لجريدة عمان:
2025-12-12@22:43:09 GMT

«كونجرس» الهوكي ينتخب الطيب إكرام رئيسا حتى 2032

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

«كونجرس» الهوكي ينتخب الطيب إكرام رئيسا حتى 2032

انتخبت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للهوكي «الكونجرس»، مساء اليوم السبت، الطيب إكرام رئيساً للاتحاد لفترتين حتى عام 2032، كما تم انتخاب تسعة أعضاء للمكتب التنفيذي للاتحاد وهم: سيف أحمد وألبرتو بوديسكي وماركوس هوفمان وكاميرون فيل وداناي أندرادا وهيرواي أنزاي وإريك كورنيليسن ومورين روسو وإليزابيث كينغ وبيوتر فيلكونسكي وكاميلا كارام وكاترينا كاوشكي.

وعقب انتخابه رئيساً للاتحاد الدولي للهوكي، قال الطيب اكرام: أنا ممتن للغاية للدعم الكبير الذي حظيت به من قبل الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للهوكي، لفترتين إضافيتين حتى عام 2032، وأضاف: هذا الانتخاب يعني له الكثير، وأنه شرف كبير بالنسبة له بأن يواصل في تولي هذه المسؤولية، وأشار الطيب اكرام بأن الاتحاد قد حقق العديد من الإنجازات في المرحلة المنصرمة، ولا يزال أمامنا المزيد لتحقيقه في المستقبل القريب، وأنا على ثقة كبيرة بأن الاستقرار والوحدة التي يتمتع بها رياضتنا التاريخية والعريقة، سيساعدنا في تسجيل المزيد من التطلعات المستقبلية التي نسعى لها في الفترة المقبلة، كما أنني أؤكد بأن الاتحاد الدولي للهوكي سيواصل دعمه للنمو والتطور في جميع الاتحادات الوطنية بالإضافة إلى الاتحادات القارية كجزء أساسي من مهمتنا في الفترة المقبلة. كما حفل «كونجرس» الهوكي تكريم عددا من الشخصيات الرياضية البارزة في اللعبة.

لقاء قادة اللعبة

قال سانتياجو ديو، رئيس الاتحاد الإسباني للهوكي: "يعد الكونجرس الدولي للهوكي واحدًا من أهم الفعاليات العالمية التي تجمع قادة رياضة الهوكي وممثلي الاتحادات الوطنية من مختلف أنحاء العالم".

وأشاد ديو بالتنظيم المميز لهذا الحدث الذي يعكس اهتمام سلطنة عُمان بتطوير الرياضة وتعزيز أواصر التعاون الدولي، مثمنًا الجهود التي بذلها الاتحاد العماني في استقبال وتنظيم فعاليات المؤتمر، وأشار إلى أن استضافة سلطنة عُمان لهذا الكونجرس تعد خطوة كبيرة ومهمة تسهم في تعزيز رياضة الهوكي في المنطقة وتوسيع قاعدة ممارسيها، معربًا عن تطلعه إلى أن تثمر هذه اللقاءات عن نتائج فعّالة تُسهم في دفع اللعبة قُدمًا على الصعيد الدولي.

وأضاف ديو: "لقد أتاح هذا الكونجرس فرصة قيمة للتواصل المباشر مع القادة الرياضيين وصناع القرار في رياضة الهوكي حول العالم، حيث تبادلنا الأفكار والخبرات حول التحديات التي تواجه اللعبة وسبل التغلب عليها، وناقشنا إستراتيجيات جديدة يمكن أن تدعم نمو وتطوير رياضة الهوكي في جميع الدول المشاركة، وهذا الحدث يعزز التفاهم المتبادل بين الاتحادات ويفتح آفاقًا أوسع لتطوير اللعبة، خصوصًا في المناطق التي تسعى إلى بناء بنية أساسية قوية للهوكي".

وفي سياق حديثه، تناول سانتياجو ديو أبرز النقاشات التي دارت في اجتماع الاتحاد الأوروبي للهوكي، الذي عُقد قبيل اجتماع الكونجرس الدولي، وأوضح أن الاجتماع ركز على عدة محاور رئيسية تهدف إلى رفع مستوى رياضة الهوكي في أوروبا وتعزيز قدراتها التنافسية على الساحة الدولية، وشملت هذه المحاور تطوير برامج تدريبية متقدمة تسهم في رفع كفاءة المدربين واللاعبين، وزيادة فرص المشاركة للشباب في رياضة الهوكي، وتوفير دعم إضافي للاتحادات الوطنية لتحقيق بيئة رياضية صحية وآمنة.

