بيلوسي تنتقد بايدن وتغازل ترامب: خسارة هاريس “مفجعة”
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
هاجمت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكية السابقة، السيناتور بيرني ساندرز، منتقدة موقفه من الحزب الديمقراطي واتهامه بالتخلي عن الطبقة العاملة ، كما وجهت بيلوسي انتقادات للرئيس الحالي جو بايدن وأعربت عن الأسف لخسارة نائبته كامالا هاريس في السباق الرئاسي أمام الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
عبرت بيلوسي، البالغة من العمر 84 عامًا، عن استيائها من تصريحات ساندرز، الذي سخر من الحزب الديمقراطي واتهمه بتجاهل مصالح الطبقة العاملة ، في تصريحات نارية على منصة “إكس”، أشار ساندرز إلى أن “الحزب الديمقراطي الذي تخلى عن أفراد الطبقة العاملة يجد أن الأخيرة تخلت عنه” ، وردت بيلوسي على هذه الانتقادات قائلة: “أحترم ساندرز لما يمثله، لكنني لا أتفق مع قوله إن الحزب الديمقراطي تخلى عن أسر الطبقة العاملة.
خلال حديثها مع صحيفة “نيويورك تايمز” على بودكاست “المقابلة”، أشارت بيلوسي إلى الضغوط التي تعرضت لها للإفصاح عن أسباب خسارة هاريس، لكنها نفت أن يكون الخطأ شخصيًا من جانبها ، وقالت بيلوسي: “كان من الممكن أن نرى مرشحين آخرين يدخلون السباق لو أن بايدن تنحى عن حملته الانتخابية مبكرًا”. وأضافت أن قرار بايدن بالبقاء في السباق لفترة طويلة قبل الانسحاب في يوليو أثر سلبًا على حظوظ هاريس، ووصفت خسارتها في الانتخابات بأنها “مفجعة”.
رغم انتقاداتها المتكررة لترامب، أعربت بيلوسي عن استعدادها للتعاون معه من أجل نجاح ولايته الثانية، وهو ما اعتبره البعض تلميحًا غير مباشر بدعمها للرئيس المنتخب ، وخلال حديثها، أشارت بيلوسي إلى أن ترامب، الذي تجاهلت اسمه أحيانًا، لم يحقق سوى تخفيض ضريبي للأثرياء أثناء رئاسته، وقالت: “ما الذي فعله ترامب عندما كان رئيسًا؟ مشروع قانون واحد منح الأثرياء تخفيضات ضريبية”.
وتطرقت بيلوسي إلى التحولات الثقافية في الحزب الديمقراطي، مثل قضايا السلاح وحقوق المثليين، مشيرة إلى أن مثل هذه القضايا قد ساهمت في انحياز الطبقات العاملة لترامب ، وأضافت أن الشعب الأمريكي يستحق الأفضل، ووصفت الانتخابات بأنها “مخيبة للآمال ومحزنة” بسبب عدم تحقيق الوعي الكامل بما كان على المحك.
ختامًا، أكدت بيلوسي على أهمية إعادة تقييم سياسات الحزب الديمقراطي وتوجهاته نحو الطبقات العاملة، معربة عن أسفها لخسارة هاريس وداعية لتعاون جاد مع ترامب من أجل ضمان نجاح حكومته المقبلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيسة مجلس النواب الأمريكية السيناتور بيرني ساندرز الحزب الديمقراطي الطبقة العاملة للرئيس الحالي جو بايدن السباق الرئاسي الرئيس المنتخب دونالد ترامب الحزب الدیمقراطی الطبقة العاملة
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: الطبقة الوسطى الأميركية تنهار
بعد ما يقرب من 5 أعوام من الارتفاعات المتلاحقة في الأسعار، تبدو الطبقة الوسطى في أميركا -وفق تقرير موسّع نشرته وول ستريت جورنال- وكأنها تعيش بين ضغطين متوازيين، تكاليف يومية تتصاعد بلا توقف، وشعور عام بأن الحياة باتت "أكثر صعوبة ممّا كانت عليه حتى قبل عام ونصف"، وفق ما قالت هوالي فرو، مديرة الاتصالات في إحدى الكليات في أتلانتا.
وتؤكد الصحيفة أنّ أسعار السلع والخدمات أصبحت أعلى بـ25% مقارنة بعام 2020، وأن مستويات العيش التي اعتادت عليها ملايين الأسر باتت مهددة.
وعلى الرغم من أنّ معدل التضخم تراجع عن ذروته في 2022، إلا أنّ أسعار القهوة ولحم البقر المفروم وإصلاح السيارات ارتفعت بشكل واضح هذا العام، وهذا عمّق الشعور بالإرهاق المالي، تقول الصحيفة.
معاناة الطبقة الوسطى في أميركاوتستند "وول ستريت جورنال" إلى تعريف مركز "بيو" للأبحاث، الذي يضع الطبقة الوسطى في نطاق دخل يتراوح بين 66 ألف دولار و200 ألف دولار سنويا، تبعا لمكان السكن.
