شهد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، ووزير الاقتصاد الرقمي والريادة بالمملكة الأردنية الهاشمية المهندس سامي السميرات، ومحافظ جنوب سيناء خالد مبارك عبر تقنية الفيديو كونفرنس، عملية إنزال نظام الكابل البحري عالي السعة كورال بريدج في مدينة طابا بجمهورية مصر العربية، وهو أول كابل بحري مباشر يربط بين مصر والأردن منذ أكثر من 25 عامًا ليكون بمثابة ربط رقمي مباشر عالي السرعة مدعم بعدد كبير من شعيرات الألياف الضوئية يمر عبر خليج العقبة، وهو ما يمثل خطوة محورية فى مسيرة تطوير البنية التحتية الرقمية بمنطقة الشرق الأوسط.

حضر فعاليات الإنزال عبر الفيديو كونفرنس المهندس محمد نصر العضو المنتدب الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات، والمهندس إياد أبو خرما الرئيس التنفيذي المؤسس لمدينة العقبة الرقمية.

ويعتبر "كورال بريدج" أول نظام كابل بحري للاتصالات يتم إنزاله بنقطة إنزال طابا وهي نقطة من ضمن البنية التحتية الرقمية التي أنشأتها الشركة المصرية للاتصالات مؤخرًا بشبه جزيرة سيناء، ومن المقرر أن يتم إنزال الكابل في العقبة خلال الأيام القادمة وذلك بمركز بيانات مدينة العقبة الرقمية العالمي، حيث يضمن الكابل استمرارية الخدمات من خلال توفير مسارات بديلة واتصالات احتياطية، وهو ما يدعم خطط الشركات الكبرى ومزودي الخدمات السحابية المستضافين في مركز البيانات للحفاظ على أعمالهم.

ويوفر الكابل ربطًا سلسًا عبر القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا وذلك اعتمادًا على الموقع الاستراتيجي للدولتين والبنية التحتية للكابلات البحرية الواسعة للشركة المصرية للاتصالات الممتدة، ما يعزز استفادة الأعمال محليًا وإقليميًا ودوليًا.

كما تم تصميم الكابل البحري البالغ طوله 15 كيلومترًا على عدد كبير من الألياف الضوئية مما يتيح تجميع ونقل حركة البيانات الدولية ذات السعات العالية، لتلبية الطلب المتزايد لتطبيقات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، بالإضافة لذلك فقصر طوله يعزز من سرعة نقل حركة البيانات الدولية ويخفض تكاليفها.

وأكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن الكابل البحري "كورال بريدج" يمثل إضافة لمنظومة الكابلات البحرية العربية فضلا عن أهميته في تعزيز التعاون بين مصر والأردن في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأوضح أنه يعد أول نظام كابل بحري يتم إنزاله في سيناء، وذلك في إطار الجهود الرامية لتعددية البنية التحتية الدولية من خلال توفير نقاط إنزال جديدة، ومسارات جديدة لعبور الكابلات البحرية أرضا وربطها بين البحر الأحمر والبحر المتوسط.

وأضاف أنه يتم تنفيذ خطة للتوسع بشبكة الكابلات البحرية في شبه جزيرة سيناء لإتاحة مواقع أقرب لدول الجوار بما يعزز الربط الإقليمي ويزيد من كفاءة وسرعة نقل حركة البيانات الدولية.

وأكد الدكتور عمرو طلعت حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تعزيز المقومات التنافسية لمصر كمعبر رئيسي لحركة البيانات الدولية بين الشرق والغرب، موضحا أن أكثر من 90% من حركة البيانات بين الشرق والغرب يمر من خلال مصر من خلال منظومة ضخمة من الكابلات البحرية تصل إلى 15 كابلا، مضيفا أنه يوجد حاليا نحو 11 نقطة إنزال.

من جانبه، أوضح المهندس سامي السميرات وزير الاقتصاد الرقمي والريادة بالمملكة الأردنية الهاشمية أن مصر والأردن تجمعهما علاقة تاريخية حيث يأتي تنفيذ مشروع الكابل البحري كورال بريدج كثمرة من ثمار التعاون بين البلدين الذى أرست دعائمه القيادة السياسية في كلا البلدين.

وأضاف أن المشروع جاء ترجمة عملية لهذا التعاون من خلال تنفيذ مشروع على أرض الواقع فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لاسيما وأن تنفيذه يأتي في أعقاب اجتماعات اللجنة العليا المصرية الأردنية في دورتها الـ33 التي عقدت منذ أيام قليلة في العاصمة عمان بالأردن.

