يمن مونيتور:
2025-10-16@04:20:36 GMT

وعكة وطن وأمة

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

وعكة وطن وأمة

علينا الاعتراف أن الحضارة الغربية في الخمسين سنة الماضية حققت مستوى مذهلا من التطور العلمي أثر على كل مناحي الحياة والبناء، ولم يكن هذا التطور ليحدث دون استقرار كامل (سياسي واقتصادي واجتماعي)، وليِد الحياة السياسية المنضبطة على أسس علمية، يظهر تلقائيا بالترابط الوثيق والتناغم بين طبقات المجتمع باختلاف توجهاتها ومعتقداتها السياسية والدينية والطوائف.

وعلينا ان نعترف أيضا أنها استفادت من تجربتنا الحضارية، وقيم ومبادئ اسلامنا الحنيف، الذي يحث على المساواة والعدالة والحريات وحقوق الانسان، بينما تهنا نحن عن كل تلك القيم، وبنينا انظمتنا السياسية بعد التحرر من الاستعمار على أسس الترسانات الأمنية و أدوات الامن السياسي التي أحدثت استقرار وهمي، لم يستطيع ان يبني مجتمعات حية ومتحررة، صحيح ان الوجه الحضاري كان بائن، لكن التخلف كان مخفي تحت هذا الوجه، وبمجرد ما ان سقطت تلك الأنظمة، برز الوجه الحقيقي، برزت الكراهية والعصبيات الجاهلية والعرقية، وبرز الصراع المناطقي والطائفي، وسقطنا في وحل من الصراعات والحروب، وتحول معظمنا لأدوات، نتأمر على بعضنا، ونقتل بعضنا بدم بارد، ونفرز بعضنا لشياطين وملائكة بمزاج عار من الصحة والحكمة والفطنة، بغباء سياسي غير مسبوق.

معظم بلداننا العربية وانظمتها السياسية التي كانت تمثل قلاع العروبة لم تكن لتسقط لولا الخلافات السياسية، والفتنة التي افسدت العلاقات والروابط المقدسة، من العلاقات الخاصة للروابط الدين والعقيدة السياسية، لم نهتدي لإصلاح ذات البين، بل كان فساد ذات البين هو الذي دمر كل جسور الثقة وصدع مجتمعاتنا.

اليمن البلد الذي كان يمثل أفضل نظام سياسي يحاول دعم قوام الانسانية، ليتجاوز التمايز الطبقي، و يطور هامشه الديمقراطي، فيه تعدد سياسي وثقافي وفكري، شكل مخاض وحراك سياسي يعيد ترتيب السلطات بما يلبي تطلعات الناس، لم يسلم من تلك الفتنة، والتدخلات الخارجية لقوى ترى ان هذا الانفتاح الديمقراطي والتعدد السياسي يشكل خطرا على وجودها.

لم يقبل ان الشعب ينتفض على سلطاته اذا ما وجدها لا تلبي تطلعاته، واشتغل على شيطنة اطراف سياسية ودعم اطراف اخرى، ليعيد البلد لسلطة الهيمنة الطائفية والمناطقية، لم يستطيع الحوثي ان يسيطر على الارض لولا دعم تلك القوى، ولم تنحرف القضية الجنوبية لتأخذ منحى مناطقي وعنصري لولا دعم تلك القوى، ولم تسقط الدولة وتدمر مقوماتها، وكل انجازات الثورة والجمهورية  ما لم تكن لتلك القوى ايادي خفية اشتغلت على هذا التدمير، وعززت الصراع السلبي، اثارت النزعات القديمة، سنة وشيعة، شمال وجنوب، صراع الايدلوجيا القديم، وللأسف وجدت بيئة مثخنة بالجراح، واشتغلت عليها، معززة روح الثأر والانتقام، كل هذا لأجل ان يبقى المجتمع متناحر ومنقسم على بعضه البعض، وبلد منزوع السيادة وشعب منزوع الارادة، تتربع قيادته قوى اسيرة افكار وتوجهات التنازع على السلطة والاستئثار بالثروة، وبدأ العمل على افساد ما يمكن افساده لنهب تلك الثروة.