وعلى الرغم من اتساع هذا النطاق، فإنّ جميع من تقع دخولهم داخله يشعرون بما تسميه الصحيفة "صدمة الأسعار المستمرة"، وهي صدمة دفعت الكثيرين إلى البحث الحثيث عن التخفيضات، وتقييد الإنفاق، وإعادة ترتيب الأولويات.
وتشير الصحيفة إلى نتائج مسح ثقة المستهلكين لدى جامعة ميشيغان، الذي أظهر أنّ 44% من المنتمين إلى الطبقة الوسطى قالوا إن وضعهم المالي اليوم أسوأ من العام الماضي، مقابل 23% فقط قالوا إنه أصبح أفضل، ويعزو معظم المتشائمين ذلك مباشرة إلى "الأسعار المرتفعة".
شركات التجزئة وقطاع المطاعم في أميركا يتأثروتنقل الصحيفة بيانات من تقارير الأرباح الأخيرة لشركات أميركية كبرى، وتكشف أن الطبقة الوسطى أصبحت عاملا ضاغطا على مبيعات التجزئة:
سلسلة المطاعم السريعة وينغ ستوب قالت إن المتعاملين من ذوي الدخل المتوسط بدؤوا الآن تقليص مشترياتهم، كما فعل أصحاب الدخل الأقل. متجر تارغِت أعلن عن تراجع ملحوظ في الإنفاق على السلع غير الأساسية مثل الملابس وديكور المنازل. وفي المقابل، سجلت والمارت مبيعات قوية بعد تدفق المستهلكين من مختلف مستويات الدخل بحثا عن الأسعار المناسبة. إعلانهذا التغير في السلوك الاستهلاكي -تؤكد وول ستريت جورنال- أصبح سمة واضحة في الاقتصاد الأميركي خلال العام الجاري.
قصص شخصية تعبّر عن حال الطبقة الوسطىوتستعرض الصحيفة سلسلة شهادات شخصية تعبّر عن عمق الأزمة، إذ تقول أم لطفلة تعمل بدوام كامل وتربّي طفلها وحدها: "أحتاج أن أعرف أين الضوء في نهاية النفق".
وتوضح الأم أنها اضطرت بعد شراء منزل إلى مواجهة ارتفاع في الرهن العقاري بسبب فائدة 6.5%، إضافة إلى زيادة في الضريبة العقارية بنحو ألف دولار وارتفاع قسط التأمين بمقدار 600 دولار. وللحد من النفقات، ألغت تأمين الأسنان، وخفّضت من تغطية التأمين على المنزل، واتجهت إلى عمل جانبي لإدارة عقار مؤجَّر.
واضطرت عائلات أخرى في ولاية كونيتيكت إلى إبقاء الأضواء مطفأة معظم الوقت لتوفير الكهرباء.
ارتفاع الأسعار في أميركا يمحو المدخراتوتشير الصحيفة إلى أنّ الطبقة الوسطى كانت في وضع قوي خلال سنوات الجائحة؛ فقد تدفقت شيكات الدعم الحكومية، وارتفعت المدخرات بما يزيد على 500 مليار دولار بين 2020 وبداية 2022.
لكن بحلول 2025، تؤكد الصحيفة نقلا عن "موديز أناليتكس"، أنّ معظم هذه المدخرات "تبدّد بالكامل"، إذ استخدمتها الأسر لمجاراة ارتفاع أسعار الغذاء والإيجارات والخدمات.
حتى زيادات الأجور لم تُجدِ نفعا لأنها "موجات التضخم المتلاحقة ابتلعتها".
ضغط سياسي يتجددوتقول الصحيفة إنّ أزمة تكلفة المعيشة دفعت الناخبين في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الأخيرة إلى اختيار المرشحين الذين وعدوا بمعالجة "أزمة القدرة على تحمل التكاليف"، في وقت أضرت فيه العوامل ذاتها بحملة جو بايدن في 2024، وتضغط اليوم على معدلات الرضا عن الرئيس ترامب.
وتنقل الصحيفة عن الأستاذة في جامعة هارفارد، ستيفاني ستانتشيفا: "الناس يشعرون أن مستوى معيشتهم يتراجع".
وتُظهر بيانات وتقارير "وول ستريت جورنال" أنّ المشكلة الأساسية ليست في ارتفاع الأسعار وحده، بل في طول مدة التضخم، الذي تراكم تأثيره حتى أرهق الأسر التي كانت ذات يوم من أكثر الفئات استقرارا في أميركا.
فالطبقة الوسطى اليوم -بحسب تحليل الصحيفة- تبحث عن "هواء اقتصادي نقي"، بينما تتوالى عليها الفواتير، وتتقلص قدرتها الشرائية، وتغيب مؤشرات واضحة على انفراج قريب.