محمد بن راشد يشهد إطلاق الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
دبي – الوطن:
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس، بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، إطلاق الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، وذلك خلال جلسة رئيسية ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، التي تعقد في العاصمة أبوظبي، خلال يومي 5-6 نوفمبر الجاري.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “الأهداف الواضحة تقود إلى إنجازات كبيرة.. وما حققته الإمارات من قفزة استثنائية بنسبة 35% في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال العام 2023 لتبلغ 112.6 مليار درهم رغم انخفاض تدفقات الاستثمارات الأجنبية عالمياً، يؤكد على نجاح توجهاتنا واستراتيجياتنا والثقة العالية التي تحظى بها دولتنا بين جميع الأوساط العالمية”.
وأضاف سموه: “الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 تأتي اليوم لتبني على ما تحقق من إنجازات بخطط وبرامج ومبادرات نوعية مدروسة تستهدف ترسيخ الإمارات محوراً استراتيجياً عالمياً للاستثمار”.
وأكد سموه: “الإمارات تمتلك مقومات جذب قوية للاستثمارات والشركات والأعمال والمواهب.. هدفنا مضاعفة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة التراكمية لتبلغ 1.3 تريليون درهم في عام 2031”.
حضر إطلاق الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، وسموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، وسمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وسمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، ومعالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي وسموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وعدد من أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين.
تضاعف التدفقات
واستمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال الجلسة إلى عرض قدمه معالي محمد بن حسن السويدي، وزير الاستثمار، حول مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، وأهم برامجها ومبادراتها، حيث أكد معاليه أن الإمارات
حققت خلال العقد الماضي قفزات متواصلة في استقطاب تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر برغم التراجع العالمي، مشيراً إلى تضاعف حصة الإمارات من تدفقات الاستثمار الأجنبي 5.5 مرة منذ عام 2015 ولغاية العام 2023، حيث شهد تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الإمارات نمواً بنسبة 17.3% خلال هذه الفترة، مقارنة بانخفاض عالمي بلغت نسبته -5.3%.
وكشف معاليه عن أن الاستراتيجية تستهدف تحقيق رؤية وطنية طموحة بترسيخ الإمارات محوراً استراتيجياً عالمياً للاستثمار، وترتكز في ذلك على أهداف رؤية “نحن الإمارات 2031” وخططها في تحويل الدولة إلى المركز العالمي للاقتصاد الجديد بتحقيق السبق في قطاعات وصناعات المستقبل، ما يقود إلى معدلات تنافسية في النمو الاقتصادي، وتعزيز ريادتها كعاصمة لأبرز المواهب وإعداد جيل من المواهب الإماراتية التي تقود الإنتاجية الاقتصادية، وأن تكون حاضنة جاذبة لمبتكري ورواد أعمال المستقبل.
برامج ومبادرات
وقال معالي وزير الاستثمار إن الاستراتيجية تستهدف مضاعفة الاستثمارات الأجنبية المباشرة التراكمية بين عامي 2025 – 2031 إلى نحو 30% من حجم الاستثمارات في الدولة، والتي تبلغ حالياً نسبة 15%، والوصول بها إلى 1.3 تريليون درهم لدعم تحقيق النمو الاقتصادي المنشود، ونستهدف زيادة الرصيد الأجنبي المباشر التراكمي 3 مرات ليصل إلى 2.2 تريليون درهم في 2031.
كما تضم 5 توجهات استراتيجية، منها 3 توجهات ضمن محور مسرعات نمو الاستثمار الأجنبي، وتشمل استقطاب وتمكين الاستثمارات الجديدة في القطاعات ذات الأولوية، وتنمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الأصول والمشاريع القائمة، وترسيخ العلاقات مع الدول الشريكة، وتوجهان ضمن محور عوامل التمكين الأساسية، وتشمل: تعزيز العلاقات مع المستثمرين ورفع مستويات الشفافية، ورفع تنافسية الإمارات وجاذبية الاستثمار
وأضاف معاليه أن الاستراتيجية تهدف إلى رفع الجاذبية للاستثمارات الأجنبية النوعية في القطاعات ذات الأولوية للاقتصاد الوطني، وفي مقدمتها الصناعة، وخصوصاً الصناعات المتقدمة، والاتصالات وتقنية المعلومات، والخدمات المالية،
والنقل والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة والمياه، إضافة إلى البنية التحتية.
