نتيجة الانتخابات الأمريكية لها تأثير كبير على الشرق الأوسط، وتعتبر فوزًا كبيرًا لبنيامين نتنياهو. هذه النتيجة لديها القدرة على تغيير خريطة الشرق الأوسط، إلى حد كبير على حساب الشعب الفلسطيني، وفق تحليل نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.

وكانت إدارة جو بايدن قد أجلت فرض أي ضغط حقيقي على رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى بعد الانتخابات، رغم ازدياد إحباطها منه في عدة قضايا: منع دخول المساعدات إلى غزة، حملته ضد الأمم المتحدة، عرقلة صفقة "الأسري مقابل السلام"، ودعمه للحكومة للمستوطنين المسلحين في الضفة الغربية المحتلة.

 

وتوسل الديمقراطيون التقدميون إلى بايدن لاستخدام نفوذه طوال الـ13 شهرًا من العدوان علي غزة. وساهم الغضب من استخدام القنابل الأمريكية لتدمير غزة - في ميشيجان، التي تضم أكبر تجمع للعرب الأمريكيين في الولايات المتحدة، وفي أماكن أخرى - في هزيمة كامالا هاريس. الآن، حتى إذا تم تحرير نفوذ أمريكا في المنطقة بشكل كامل، فسيكون قد فات الأوان لتحقيق أي تأثير ملموس.

وكان نتنياهو من أوائل قادة العالم الذين اتصلوا بترامب لتهنئته أمس الأربعاء. وعلى منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتيجة الانتخابات الأمريكية بأنها "أعظم عودة في التاريخ!" و"نصر كبير". 

وجاءت عودة ترامب جاءت في وقت كانت تظهر فيه أولى علامات الضغط الحقيقي على إسرائيل من إدارة بايدن. فقد كتب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، إلى الحكومة الإسرائيلية الشهر الماضي يوضحان عرقلة إسرائيل للمساعدات الإنسانية إلى غزة ويتحديان جهودها لإغلاق وكالة الأمم المتحدة للإغاثة، الأونروا. وأعطت الرسالة لإسرائيل مهلة 30 يومًا، حتى بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لتغيير مسارها أو مواجهة قيود بموجب القانون الأمريكي على توريد الأسلحة الأمريكية. 

وتنتهي المهلة في 12 نوفمبر الجاري، وفي ذلك الوقت قد تقيد الولايات المتحدة تدفق الأسلحة عندما لم يعد هناك أي خطر انتخابي. ولكن في ظل نتيجة الانتخابات الأمريكية، سيكون لذلك تأثير ضئيل أو معدوم على حكومة نتنياهو، حيث يمكنه ببساطة الانتظار حتى تنصيب ترامب في 20 يناير المقبل. 

ومن المؤكد أن الإدارة القادمة لن تدافع عن الأونروا. فقد قطع ترامب تمويل الوكالة في عام 2018 ولم يتم استعادته إلا على يد بايدن بعد ثلاث سنوات. وقد تواجه الأمم المتحدة وجهود الإغاثة في المنطقة أزمة تمويل.

كما أن عودة ترامب تزيل حاجزًا كبيرًا أمام سيطرة إسرائيل الكاملة وإمكانية ضم جزء من غزة والضفة الغربية. لقد أثبت الرئيس المنتخب الجديد أنه غير متأثر بأعباء القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي عندما يتعلق الأمر بالأراضي. فقد اعترفت إدارته بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان في عام 2019. 

ليس من الواضح من الذي سيقود سياسة الشرق الأوسط في إدارة ترامب الجديدة، ولكن من بين المقربين من الرئيس المنتخب يوجد داعمون بارزون لحركة الاستيطان، مثل صهره جاريد كوشنر (الذي تحدث عن إمكانيات عقارية على "الواجهة البحرية" في غزة) والسفير السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي كانت طلبه للحصول على وظيفة جديدة في الإدارة القادمة على شكل كتاب يشيد بحق إسرائيل الإلهي في السيطرة على الضفة الغربية.

