بوابة الوفد:
2025-12-13@19:45:00 GMT

هل يجب أن نخَشِيَ ترامب؟

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

الآن أصبح دونالد ترامب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، فعلها الرجل القوى وعاد مرة أخرى للبيت الأبيض، ليصبح الرئيس الثانى فى تاريخ الولايات المتحدة بعد الرئيس جروفر كليفلاند 1893 الذى يتمكن من الفوز بولايتين غير متتاليتين. ترامب لم يفز فقط بالرئاسة وبنجاح كبير كسر كل التوقعات والاستطلاعات، لكنه أيضا أعاد الهيمنة الجمهورية على مجلس الشيوخ، وقد يحصل الجمهوريون على الأغلبية فى مجلس النواب، ليصطبغ كل من البيت الأبيض والكونغرس باللون الأحمر.

سؤال الساعة حتى إعلان النتائج مدفوعا بالدعاية الديمقراطية، كان يدور حول تداعيات فوز ترامب بولاية جديدة، وأنه إلى أى مدى يمكن أن تكون ولاية ترامب الثانية خطرة؟ خاصة فيمت يتعلق بقضايا الداخل الأمريكى، على وجه التحديد تلك القضايا المتعلقة بالحريات والقيم الديمقراطية الأمريكية. 

هذا السؤال وطرحه على هذا النحو وبتلك الصياغة كان يقصد به تعميق مشاعر الخوف والهلع والتوجس من جراء عودة ترامب للبيت الأبيض، وهى المشاعر التى عملت الآلة الانتخابية الديمقراطية السياسية والإعلامية على بثها وتعميقها فى نفوس ليس فقط الناخب الأمريكى، لكن العالم أجمع. وكيف أن ترامب يهدد النموذج الأمريكى المثالى للديمقراطية، وأنه سيفسد علاقات الولايات المتحدة التاريخية مع حلف الناتو وقد ينسحب منه بما يفسح المجال لتمدد ونفوذ روسى أوروبيا، وأنه أيضا الرجل الذى سيشعل حربا تجارية مع الصين قد لا يتحملها الاقتصاد العالمى وليس الأمريكى فقط. لكن اتجاهات التصويت التى ترجمتها النتائج التى تشير إلى فوز كبير وساحق جاءت عكس ذلك التيار تماما.

فيما يتعلق بقضايا منطقتنا، وعلى رأسها الصراع العربى الإسرائيلى، كانت الإشارة فى بداية الحملات الانتخابية ضمنية ثم أصبحت مباشرة، إلى أن ترامب هو الرجل الذى نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس، وهو الرجل الذى أقر بولاية إسرائيل الإقليمية على الجولان السورية، وهو الرجل الذى يتمتع بعلاقة وطيدة مع بنيامين نتنياهو إلى حد إطلاق رئيس الوزراء الإسرائيلى اسم «ترامب هايتس – مرتفعات ترامب»، على مستوطنة إسرائيلية فى هضبة الجولان. كل ذلك كان من أجل الفوز بأصوات الناخبين العرب والمسلمين. لكن فى المقابل لا ننسى أن الشرق الأوسط اشتعل ولم تستطع الولايات المتحدة إطفائه حتى تاريخه فى عهد إدارة بايدن الديمقراطية والتى كانت المرشحة الديمقراطية جزء أصيل منها، بل إن عديد المراقبين كان يشيرون إلى أن هاريس هى الحاكم الفعلى للولايات المتحدة فى ضوء تراجع الحالة الصحية والذهنية للرئيس بايدن.

العالم الآن يعيد ترتيب أوراقه وضبط بوصلته على توجهات ساكن الأبيض القديم الجديد، بدأها نتنياهو بإقالة وزير دفاعه، وتعميق التوجهات اليمينة المتطرفة فى حكومته بتعيين كاتس وجدعون ساعر، وأوروبا أعلنت عن قمة استثنائية غير رسمية فى بودابست، ما يعكس ترقب كبير تجاه الرجل وتوجهاته. ترامب وعد بالسلام والاستقرار فى الشرق الأوسط وأوكرانيا، وقد يكون بالفعل الرجل القوى الذى يحمل مفاتيح الحل ويمتلك قدرة نزع فتيل الأزمات المشتعلة، تصريحات ترامب أثناء إدلائه بصوته وحتى خطاب النصر كان عقلانيا بدرجة كبيرة ويقدم صورة مختلفة عما اعتدناه حتى فى الخطابات الانتخابية، لكن يجب ألا نفرط فى التوقعات، لننتظر ونرى بأى وجه عاد لنا وللعالم ترامب. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د وليد عتلم الرئيس السابع والأربعين تاريخ الولايات المتحدة الولایات المتحدة الرجل الذى

إقرأ أيضاً:

لماذا استهدفت إسرائيل الرجل الثاني في القسام الآن؟

أعلنت إسرائيل استهداف قيادي بارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال عملية عسكرية في قطاع غزة، في خطوة أثارت تساؤلات حول توقيتها ودلالاتها السياسية والأمنية، لا سيما أنها جاءت في ظل سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

ورغم أن البيان الرسمي للجيش الإسرائيلي خلا من ذكر اسم القيادي المستهدف، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية تداولت على نطاق واسع اسم رائد سعد، وقدمته بوصفه "الرجل الثاني" في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ونائب قائدها العام.

