جوجل تطلق أداة جديدة لصناعة الفيديوهات المدعومة بالذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
قررت جوجل دخول عالم المنافسة في عالم الذكاء الاصطناعي المرتب بصناعة الفيديوهات بقوة مع إطلاق أداة جديدة مخصصة لهذا الغرض في معظم إصدارات Google Workspace، وهو ما يمثل نقلة نوعية في كيفية إنتاج المحتوى الرقمي للأعمال والتسويق. تحمل الأداة اسم "Google Vids"، وتعتمد على نموذج Gemini للذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو مبتكرة اعتمادًا على الملفات والاقتراحات التي يوفرها المستخدم.
أقرأ أيضاً.. جوجل تطلق تحديث "جيميني" الجديد لتوليد الصور عبر إيماجن 3 للجميع
خيارات مرنة لإنشاء الفيديو.. بين القوالب الجاهزة والتصميم
يتيح Google Vids للمستخدمين خيارين رئيسيين لبدء مشروع الفيديو: إما البدء من الصفر وتصميم فيديو حسب الطلب، أو الاستفادة من قوالب جاهزة تتيح بناء مسودة أولية للفيديو بسرعة. وهناك خيار مميز يعرف بـ"ساعدني في الإنشاء"، حيث يقوم نموذج Gemini باقتراح نصوص وأفكار إبداعية للبدء في إنشاء الفيديو، مما يسهل على المستخدمين تطوير أفكارهم وتحويلها إلى واقع.
كيف يغيّر Google Vids إنتاج المحتوى
لا تقتصر الأداة على استخدام القوالب المتاحة فحسب، بل تتيح للمستخدمين حرية إضافة الصور والفيديوهات الخاصة بهم لتخصيص المحتوى بأقصى حد. كما يحتوي Google Vids على استوديو تسجيل افتراضي، يتيح إضافة الصور والفيديوهات الشخصية، أو حتى تسجيل فيديوهات بالصوت والصورة مباشرة، ما يجعلها مناسبة لإنشاء مقاطع مخصصة تقدم تجارب مرئية غنية.
أقرأ أيضاً.. ميزات ذكية مذهلة في خرائط جوجل.. تجربة تنقل غير مسبوقة
أعلنت Google لأول مرة عن هذه الميزة في أبريل، وأكدت أن Google Vids تتيح للمستخدمين إنتاج عروض شرائح مدمجة تستخدم مختلف أنواع الوسائط، بناءً على المحتوى المتوفر في مستنداتهم أو بناءً على الاقتراحات التي يكتبونها في الأداة. وعلى عكس منصات أخرى مثل Runway’s Gen-2 وOpenAI’s Sora، لا يقوم Google Vids بإنشاء فيديوهات كاملة ومعقدة من الصفر، بل يعتمد على دمج الوسائط وتقديمها في شكل عرض تفاعلي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المحتوى الرقمي الفيديوهات الذكاء الاصطناعي جوجل
إقرأ أيضاً:
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُنتج نكاتا مضحكة؟
توسعت في السنوات الماضية استخدامات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير ليقتحم العديد من المجالات، بدءا بالمجالات العلمية مثل البرمجة وغيرها من علوم الهندسة المختلفة، وحتى العلوم الإنسانية مثل كتابة القصص والنصوص بشكل عام.
وبحكم عمله في الكوميديا مع كبار مقدمي البرامج مثل ديفد ليترمان وجاي لينو وتقديمه للعديد من الدورات في كتابة الكوميديا، تساءل الكاتب الكوميدي البارز جو توبلين عن قدرات الذكاء الاصطناعي في كتابة الكوميديا والنكات.
وجاءت نتيجة هذا التساؤل على شكل أداة ذكاء اصطناعي ساخرة تُدعى "ويت سكريبت" (Witscript)، وهي تتوفر على شكل تطبيق ويب يمكن استخدامه مقابل اشتراك شهري زهيد، ويعمل على توليد نكات وتعليقات فكاهية من خلال عناوين الأخبار أو النصوص والصور التي يزود بها.
كما استطاع توبلين اختبار قدرات الأداة عبر الدخول في منافسة فكاهية استمرت ثلاثة أيام لإنتاج مجموعة من النكات المختلفة ثم قياس جودتها وتفاعل الجمهور معها.
