الوطن:
2025-08-16@12:20:24 GMT

آخر ظهور للفنان حسن يوسف.. هل اعتزل الفن قبل رحيله؟

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

آخر ظهور للفنان حسن يوسف.. هل اعتزل الفن قبل رحيله؟

الوجوم كسى ملامحه التي أكسبته عمرًا إضافيًا فوق عمره، ومقلتيه شاردتان في اللا شيء، ويسند جسده النحيل على عكازه الثابت في الأرض، جسّد ذلك المشهد الظهور الآخير للفنان الراحل حسن يوسف في عزاء نجله «عبدالله» في عام 2023، وذلك قبل عام وبضعة أسابيع؛ على رحيله اليوم عن عمر يناهز الـ90 عامًا، وفقًا لما أعلنته زوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودي.

فقد الفنان حسن يوسف جزءا كبيرا من شغفه وحبه للحياة والفن بعد رحيل نجله، وقرر اعتزال الفن نهائيًا، وفقا لما أعلنته زوجته في تصريحات سابقة لـ«الوطن»، ورفض أي ظهور إعلامي أو فني، ودخل في حالة نفسية صعبة، وقرر التفرغ التام للعبادات وقراءة القرآن.

هدوء وسكينة وعبادات.. تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة حسن يوسف

وقالت شمس البارودي وقتها إنَّ حسن يوسف لم يعد يستطيع ممارسة أي نشاط فني بعد رحيل ابنهما، وأنهما لا يستطيعان ممارسة حياتهما بشكل طبيعي بعد مصاب فقد نجلهما، ويحاولان عيش الفترة الحالية في حالة من الهدوء والسكينة ما بين العبادات وبعض الزيارات العائلية لبعض الأقارب.

حسن يوسف يحتفل بعيد ميلاده الـ89 قبل أسابيع من وفاة نجله

وقبل وفاة نجله، كان حسن يوسف يتمتع بحالة من النشاط الاجتماعي بين أصدقاءه وعائلته، إذ احتفل بعيد مولده الـ89 قبل وقاة نجله بأسابيع قليلة وسط أفراد عائلته وأبناءه وأحفاده، ووقف مع زوجته الفنانة المعنزلة شمس البارودي ليقطعّا الـ«تورتة» معًا، كما التقط العديد من الصور الجماعية مع أفراد العائلة، قبل أن رحيل الابن الذي غيّر حال العائلة تمامًا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حسن يوسف وفاة حسن يوسف حسن یوسف

إقرأ أيضاً:

رحيل روائي صحفي كان ضد القمع والتطبيع (بورتريه)

قامة نحيلة، ووجه دقيق، ونظارة لا تغادر وجهه الذي يبدو بملامح جادة جامدة.

كاتب وروائي مصري يميل إلى الفكر اليساري، رغم أنه كان يرى نفسه حتى سنوات قريبة "شيوعيا".

يعد أحد أكبر الروائيين المصريين ومن الكتاب المثيرين للجدل ودخلت بعض رواياته قائمة أفضل مائة رواية عربية.

تقوم موهبته الروائية على التجريب من جهة والالتزام السياسي الواضح من جهة أخرى.
أقرب إلى الصحفي الروائي، أو الروائي المؤرخ.

كان لوالد، صنع الله إبراهيم، المولود في القاهرة، في عام 1937، أثر كبير على شخصيته حيث زوده بالكتب والقصص وحثه على الاطلاع والمطالعة، فبدأت شخصيته الأدبية في التكوين منذ الصغر.

كان والده قد بلغ الستين من العمر حين ولد ابنه، فقام بصلاة استخارة ثم فتح القرآن الكريم فوضع أصابعه على كلمة "صُنع الله الذي أتقن كل شيء" الآية 88 من سورة النمل، ومن هنا سمي بصنع الله، وهو ما تسبب له بـ" مشاكل كثيرة" حسب قوله.

درس صنع الله إبراهيم الحقوق، لكنه سرعان ما انصرف عنها إلى الصحافة والسياسة.

انتمى في بداية حياته إلى "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني" التي عرفت اختصارا بـ"حدتو"، فاعتقل في عام 1959 وظل في السجن خمس سنوات حتى عام 1964، وذلك في سياق حملة شنها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ضد اليسار والشيوعيين.


