الميليشيات العراقية تجر البلاد إلى الصراع بين إسرائيل وإيران
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
تناول المحلل السياسي محمد صالح، موقف العراق الهش في ظل الصراع الإيراني الإسرائيلي المتصاعد، مشيراً إلى أن تورط بغداد في هذا الصراع لا ينبع من المصالح الوطنية بل من طموحات إيران الاستراتيجية، من خلال ميليشياتها.
يواجه رئيس الوزراء تحدياً محورياً ويتعين عليه الاستفادة من موارد الدولة للسيطرة على الميليشيات.
في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنت الميليشيات العراقية المتحالفة مع إيران هجوماً بطائرة دون طيار على مرتفعات الجولان، مما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين، وهو ما يؤكد التورط المتزايد للميليشيات العراقية في المواجهة الأوسع بين إيران وإسرائيل. ومنذ بدء الصراع في غزة في الشهر نفسه، شنت تلك الميليشيات أكثر من 200 هجوم على القوات الأمريكية والإسرائيلية في العراق وسوريا، معتبرة هذه الإجراءات بمنزلة رد على الدعم الأمريكي لإسرائيل.
#IQD
The government is helpless.. The dollar continues to destabilize the economy in Iraq.Stopping currency auctions is the onlyway. pic.twitter.com/brcCrsN8yQ
ومنذ مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، كثفت هذه الميليشيات عملياتها ضد الأهداف الإسرائيلية. وتوضح هذه الاستراتيجية المتزامنة نفوذ طهران، حيث تضع الميليشيات نفسها كلاعب رئيسي في "محور المقاومة" الإقليمي.
الدور المزدوج للعراقتعمل الميليشيات الموالية لإيران ضمن قوات الحشد الشعبي العراقية، التي تشكلت في البداية لمحاربة داعش. وفي حين تتلقى قوات الحشد الشعبي تمويلاً وأسلحة من الدولة، تعمل فصائلها أيضاً كقوى عابرة للحدود الوطنية تتماشى مع أجندة إيران الإقليمية. وتجسد العديد من هذه الجماعات الشيعية، التي أنشأها ودعمها الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، نفوذ طهران في العراق، مما يخلق منطقة رمادية بين سلطة الدولة والولاء الأجنبي.
وأدت هذه الثنائية إلى توترات داخل العراق، حيث تكافح الحكومة تحت قيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لاحتواء تصرفات الميليشيات. وغم الإصلاحات التي تهدف إلى السيطرة على هذه الجماعات، فإن الميليشيات تعمل بشكل مستقل، وغالباً ما تتجاهل سياسة الدولة. ويسلط تورطهم في الصراعات الإقليمية، مثل الحرب الأهلية السورية، الضوء على انحرافهم عن الموقف الرسمي للعراق، مما يؤكد ولاءهم لطهران على بغداد.
The persistent tensions between Iraq’s Shia ruling elite and the United States have fostered a climate that is increasingly unfavorable for Western investment. @YerevanSaeed and @Aziz1Sardar https://t.co/69NoqRnwLi
— AGSIW (@GulfStatesInst) October 30, 2024 سلطة العراق المحدودة ودعا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مؤخراً إلى ممارسة ضغوط عالمية على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية في غزة ولبنان، مع الحفاظ على حياد العراق في الصراع. ومع ذلك، فإن هذا الموقف معرض للخطر بسبب تصرفات الميليشيات، والتي تبدو خارجة عن سيطرته. وفي حين يقدم العراق الدعم الإنساني للاجئين الفلسطينيين واللبنانيين، يعارض العديد من العراقيين المزيد من التورط في الصراع الإيراني الإسرائيلي، خوفاً من آثاره المزعزعة للاستقرار. الصراع الدستوري ومسألة السلطة وأكد علي الأسدي، أحد زعماء حركة حزب الله النجباء - وهي ميليشيا موالية لإيران - أن الفصائل المسلحة العراقية، لا الدولة، هي التي تمتلك هذه السلطة، بحجة أن العراق ما يزال تحت النفوذ الأمريكي. ويتعارض هذا الموقف مع التفويضات الدستورية العراقية التي تمنح سلطة