وأشار إلى أن هذا الكابل يمثل منفذًا رقميًا للملكة الأردنية الهاشمية، موضحا أنه يتم العمل على تعظيم هذه المنافذ الرقمية والتى تجعل كل من مصر والأردن مركزا إقليميا بل وعالميا في نقل البيانات.

وأعرب المهندس سامي السميرات عن تطلعه إلى مزيد من مشروعات التعاون المشترك بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، موجها الدعوة للدكتور عمرو طلعت لزيارة الأردن لعقد المزيد من المباحثات لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

كما أكد خالد مبارك محافظ جنوب سيناء أن مصر والأردن تجمعهما روابط وثيقة، كما تتشارك محافظة جنوب سيناء مع مدينة العقبة الأردنية فى تنفيذ العديد من المشروعات السياحية والرياضية، معربا عن سعادته بإنزال نظام الكابل البحرى كورال بريدج بمدينة طابا.

وأشار إلى أهمية هذا الكابل في تعزيز الربط الرقمي مع المملكة الأردنية الهاشمية وتوفير الاتصال الرقمي بما يسهم في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين وتحقيق التكامل المبني على أسس علمية، مؤكدا على الدور الحيوي للإنترنت فى الترويج للسياحة بمحافظة جنوب سيناء.

وقد تم تصميم كورال بريدج وفقا لأعلى المعايير الفنية والبيئية وتم تطويره مع وضع الاستدامة في الاعتبار، وتحقيق التوازن بين القدرة والأداء والمسئولية البيئية، وتم إنشاؤه تنفيذا لاتفاقية التعاون الموقعة بين الشركة المصرية للاتصالات، الشركة الرائدة في مجال تقديم خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر وأحد أكبر مشغلي الكابلات البحرية في المنطقة، وشركة نايتل أحد مزودي خدمات الاتصالات في الأردن، وذراع الاتصالات لمدينة العقبة الرقمية في يناير 2024، مما يعكس أهمية مساهمة الشراكات عبر الحدود والتي تفتح آفاقًا جديدة للنمو، ويحقق فوائد مستدامة لكافة الجهات المعنية، ويمهد الطريق لمشروعات البنية التحتية المستقبلية والتي تخدم منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى حول العالم.

اقرأ أيضاًوزير الاتصالات يبحث مع شركات ومؤسسات إيطالية جذب استثمارات في مجالات التعهيد

وزير الاتصالات: سنترال رمسيس ليس الوحيد الذي ترتكز عليه الخدمات في مصر

وزير الاتصالات يؤكد أهمية التمكين الرقمي للمؤسسات الإفتائية وتفعيل أدوات الذكاء الاصطناعي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر وزير الاتصالات الأردن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منطقة الشرق الأوسط طابا خليج العقبة الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات المصریة للاتصالات الأردنیة الهاشمیة الکابلات البحریة البنیة التحتیة وزیر الاتصالات الکابل البحری مصر والأردن کورال بریدج بین البلدین جنوب سیناء عمرو طلعت من خلال

إقرأ أيضاً:

أبوظبي تجمع قادة الإعلام والمحتوي في «قمة بريدج 2025» اليوم

أبوظبي (الاتحاد) 

تلتقي بلدان العالم، اليوم، على أرض العاصمة أبوظبي، حيث تنطلق فعاليات الدورة الأولى من «قمة بريدج»، أضخم حدث عالمي في قطاعات الإعلام والمحتوى والترفيه، بحضور 60 ألف مشارك من 132 دولة، ومشاركة 430 متحدثاً من 45 دولة من كبار المبدعين، وصناع السياسات، والمستثمرين، وخبراء التكنولوجيا، والمؤسسات الإعلامية، وقادة الثقافة، يقدمون أكثر من 300 جلسة وفعالية، في محطة مفصلية لمنظومة الإعلام ومستقبل صناعة المحتوى عالمياً. 