إنجازات متواصلة
واستعرض معاليه، خلال الجلسة، أهم مستهدفات وبرامج الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، وسلط معاليه الضوء على آخر إنجازات الإمارات في هذا المجال، حيث جاءت في المركز الثاني عالمياً بعد الولايات المتحدة في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة خلال عام 2023 مع تسجيلها 1323 مشروعاً جديداً بنسبة نمو بلغت نحو 33% مقارنة بالعام 2022.
وسجلت تدفقات من مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة خلال 2023 بلغت نحو 112.6 مليار درهم مقابل نحو 83.5 مليار درهم في العام 2022، بنسبة نمو قياسية بلغت نحو 35%، وتقدمت 5 مراتب إلى المركز الـ 11 عالمياً في قدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وفق تقرير “الأونكتاد”.
وعلى مستوى رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في الإمارات، أشار معالي محمد بن حسن السويدي إلى أنه شهد خلال العقد الماضي
زيادة بنسبة تفوق كثيراً النسبة العالمية، حيث زاد رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في الإمارات بين عامي 2013 و2023 بنسبة 150%، بينما لم تتجاوز النسبة العالمية 97%.
تنافسية وجاذبية
وأكد معاليه أن أبرز عوامل القوة في تنافسية الإمارات وجاذبيتها للاستثمارات الأجنبية يتصدرها التنافسية الاقتصادية العالية التي تمتلكها الإمارات والمدعومة بالتنوع الاقتصادي والريادة في التكنولوجيا واحتضانها للكفاءات والمواهب العالمية، وكذلك الموقع المتفرد للدولة كمركز عالمي للتجارة، والذي عززته حكومة الإمارات بـ 112 معاهدة استثمار ثنائية و18 اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، وإضافة إلى ذلك فإن الإمارات تضم مراكز مالية متقدمة هي الأولى إقليمياً وضمن الصدارة عالمياً في مستواها، وما تتميز به الإمارات كونها ضمن أفضل الدول في جودة البنية التحتية عالمياً، ومواقع الصدارة إقليمياً وعالمياً التي تحتلها مدن الدولة على مؤشرات جودة الحياة ورفاهية العيش وسهولة الأعمال.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 ترتكز على نهج اقتصادي جديد يعتمد على عدة محاور أهمها الاستفادة من مواطن القوة والتميز لدى كل إمارة، وتعزيز التعاون والمنافسة في القطاع الخاص لتسريع عجلة الابتكار، ودمج التوجهات العالمية الحديثة مع محركات النمو المحلية بهدف الريادة، والاستفادة من نجاح الشركات الوطنية الرائدة وتمهيد الطريق أمام الجيل القادم منها، والتركيز على البحث والتطوير والابتكار لتعزيز وظائف القيمة المضافة، وإنشاء اقتصاد يقوده المستثمرون والقطاع الخاص.
التحديات العالمية
واستعرض معاليه التحديات العالمية الراهنة التي تؤثر على تدفق الاستثمارات بين الدول، ومن بينها تصاعد التوترات الجيوسياسية، والتحول في مراكز تدفق الاستثمارات، وإعادة هيكلة سلاسل التوريد، وإعادة توطين الاستثمارات في الدول التي تعد من المراكز الرئيسية المصدرة للاستثمارات بصدور قوانين تزيد من المنافسة على جذب الاستثمارات، كما استعرض معاليه التحديات الإقليمية في هذا الشأن، وقدم نماذج عن التجارب العالمية الناجحة في جذب الاستثمارات النوعية في القطاعات الحيوية.
وتطرق معالي محمد بن حسن السويدي إلى المتطلبات المهمة لإطلاق إمكانات الإمارات الكاملة والهادفة إلى تعزيز جاذبيتها وتنافسيتها الاستثمارية في عالم مليء بالتحديات والفرص، ما يستدعي برامج تتسم بالجرأة والابتكار، إذ أن الإمارات وبرغم جذبها لعدد كبير من صفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال العقد الماضي، تمتلك فرصاً أكبر لمضاعفة هذه الأرقام، وللاعتماد بشكل أكبر كذلك على الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتلبية متطلباتها الاستثمارية، وجذب استثمارات متكررة والحفاظ على كبار المستثمرين.