إعلان الحرب للرئيس ورئيس الوزراء، في انتظار موافقة البرلمان. ويوضح تجاهل الفصائل المسلحة للقنوات الرسمية الصراع المستمر على السلطة بين الحكومة المركزية العراقية والميليشيات المدعومة من إيران. تداعيات إقليمية ورد فعل إسرائيلي محتمل وقال الباحث: في حين لم تستهدف إسرائيل الأراضي العراقية بعد، فإن الضربات الانتقامية الأخيرة على قوات الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان تشير إلى أن الأراضي العراقية قد تواجه قريباً إجراءات مماثلة، وهو ما قد يخلق بيئة مناسبة لعودة جماعات متطرفة مثل داعش واستغلالها الفوضى في التجنيد وتحقيق مكاسب إقليمية. ويوضح صعود داعش والجماعات الطائفية الأخرى على مدى العقدين الماضيين كيف تغذي الاضطرابات الإقليمية أجندات المتطرفين. لذا فإن التدخل الإيراني في العراق قد يخلف عواقب وخيمة، مما يزيد من إجهاد استقرار البلاد الهش. أمن الطاقة الإقليمي وأضاف الكاتب "بعيداً عن حدود العراق، قد تؤدي أنشطة الميليشيات العراقية إلى تعطيل أمن الطاقة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. ومن شأن مثل هذه الإجراءات أن ترسل موجات صدمة عبر أسواق الطاقة العالمية، مما يجبر الجهات الفاعلة الدولية على الاستجابة وربما يجتذب قوى جديدة إلى الصراع. ومع تاريخ من الهجمات، فإن تهديدات الميليشيات العراقية تحمل ثقلاً كبيراً، مما يسلط الضوء على العواقب العالمية لموقف العراق الهش". مسار العراق إلى الأمام واختتم الباحث مقاله بالقول: "بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة في العراق، يواجه رئيس الوزراء تحدياً محورياً ويتعين عليه الاستفادة من موارد الدولة للسيطرة على الميليشيات، ومواءمة أفعالها مع مصالح العراق وليس مصالح إيران. ويهدد الفشل في كبح جماح الميليشيات بجر العراق إلى دوامة إقليمية أوسع نطاقاً، وهو سيناريو قد يكون له عواقب مدمرة على كل من العراق والشرق الأوسط على نطاق أوسع".المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل المیلیشیات العراقیة رئیس الوزراء فی العراق
إقرأ أيضاً:
العراق:راحة زوار إيران لأربعينية الحسين أولوية قصوى
آخر تحديث: 30 يوليوز 2025 - 12:39 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلنت وزارة الداخلية العراقية، اليوم الاربعاء، عن تنسيق رفيع مع إيران لتأمين منفذ زرباطية خلال زيارة الأربعين.وقالت في بيان، إن وزير الداخلية ورئيس اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية، عبد الأمير الشمري اطلع، اليوم ، على انسيابية حركة زائري الأربعين في منفذ زرباطية الحدودي وآلية تقديم الخدمات لهم، مشددًا على أهمية العمل المشترك وتنسيق الجهود لتأمين دخول الزائرين.كما اطلع الشمري، وفق البيان، على الإجراءات المتخذة في المنفذ الحدودي الإيراني المقابل لمنفذ زرباطية، حيث كان في استقباله قائد الشرطة الإيرانية اللواء أحمد رضا رادان.وأكد الوزير أن الزيارة تأتي تتويجًا للاجتماعات والتنسيقات السابقة على الأرض، بهدف متابعة تسهيل دخول الزائرين، واستعراض الإجراءات المتعلقة بالإقامة والمنع وغيرها، فضلًا عن التدابير الأمنية المتخذة لمنع عبور المخدرات أو أي ممنوعات أخرى.وأشار الشمري إلى وجود “جدية كبيرة” في تسهيل حركة مرور الزائرين باتجاه كربلاء ، مبينًا أن هناك تنسيقًا عالي المستوى بين العراق وايران في هذا المنفذ، الذي يشهد ذروة تدفق الزائرين من بين جميع المنافذ البرية، لكون أغلب الزائرين الإيرانيين يعبرون من خلاله.وأضاف أن هناك خدمات متكاملة وأعمالًا طوعية، إلى جانب إجراءات متقدمة وتعاون مشترك مع الشرطة الإيرانية لتأمين الزيارة.يُذكر أن وزير الداخلية وصل صباح اليوم الأربعاء إلى منفذ زرباطية برفقة رئيس اللجنة الخدمية وعدد من قادة وزارة الداخلية.