وأكّد ديو أن الاجتماع شهد مناقشات مستفيضة حول أهمية العمل الجماعي لتعزيز الشراكات بين الدول الأوروبية من أجل تبادل الخبرات وتنفيذ برامج مبتكرة لتنمية المواهب الشابة، كما أشار إلى أنه تم تسلّيط الضوء على أهمية الاستثمار في البنية الأساسية للهوكي، بما في ذلك بناء وتجهيز الملاعب وتوفير الموارد اللازمة للاتحادات الوطنية، وأن هذه الجهود تأتي في إطار تعزيز فرص الدول الأوروبية للمنافسة على المستوى الدولي، وتأهيل لاعبين قادرين على التميز في البطولات العالمية.

كما أشار ديو إلى أهمية توسيع نطاق المشاركة في رياضة الهوكي لتشمل شرائح جديدة من الشباب، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي للهوكي يسعى لتقديم مبادرات موجهة نحو بناء قاعدة شعبية للعبة، والعمل على توفير بيئة مشجعة تتيح للشباب الانخراط في اللعبة وتطوير مهاراتهم، وأوضح أن الهدف الرئيسي من هذه المبادرات هو تعزيز مشاركة الشباب وتوسيع قاعدة ممارسي اللعبة، فالشباب هم المستقبل، وعلينا أن نعمل على تطويرهم ليكونوا قادة الغد في رياضة الهوكي.

وفي ختام تصريحه، شدد سانتياجو ديو على التزام الاتحاد الإسباني للهوكي بدعم الجهود العالمية الرامية إلى تطوير الرياضة وتعزيزها، وأعرب عن تطلعه إلى تحقيق شراكات بناءة مع الاتحادات الوطنية الأخرى، سواء في أوروبا أو على المستوى الدولي، بما يسهم في تعزيز رياضة الهوكي ونشر ثقافتها وقيمها، مؤكدًا أن الاتحاد الإسباني للهوكي يلتزم ببذل كل جهد ممكن لدعم التعاون الدولي والمشاركة الفعّالة في المبادرات التي من شأنها تحسين مستوى اللعبة وتوسيع رقعة انتشارها، وأن تبادل المعرفة والخبرات بين الاتحادات هو الطريق الأمثل لضمان مستقبل مشرق لرياضة الهوكي على الصعيدين الأوروبي والدولي.

تطوير البنية الأساسية

قالت كاثلين روكال من الاتحاد الفرنسي للهوكي: "يسعى الاتحاد الفرنسي للهوكي إلى تسلّيط الضوء على التحديات الحالية والفرص المستقبلية التي تواجه لعبة الهوكي، في إطار التقييم الشامل للمرحلة السابقة ومناقشة احتياجات الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي للهوكي في المرحلة المقبلة، وخلال السنوات الماضية كان هناك تقدم ملحوظ على مستوى انتشار اللعبة، خاصة في البلدان التي كانت تفتقر إلى بنية أساسية قوية، ومع ذلك يُظهر التقييم أن هناك حاجة ملحة إلى إستراتيجيات تدعم الدول الأعضاء على المدى البعيد".

وأوضحت أن أحد أهم التحديات التي تواجه اللعبة هو نقص البنية الأساسية الملائمة في عدة دول، حيث يحدّ ذلك من فرص التدريب والتطوير، وتابعت: "نرى أن بعض الدول الأعضاء بحاجة إلى مزيد من الدعم لتشييد الملاعب وتجهيزها بأحدث التقنيات والمعدات، وهذا النقص لا يؤثر فقط على نمو اللعبة، بل يؤثر أيضًا على تجربة الجماهير وقدرتها على متابعة المباريات والمشاركة فيها، ويؤكد الاتحاد الفرنسي للهوكي على ضرورة تخصيص موارد إضافية من الاتحاد الدولي لدعم مشروعات البنية الأساسية، لا سيما في المناطق التي تفتقر إلى الموارد الكافية".