وتم إطلاق علامة InvestUAE “استثمر في الامارات” يهدف إلى تعزيز مكانة الإمارات كوجهة استثمارية رائدة عالميًا. من خلال هذه العلامة، سيتم توحيد الجهود الترويجية في منصة واحدة تبرز الفرص الاستثمارية المتنوعة التي تقدمها الدولة في مختلف القطاعات. بينما تركز وزارة الاستثمار على صياغة السياسات وتنظيم البيئة الاستثمارية، ستركز InvestUAE على الأنشطة الترويجية والتسويقية، مثل حملات التوعية، القمم الاستثمارية، والمشاركة في الفعاليات العالمية، بالإضافة إلى الحملات الرقمية والإعلانات الموجهة للمستثمرين الدوليين. هذا التوجه سيساهم في تعزيز الحضور الإماراتي في الأسواق العالمية، وتوسيع الشراكات الاستراتيجية، مما يدعم النمو الاقتصادي المستدام وتنويع الاقتصاد الوطني.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
محمد مندي ينسج جسراً بين الخط العربي والياباني
فاطمة عطفة (أبوظبي)
ضمن فعاليات إكسبو أوساكا 2025، التي انطلقت في أبريل الماضي، وتستمر حتى الثالث عشر من أكتوبر القادم، حضرت الإمارات - كالعادة - بثقلها الثقافي والإبداعي، حاملة إرثها العريق ورؤيتها المتجددة في جناح وُصف بأنه «معلقة تراثية على أرض المستقبل». وبين منارات هذا الحضور، يبرز الفنان الإماراتي محمد مندي، أحد أعلام فن الخط العربي، في مشروع فني مشترك جمعه بالفنان الياباني ميشو كاوا، لتكون الورشة الفنية التي أقيمت ضمن الجناح الإماراتي، أكثر من مجرد حدث عابر، بل تجربة فنية – ثقافية تختصر لقاء حضارتين.
في حديثه لـ «الاتحاد»، استعاد الفنان مندي تفاصيل هذا التعاون، الذي وُلدت فكرته في إكسبو دبي، لكنه رأى النور في أوساكا، حين اجتمعت ريشته بريشة الخطاط الياباني ميشو كاوا، تحت شعار جناح الإمارات: «من الأرض إلى الأثير»، وهو الشعار الذي كتبه مندي بالخط العربي على قطعة قماش بقياس 5×3 أمتار، بينما كتب الفنان الياباني العبارة ذاتها بلغته. «كنا نرسم أمام جمهور مباشر، والكاميرات تنقل الحدث حياً... كانت تجربة فريدة من نوعها»، يروي مندي. وبحسّ المبدع الذي يرى الجمال في التفاصيل، وصف مندي اللحظة التي كتب فيها كلمة «اليابان» بالذهب على دائرة حمراء ترمز للشمس اليابانية، بينما كتب كاوا اسم «الإمارات» على خلفية سوداء، قبل أن يُدمجِا العملين في لوحة واحدة تُجسّد التحام الثقافتين في إطار بصري متكامل.
برنامج واسع
وتندرج هذه المشاركة ضمن برنامج ثقافي واسع يضم عروضاً شعبية، وورش عمل تراثية حية، ونماذج حية من الحرف الإماراتية التقليدية مثل السدو والخوص، بالتعاون مع بيت الحرفيين.
وأكد مندي أن الفن كان الجسر الأول لفهم الآخر، وأن الزوار اليابانيين كانوا يقفون ساعات لمتابعة الرقصات التراثية، ويطلبون كتابة أسمائهم بالحبر العربي. وأضاف: «حتى وإن لم نفهم لغتهم، فقد فهمونا من خلال الخط، من خلال الرقصات، ومن خلال عبق القهوة الإماراتية التي كانت تقدّم في المضافة المصممة من جذوع النخل».
الجناح الإماراتي
وأشاد مندي بجمالية تصميم الجناح الإماراتي، قائلاً: «فكرة الجذوع والديكور التقليدي المستوحى من البيئات الإماراتية أكسبت الجناح روحاً لا تُنسى، وقد حاز رقماً قياسياً في التنظيم والتصميم».
وعن التحديات التقنية، لا سيما الحديث عن الذكاء الاصطناعي وأثره على فن الخط، عبّر مندي عن رأيه قائلاً: «نحن لا نرفض التقنية، لكن نحتكم للهوية. لا يمكن أن نستبدل (الدلة) بأي ماكينة حديثة في تقديم القهوة، وكذلك الخط... يجب أن يبقى حياً بالأصابع، لا بالخوارزميات».
28 مليوناً
ومع توقعات أن يتجاوز عدد زوار إكسبو أوساكا 28 مليون شخص، تبدو الإمارات أكثر استعداداً من أي وقت مضى لتقديم ثقافتها على صفيح ساخن من الإبداع، من خلال جناح لا يكتفي بالعرض، بل يشارك الزائر في الحكاية، ويجعله جزءاً منها.
وفي ختام حديثه، عبّر مندي عن فخره بمشاركته، مؤكداً أن هذا الحدث هو تتويج لعقود من الإبداع الذي يربط بين «جذور التراث وظلال المستقبل».