حياة على أنقاض الأمل في غزة.. «العسولي»: لن نترك للعدو شبراً من الأرض
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
مع استمرار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لأكثر من عام، لا يزال ملايين الفلسطينيين من سكان القطاع يعانون بسبب جراح الحرب الإسرائيلية الوحشية التى أنهكت القطاع، وقضت على كل شىء، من البشر إلى الحجر، إذ إن الحرب خلّفت المئات، بل آلاف القصص والمآسى فى مختلف المجالات، ولعلّ القطاع الصحى هو أكثر المجالات تأثراً بهذه الكارثة، بحسب وصف الدكتور حاتم العسولى، أستاذ الصحافة المشارك، ومدير جامعة غزة فرع الجنوب، فما بين مستشفيات مُدمرة، وأدوية نادرة، وكوادر صحية مُهجرة، تتفاقم الأوضاع وتزداد صعوبة يوماً بعد يوم.
تحدث «العسولى» لـ«الوطن» قائلاً: «تعانى مستشفيات غزة من نقص كبير فى الأدوية والمستلزمات الطبية، فقد تعرضت لتدمير واضح من قِبل قوات الاحتلال، وبجانب ذلك، غادر عدد كبير من الكادر الصحى قطاع غزة هرباً من الموت، وبحثاً عن حياة كريمة لأسرته، كما تتفاقم الأوضاع صعوبة مع انتشار الأمراض الناجمة عن تلوث المياه وطفح أبيار الصرف الصحى فى الشوارع والطرقات العامة».
وأضاف: «بجانب ذلك، يعانى آلاف النازحين فى الخيام ومراكز الإيواء، حيث تعانى العديد من الأسر بسبب نقص أدنى متطلبات النظافة الشخصية والصحية، أهالى غزة يعانون بشدة من جراح الحرب العميقة، ويجب تقديم يد العون لإنقاذ حياة الأهالى، وتوفير الأدوية والعلاجات الطبية اللازمة».
يصف «العسولى» الحياة فى غزة بمثل شعبى يقول: «ما بلزك على المر غير الأكثر مراراً»، وأوضح أن هذا المثل الشعبى يصف الواقع المرير الذى يعيشه سكان غزة، الذين وجدوا أنفسهم محصورين بين أنقاض منازلهم المدمرة، وأضاف أنه «بينما تتجول فى شوارع غزة، سترى خياماً تُبنى على أنقاض المنازل المدمرة، أو بجوارها، أو حتى تحتها، مشهد مؤلم يَحكى عن مرارة الواقع، حيث يُجبر الناس على العيش وسط حطام بيوتهم، من دون أمل فى العودة إليها».
وتابع قائلاً: «أصعب مشهد هو رؤية منازل متآكلة وآيلة للسقوط تحولت إلى مأوى، عائلات كاملة تتكدس فى غرفة واحدة، حطامها يسقط على رؤوسهم، لأنهم ببساطة لا يجدون مأوى آخر، فالمأساة لا تكمن فقط فى تدمير بيوت الغزيين، بل فى تدمير حلمهم فى حياة طبيعية».
لخص «العسولى» الحياة فى غزة بكلمة، وهى «التعايش»، قائلاً: «أصبحت هذه الكلمة هى السائدة فى غزة، للتعبير عن الواقع المرير، الناس يتعايشون مع الأنقاض، يتعايشون مع الخوف، يتعايشون مع الحرب، عامٌ كامل من المعاناة مر على غزة، وحرب جديدة تُلوح فى الأفق، تُهدد بتدمير ما تبقى من أمل وإرادة».
وأضاف أن معاناة سكان غزة تزداد يوماً بعد يوم، جراء الحصار المشدد الذى يفرضه الاحتلال الإسرائيلى على القطاع، فقد أصبح تأمين الأساسيات كالطعام والماء أمراً صعباً، وشدد على قوله: «سنبقى صامدين فى غزة وشمالها، رافضين النزوح، أو ترك أى شبر من أراضينا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة الإبادة الاحتلال مجازر الاحتلال فى غزة
إقرأ أيضاً:
غزة أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" قطاع غزة بأنه "أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض"، مبينا أن الأمم المتحدة مستعدة لإدخال المساعدات إلى القطاع "فورا وعلى نطاق واسع".
وقال متحدث "أوتشا" يانس لاركيه، في حوار مع موقع "أخبار الأمم المتحدة"، إن الأمم المتحدة لديها قرابة 180 ألف منصة متنقلة من المواد الغذائية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة جاهزة لدخول غزة.
وأضاف: "دفعت الجهات المانحة حول العالم ثمن الإمدادات بالفعل، وتم تخليصها جمركيا والموافقة عليها، وهي مستعدة للانطلاق، ويمكننا إدخال المساعدات (إلى غزة) فورا على نطاق واسع".
وأشار إلى أن "الوقت ينفد بسرعة كبيرة، والأرواح تُزهق كل ساعة" في القطاع، مبينا أن "الأمم المتحدة لديها خطة ناجحة، كما اتضح خلال وقف إطلاق النار عندما دخلت عشرات الآلاف من الشاحنات القطاع وأوصلت المساعدات إلى كل شخص".
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني إلى المجاعة، بإغلاقها معابر قطاع غزة منذ 2 مارس بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء.
واستبعدت دولة الاحتلال الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت "مؤسسة غزة الانسانية" الإسرائيلية الأمريكية المرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق جنوب قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على الجلاء من الشمال وتفريغه.
وفشل المخطط الإسرائيلي تحت وطأة المجاعة، بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة الثلاثاء مركزا لتوزيع مساعدات، فأطلق عليها الجيش الإسرائيلي الرصاص وأصاب عددا منهم، وفق المكتب الإعلامي بغزة الذي أرجع الفوضى إلى "سوء إدارة الشركة نفسها".
وتواصلت مجازر الاحتلال الإسرائيلي، في مناطق متفرقة في قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة المستمرة للشهر العشرين على التوالي، تزامنا مع استهداف عدد من الفلسطينيين قرب مراكز المساعدات غرب مدينة رفح جنوب القطاع.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في تقريرها الإحصائي اليومي، بأنه "وصل مستشفيات قطاع غزة 28 شهيدا، منهم خمسة شهداء انتشال، و179 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأشارت الوزارة إلى أن الإحصائية لا تشمل مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة، لصعوبة الوصول إليها، مضيفة أنه "لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
ونوهت إلى أن حصيلة العدوان الاسرائيلي ارتفعت إلى 54 ألفا و84 شهيدا، و123 ألفا و308 إصابات منذ السابع من أكتوبر لعام 2023، مؤكدة أن حصيلة الشهدا والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي، بلغت 3 آلاف و924 شهيدا، و11 ألف و257 إصابة.