هذا حالنا اليوم، حوثي في الشمال، وانتقالي في الجنوب، وصراع على مشاريع بعناوين وطنية وفي باطنها صراع طائفي مناطقي على السلطة والثروة، انتهاكات وسجون سرية وحقوق مهدورة واقصاء وتهميش وفقر وتجويع، كل هذا تديره قوى اقليمية ودولية، وادواتها المثخنة بالفساد والجشع والشبع، بينما الشعب جائع محروم من كل شيء، من لقمة هنيئة وحياة كريمة وعزة وشرف، في وطن لا وجه حضاري له ولا وجه انساني، كل شيء فيه قبيح، وشعبه بين مشرد ومطرود ومستسلم للأمر الواقع، وثائر ينتظر الفرصة السانحة.

وطن يمرض لكنه لا يموت، وشعب يصبر ويتحمل لكنه لا يستسلم، وستاتي الفرصة السانحة ليثور على الظلمة والطغاة في الداخل والخارج، وانا غدا لناظره لقريب.

أحمد ناصر حميدان3 نوفمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام ميلان يعود بفوز ثمين من ملعب مونزا المواجهة المحدودة أم الصراع المفتوح؟ قراءة الداخل الإيراني للهجوم الإسرائيلي مقالات ذات صلة المواجهة المحدودة أم الصراع المفتوح؟ قراءة الداخل الإيراني للهجوم الإسرائيلي 3 نوفمبر، 2024 ميلان يعود بفوز ثمين من ملعب مونزا 3 نوفمبر، 2024 خامنئي يتوعد “برد ساحق” على إسرائيل وأمريكا 3 نوفمبر، 2024 ضبط متفجرات قرب الهيئة العامة للأراضي في عدن 3 نوفمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصة الدعممة الحكومية 2 نوفمبر، 2024 الأخبار الرئيسية المواجهة المحدودة أم الصراع المفتوح؟ قراءة الداخل الإيراني للهجوم الإسرائيلي 3 نوفمبر، 2024 وعكة وطن وأمة 3 نوفمبر، 2024 ميلان يعود بفوز ثمين من ملعب مونزا 3 نوفمبر، 2024 خامنئي يتوعد “برد ساحق” على إسرائيل وأمريكا 3 نوفمبر، 2024 ضبط متفجرات قرب الهيئة العامة للأراضي في عدن 3 نوفمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك الدعممة الحكومية 2 نوفمبر، 2024 الشراكة في السلطة تعني الشراكة في المسؤولية 1 نوفمبر، 2024 كيف يمكن لإسرائيل أن تغير حسابات إيران النووية؟ 1 نوفمبر، 2024 الحكومة و “المجلس الرئاسي” معنيان بوقف تدهور العملة 25 أكتوبر، 2024 العرب و القومجية والاخونجية 19 أكتوبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 13 ℃ 23º - 12º 34% 1.96 كيلومتر/ساعة 23℃ الأحد 23℃ الأثنين 23℃ الثلاثاء 21℃ الأربعاء 23℃ الخميس تصفح إيضاً المواجهة المحدودة أم الصراع المفتوح؟ قراءة الداخل الإيراني للهجوم الإسرائيلي 3 نوفمبر، 2024 وعكة وطن وأمة 3 نوفمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬335 غير مصنف 24٬187 الأخبار الرئيسية 14٬937 اخترنا لكم 7٬060 عربي ودولي 6٬972 غزة 6 رياضة 2٬352 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬254 كتابات خاصة 2٬087 منوعات 2٬008 مجتمع 1٬840 تراجم وتحليلات 1٬800 ترجمة خاصة 80 تحليل 14 تقارير 1٬614 آراء ومواقف 1٬545 صحافة 1٬485 ميديا 1٬412 حقوق وحريات 1٬327 فكر وثقافة 901 تفاعل 816 فنون 481 الأرصاد 323 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات Abdaullh Enan

نور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...

SALEH

تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...

محمد عبدالله هزاع

يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...

.

نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...

issam

عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...

