جنيف "أ ف ب": اعتبرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم أنّ تحويل الغذاء سلاحا في غزة هو "جريمة حرب"، داعية الجيش الإسرائيلي إلى "التوقف عن إطلاق النار على الأشخاص الساعين إلى الحصول على قوت".

وفي مؤتمر صحفي في برلين اليوم اعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن نظام توزيع المساعدات في القطاع المحاصر "مشين".

وبدأت "مؤسسة غزة الانسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وتصنّف رسميا على أنها مؤسسة خاصة، عملياتها أواخر مايو، بعدما خففت إسرائيل بشكل طفيف الحصار المطبق الذي فرضته على القطاع أوائل مارس، وأثار تحذيرات دولية من حدوث مجاعة تطال غالبية سكان القطاع.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ثمين الخيطان في مؤتمر صحافي بجنيف إنّ "استخدام الغذاء لغايات عسكرية في حق مدنيين، فضلا عن أنه يقيّد أو يمنع حصولهم على خدمات حيوية، يعدّ جريمة حرب".

وفي حين شدد على أن تحديد "المذنب" لا يعود للأمم المتحدة، رأى أنّ "الأشخاص اليائسين والجائعين في غزة لا يزالون يواجهون خيارا غير إنساني بين الموت جوعا، أو المخاطرة بتعرضهم للقتل أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء".

رفض التعاون

ورفضت الوكالات الأممية والمنظمات الدولية الكبرى التعاون مع "مؤسسة غزة الانسانية" التي أنشئت بمبادرة خاصة ويبقى تمويلها غامضا، في ظل مخاوف بشأن حيادها وما اذا كانت تخدم الأهداف العسكرية الإسرائيلية.

ودعت منظمات حقوقية الاثنين "مؤسسة غزة الانسانية" لوقف عملياتها، محذرة من خطر التواطؤ في "جرائم حرب".

ومنذ أن بدأت عملياتها في القطاع، أعلنت المؤسسة أنّها وزّعت حوالى 40 مليون وجبة، غير أنّ الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية تؤكد أنّ الكميات الموزّعة لا تكفي لتلبية احتياجات سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2,4 مليون.

"فخ قاتل"

وقال لازاريني إنّ "ما تسمى آلية المساعدات التي أُنشئت أخيرا، مشينة ومهينة ومذلّة بحق الناس اليائسين. هي عبارة عن فخ قاتل يحصد الأرواح بأعداد أعلى بكثير مما ينقذ".

وأشار الى أن "مؤسسة غزة الانسانية" باتت تقترن لدى سكان غزة بـ"الإهانة".

من جانبه، نبّه الخيطان إلى "مشاهد الفوضى حول نقاط توزيع الغذاء" التابعة لمؤسسة غزة الانسانية.

وقال إنه منذ بدأت الأخيرة عملها "قصف الجيش الإسرائيلي وأطلق النار على فلسطينيين كانوا يحاولون بلوغ نقاط توزيع، ما أدّى إلى إزهاق العديد من الأرواح".

وأشار إلى أن "أكثر من 410 فلسطينيا لقوا حتفهم بهذه الطريقة، في حين أن 93 آخرين على الأقلّ قضوا بحسب التقارير وهم يحاولون الاقتراب من شاحنات المساعدات النادرة التابعة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى".

وأضاف أن "ثلاثة آلاف فلسطيني على الأقلّ أصيبوا خلال هذه الحوادث".

وأفاد الخيطان فرانس برس بأن الأمم المتحدة تقوم بالتحقق من هذه الأعداد التي وفرتها السلطات الصحية الفلسطينية ومصادر أخرى من بينها منظمات غير حكومية، مشيرا الى أنه يحتمل في الحالتين أن يكون عدد إضافي من الأشخاص قتلوا بضربات أخرى.

وشدّد المتحدث باسم المفوضية على ضرورة أنّ "يتوقّف الجيش الإسرائيلي عن إطلاق النار على الأشخاص الساعين إلى الحصول على قوت"، مطالبا إسرائيل بأن "تسمح بدخول الغذاء وغيره من المساعدات الإنسانية الضرورية للفلسطينيين في غزة".

وأشار إلى أنّ "القيود غير القانونية على عمل الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الإنسانية يجب أن تُرفع فورا".