بعد خروجه من السجن عمل في الصحافة لدى وكالة الأنباء المصرية عام 1967، ثم عمل لدى وكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية عام 1968 حتى عام 1971 حين اتجه إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي، والعمل على صناعة الأفلام.

ثم عاد إلى القاهرة في عام 1974 في عهد الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، وتفرغ  للكتابة بشكل احترافي في عام 1975.

أثير حوله الكثير من الجدل وبشكل خاص بعد رفضه استلام "جائزة الرواية العربية" التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، عام 2003، معلنا أن السبب هو أنها "صادرة عن حكومة تقمع شعبنا وتحمي الفساد".

وفي الكلمة التي ألقاها على مسرح دار الأوبرا المصرية خلال حفل تسليم الجائزة، انتقد صنع الله التطبيع الرسمي مع دولة الاحتلال، كما ندد بـ"الإملاءات الأمريكية، والعجز في السياسة الخارجية المصرية، وسائر مناحي الحياة.

وقال: "أعلن اعتذاري عن عدم قبول الجائزة لأنها صادرة عن حكومة تقمع شعبنا وتحمي الفساد وتسمح للسفير الإسرائيلي بالبقاء في حين أن إسرائيل تقتل وتغتصب".

 نال العديد من الجوائز العربية المهمة، مثل "جائزة غالب هلسا" عام 1992، من رابطة  الكتاب الأردنيين، و"جائزة العويس" عام 1994، و"جائزة ابن رشد للفكر الحر" عام 2004، و"جائزة كفافيس للأدب" عام 2017، وهي جائزة تمنح للأدباء الذين ساهموا في تعزيز التفاهم الثقافي بين مصر واليونان.

تتميز أعمال صنع الله إبراهيم، بحسب النقاد والمشتغلين في الآداب، بصلتها الوثيقة التشابك مع سيرته وحياته من جهة، ومع تاريخ مصر السياسي من جهة أخرى، والتركيزِ على الأوضاع السياسية في مصر والعالم العربي، فضلا عن سرده الكثير من حياته الشخصية.

واهتمت رواياته بالتحليل الاجتماعي والاقتصادي للسلوك الإنساني في المجتمع المصري والعربي بشكل عام.

وفي كثير من الأحيان يقارن النقاد، أسلوبه بالروائي التشيكي فرانز كافكا، نظرا لأجوائه الكابوسية، وشخصياته المأزومة، والبنية الغرائبية والعبثية لعالمه الروائي، واستحضار الراهن السياسي أو التاريخي أو الوثائقي بالتوازي مع السرد الأدبي، إضافة إلى السرد المضطرب أحيانا بما ينسجم وسيكلوجيا أبطاله.

ومن أشهر روايات صنع الله إبراهيم، رواية "اللجنة" التي نشرت عام 1981، وهي هجاء ساخر لسياسة الانفتاح في عهد السادات. رغم أن هذه لم تكن روايته الأولى فقد كانت بدايته في عام 1967 برواية "تلك الرائحة".

ثم كتب روايته "بيروت بيروت" الصادرة عام  1984 التي تصور الحرب الأهلية اللبنانية.
 واختيرت روايته "شرف" كثالث أفضل رواية عربية حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب، بالإضافة إلى سيرته الذاتية "مذكرات سجن الواحات".

ومن أهم روايته "وردة" وهي تحكي عن الثورات العربية الاشتراكية و محاولة جمهرة السلطنة العمانية في حقبة الستينات عن طريق مجموعة من الثوار المصريين واليمنيين واللبنانيين، وقد لاقت الرواية قبولا في الأوساط الثقافية المصرية واللبنانية والخليجية.


ومن أشهر أعماله أيضا: "ذات"، التي تحولت إلى مسلسل بعنوان "حكاية بنت اسمها ذات"، لعبت بطولته نيللي كريم، وباسم سمرة، ولاقى المسلسل نجاحا جماهيريا لافتا. يقول عن هذه الرواية: "كل رواياتي بها جزء مني، لكن رواية "ذات" ربما تكون الأكثر قراءة، أو الأقرب لي".