قياس قدرة الذكاء الاصطناعي على توليد الكوميدياوتضمنت المنافسة التي دخلها توبلين مع أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة به توليد مجموعة من النكات عن ثمانية مواضيع إخبارية دائمة، ثم عرضها على جمهور حي في لوس أنجلوس وقياس رد فعلهم على هذه النكات دون معرفة مؤلفها.
وتعاون توبلين مع عالم الأعصاب والكوميديا أوري أمير لقياس رد فعل الجهور على هذه النكات، ووجد الاختبار أن أثر نكات الذكاء الاصطناعي ونكات البشر متقارب للغاية في التأثير والضحك، بحسب ما ورد في تقرير مجلة "سميثسونيان".
وفي تجربة أخرى، وجد الباحث في علم النفس الاجتماعي درو غورينز من جامعة جنوب كاليفورنيا وزملاؤه أن نموذج "شات جي بي تي 3.5″ قادر على توليد النصوص بالأسلوب الساخر المميز لمجلة "ذا أونيون" (The Onion)، وذلك بعد تزويده بأكثر من 50 عنوانا من المجلة.
وتطرح هذه التجارب تساؤلا حقيقيا عن قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم حس الدعابة البشرية وإمكانية تقليدها باستخدام نماذج اللغة العميقة، خاصة وأن جزءا كبيرا من حس الدعابة يرتبط بالوعي المجتمعي والسياق الذي تظهر فيه النكات.
إعلانويرى الباحث تريستان ميلر أن تعلم نماذج الذكاء الاصطناعي إنتاج الفكاهة جزء ضروري من رحلتها لمحاكاة التجربة البشرية واستخدام اللغة بشكل يشبه البشر، وذلك أن الفكاهة أكثر جوانب اللغة إنسانية وتعقيدا من وجهة نظره حسب ما جاء في المجلة.
تحفظات على حساسية الذكاء الاصطناعييرى العديد من العلماء والخبراء مجموعة من المخاوف والتحفظات على قدرة الذكاء الاصطناعي في إنتاج الفكاهة، وتحديدا عندما يتعلق الأمر بانحياز الذكاء الاصطناعي وحساسيته تجاه الأنماط البشرية بشكل واضح، حسب المجلة. إذ يمكن أن يعيد الذكاء الاصطناعي تدوير الصور النمطية السيئة الموجودة في بعض أنواع المحتوى الفكاهي عبر الإنترنت ظنا منه أنها ملائمة ولا مشاكل بها.
ويشير تقرير مجلة "سميثسونيان" إلى أن تجربة توبلين وأمير اعتمدت على مجموعة من النكات التي قام توبلين -وهو كوميدي محترف- باختيارها من بين النكات كافة التي قامت أداة "ويت سكريبت" بكتابتها، الأمر الذي يوضح أن التقييم البشري لا يزال ضروريا لتحديد ما إذا كانت النكات مضحكة فعلا.
ويوضح غورينز أن نموذج "شات جي بي تي" لم يصمم أساسا لكتابة النكات ولكن لإنشاء النصوص المعتادة وتوقعها، وبالتالي هو غير قادر على الشعور بالعواطف المرتبطة بالضحك وتقدير إن كانت النكتة ملائمة أم لا.
ورغم هذا يستطيع النموذج توليد محتوى مضحك أحيانا، مما يجعل غورينز يتساءل: هل يكفي وجود كم كبير من البيانات وقدرة التعرف على الأنماط لإنتاج محتوى مضحك دون الحاجة إلى وجود التقدير الشخصي؟
ويرى كريستيان هيمبلمان الباحث في اللغويات الحاسوبية بجامعة شرق تكساس، أن الفكاهة الحقيقية ترتبط بالنوايا التي يحملها صاحب النكتة، إذ تتيح لك الفكاهة اللعب بالمعاني كما ترغب، لذا فإن المكون الأهم في تركيبة النكات المضحكة لا يمكن إلا للبشر تقديمه وهو التفاعل العاطفي مع الفكاهة.
ولكن مع التطورات السريعة الحادثة في قطاع الذكاء الاصطناعي، هل يمكن أن نرى نموذجا قادرا على توليد نكات مضحكة للغاية وإرفاقها مع مشاهد سينمائية أو أصوات تضيف عليها سياقا أعمق؟