يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ تلقى الكيان الصهيوني إحدى أهم الهزائم في تاريخ مواجهاته منذ احتلال فلسطين عام ١٩٤٨. وكان ذلك اليوم كارثة عسكرية واستراتيجية ونفسية، وانتهاء لهيبة الكيان الصهيوني على أيدي المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس.

ورغم الإبادة الجماعية التي قام بها نتنياهو وحكومته المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ إلا أن الكيان الصهيوني سجل فشلا كبيرا؛ حيث لم يستطع حتى استعادة الأسرى إلا من خلال المفاوضات، ولا يزال هناك أكثر من ٥٠ أسيرا إسرائيليا في قبضة المقاومة الفلسطينية.

كما فشل الجيش الإسرائيلي رغم فارق الإمكانيات العسكرية والأمنية في القضاء على المقاومة الفلسطينية، بل إن جيش الاحتلال يتلقى ضربات ومزيدا من القتلى والجرحى في صفوف جيشه المنهار.

ورغم الدعم الأمريكي والغربي للكيان الصهيوني على مدى ١٨ شهرا لم يستطع جيش الاحتلال أن يحقق أهدافه، وهو يواصل عملياته القذرة في قتل الأبرياء من المدنيين، وتدمير القطاع الصحي في قطاع غزة.

من هنا جاءت الهزيمة الاستراتيجية للكيان الصهيوني التي تحدثنا عنها في مقال سابق، وهذا يشير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يستطيع أن يواصل حرب استنزاف مكلفة عسكريا واقتصاديا. وفي إطار همجية نتنياهو قام بالعدوان العسكري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الثاني عشر من شهر يونيو الجاري بعد خطة متكاملة واستعداد على مدى عقدين -كما أشار إلى ذلك نتنياهو نفسه-، وكان الهدف الاستراتيجي للهجوم الإسرائيلي هو إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية من خلال شل مفاصل الدولة، واغتيال كل مسؤولي الدولة من عسكريين ومدنيين، وخلق فوضى عارمة. هذا هو الهدف الاستراتيجي الأهم. أما مسألة القضاء على البرنامج النووي الإيراني فهو تحصيل حاصل بعد تغيير النظام، ووجود نظام موال للكيان الصهيوني.

ولا شك أن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان كبيرا ومباغتا لكل المراقبين والدول، خاصة وأن المفاوضات الأمريكية - الإيرانية كانت متواصلة؛ حيث كانت الاستعدادات تجري لانطلاق الجولة السادسة في عاصمة الوطن مسقط، وكانت جهود الدبلوماسية العمانية كبيرة في تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن، خاصة في الموضوع الأساسي وهي مسألة التخصيب. وأبدت إيران مرونة للدفع بنجاح المفاوضات، والتوقيع على اتفاق ملزم وعادل للطرفين، ويجنب المنطقة كوارث الحروب والصراعات التي عانت منها المنطقة لعقود. ويبدو أن الخطة الإسرائيلية الأمريكية كانت تدار في الغرف المغلقة في ظل رئيس أمريكي مهزوز لا يعي خطورة الحروب علاوة على تنفيذه أجندة الصهيونية العالمية من خلال دعم اللوبي الصهيوني في واشنطن؛ حتى يفوز في الانتخابات الأمريكية الأخيرة. ومع ذلك فإن مسار العلاقات الدولية ينبغي أن يبنى على قواعد السلوك السياسي القويم، واحترام مسار المفاوضات.

ومن هنا فإن الهجوم العسكري الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد ضرب مسار المفاوضات في مقتل. وتسبب سلوك ترامب في نشوب حرب بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية وفق المخطط الإسرائيلي الأمريكي. وكانت تلك خطوة تقوض السلام والاستقرار في منطقة الخليج العربي.