رؤى قيادية  

ورحب معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس تحالف «بريدج»، بالضيوف المشاركين في قمة بريدج 2025 التي تنطلق اليوم في أبوظبي وتستمر على مدى ثلاثة أيام.
وقال معاليه: تسعى قمة بريدج إلى ترسيخ مكانتها الفاعلة في صناعة الإعلام العالمي، بوصفها جسراً للتعاون والتفاعل بين مختلف المجتمعات، وانطلاقاً من إيماننا بأن تطور الإعلام وازدهار محتواه ينعكس مباشرة على تقدم المجتمعات، ويعزز التفاهم والسلام، ويساهم في بناء مستقبل مستدام ومتوازن للجميع.
وقال معالي رئيس تحالف بريدج: نرحب بصناع الإعلام وقادة المؤسسات الإعلامية وصناع المحتوى ضيوف بريدج، ممن تجمعهم القمة بهدف التحاور وتشارك الرؤى والأفكار، في وقت أصبحت فيه البشرية بأمس الحاجة إلى تكاتف الجهود وتكاملها لمواجهة التحديات الكبرى التي لا يمكن التعامل معها إلا من خلال جهود عالمية مشتركة، لا سيما في قطاع الإعلام الذي يلعب دوراً محورياً في تشكيل الوعي وبناء المستقبل.
وأضاف معاليه: في ظل ترابط العالم، فإنه لا أحد سيكون بمنأى عن التأثر بالتحولات التي يشهدها قطاع الإعلام والمحتوى، ما يتطلب تنسيق الرؤى والجهود المشتركة لاستثمارها في تحقيق تنمية مستدامة ومتساوية للجميع، وتعزيز المسؤولية الإعلامية لخدمة البشرية. 

التجمع الدولي المتنوع  

قال الدكتور جمال محمد عبيد الكعبي، نائب رئيس تحالف بريدج: إن إطلاق النسخة الأولى من قمة بريدج يمثل خطوة عملية نحو بناء مساحة إعلامية أكثر شفافية ومرونة، حيث يمنح هذا التجمع الدولي المتنوع من المؤسسات الإعلامية وصناع القرار والخبراء، القمة موقعاً متقدماً منصة جديدة تجمع الفاعلين في واحدة من أكثر المراحل تحولاً في تاريخ الإعلام. وأشار إلى أن التغيرات التي يمر بها القطاع الإعلامي اليوم عميقة وسريعة، وأن الحاجة إلى جاهزية المؤسسات، وقدرتها على التكيف، وامتلاكها أدوات لمواكبة التغيرات باتت مسألة مصيرية، لافتاً إلى أن قمة بريدج وجدت لتقود هذه النقاشات بشكل عملي، من خلال حوارات منفتحة تتعامل مباشرة مع التحديات، وتستكشف فرص المستقبل، وتعيد بناء جسور الثقة والشراكة بين الجهات الإعلامية حول العالم. وختم تصريحه بالتأكيد على أن القمة تقدم مساحة عمل مشتركة لتأسيس شراكات أقوى، وتطوير نماذج تعاون تستطيع استثمار التحولات الجارية لصالح الجميع، وضمان إعلام قادر على خدمة مجتمعاته بوضوح ومسؤولية. 

الخوارزميات 

أكد ريتشارد آتياس، المستشار الاستراتيجي لرئيس مجلس إدارة التحالف أن «قمة (بريدج) ستفعل شيئاً نادراً في المشهد الإعلامي، ستخرج عن المألوف والسائد، ففي زمن تتشظى فيه السرديات العالمية، ويتم التلاعب بها، ويعاد تشكيلها عبر الخوارزميات بدلاً من البشر، تواجه (بريدج) حقيقة غير مريحة، العالم يحتاج إلى نظام إعلامي جديد يقوم على الثقة».  وأضاف آتياس: «تتميز قمة (بريدج) بأنها ترفض البناء على الماضي كما هو، وتدعونا لإعادة التفكير في مفاهيم القوة والنفوذ، والتأثير، والمسؤولية في عصر يمكن فيه للمحتوى أن يبني الثقة أو يدمرها. تدفع القمة الحدود إلى أقصاها، وتكشف الفجوة بين الإعلام الذي نملكه والإعلام الذي نحتاج إليه. قمة (بريدج) لن تنطق لمناقشة المستقبل، بل لتحدث تحولاً جذرياً في مساره، وتساعد في تصميم أطر جديدة للثقة والحقيقة والتأثير». 

تحالف «بريدج» 

أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، الأمين العام لمؤسسة «الوليد للإنسانية»: «في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها المشهد الإعلامي العالمي، تبرز مسؤوليتنا في بناء بيئة يوجه فيها الابتكار بقيم إنسانية واضحة، ويصبح فيها السرد أداة لرفع الوعي وتعزيز الفهم. ومن هذا المنطلق، تأتي قمة (بريدج) 2025 باعتبارها منصة دولية تعنى بدعم الإعلام الأخلاقي والاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، وترسيخ القيم التي تحترم الإنسان. ومع التسارع الكبير في تدفق المعلومات، تزداد الحاجة إلى توظيف التكنولوجيا، بما يعزز المزيد من تكافؤ الفرص. نحن اليوم نعمل على أن يكون الإعلام قوة تسهم في بناء السلام، وترسيخ التفاهم وتحقيق أثر مستدام، وهي المهمة التي تعمل عليها قمة (بريدج) في هذه المرحلة المهمة». 