من جهة أخرى، دعا الخيطان المجتمع الدولي إلى "اتخاذ تدابير ملموسة لضمان أن تحترم إسرائيل، وهي القوة القائمة بالاحتلال في غزة، واجبها القاضي بضمان حصول السكان على كمّيات كافية من الغذاء والمواد الأولية الأساسية".

وفي هذا السياق، قال لازاريني إنّ "المجتمع الإنساني، بما في ذلك الأونروا، يحظى بالخبرة ويجب السماح له بالقيام بمهمته وتقديم المساعدات باحترام وكرامة"، مضيفا "لا بديل عن ذلك للتعامل مع التحديات المتمثلة بتفشي الجوع في قطاع غزة".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مؤسسة غزة الانسانیة الأمم المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أبرز الصور في أسبوع.. غزة تحت حصار الموت ومظاهرات العالم تفضح التجويع

شهد الأسبوع الأخير تصاعدا حادا في المأساة الإنسانية بقطاع غزة، إذ تواصلت هجمات جيش الاحتلال على المدنيين المتجمعين قرب نقاط توزيع المساعدات، بينما وثقت تقارير أممية ومنظمات إغاثة دولية اتساع رقعة المجاعة، تزامنا مع خروج مظاهرات حاشدة في سيدني وعدة مدن عالمية للمطالبة بإنهاء الحصار ووقف سياسة التجويع.

مظاهرات في سيدني ومدن عالمية نصرة لغزة وسط تصاعد المأساة الإنسانية

شهدت سيدني ومدن عالمية أخرى، في نهاية هذا الأسبوع، مظاهرات حاشدة منددة بالحصار الإسرائيلي على غزة ومُطالبة بوقف سياسة التجويع، في وقت تواصلت فيه حوادث القتل على الباحثين عن الغذاء، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

آلاف المحتجين يعبرون جسر ميناء سيدني في "مسيرة من أجل الإنسانية" نظمتها مجموعة العمل من أجل فلسطين للمطالبة بإنهاء الحصار المفروض على غزة ووقف سياسة التجويع (أسوشيتد برس)حشود المتظاهرين في إسطنبول تشارك في مسيرة "كن ضوء أمل لغزة" انطلاقًا من ساحة بايزيد للتنديد بالهجمات الإسرائيلية والحصار المستمر على القطاع (الأناضول)متظاهرون في لندن يرفعون لافتات تُظهر المجاعة في غزة أثناء تجمع في ساحة البرلمان دعما لحركة "أكشن من أجل فلسطين" (غيتي)مأساة التوزيع الميداني .. حصيلة الجوع إلى 217 شهيدا

في 9 أغسطس/آب، استشهد طفل فلسطيني لمّا سقط عليه صندوق مساعدات أثناء عملية الإسقاط الجوي للمساعدات، في حادثة تعكس فوضى الإغاثة وخطورة أوضاع السكان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طرود المساعدات تقتل وتحطم ما تبقى من حياة الغزيينlist 2 of 2لا غذاء ولا دواء ولا ماء.. إسرائيل تمنع كل مقومات الحياة على الغزيينend of list

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن عدد ضحايا عمليات الإنزال الجوي الخاطئ للمساعدات، ارتفع إلى 23 شهيدا و124 مصابا منذ بدء الحصار المشدد، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن نقلوا إلى المستشفيات إلى 1743 شهيدا وأكثر من 12 ألفا و590 مصابا.

مشيّعون في النصيرات يودعون الطفل مهند عيد استشهد جراء سقوط صندوق مساعدات جوية عليه في حادثة تعكس مأساة الجوع والحصار في غزة (رويترز)فلسطينيون يهرعون إلى جمع المساعدات الإنسانية التي أُسقطت بالمظلات في مدينة غزة في مشهد يختزل معاناة البحث عن الغذاء وسط خطر القصف والجوع (أسوشيتد برس)فلسطيني يحمل جثمان شهيد ارتقى أثناء محاولته الحصول على المساعدات قرب مركز توزيع تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركيا في منطقة نتساريم (أسوشيتد برس)فلسطيني ينقل ما استطاع الحصول عليه من شاحنة مساعدات دخلت عبر المعابر الإسرائيلية إلى بيت لاهيا شمال قطاع غزة (رويترز)المجاعة تفتك بكبار السن والأطفال

وسلطت تقارير إنسانية الضوء على أوجه المجاعة في غزة، موثقة حالات حرجة بين كبار السن والأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد. كما أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن انقطاع المساعدات ومنع الإمدادات الغذائية الأساسية يفاقم معدلات الوفيات يوما بعد يوم، وأن عدد ضحايا الجوع ارتفع بذلك إلى 217 منهم 100 طفل منذ بدء الحصار المشدد.