وأضافت روكال أن التدريب والتأهيل من أولويات المرحلة القادمة، حيث تعتمد جودة الأداء والتنافسية بشكل رئيسي على مستوى الكوادر الفنية، بما يشمل المدربين والحكام والإداريين، مؤكدة أن توفير برامج تأهيل متقدمة سيكون له دور كبير في رفع كفاءة الفرق المحلية ودفع اللاعبين نحو مستوى أعلى من الاحترافية، وطالبت بتبني منهجيات تدريب دولية وتطوير برامج خاصة لكل فئة، بما يضمن مواكبة كل مدرب وحكم لأحدث التطورات في اللعبة.

وعلى صعيد آخر، أشارت إلى أن التمويل يمثل أحد أهم التحديات التي تواجه الدول الأعضاء، خاصة تلك التي تعتمد على دعم محدود من الحكومات أو الجهات الخاصة، وقالت: "نحن في الاتحاد الفرنسي ندعو إلى توفير حلول تمويلية مبتكرة عبر إنشاء شراكات مع مؤسسات وشركات دولية مهتمة بالرياضة، ومن شأن هذا الدعم المالي أن يساعد الدول الناشئة على تطوير اللعبة وتعزيز مشاركتها في البطولات الدولية، ونحن بحاجة إلى تمويل مستدام يسمح لهذه الدول بتأمين مستقبل اللعبة دون الاعتماد بشكل كامل على الاتحاد الدولي".

كما أكّدت على ضرورة تعزيز الوعي بلعبة الهوكي وزيادة الأنشطة الترويجية لجذب جماهير جديدة، مشيرة إلى أن التسويق الرقمي يمكن أن يسهم بشكل فعّال في زيادة قاعدة الجماهير وتوسيع نطاق الاهتمام باللعبة، وأعربت عن أملها -بالتعاون مع الاتحاد الدولي- في أن تشهد حملات ترويجية تستهدف شريحة أوسع من الجماهير وتسلّط الضوء على فوائد اللعبة، مما يعزز من مكانتها كرياضة عالمية.

أما فيما يتعلق بالاستدامة البيئية، فأوضحت روكال التزام الاتحاد الفرنسي بالمشاركة في مناقشات المنتدى الدولي لتحديد أسس جديدة تعزز التزام اللعبة بالمعايير البيئية، وأضافت: "سنناقش في المنتدى ضرورة اعتماد تقنيات تضمن تقليل البصمة الكربونية للبطولات، وتشجيع الدول الأعضاء على تبني ممارسات مستدامة في تنظيم الفعاليات".

وفي اجتماع الكونجرس اقترح الاتحاد الفرنسي للهوكي استحداث بطولات إقليمية جديدة تُعزز من مشاركة الدول الناشئة وتساعد على تحفيز اللاعبين الشباب، بما يسهم في رفع مستوى التنافسية على الساحة الدولية، كما سيقدّم الاتحاد الفرنسي مقترحات لدعم الهوكي النسائي، من خلال تخصيص موارد وبرامج تدريبية تشجع النساء على المشاركة في اللعبة، وترفع من نسبة مشاركتهن في البطولات الدولية.

واختتمت روكال حديثها بتأكيد التزام الاتحاد الفرنسي للهوكي على دعم الأهداف المشتركة مع الاتحاد الدولي والعمل من أجل نمو لعبة الهوكي، وقالت: "نحن في الاتحاد الفرنسي ملتزمون بمواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز الحضور الدولي لهذه الرياضة، وتقديم الدعم اللازم للدول الأعضاء لتطوير برامجها الوطنية، وإننا على ثقة بأن المنتدى الدولي واجتماع الكونجرس سيسهمان في تعزيز التعاون المشترك وتقديم حلول عملية تضمن مستقبلًا مستدامًا للعبة الهوكي".

تبادل التجارب الناجحة

قال خالد بن مراد البلوشي من الاتحاد الإماراتي للهوكي: "يسعدنا في الاتحاد الإماراتي للهوكي أن نشارك في الكونجرس الدولي للهوكي الذي تستضيفه سلطنة عُمان، حيث يجمع هذا الحدث الرياضي المهم نخبة من ممثلي الاتحادات الدولية لمناقشة أحدث التطورات، وبحث سبل النهوض بهذه الرياضة العريقة، وتبادل التجارب الناجحة من مختلف أنحاء العالم، وتأتي مشاركتنا ضمن التزام الاتحاد الإماراتي بتطوير رياضة الهوكي على مستوى الإمارات، وتعزيز موقعنا على الساحة الإقليمية والدولية".