ثم تأتي روايات: "الجليد"، و"نجمة أغسطس"، و"النيل مآسي"، و"العمامة والقبعة"، و"أمريكانلي"، و"التلصص"، و"القانون الفرنسي"، وغيرها من الأعمال الأدبية التي تحظى بمكانة ثرية في عالم الأدب.
وفي مجال الترجمة: "التجربة الأنثوية/ قصص لأديبات غربيات"، و"العدو" للأمريكي جيمس روث، و"حمار بوريدان" للألماني جونتر دي برو.

كما كتب عدة قصص للأطفال منها: "رحلة السندباد الثامنة"، و"يوم عادت الملكة القديمة"، و"عندما جلست العنكبوت تنتظر"، و" الدولفين يأتي عند الغروب"، و"الحياة والموت في بحر ملون"، و"اليرقات في دائرة مستمرة"، و"زعنفة الظهر يقابل الفك المفترس"، و"الصقر الأسود يتلقى إنذارا"، و"المرجان يستعين بالصواريخ"،  و"الحصان ينتقم لرفيقه".

واصل صنع الله إبراهيم مواقفه من الحكومات المصرية المتعاقبة، وأن أخذت طابعا أقل صدامية وحدة، فقد علق على "ثورة يناير" عام 2011 التي أسقطت نظام حسين مبارك، قائلا: "إن ما جرى في ميدان التحرير لم يكن ثورة بالتأكيد، فالثورة لها برنامج وهدف: تغيير كامل للواقع أو إزاحة طبقة اجتماعية بأخرى. ما حدث كان انتفاضة شعبية مطلبها الأساسي هو تغيير النظام، رغم أن معنى هذا لم يكن واضحا، باستثناء الإطاحة بأبرز رموز النظام القديم".

ورغم أنه لم يقف موقفا عدائيا من النظام المصري الحالي وأيده على الأقل في البدايات ووصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه "شخصية وطنية كبيرة"، واعتبر أن تدخله في المشهد السياسي كان "مكسبا للحياة السياسية المصرية".

وكان يرى بأن مصر "في مرحلة لا بديل للسيسي فيها"، وفي نفس الوقت  أكد أنه "لا نستطيع في ذات الوقت أن نستمر بهذا الشكل، خاضعين لنفوذ الشركات الأجنبية، وصندوق النقد الدولي، والظروف الاقتصادية العسيرة".

ورأى أن السلطة الحالية أسفرت عن عودة النظام القديم بكل سلبياته، وأن" الشعب يمشي حزينا لما يراه من السوء والمشاكل الاقتصادية".

توفي صنع الله إبراهيم بعد صراعه مع المرض عن 88 عاما، إثر إصابته بالتهاب رئوي نقل على أثره إلى أحد مستشفيات القاهرة، وكان الراحل قد أمضى مدة في المستشفى في منتصف عام 2025 إثر نزيف داخلي وكسور في الحوض.

رحل اليساري والمناكف المخضرم للأنظمة في مصر تاركا خلفه أرثا روائيا، كان من الممكن أن يوصله إلى جائزة نوبل للآداب ليلحق بزميل في الرواية نجيب محفوظ.

مقالات مشابهة

  • ردة فعل مثيرة من شوبير بعد خطأ نجله الكارثي بمباراة الأهلي المصري وفاركو
  • أب يشرع فى قتل نجله بسبب تجديد باقة الإنترنت فى الإسكندرية
  • رحيل روائي صحفي كان ضد القمع والتطبيع (بورتريه)
  • تامر عبد المنعم يكشف تفاصيل أزمة كهرباء خلال تنظيمه حفلًا للفنان لؤي
  • البليهي يثير الجدل بصورة ويلمح باقتراب رحيله للاتحاد
  • تورط وفاء عامر في وفاة سليمان عيد .. نجله يكشف الحقيقة
  • هجوم عنيف من شوبير على منتقدي أداء نجله في الأهلي.. ماذا قال؟
  • رحيل صنع الله إبراهيم .. يوسف القعيد : أيقونة جيل الستينيات ورمز لا يتكرر
  • مارتينيز يكشف أسباب رحيله عن برشلونة
  • الشناوي حسم أمر رحيله.. لماذا صمم مدرب الأهلي الاعتماد على شوبير أمام فاركو؟