الطفل نافذ محمد خضر ناصر (10 أعوام) من حي التفاح في غزة يعاني سوء تغذية حادا وضمورا دماغيا وفقد القدرة على المشي في ظل ظروف معيشية قاسية ونقص حاد في الغذاء والدواء (الأناضول)الطفل تامر شحيبر (15 عاما) يفارق الحياة في مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة متأثرا بمضاعفات سوء التغذية الحاد مع بروز واضح لعظام جسده من الجوع (الأناضول)سالم عصفور فلسطيني نازح في خان يونس يعاني من سوء تغذية حاد أفقده أكثر من 40 كيلوغراما من وزنه خلال الأشهر الماضية (الأوروبية)غزة.. جرح مفتوح ومعاناة متفاقمة

ووثقت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد عشرات الفلسطينيين خلال هذا الأسبوع، منهم عدد كبير من المدنيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية، في مشهد يجسد قسوة الحصار واستمرار استهداف المدنيين.

إعلان

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 61 ألفا و369 شهيدا، 152 ألفا و850 مصابا معظمهم نساء وأطفال.

فلسطينيون يتجمعون حول شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية على ممر موراج قرب رفح جنوبي القطاع في مشهد يجسد عمق الأزمة الإنسانية التي يعيشها السكان (أسوشيتد برس)فلسطيني يحمل جثمان الطفل مهند عيد، لقي حتفه جراء سقوط صندوق مساعدات جوية عليه في النصيرات وسط حالة من الغضب (رويترز)مشيّعون في غزة يعبرون عن غضبهم وقهرهم أثناء تشييع فلسطينيين استشهدوا برصاص الجيش الإسرائيلي عند محاولتهم الحصول على الغذاء (رويترز)تصريحات سياسية مثيرة للجدل

على الصعيد السياسي، قارن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صور الأسرى الإسرائيليين في غزة بمجاعة اليهود خلال الهولوكوست، في تصريحات أثارت ردود فعل غاضبة داخل إسرائيل.

متظاهرون في تل أبيب يشعلون النيران ويرفعون لافتات وأعلاما مطالبين بصفقة تبادل لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وسط تحذيرات من أن الاحتلال الكامل لغزة قد يعرضهم لمزيد من الخطر (غيتي)عائلات الأسرى الإسرائيليين تجلس أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب إلى طاولة طعام متواضعة في إشارة رمزية للمطالبة بصفقة تبادل ووقف الحرب (الأوروبية)إسرائيلية تحمل صورة الأسير إفياتار ديفيد قبل وأثناء أسره في غزة خلال وقفة تطالب بالإفراج عن جميع الأسرى وإنهاء المجاعة (أسوشيتد برس)

ومرّ أسبوع جديد في غزة مثقلا بالمآسي، من استهداف المدنيين الباحثين عن الغذاء، إلى الحوادث المأساوية أثناء توزيع المساعدات، بينما يتواصل الحراك الشعبي عالميا للمطالبة بإنهاء الحصار، وسط تحذيرات من أن القادم قد يكون أشد فتكا إذا لم تتحرك القوى الدولية سريعا.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدين جريمة اغتيال إسرائيل 6 صحفيين بغزة
  • الأمم المتحدة تدين استهداف إسرائيل 6 صحفيين فلسطينيين في غزة
  • المجاعة متواصلة في غزة.. والأمم المتحدة تحذّر: معاناة السكان بلغت حدًا لا يُحتمل
  • تسريب حكومي يكشف: إسرائيل اختارت تجويع غزّة كسلاح لكسر الهدنة
  • 5 احتياجات أساسية للسكان بحالات الحرب فهل توفرت لأهل غزة؟
  • الأمم المتحدة: غزة يجب أن تبقى جزءا من الدولة الفلسطينية
  • أبرز الصور في أسبوع.. غزة تحت حصار الموت ومظاهرات العالم تفضح التجويع
  • مسؤولة أممية: 30 مليون شخص بالسودان بحاجة لمساعدات
  • الأمم المتحدة تحذّر من تردي الأوضاع في الفاشر
  • الأردن الأول إقليمياً في مساهمة الصناعة بالناتج المحلي وفق مؤشر الأمم المتحدة 2024