وقد استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تستوعب الصدمة الكبيرة؛ حيث فقدت عددا من القيادات العسكرية والأمنية. ومع ذلك بدأ مسار الحرب يتخذ منحى مختلفا مع دخول الصواريخ الباليستية المعركة. وفي تصوري أن الكيان تلقى أكبر عملية تدمير خلال صراعه المرير مع العرب منذ عام ١٩٤٨؛ حيث التدمير الكبير لمدن الكيان الصهيوني الأساسية وهي تل أبيب وحيفا، وضرب المنشآت العسكرية والأمنية والاقتصادية، ومركز وايزمان للأبحاث العسكرية وهو أحد أهم المراكز للكيان. كما أن الاقتصاد الإسرائيلي ضُرب في مقتل. ولعل من أهم الخسائر التي سوف تبقى عالقة في الأذهان انتهاء هيبة جيش الاحتلال، والسردية التي تقوم على التفوق والسطوة الصهيونية في الشرق الأوسط.

لقد سقط مشروع الشرق الأوسط الذي روج له نتنياهو عند بداية الحرب على إيران، ولم تتحقق أهدافه. حتى موضوع الهجوم العسكري الأمريكي المتهور على المفاعلات الإيرانية حوله كلام كبير من المصادر الأمريكية والغربية. وعلى ضوء محددات أي حرب ونتائج ملامحها فإن الكيان الصهيوني تلقى هزيمة استراتيجية ثانية وفق المعطيات المشار إليها.

منظومة الصواريخ الباليستية لا تزال تواصل العمل حتى آخر لحظة قبل قرار وقف إطلاق النار. ويبدو لي أن ترامب شعر من خلال أجهزة الاستخبارات الأمريكية بأن قدرات الكيان الصهيوني لا تحتمل حرب استنزاف، وهذه مسألة في غاية الأهمية، علاوة على أن الهجرة المعاكسة لليهود تتواصل، كما أن الاقتصاد الإسرائيلي ضرب في مقتل خاصة بعد توقف مصفاة حيفا، وتوقف الميناء، وإغلاق مطار بن غوريون، وهذا يظهر هشاشة الكيان الصهيوني رغم الإمكانات العسكرية التي قدمتها وتقدمها الولايات المتحدة الأمريكية المنحازة للكيان الصهيوني منذ ١٩٤٨.

لقد سقطت مصداقية الإدارة الأمريكية ومصداقية ترامب، وأصبحت الصحافة الأمريكية تتحدث عن تناقضات الرجل، وتركيزه على الاستعراض، وعدم قدرته على استيعاب المشهد السياسي الإقليمي والدولي. ومن هنا فإن هناك دروسا كبيرة يمكن للجمهورية الإسلامية الإيرانية الخروج بها لعل في مقدمتها وجود ثغرة أمنية خطيرة؛ وجود شبكات تجسس داخل إيران تعمل لصالح الكيان الصهيوني منذ سنوات، بل أصبحت لتلك المجموعات قواعد للطيران المسيّر، وأجهزة اتصالات ومراقبة، والقضاء على هذه الثغرة الأمنية الخطيرة يحتاج إلى جهود كبيرة. وأيضا من الدروس الكبيرة ليس فقط لإيران، ولكن لكل الدول المعرضة للمخاطر أهمية وجود قوة ردع جوي ودفاع جوي؛ لحماية الأجواء خلال الحرب، وهذه مسألة في غاية الأهمية، علاوة على الحرب السيبرانية التي في تصوري أن لإيران قدرات جيدة فيها من خلال أحداث الحرب؛ فهناك كوادر إيرانية يشار لها فيها بالبنان.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية محاصرة اقتصاديا وتقنيا منذ عام 1979، وفي تصوري أن أي دولة لن تتحمّل هذا الحصار والعقوبات الاقتصادية القاسية على مدى عقود خاصة وأن هناك عدد سكان كبيرا في إيران يقترب من ١٠٠ مليون إيراني، ومع ذلك فإن القدرات الوطنية لإيران، وإنتاجها المحلي، والصناعات المختلفة، والثروات الزراعية والسمكية خففت إلى حد ما من تلك العقوبات الاقتصادية القاسية التي نأمل أن تنتهي من خلال تواصل المفاوضات على أسس حقيقية بعيدا عن الخداع الاستراتيجي، والتضليل الصهيوني الأمريكي.