لحظة مفصلية 

قال فخامة ماكي سال، الرئيس الأسبق لجمهورية السنغال: «تأتي قمة (بريدج) في لحظة مفصلية، تشكل فيها الجدالات والاستقطابات، والسرديات المتنافسة، والتحولات غير المسبوقة في إنتاج المعلومات، تحدياً واختباراً لقدرتنا الجماعية على الحوار والتفاهم المتبادل، وهو ما يضعنا أمام حقيقة واضحة بأن بناء واستعادة الثقة يتطلب التزاماً متجدداً بحوار حقيقي بين الثقافات والحضارات. فاليوم، تشكل الخوارزميات تصورات الناس، فيما تزعزع المعلومات المضللة أسس التعايش السلمي».  وأضاف فخامته: «من المهم أن ندرك أن هذه التقنيات والطرفات التكنولوجية نفسها تتيح أيضاً فرصاً استثنائية لتعزيز الحوار وربط المجتمعات عبر الحدود. وأنا أؤمن بأن قمة (بريدج) قادرة على لعب دور تحويلي في تفعيل ذلك، فمن خلال جمع القادة والمبدعين والمفكرين من مختلف القارات، توفر القمة مساحة يصبح فيها المحتوى قوة لصالح الحقيقة والاحترام والتعلم المتبادل». 

الإعلام والمحتوى  

أخبار ذات صلة خليفة بن طحنون: الفورمولا- 1 منصة فاعلة لتعزيز السياحة الإمارات.. نموذج للحوكمة الإعلامية الحديثة

قالت مريم بن فهد، المدير التنفيذي لتحالف «بريدج»: تنطلق في أبوظبي قمة بريدج، في توقيت يحتاج فيه قطاع الإعلام والمحتوى إلى مراجعة جادة لمساره، حيث تؤكد المشاركة الواسعة التي يشهدها الحدث في نسخته الأولى أن العالم يتعامل مع هذه الصناعة باعتبارها رافعة مؤثرة للمعرفة والاقتصاد والهوية الثقافية. وبلا شك يمنحنا التنوع الذي يشهده الحدث فرصة لفهم التحولات الفعلية التي يعيشها القطاع، وما يتطلبه من إصلاحات تجعل بيئته أكثر توازناً وابتكاراً وقدرة على تمثيل أصوات مختلفة.
وتابعت: قمة بريدج مختبر مفتوح للأفكار، حيث يلتقي صناع السياسات مع المبدعين والمستثمرين وخبراء التكنولوجيا لوضع أسس منظومة إعلامية أكثر شفافية وقدرة على خدمة المجتمعات وبناء مسار جديد يساهم في تطوير هذه الصناعة. ولا شك في أننا نواجه تحديات كبيرة في عالم الإعلام وصناعة المحتوى.
وأضافت: في تحالف «بريدج» نرى أن بناء مستقبل مختلف للإعلام يأتي عبر توسيع مساحة الشراكات الفاعلة. ما نبدأه غداً ورشة عمل عالمية مفتوحة هدفها صياغة نموذج يمكن المجتمعات من إنتاج محتوى يعكسها ويخدم مصالحها. 

الذكاء الاصطناعي 

قال دانييل شوليكو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «يانغو»: «تأتي قمة (بريدج) في لحظة مهمة، إذ تتغير طريقة استهلاك المعلومات بوتيرة أسرع من قدرة صناعاتنا على التكيف، مما يؤثر على بناء الثقة. إن التواصل المعزز بالذكاء الاصطناعي، والصيغ الناشئة للمحتوى، والتشريعات المتطورة تتطلب نوعاً جديداً من التعاون. ولا يمكن لأي شركة أو قطاع أن يتعامل مع هذا التحول وحده».
وأضاف دانييل: «ما يجعل قمة (بريدج) فريدة في قيمتها، هو قدرتها على جمع أصوات نادراً ما تجتمع في المكان نفسه، من صانعي محتوى وخبراء تقنيين ومنصات وصناع سياسات. إن بناء منظومة محتوى موثوقة ومستدامة يتطلب توافقاً حقيقياً حول المعايير، والمسؤوليات، ودور التكنولوجيا. وأتطلع إلى الاستفادة من هذه الفرصة، لا لمناقشة المستقبل فقط، بل للمشاركة الفاعلة في صياغته، وبناء منظومة محتوى أكثر قدرة على التكيف والمساءلة، وأكثر قيمة للأفراد الذين نخدمهم».