وأضاف البلوشي: "من خلال حضورنا لهذا الكونجرس، نسعى إلى الاستفادة من تجارب الدول المشاركة، لا سيما التجربة الرائدة لسلطنة عُمان التي حققت تقدمًا لافتًا في مجال تطوير رياضة الهوكي خلال السنوات الأخيرة، ونحن فخورون بالإنجازات التي حققتها سلطنة عُمان في هذا المجال، والتي تعد مثالًا يحتذى به في تعزيز الاهتمام برياضة الهوكي، وسنعمل على دراسة واستلهام أفضل الممارسات العمانية في تطوير البنية الأساسية للعبة وتنمية المواهب المحلية".

وأوضح أن أحد أهم أهداف الاتحاد الإماراتي للهوكي في الوقت الحالي يتمثل في التركيز على فئة المراحل السنية والشباب، حيث وُضعت خطط إستراتيجية واضحة تهدف إلى اكتشاف وتنمية المواهب الصغيرة في الإمارات، وتهيئة جيل جديد من اللاعبين الواعدين الذين يمكنهم تمثيل الإمارات على الساحة الدولية.

وأضاف: "نعمل على إنشاء برامج تدريبية متقدمة وتوفير بيئة رياضية تنافسية تمكّن المواهب من التطور وصقل مهاراتهم بشكل احترافي، ومن هذا المنطلق نطمح إلى تشكيل منتخبات قوية للمشاركة في البطولات الآسيوية والدولية، بما يعزز من مكانة الإمارات العربية المتحدة على خريطة رياضة الهوكي العالمية".

وأشار البلوشي إلى أن تطوير الرياضة يتطلب العمل المستمر والتعاون مع الجهات الرياضية الأخرى، وأن مثل هذه الفعاليات الدولية تشكل منصة للتفاعل والتواصل مع الخبراء والمسؤولين من مختلف الدول؛ لذلك يلتزم الاتحاد الإماراتي للهوكي ببناء شراكات قوية مع الاتحادات الأخرى والتعلم من تجاربهم بما يسهم في تحقيق رؤية الاتحاد الإماراتي للهوكي ودعم توجهاته نحو مستقبل واعد لرياضة الهوكي في الإمارات.

واختتم حديثه قائلًا: "إن المشاركة في هذا الكونجرس ليست فقط لمواكبة التطورات، بل لنكون جزءًا من حركة التطوير العالمية لهذه الرياضة ونعمل على تحقيق أهدافنا الإستراتيجية بجدية وثبات".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البنیة الأساسیة التزام الاتحاد الاتحاد الدولی الدولی للهوکی الدول الأعضاء هذا الکونجرس فی البطولات المشارکة فی التی تواجه أن الاتحاد مع الاتحاد فی الاتحاد على الساحة فی اللعبة فی تعزیز إلى أن

إقرأ أيضاً:

الإبحار الشراعي رياضة لا تعرف الحدود.. وشعرت بالحرية على سطح الماء

حوار – عامر بن عبدالله الأنصاري

تكشف التغطيات الميدانية التي تقوم بها "عمان" عن مواهب متنوعة في شتى المجالات، ما يفتح أفق التأمل بتجارب فريدة وملهمة تستحق أن يُسلّط عليها الضوء -أو بعبارة أخرى أن يُسلّط على تجربتها الضوء-، إذ لا يكون الإنسان مميزًا إلا بما يملك من مواهب وقدرات وتأثيرات تبعث في الآخرين التأمل، ومن الأحداث التي كان لـ "عمان" فيها حضور بارز "بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة"، الحدث الأول من نوعه عالميًا، والذي استضافته سلطنة عُمان خلال الفترة من 30 نوفمبر حتى 8 ديسمبر الجاري، وهنا كانت الفرصة سانحة للتعرّف على تجارب عديدة ملهمة من أصحاب الإعاقة من بلادنا الحبيبة ومن 27 بلدا آخر، ومن بينها تجربة الشاب العماني المحمّل بالإرادة والعزيمة والإصرار، البحّار حسن بن حيدر اللواتي، الذي تمثّل حكايته امتدادا لمعنى التحدي منذ اللحظة الأولى لولادته.