إن الصناعة العسكرية الإيرانية كانت واجهة إيجابية خاصة في مجال الصواريخ الباليستية التي روعت الكيان الصهيوني على مدى ١٢ يوما، وهذا درس كبير للدول العربية بضرورة الاهتمام بالصناعات العسكرية؛ لأن الحرب التي انتهت أمس بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني ليست آخر الحروب طالما خطط المشروع الصهيوني العالمي متواصلة، وطالما القضية الفلسطينية بقيت دون حل. ومن هنا فإن أخذ الدروس من الحروب هو أمر حيوي، ومن ضرورات الأمن الوطني. كما أن الكيان الصهيوني أثبت مدى عدوانيته، وكراهيته للسلام والاستقرار للمنطقة وشعوبها؛ حيث إن الكيان الصهيوني منذ قيامه غير القانوني عام ١٩٤٨ لا يعيش إلا في ظل الصراعات والحروب وإدخال المنطقة العربية في أتون التدمير والمشكلات، وهذه رسالة واضحة للدول المطبعة مع الكيان الإسرائيلي الذي أصبح مكروها حتى من داخل إسرائيل.

لقد أفشلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية المخطط الإسرائيلي في زعزعة استقرارها وأمنها، وهو الهدف الاستراتيجي الأهم لحكومة الكيان المتطرفة؛ حيث أثبت الإيرانيون صلابة وحدتهم الداخلية حتى الذين لهم آراء مخالفة للحكومة الإيرانية وقفوا مع وطنهم وهو يتهدده العدوان الصهيوني، وهذه هي قيمة الوطنية؛ فعندما تتهدد الأوطان يقف الجميع في خندق واحد. إذن الدروس كبيرة ومهمة لإيران والمنطقة، وإن الكيان الصهيوني لن يقف عند حد؛ حيث سوف تتواصل مخططاته الخبيثة لزعزعة أمن المنطقة، وزرع الفتن بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ومع ذلك فإن العلاقات الطيبة بين دول المنطقة على ضفتي الخليج هي علاقات تاريخية واجتماعية وإسلامية يجمع بينها الجغرافيا والدين والتاريخ المشترك والمصير الواحد.

وهذه دعوة صادقة لتجاوز آثار الحرب وتداعياتها، والتركيز على علاقات وشراكات خليجية إيرانية تجسد تلاحم دول الإقليم؛ لأن الكيان الإسرائيلي لا يريد خيرا بالمنطقة وشعوبها، وهو كيان تعوَّد على الكراهية، ويريد السيطرة وتسيّد المشهد السياسي والاقتصادي والاستخباراتي في المنطقة. وعلى ضوء ذلك تبقى المراجعات الوطنية مهمة لمثل أحداث كبرى كهذه لأخذ العبرة والدروس.

ولعل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووقف الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني يكون إحدى نتائج هذه الحرب، وهذا يعتمد على الطرف الأمريكي الذي يستطيع أن يضغط على الكيان؛ لوقف المجازر اليومية التي تُرتكب بحق الأبرياء. لقد حققت الجمهورية الإسلامية الإيرانية نصرا استراتيجيا على الكيان الصهيوني، وفشل المخطط الإسرائيلي والأمريكي لزعزعة الاستقرار في إيران. وتبقى هذه الحرب وما حدث فيها أسرارا سوف تكشف عنها الأيام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة للکیان الصهیونی الکیان الصهیونی جیش الاحتلال أن الکیان ومع ذلک على مدى من خلال من هنا

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر في مؤتمر الافتاء: العالم أيقن أن الكيان الصهيوني أبعد ما يكون عن السلام

أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أن صناعة المفتي لم تعد قاصرة على التزوّد بعلوم الشريعة فحسب، بل بات من الضروري أن يمتلك المفتي المعاصر وعيًا تقنيًّا ومهارات رقمية تُمكِّنه من مواكبة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، واستثماره بما يخدم الرسالة الإفتائية ويحفظ ثوابت الأمة.

جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المنعقد تحت عنوان: «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»، حيث نقل تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتمنياته أن يخرج المؤتمر بنتائج علمية رصينة تُجسّد مرونة الفكر الإسلامي وقدرته على التفاعل مع تحديات العصر، ومواكبة التطور التقني، تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ولفت الضوئي إلى أن هذا المؤتمر يأتي في وقت تعاني فيه فلسطين من محاولة اغتصاب أراضيها ومقدراتها، واستنزاف طاقتها، وتزييف وعيها، في ظل واقعٍ مريرٍ صنعه الإرهاب الصهيوني الغاشم، الذي يقتل ويدمّر ويهدم ويخرّب، وما زال يتمادى في اعتداءاتٍ دمويةٍ ووحشية، لا نبالغ إذا قلنا إن التاريخ لم يعرف لها مثيلًا، إذ هي جرائم ضد الإنسانية قبل أن تكون ضد فلسطين، وقد أثبتوا بهذا الإرهاب الممارس ليل نهار أنهم أبعد الناس عن طلب السلام.

وثمن الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية، موكدا ثقة الأزهر الشريف في حكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعزمه وإخلاصه في الحفاظ على الوطن والنهوض به، في خضمّ عالمٍ محتدم الصراعات، مضطرب الأهداف والغايات.

وأوضح وكيل الأزهر أن الفتوى صناعة علمية رفيعة، تقوم على عمليات معرفية وتحليلية دقيقة تبدأ من فهم واقع السائل وتصوير المسألة بدقة، مرورًا بتكييفها على القواعد الفقهية وضبطها بالأحكام الشرعية، وصولًا إلى بيان الحكم بعد دراسة النتائج والمآلات، محذرًا من تصدّر غير المؤهلين للإفتاء عبر الشاشات ومنصات التواصل.

وأكد أن بعض هذه المنصات، وكذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، باتت تُعامل وكأنها "شيوخ" لها مريدون، وهو أمر ينطوي على مخاطر فكرية وأخلاقية.

أمين البحوث الإسلامية: الأزهر درع الأمة ضد الغلو والتطرف منذ أكثر من ألف عامالأزهر: المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي هو من يمتلك المهارات الرقميةفتح باب الالتحاق بالمدن الجامعية لطلاب وطالبات الأزهر.. اعرف التفاصيلحكم إمامة الصبي لمثله في الصلاة.. رأي دار الإفتاء والأزهر

وبيّن الضويني أن الذكاء الاصطناعي أتاح إمكانات هائلة في جمع وتحليل البيانات والوصول السريع إلى المصادر، ما يمكن أن يدعم عمل المفتي ويسهم في ترشيد الفتوى، لكنه في الوقت ذاته لا يمكن أن يكون بديلاً عن المفتي المؤهل المتمكن من أدواته العلمية والشرعية، نظرًا لافتقاده للملكة الفقهية والبصيرة بمقاصد الشريعة وفهم الواقع والمصالح والمفاسد.

وحذر من خطورة الاعتماد الكامل على هذه التطبيقات لما قد ينتج عنها من فتاوى مضللة تهدد القيم والأمن الفكري.

وأشار الدكتور الضويني إلى أن الأزهر يعمل على إعداد وثيقة أزهرية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، من خلال لجنة عليا بإشراف فضيلة الإمام الأكبر، تهدف إلى وضع ميثاق أخلاقي يضبط التعامل مع هذه التقنية، ويضمن ألا تتحول من أداة نافعة إلى وسيلة تمس الخصوصية أو تهدد القيم والمبادئ الأخلاقية التي يقوم عليها تماسك المجتمعات، مع ضرورة استلهام هذا الميثاق من مبادئ الشريعة الإسلامية التي تصون كرامة الإنسان وتحمي حقوقه وقيمه.