المنصات الإعلامية 

قالت جيسيكا سيبلي، الرئيس التنفيذي لمجلة «تايم»: «يمر قطاع الإعلام عالمياً بلحظة مفصلية تفرضها تحولات غير مسبوقة، حيث تتعرض الثقة بالمنصات الإعلامية لضغوط كبيرة، ويتوزع الجمهور على منصات متعددة، فيما تعيد التكنولوجيا تشكيل طرق الوصول إلى المعلومات وأساليب تواصل الناس مع بعضهم بعضاً. والاستجابة لهذه المرحلة لا يمكن أن تكون تقليدية، بل تتطلب قدراً عالياً من الابتكار». 
وأضافت: في مجلة «تايم»، عملنا خلال السنوات الماضية برؤية واضحة وطموح طويل الأمد على إعادة بناء علامة إعلامية عريقة لتواكب المستقبل، ليس فقط على مستوى أدوات الإنتاج والتوزيع، بل أيضاً في عمق علاقتنا مع جمهورنا العالمي. وخلال كل مراحل هذا التحول، ظل الثابت الوحيد الذي لم يتغير هو التزامنا بالصحافة الموثوقة التي تعلم وتلهم وتحدث أثراً حقيقياً. 
وتابعت: «تجسد قمة بريدج هذا المعنى نفسه، من خلال قدرتها على جمع قادة الإعلام والتكنولوجيا والثقافة في مساحة واحدة، بما يتيح بناء معايير مشتركة، وتعزيز الشفافية». 

الهيمنة التقليدية 

أكدت الدكتورة جولي غيتشورو، مؤسسة ورئيسة معهد القيادة والحوار الأفريقي، صلة قمة «بريدج» بالواقع وأهميتها الكبيرة، وقالت: «نقف عند لحظة مفصلية مع انتقالنا إلى أعظم مرحلة للتأثير العادل يشهدها العالم. إذ تلاشت الهيمنة التقليدية لكبريات الشركات، وحل مكانها اقتصاد يقوده صناع المحتوى، حيث يمكن فيه لصوت واحد أن يغير طريقة التفكير، ويحرك الأسواق، ويسهم في تشكيل السياسات. ومع هذه السرعة تأتي حالة من عدم الاستقرار، ولهذا نحتاج إلى (هندسة جديدة) لهذا العصر. ومن خلال جمع المبدعين، وصناع السياسات، والجهات المعنية بمنظومة الإعلام والتكنولوجيا، والمستثمرين، توفر قمة (بريدج) الإطار الأساسي لتحويل التغيير إلى تقدم». 
وأضافت: «تمثل هذه اللحظة بالنسبة لأفريقيا فرصة مهمة لاستعادة سردياتنا، واستعراض تعددية سياقاتنا الثقافية، والمساهمة في الحوار العالمي. وأتطلع إلى مساهمة قمة (بريدج) في بناء منظومة تصبح فيها المصداقية بمثابة عملة حقيقية، ويتم فيها تمكين صناع المحتوى من رعاية المستقبل بمسؤولية».

دعم الابتكار 
تقام قمة «بريدج» 2025 في الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، وينظمها تحالف «بريدج»، المنظمة العالمية المستقلة غير الربحية التي تهدف إلى تطوير منظومة الإعلام والمحتوى والترفيه من خلال ترسيخ المصداقية، وتعزيز الثقة ودعم الابتكار المسؤول. وتستقبل القمة أكثر من 60 ألف مشارك من 132 دولة، وتستضيف 430 متحدثاً ضمن برنامج شامل يضم أكثر من 300 جلسة. ويجمع الحدث قادة الصناعات الإبداعية والإعلامية والترفيهية، إلى جانب صناع القرار والمبتكرين والجهات المعنية من مختلف القطاعات المتقاطعة مع الإعلام، بما في ذلك التكنولوجيا والتمويل والثقافة والاقتصاد الإبداعي.
وبوصفها المبادرة الرئيسة لتحالف «بريدج»، توفر القمة منصة لمعالجة التحديات المشتركة، وتبادل المعارف، واستكشاف مسارات التعاون التي تدعم تطوير منظومة إعلامية عالمية أكثر ترابطاً واستدامة.