فقد وُلد حسن بإعاقة حركية تمثّلت في فقدان يده اليمنى وتشوهات خلقية في القدمين، ومع الساعات الأولى لحياته تلقّى والده – رحمه الله – حكما طبيا بدا قاسيا "لن يتمكن هذا الطفل من المشي مطلقا"، بل إن بعض الأطباء اقترحوا بتر قدميه تجنّبا لمضاعفات محتملة، غير أن والده رفض هذا الحكم المبكر متأملا بعلاجه ومتمسكا بالأمل.

ومنذ ذلك اليوم بدأت رحلة الإصرار والعزيمة، عزيمة متقدة بداية من العائلة التي ساعدته على المشي لأول مرة منذ كان عمره 4 أعوام، امتدادا إلى روحه التي لا تقل اتقادا؛ فواصل مسيرة التحدي إلى أن تخرج بدرجة البكالوريوس ثم مجال الوظيفة التي كانت صعبة لولا قوة الإرادة، وامتدادا بأن يكون بطلا من أبطال الإبحار الشراعي، وليس انتهاء بترؤسه مجلس إدارة الجمعية العمانية للأشخاص ذوي الإعاقة.

مسيرة حافلة بالتحدي والإصرار، مسيرة لن تتوقف ما دامت الحياة، فحسن صاحب رسالة تقول: "لا تنظروا للأشخاص ذوي الإعاقة بعين العاطفة... انظروا إلى قدراتهم وأعطوهم الفرصة لإثبات أنفسهم"، وفي وجه المستحيل يقول: "لا شيء اسمه مستحيل... البحر يتسع للجميع، ثابر واسعَ نحو حلمك مهما بدا بعيدًا". في الحوار التالي نتوقف مع الملهم حسن اللواتي، متعرفين على تجربته في الرياضة وجوانب أخرى من حياته:

•كيف بدأت علاقتك برياضة الإبحار الشراعي، وما الذي جذبك إليها تحديدا؟

-البداية كانت صدفة تحولت إلى شغف، حيث تم التواصل معي من قبل مؤسسة "عمان للإبحار" بأن هناك برنامجا لمدة 3 أيام للإبحار الشراعي، وحقيقة ما جذبني للإبحار هو كسر الصورة النمطية، كنت أبحث عن رياضة لا تعرف الحدود، فوجدت في الإبحار تحديا للعناصر الطبيعية؛ الماء والريح، والأهم من ذلك، شعرت بالحرية المطلقة على سطح الماء، حيث لا تشعر بوجود أي إعاقة، كانت أول رحلة بمثابة اكتشاف لقوة كامنة بداخلي.

•ما التحدي الأكبر الذي يواجه لاعب الإبحار من ذوي الإعاقة أثناء التدريب أو أثناء خوض السباقات؟ وهل لديك تمارين معينة أو استعدادات خاصة قبل دخول أي بطولة؟

-التحدي الأكبر ليس في الإعاقة الجسدية بحد ذاتها، بل في التكيف والتوازن واستخدام مقود القارب، في السباقات، قد يكون التحدي هو الحاجة لتعديلات دقيقة في القوارب أو الاعتماد على تقنيات مساعدة لم تتوفر بعد، لكن عقلية الرياضي تتغلب على ذلك بتحويل هذا التحدي إلى نقطة قوة فريدة تتطلب إبداعا في التحكم، أما بالنسبة للشق الآخر من السؤال، فهناك بطبيعة الحال تمارين واستعدادات تعتمد بشكل أساسي على التسخين وتعزيز اللياقة البدنية.

•كيف تصف شعورك عند تمثيل سلطنة عمان في بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة؟

-شعور لا يوصف بالكلمات، فخر واعتزاز بالمسؤولية، أن أرفع علم عُمان ليس مجرد تمثيل رياضي، بل هو تمثيل لإرادة وقدرة جيل كامل من الأشخاص ذوي الإعاقة في بلادي، أشعر أنني سفير للطموح العُماني الذي لا يعرف المستحيل، وهذا ما يدفعني لتقديم كل ما لدي.

•انتهينا مؤخرا من البطولة التي تقام لأول مرة عالميا، حدثنا عن رأيك بها، ومدى استفادتك من تلك التجربة؟

-كانت "بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة" التي استضافتها بلادي نقطة تحول تاريخية، تنظيمها لأول مرة عالميا يؤكد على الاعتراف برياضة الإبحار لذوي الإعاقة، كانت درسا في التنافسية الراقية والتعاون، استفدنا بشكل كبير في تحديد مستوى الأداء العالمي، وتبادل الخبرات حول تعديلات القوارب، والأهم، بناء شبكة علاقات دولية تخدم تطوير هذه الرياضة في سلطنة عُمان.