وفي هذا السياق، أوضح مراسل الجزيرة إلياس كرام أن عدم ذكر الجيش الإسرائيلي للاسم يعكس على الأرجح، عدم التيقن الكامل من نتائج محاولة الاغتيال، لافتا إلى أن البيانات الرسمية غالبا ما تتأخر إلى حين التأكد الاستخباراتي من نجاح العملية.

وبحسب كرام، فإن البيان الإسرائيلي اكتفى بالإشارة إلى استهداف "شخصية قيادية بارزة" في حماس، قال إنها كانت تعمل على إعادة تأهيل بنى عسكرية موجهة ضد الجيش الإسرائيلي، وهو الوصف ذاته الذي تبنته التسريبات المنسوبة لمصادر أمنية.

وتزامنا مع ذلك، حرصت وسائل الإعلام الإسرائيلية على إبراز دور رائد سعد، مقدمة إياه باعتباره اليد اليمنى لقائد القسام الراحل محمد الضيف، وأحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في محاولة لتبرير عملية الاغتيال.

وفي السياق، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة بارتقاء 4 شهداء وإصابة 10 آخرين حالة بعضهم خطرة جراء قصف الاحتلال سيارة مدنية جنوب غربي مدينة غزة.

انتهاك للاتفاق

ويشير مراسل الجزيرة إلى أن هذا الخطاب الإعلامي يأتي في وقت يفترض أن وقف إطلاق النار لا يزال ساريا، لكنه يتعرض، وفق توصيفه، لانتهاكات متكررة من جانب إسرائيل عبر عمليات قصف واغتيال وهدم منازل داخل القطاع.

وتبرز أهمية هذه العملية، إن ثبت نجاحها، من كونها قد تكون أرفع عملية اغتيال تطال قياديا في غزة منذ بدء العمل باتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خاصة إذا صح توصيف سعد كمسؤول مركزي عن إعادة التصنيع والتسليح داخل الحركة.

إعلان

وفي هذا السياق، أشار كرام إلى أن إسرائيل تعتبر جميع قيادات حماس، السياسية والعسكرية، أهدافا مشروعة، ولا ترى في اتفاق وقف إطلاق النار أي حصانة لهم، سواء داخل قطاع غزة أو خارجه، وهو ما يفسر استمرار دائرة الاستهداف.

لكن توقيت العملية يكتسب بعدا سياسيا إضافيا، مع تزايد الحديث عن ضغوط أميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وهو ما قد تسعى إسرائيل إلى عرقلته أو إعادة صياغته بشروطها الخاصة.

ويؤكد كرام أن إسرائيل، عبر هذا التصعيد، تحاول فرض نموذج أمني مشابه لما تطبقه في لبنان، حيث نفذت مئات عمليات الاغتيال ضد كوادر حزب الله منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار هناك في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

تضارب الروايات

وبشأن تضارب الروايات حول نجاح الاغتيال، أوضح كرام أن التسريبات الصادرة عن "مصادر أمنية" إسرائيلية تعود في جوهرها إلى الجيش نفسه، الذي يفضل التريث قبل إعلان رسمي، تفاديا لإحراج محتمل في حال عدم تأكيد النتائج.

وتستند هذه التسريبات إلى سرد موسع عن شخصية رائد سعد، ودوره المفترض في إعداد وثيقة "جدار أريحا"، التي تتهمه إسرائيل بوضعها كخطة لهجوم "السابع من أكتوبر"، رغم أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد اطلعت عليها سابقا دون التعامل معها بجدية.

كما تشير الروايات الإسرائيلية إلى أن سعد كان يتولى في المرحلة الأخيرة مهمة إعادة بناء القدرات العسكرية لحماس، وهو ما تستخدمه تل أبيب كمبرر مباشر لتنفيذ عملية الاغتيال، بزعم إحباط تهديدات مستقبلية.

وتحدث كرام عن محاولات سابقة لاغتيال سعد خلال الأسابيع الماضية، ألغيت في اللحظات الأخيرة لأسباب عملياتية أو استخباراتية، إلى أن اعتبرت إسرائيل أن "الفرصة الميدانية" باتت مؤاتية لتنفيذ العملية.

وفي خلفية المشهد، يربط كرام بين هذا التصعيد واستعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة واشنطن، حيث يتوقع أن يواجه ضغوطا أميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مع سعيه لفرض شروط أمنية مشددة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس العراقي يجدد التزام بلاده بحفظ الأمن والاستقرار وترسيخ أسس ومبادئ الديمقراطية
  • الرجل الشقلباظ!
  • لماذا استهدفت إسرائيل الرجل الثاني في القسام الآن؟
  • «فخ» كأس العرب
  • هل لباس المرأة هو سبب التحرّش.. أم الرجل هو المسئول؟
  • المصرى الأمريكى عصام فارس جاسوس لصالح ايران.. ما القصة وما علاقة سميرة موسى؟
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: نرفض تدخل ترامب في الديمقراطية
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • الوجوه الثلاثة!!
  • ترامب: الفساد في أوكرانيا هائل وغياب الانتخابات يثير تساؤلات حول الديمقراطية