المطالبة بالشفافية 

قالت جانيت يانغ، الرئيسة السابقة لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة: «تأتي الدورة الافتتاحية من قمة (بريدج) عند منعطف بالغ الأهمية. ففي جميع أنحاء العالم، تخضع طرق إنتاج القصص وتوزيعها والتفاعل معها لتحول جذري بسبب السرعة التكنولوجية، وتغير سلوك الجمهور، وتصاعد المطالبة بالشفافية والأصالة الثقافية. هذه التحولات ليست مجرد خطوات تدريجية، بل جذرية لأنها تعيد صياغة طريقة انتشار القصص، وتحدد الأصوات التي تكتسب النفوذ والتأثير». 
وأضافت: «ما تقدمه قمة (بريدج) هو نقطة التقاء نادرة، مساحة يمكن فيها لقادة الإعلام والتكنولوجيا والصناعات الإبداعية أن يرسموا مساراً أكثر ترابطاً للمستقبل. ومن خلال جمع وجهات نظر تمتد من هوليوود إلى الشرق الأوسط وآسيا، تهيئ القمة الظروف اللازمة لتعاون حقيقي، ومعايير مشتركة، وثقة طويلة الأمد. أرى في قمة (بريدج) محفزاً لبناء منظومة إبداعية أكثر صحة ومرونة، منظومة تحتضن الشراكات العابرة للحدود، وترتقي بالمسؤولية في السرد، وتتبنى الابتكار كأداة لصياغة مشهد سردي عالمي أكثر شمولاً وإلهاماً». 

عالم المعلومات 

قال سانفورد «ساندي» كليمان، مؤسس ورئيس «إنتيرتينمنت ميديا فينتشرز»: «يتطور عالم المعلومات والإعلام بوتيرة هي الأسرع في التاريخ البشري. وتتيح لنا التكنولوجيا اتصالاً فورياً عبر مجموعة واسعة من المنصات، وتمنحنا وصولاً غير مسبوق إلى المعلومات والبيانات والآراء. لكن هذه السرعة تزيد صعوبة التحقق من المحتوى ووضعه في سياقه الصحيح، فيما يسمح التلاعب الرقمي بتحريف الحقائق أو تلفيقها وفبركتها».  وأضاف: «نقترب من لحظة (تفرُّد إعلامي)، حيث تندمج المعلومات والترفيه والرياضة والتجارة والخطاب الاجتماعي في منظومة رقمية واحدة تقودها خوارزميات تستند إلى البيانات. وتأتي قمة (بريدج) في وقت بالغ الأهمية لجمع قادة الفكر العالميين بهدف مناقشة الكيفية التي سيتعايش بها الإنسان مع المنصات الرقمية، ويعمل معها من أجل تحقيق نتائج إيجابية. فهذه الدورة الافتتاحية تمهد لحوار طويل الأمد حول الحياة والإنتاج والسلام في عالم لا يهدأ». 

مقالات مشابهة

  • أبوظبي تجمع قادة الإعلام والمحتوي في «قمة بريدج 2025» اليوم
  • وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يلتقي رئيس الأعلى للإعلام لبحث آفاق التعاون المشترك
  • وزير الاتصالات يزور شركة القمم المتخصصة فى تقديم حلول وخدمات التحول الرقمي
  • وزير الاتصالات من كريتيفا المنصورة: تمكين المواهب مفتاح ريادة مصر الرقمية
  • وزير الاتصالات: سوق العمل أصبح بلا حدود والذكاء الاصطناعي لن يلغي الوظائف بل سيغير شكلها
  • محافظ الدقهلية ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يفتتحان مكتب بريد المنصورة بعد تطويره
  • وزير الاتصالات يتفقد مشروعات التحول الرقمي ويشيد بتجربة qTech في تصدير الخدمات الرقمية من الدقهلية
  • وزير الاتصالات ومحافظ الدقهلية يتفقدان موقع تنفيذ شبكة الفايبر المعلق بالمنصورة
  • وزير الاتصالات ومحافظ الدقهلية يتفقدان موقع تنفيذ شبكة الفايبر المعلق بالمنصورة لتعزيز البنية الرقمية
  • وزير الاتصالات: 400 متخصص يصدرون خدمات تكنولوجية للسعودية من قلب الدلتا.. و7 آلاف متدرب بـ "كريتيفا" المنصورة