•ما اللحظة التي شعرت فيها بأنك تجاوزت كل التوقعات التي قيلت لك في طفولتك؟

-هي ليست لحظة واحدة، بل تراكم انتصارات صغيرة، هناك لحظتان مفصليتان تفوقتا على أي توقع سلبي، الأولى حين تم اختياري ضمن صفوف منتخب عُمان الوطني للإبحار الشراعي، وهو إثبات عملي بأن القدرة تتفوق على الإعاقة، الثانية كانت بتحملي مسؤولية رئاسة مجلس إدارة الجمعية العمانية للأشخاص ذوي الإعاقة، هذا المنصب القيادي هو التجاوز الحقيقي، لأنه يثبت أن الشخص ذا الإعاقة يمكن أن يكون صانع قرار وقائد تغيير، وليس مجرد متلقٍ للدعم.

•إلى أي مدى ساعدتك الرياضة في فهم قدراتك وتوسيع حدود طموحك؟

-الرياضة بالنسبة لي هي مدرسة الحياة، ساعدتني على فهم أن القدرة ليست حالة، بل هي قرار، علمتني أن حدود طموحي يجب أن تُقاس برغبتي في العمل، وليس بحالتي الصحية، قبل الرياضة، كنت أرى أن سقف الطموح محدود، والآن أرى السماء هي السقف، والإبحار علمني كيف أستغل كل موجة ورياح لأصل إليها.

•ما الرياضات التي تمارسها إلى جانب الإبحار الشراعي، وأيها الأقرب إلى قلبك ولماذا؟

-إلى جانب الإبحار الشراعي أمارس بعض رياضات اللياقة البدنية، الإبحار هو الأقرب لقلبي بلا منازع لأنه يجمع بين الجهد البدني والذكاء الاستراتيجي الهائل، هو رياضة تتطلب قراءة دقيقة للرياح والأمواج، ولم أجد رياضة أخرى تناسبني مثل الإبحار الشراعي.

•كيف تتعامل مع نظرة المجتمع تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة؟ وهل ترى أنها تتغير مع الوقت؟

-أتعامل معها بـالتمكين والإنجاز، الإجابة على أي شي تكون بالفعل القوي، نظرة المجتمع تتغير ببطء ولكن بثبات، بدأنا ننتقل من نظرة الشفقة إلى نظرة الاحترام للقدرات، الدور الأكبر يقع على عاتقنا كأشخاص ذوي إعاقة بـإظهار إمكانياتنا، وعلى الإعلام والمؤسسات بـإبراز قصص النجاح بدلا من التركيز على القيود.

• ما أكثر سؤال أو موقف واجهته في حياتك وشعرت أنه لا يعكس قدراتك الحقيقية؟

-هو السؤال الذي يأتي دائما بصيغة "كيف يمكنك القيام بذلك على الرغم من إعاقتك؟"، هذا السؤال يضع الإعاقة كحاجز أولا، وأفضّل أن يكون السؤال "كيف قمت بذلك؟"، لأن هذا يعكس التركيز على القدرة والمهارة لا على القيد، هذا الموقف يتكرر باستمرار ويذكرني دائما بضرورة تغيير طريقة تفكير المجتمع.

•في مسيرتك المهنية، ما الدرس الذي تعلمته من تجربة الرفض المتكرر قبل حصولك على فرصتك الأولى؟

-أولا التوكل على الله والرضى والتسليم بما قسمه لي، الرفض ليس فشلا، بل هو توجيه وإعادة تشكيل، تعلمت أن الرفض المتكرر لم يكن رفضا لشخصي، بل في الغالب كان نابعا من قلة الوعي لدى الجهة الرافضة حول كيفية دمج وتوظيف قدراتي، الدرس الأهم "لا تستسلم لكلمة واحدة، بل حولها إلى دافع لتطوير مهاراتك لتصبح لا يمكن الاستغناء عنها".