من جانبه، قال يسرائيل جانتس، رئيس مجلس المستوطنات "يشع"، في بيان يرحب بانتخاب ترامب: "التهديد بإنشاء دولة فلسطينية قد زال من الطاولة. هذه لحظة تاريخية وفرصة لحركة الاستيطان".

عودة ترامب لا تعزز فقط القضية التوسعية، بل تعزز أيضًا مكانة نتنياهو في السياسة الإسرائيلية ومن المرجح أن تسرع من تحركاته نحو تحويل إسرائيل إلى دولة أكثر استبدادية. في هذا الصدد، لن يسمع، على سبيل المثال، شكاوى من واشنطن حول حملته لتقليل قوة واستقلالية القضاء. 

كما أوضح الرئيس العائد أنه يريد إتمام صفقة سريعة في لبنان، إذا لم يتم التوصل إلى واحدة خلال الأشهر الأخيرة من ولاية بايدن. الأهم من ذلك، لا يمكن لنتنياهو أن يكون متأكدًا من أن ترامب سيدعم أولويته الاستراتيجية، وهي حرب لتدمير البرنامج النووي الإيراني.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب فوز لنتنياهو

إقرأ أيضاً:

شريف عامر: إسرائيل تورط ترامب و الإدارة الأمريكية في حرب جديدة بالشرق الأوسط

قال الإعلامي شريف عامر، إن تطورات الأوضاع في المنطقة، باتت تتجه نحو مزيد من التصعيد، موضحا أن ما كان ينظر إليه في السابق على أنه “هواجس”؛ أصبح اليوم واقعا متسارعا وخطيرا.

وشدد، خلال تقديم برنامج "يحدث في مصر"، المذاع عبر شاشة "إم بي سي مصر"، على أن مشهد اليوم، رغم اختلافه، لا يبتعد كثيرًا عن مشاهد عاشها العراق سابقًا في مراحل حرجة.

وأضاف شريف عامر، أن احتمال دخول الولايات المتحدة الأمريكية كطرف مباشر في المواجهة بين إيران وإسرائيل لا يزال قائمًا.

وأشار إلى أن اليوم شهد سيلًا من التصريحات من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومن المرشد الإيراني علي خامنئي، مضيفا: "رجل عجوز سبق وتعرض لمحاولة اغتيال في عام 1981، ويحكم من خلال نظام غير تقليدي في طبيعته وتركيبته".

وأوضح شريف عامر، أن الساعات المقبلة قد تشهد تصعيدًا ثنائيًا مباشرًا، يتمثل في استمرار الضربات الإسرائيلية والقصف الصاروخي الإيراني، في مشهد بات مفتوحًا على كل الاحتمالات.

وأكد أن المعارضة الحالية لترامب لا تأتي من الحزب الديمقراطي؛ بل من داخل الحزب الجمهوري نفسه، في وقت يرى فيه كثيرون أن الداخل الإسرائيلي يعارض تورط ترامب أو الإدارة الأمريكية في حرب جديدة بالشرق الأوسط.

طباعة شارك شريف عامر ايران اسرائيل ترامب

مقالات مشابهة

  • تحليل لـCNN: هل يستطيع الكونغرس منع ترامب من ضرب إيران؟
  • نتنياهو: الولايات المتحدة تساعد إسرائيل بشكل كبير في الصراع مع إيران
  • نتنياهو يستحضر قورش الكبير.. ويُحوّل المواجهة مع إيران إلى نبوءة توراتية
  • حرب إسرائيل وإيران.. هجوم صاروخي كبير على تل أبيب وبئر السبع
  • شريف عامر: إسرائيل تورط ترامب و الإدارة الأمريكية في حرب جديدة بالشرق الأوسط
  • فوكس نيوز .. نتنياهو حصل على موافقة ترامب الضمنية قبل الهجوم على إيران
  • انقسام في الإدارة الأمريكية حول ضرب المنشآت النووية.. ترامب يطالب إيران بـ«الاستسلام غير المشروط»
  • الغارديان: حرب نتنياهو ضد إيران متهورة وخطيرة علينا جميعا
  • «نتنياهو»: بعد الانتصار على إيران سيكون هناك شرق أوسط مختلف
  • السناتور بيرني ساندرز: لا يجب جر الولايات المتحدة لحرب نتنياهو