وشدد الدكتور الضويني على ضرورة أن يكون المفتي المعاصر واعيًا بالتقنيات الحديثة ومهاراتها الرقمية، حتى يتمكن من التفاعل مع معطيات العصر الذي بات أكثر تعقيدًا وتشابكًا، داعيًا في الوقت نفسه إلى الحذر من أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة تقتل المواهب وتخدر العقول، وتساءل عن مدى استعداد أبناء هذا العصر للاجتهاد والبحث والتحرير، وعن ضرورة أن تكون للأمة بصمة مؤثرة في إدارة هذه التقنية، حتى لا تتحكم العقول الخارجية في مسار تفكيرنا وهويتنا.

وأشار وكيل الأزهر إلى أهمية وضع مصفوفة بالمهارات والكفايات المطلوبة لمن يتصدر للإفتاء في ظل عصر الذكاء الاصطناعي، مع الحرص على ألا تضيع الهوية الإسلامية أو تذوب الشخصية عبر الشاشات، مشددًا على أن المرجعية الشرعية والأصالة العلمية هما الضمانة الحقيقية أمام أي تزييف أو تحيز علمي، وأن صناعة المفتي الرشيد ستظل أمانة كبرى تتطلب تأهيلًا راسخًا يجمع بين العلم الشرعي والوعي الرقمي.

وفي ختام كلمته، تساءل وكيل الأزهر، قائلاً: في ظلِّ هذا التوسُّع المتسارع في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، أين هِمَّةُ أبناء العصر في البحث والتحرير والمقارنة والاستنباط؟ وهل يفرض علينا هذا الذكاء أن نكون أكثر تمسُّكًا بأصولنا، لتكون ضمانةً حقيقيةً ضد أي تزييف أو تحيُّز علمي؟ أم أن الواجب يقتضي أن تكون لنا بصمةٌ واضحة في إدارة هذا الذكاء، فننتقل من موقع المفعول به إلى موقع الفاعل المؤثِّر، حتى لا نصير أسرى للشاشات، ولا تُدار عقولنا من وراء البحار والمحيطات؟ أليس من الضروري أن نضع قائمةً بالكفايات والمهارات العلمية والعملية التي يجب أن تتوافر فيمن يتصدَّر للإفتاء واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟ ثم أليس من الواجب أن نكون أكثر حذرًا ووعيًا، حتى لا تضيع هويتنا أو تذوب شخصيتنا في عوالم الشاشات؟.

طباعة شارك وكيل الأزهر مؤتمر الافتاء الكيان الصهيوني السلام صناعة الفتوى

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر في مؤتمر الافتاء: العالم أيقن أن الكيان الصهيوني أبعد ما يكون عن السلام
  • الخارجية الإيرانية تدين جريمة اغتيال عدد من الصحفيين إثر العدوان الصهيوني على غزة
  • مظاهرات تجتاح شوارع الكيان الصهيوني
  • اعتراض سفينة سعودية تمد الكيان الصهيوني بالأسلحة
  • المسؤولية البريطانية عن زرع الكيان الصهيوني
  • تونس تدين قرار الكيان الصهيوني إعادة احتلال قطاع غزة
  • القطاع الصحي في حجة ينظم وقفات للتنديد بجرائم الكيان الصهيوني في غزة
  • وقفة احتجاجية للمستشفى الجمهوري بالمحويت تنديدًا بجرائم الكيان الصهيوني في غزة
  • وقفتان لهيئة مستشفيي الثورة والسحول بإب تنديدًا بجرائم الكيان الصهيوني في غزة
  • المجلس الأوروبي يحث الكيان الصهيوني على إعادة النظر في قرار السيطرة على غزة