكريس التخلف.
لقد واجه الثوار الأبطال – الذين انطلقوا من جبال ردفان الشمّاء – إمبراطورية “لا تغيب عنها الشمس”، لم يكن سلاحهم يتوازى مع ترسانة السلاح البريطاني المهول، بل كان إيمانهم بوطن حر، ورفضهم القاطع للعبودية، هما عنصر الحسم في هذه المعركة غير المتكافئة وغير العادلة إطلاقا.
لقد عزز الاحتلال البريطاني وجوده الطويل في الأراضي اليمنية على مبادئ وأهداف متعددة، أبرزها تمثلت في زرع الكيانات والإمارات الصغيرة لضمان سهولة السيطرة على المشيخات والسلطنات آنذاك، بالإضافة إلى استغلال الموارد من خلال نهب خيرات البلاد وتسخير ميناء عدن لخدمة الأهداف والأولويات الاستراتيجية للاحتلال البريطاني، ناهيك عن الاستهداف المباشر للإنسان والعمل على الإبقاء على السكان في حالة من الفقر المدقع والجهل، لضمان خضوعهم له، وهذه الأهداف بمجملها لم تختلف عن أهداف المحتل الجديد الذي يعمل على استكمال ما بدأ به المحتل البريطاني وما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة خير دليل.
وعلى الرغم من اختلاف الأعلام واللغات، فإن أساليب الهيمنة تتشابه بشكل مخيف بين احتلال الأمس واحتلال اليوم وإليكم وجه المقارنة بين الاحتلال البريطاني (القديم) والاحتلال الجديد الذي تتبناه دول عربية، فيما هو بالاساس احتلال أمريكي بريطاني تحت ذريعة التحالف العربي، والبداية من تجزئة الوطن، حيث عمل المحتل البريطاني على زرع الكيانات (سلاطين ومشايخ)، فيما تقوم اليوم دول الاحتلال الجديد بدعم القوى الانفصالية والتشكيلات المتقاتلة، استغل الاحتلال البريطاني السيطرة على ميناء عدن والنفط، فيما سعت دول الاحتلال الجديد الى السيطرة على الموانئ والجزر ومنشآت الغاز، قام الاحتلال البريطاني بالعديد من الجرائم والانتهاكات، اليوم في الجنوب المحتل العشرات من السجون السرية ومراكز الاعتقال غير الشرعية والآلاف من السجناء والمخفيين قسرا، ناهيك عن جرائم القتل والاغتيالات التي تجاوزت جرم الاحتلال البريطاني .
ترسيخ الولاء للمحتل، حيث قام الاحتلال البريطاني بتكريس ثقافة الولاء للتاج البريطاني، نشاهد اليوم تكريس الولاء للأجندات الإقليمية والممولة، تفكيك النسيج المجتمعي من خلال قيام الاحتلال البريطاني بطمس الهوية وزرع ثقافة التمييز العرقي والاجتماعي، نجد اليوم تغذية الصراعات المناطقية والجهوية التي تمارسها دول الاحتلال الجديد وتغذية الصراعات المناطقية بين أبناء الوطن الواحد.
إن الثورة لم تكن يوما مجرد “تغيير مستعمر بآخر”، بل قامت من أجل استرداد القرار الوطني، وعندما نرى اليوم جيوشا موازية تتلقى أوامرها وتمويلها من الخارج، ونرى ونشاهد جرائم دموية واعتقالات تعسفية ونهب لثروات البلاد، فإننا ندرك أن ثورة أكتوبر بحاجة إلى ثورة جديدة تستكمل مسارها.
المفارقة المؤلمة اليوم، أننا نرى بعض القوى العميلة والمرتزقة التي عينها المحتل لإدارة المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، ترفع الأعلام وتلقي الخطابات الحماسية بمناسبة أكتوبر، في الوقت الذي تعيش فيه بكل وضوح تحت رحمة المحتل الذي يمارس ذات السياسة الاحتلالية التي ضحى آباؤنا واجدادنا بأرواحهم الزكية لمقارعتها .
إن الاحتفال بـ 14 أكتوبر، بينما تكون اليد الممدودة هي للمحتل الجديد، هو تشويه للثورة، وخيانة لمبادئها. الثوار ضحوا ليروا علماً يمنياً واحداً يرفرف بحرية وسيادة، لا ليروا ألوية الولاء ترفع لمحتل خارجي جديد يملي القرارات المهينة ويتحكم بالموانئ والمؤسسات والقرار السيادي وينهب ويستنزف الثروات.
خاتمة:
إن 14 أكتوبر هي مناسبة لتجديد العهد على أن السيادة لا تقسم ولا تباع ، وعلى أولئك الذين يحتفلون تحت كنف “المحتل الجديد” أن يتذكروا أن الشهداء لم يقدموا أرواحهم ليحل محل المحتل البريطاني محتل أمريكي وصهيوني الكرامة الوطنية ليست شعارات ترفع، بل قرار وطنيا يمارس، الثورة لم تكتمل بعد، وطرد المحتل القديم أو الجديد، هو السبيل الوحيد لإعادة الاعتبار لأكتوبر وكرامة اليمن.
محافظ محافظة عدن