المصدر: يمن مونيتور

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع يتفقد جاهزية قوات أبين لمواجهة الحوثيين والتنظيمات الإرهابية

أكد وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري أن القوات المسلحة اليمنية تمثل أمل الشعب وضمانة أمنه واستقراره، مشدداً على ضرورة رفع مستوى الجاهزية القتالية والانضباط العسكري لمواجهة الميليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية المتخادمة معها.

جاء ذلك خلال زيارة ميدانية تفقدية أجراها إلى محور أبين العملياتي في منطقة جحين بمديرية لودر بمحافظة أبين، اطّلع خلالها على مستوى الجاهزية القتالية والفنية للوحدات العسكرية، ضمن سلسلة زياراته الميدانية لتفقد الجبهات والتشكيلات التابعة للقوات المسلحة.

وأعرب الفريق الداعري عن اعتزازه بمستوى الجاهزية والانضباط الذي يميز محور أبين العملياتي، داعياً إلى مضاعفة الجهود في التدريب واليقظة القتالية، وتشديد إجراءات مكافحة التهريب وتأمين الطرقات الرئيسية ومنع التقطعات التي تمس حياة المواطنين ومصالحهم.

وشهد الوزير الداعري عرضاً عسكرياً مهيباً بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر، نفذته قوات الدعم والإسناد بمشاركة سرايا من قوات الحزام الأمني والمكافحة، بحضور عدد من كبار القادة العسكريين والأمنيين.

وعكست العروض العسكرية مستوى الجاهزية والانضباط والروح القتالية العالية التي تتمتع بها القوات المشاركة، وسط تأكيد من الوزير على استمرار دعم القيادة السياسية والعسكرية لتلك الوحدات وتعزيز قدراتها في مواجهة الإرهاب والميليشيات الحوثية.

ورحّب قائد ألوية الدعم والإسناد العميد نصر عاطف بوزير الدفاع والقيادات العسكرية، مشيداً بالدعم الذي تقدمه القيادة السياسية والعسكرية، ومثمناً في الوقت ذاته دعم دولة الإمارات العربية المتحدة لجهود مكافحة الإرهاب. وأكد أن قوات الدعم والإسناد ستظل "حصناً منيعاً لحماية مكتسبات الثورة الجنوبية وضمان أمن واستقرار أبين والوطن عموماً".

وأشار العميد عاطف إلى ما حققته قوات الدعم والإسناد من انتصارات ضد التنظيمات الإرهابية في جبال ووديان محافظة أبين، وتضحياتها الكبيرة من أجل أن تنعم المحافظة بالأمن والاستقرار.

وفي ختام زيارته، ثمّن الوزير الداعري الإنجازات التي تحققها قوات الدعم والإسناد في مكافحة الإرهاب، مشيداً بالجاهزية التي ظهرت بها القوات خلال العرض العسكري، وداعياً إلى مواصلة التدريب والتأهيل باعتبارهما ركيزة لبناء جيش وطني محترف قادر على صون الأمن والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • كاتب سعودي: الاشتباك القادم مع الحوثيين في اليمن ينتظر سلوكهم
  • مقتل وإصابة 147مدنيًا بألغام الحوثيين في الحديدة
  • هل تفتح إسرائيل جبهة اليمن بعد غزة؟ قراءة في احتمالات المواجهة مع الحوثيين
  • وزير الدفاع يتفقد جاهزية قوات أبين لمواجهة الحوثيين والتنظيمات الإرهابية
  • 17 منظمة تطالب الحوثيين بسرعة الإفراج عن المحامي "صبرة" وبقية المختطفين
  • وعكة صحية تدخل الشاعر أحمد ماضي المستشفى.. صور
  • تلاعب الحوثيين بمخططات الأراضي في إب يفتح باب الفساد للمتنفذين
  • الزبيدي: ماضون على درب استعادة دولة "الجنوب" والأخيرة ستبقى رأس حربة ضد الحوثيين
  • العليمي يؤكد مركزية القضية الجنوبية في أي حل سياسي شامل وثقته بالانتصار على الحوثيين
  • بين الصمت والتواطؤ.. الأمم المتحدة في صنعاء غطاءٍ ناعم لانتهاكات الحوثيين