•بصفتك رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للأشخاص ذوي الإعاقة، ما أبرز التحديات التي تعمل على معالجتها حاليا لتخدم المنتسبين وغير المنتسبين؟

-بصفتنا الجمعية العُمانية للأشخاص ذوي الإعاقة، رؤيتنا شاملة تتجاوز الرياضة إلى التمكين الكامل، أبرز التحديات التي نعالجها حاليا هي الاندماج الاقتصادي والتوظيف، والعمل على تغيير سياسات التوظيف في القطاعين الخاص والعام، وكذلك الوصول الشامل، ولا يقتصر على المباني، بل يشمل الوصول إلى المعلومة والتعليم والصحة، إلى جانب السعي إلى التوعية المجتمعية، محاربة الوصم الاجتماعي وتعزيز النظرة القائمة على القدرة، لضمان أن تخدم الجمعية كل شخص ذي إعاقة سواء كان منتسبا أو لا.

•وفي الجانب الرياضي، ما الخدمات التي تقدمها الجمعية؟

-في الجانب الرياضي، دورنا الأساسي هو التنسيق، والتمكين، والربط، فالجمعية لا تقوم بالتدريب المباشر، ولكنها تعمل كـحلقة وصل محورية، نقوم بـإقامة الفعاليات التوعوية للتعريف بالرياضات المتاحة، ونسعى لعقد شراكات استراتيجية تضمن توفير المعدات، وحلمنا أن يتم إنشاء أول نادٍ رياضي للأشخاص ذوي الإعاقة.

•ما النصيحة التي تقدمها لأي مؤسسة أو جهة ترغب في دعم الرياضيين من ذوي الإعاقة؟

-نصيحتي هي ألا تمنحوا الدعم كصدقة، بل كاستثمار، استثمروا في بناء بنية أساسية دائمة ومستدامة "مراكز تدريب ومعدات"، واستثمروا في المدربين المؤهلين لفهم متطلبات كل إعاقة، يجب أن يكون الدعم طويل الأمد ويركز على الاستمرارية والاحترافية لضمان أن يصل الرياضي إلى أعلى المستويات العالمية.

• كيف توازن بين حياتك المهنية والرياضية ومسؤولياتك المجتمعية؟

-هذا التوازن هو سر النجاح، الوظيفة في القطاع المصرفي علمتني الانضباط المالي، والتخطيط الاستراتيجي، وإدارة الوقت تحت الضغط، وهذه المهارات أطبقها مباشرة في إدارة الجمعية وفي التخطيط لسباقاتي، الأمر ليس عن إيجاد الوقت، بل عن تكامل الأدوار، الرياضة تمنحني المرونة الذهنية، العمل في البنك يمنحني الانضباط، والجمعية تمنحني الهدف الأسمى ورؤية التأثير، مما يوجد دورة من الإنتاجية والتحفيز المتبادل.

• عندما تواجه لحظة تعب أو إحباط، ما الشيء الذي يعيد إليك طاقتك ودافعك؟

-عندما أشعر بالإحباط، أعود بذاكرتي إلى نقطة البداية، أتذكر لماذا بدأت هذا الطريق، الشيء الذي يعيد إلي طاقتي هو رؤية الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة الذين يحذون بحذوي، دافعي يصبح مسؤولية، يجب أن أستمر لأفتح لهم الباب، أنظر إلى الإنجازات التي تحققت وأقول لنفسي ما زال هناك الكثير لننجزه، وهذا يساعدني على النهوض مجددا.

•ما الحلم أو الخطوة القادمة التي تعمل عليها الآن، سواء في الرياضة أو في حياتك الشخصية؟

-الحلم هو التأهل وتحقيق ميدالية في دورة الألعاب البارالمبية القادمة، وهي قمة الطموح لأي رياضي، أما في حياتي الشخصية والاجتماعية، فالخطوة القادمة هي العمل على إطلاق برنامج وطني شامل لاكتشاف المواهب الرياضية والاقتصادية من ذوي الإعاقة بالتعاون مع القطاعين، لضمان استدامة وتوسع القاعدة الممكنة في بلدتي الحبيبة سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • الرئيس العراقي السابق برهم صالح رئيساً لمفوضية اللاجئين
  • زاخاروفا: الدول الغربية لم تدعم القانون الدولي
  • مؤسسة النفط تستعرض الشراكات التي تقيمها مع الشركات الأوروبية وسبل تطويرها
  • سيناتور روسي: العلاقات مع أوروبا لم تعد أولوية لترامب
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • الإبحار الشراعي رياضة لا تعرف الحدود.. وشعرت بالحرية على سطح الماء
  • غدًا بصنعاء: انطلاق البطولة الرابعة للقوس والسهم خارج الصالات
  • عُمان في اليوم الدولي للحياد