بن شرادة: الحوار المهيكل مجرد تمطيط للأزمة ما لم يستند إلى جهود مجلسي النواب والدولة

ليبيا – رأى عضو مجلس الدولة سعد بن شرادة أن الحوار المهيكل الذي أعلنت عنه بعثة الأمم المتحدة سيكون مجرد تمطيط للأزمة، ما لم يُبنَ على ما أنجزه مجلسا النواب والدولة خلال الفترة الماضية.

تحذير من تجاهل المسار الذي مضى فيه المجلسان
وفي تصريحات خاصة لشبكة “الرائد” الإخبارية، المقربة من حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، شدد بن شرادة على ضرورة أن تكون الجهود الدولية رافدًا وداعمًا للخطوات التي اتخذها المجلسان، وليس بديلًا عنها أو مسارًا موازيًا يطيل عمر الأزمة.

الدعوة لتشكيل حكومة موحدة
وأكد بن شرادة أن المرحلة الحالية تتطلب تشكيل حكومة موحدة تتولى المهمة الأساسية المتمثلة في إجراء الانتخابات، معتبرًا أن أي مسار لا ينتهي إلى هذا الهدف سيُبقي البلاد في حالة الانسداد السياسي.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: بن شرادة

إقرأ أيضاً:

تحليل: "إسرائيل" تحاول خلق تشابك بين المخيمات والدولة اللبنانية ومجزرة "عين الحلوة" نموذج

بيروت - خاص صفا

لا ينفصل ما يجري من خروقات واغتيالات إسرائيلية في لبنان، عن المجزرة الاسرائيلية التي ترتكبها جيش الاحتلال في مخيم عين الحلوة الفلسطيني، والتي كانت كالشرارة في استمرار المجازر في لبنان، لمحاولة رفع "وتيرة القمع والعبث بالساحة اللبنانية".

وتريد "إسرائيل" من تنوع الاستهدافات وتحديدًا قصف المخيمات الفلسطينية في لبنان، "أن توقع بين اللاجئين والدولة اللبنانية، ومن جانب آخر تريد أن تغطي على فشلها في مسألة ردع العدو"، حسبما يؤكد مختصان بالشأن السياسي والأمني.

وارتكبت "إسرائيل" الخميس الماضي مجزرة في مخيم عين الحلوة في لبنان قرب صيدا، باستهداف ملعب الشهيد "حمد طه"، والتي ارتقى فيها 13 شهيدًا. 

ولاقت المجزرة تنديدًا لبنانيًا وفلسطينيًا دوليًا وعربيًا واسعًا، وشكلت أقوى الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي أبرم في سبتمبر عام 2024 المنصرم.

وعقب المجزرة توالت الاستهدافات الاسرائيليية في لبنان، وأصبحت يومية، يرتقي فيها ما لا يقل عن شهيدين، في محاولة لخلط الأوراق وفرض الردع، والبقاء على الجبهة مفتوحة الاستهدافات.

العبث وتشابك الدولة بالمخيمات

ويقول المختص بالشأن الاسرائيلي عماد عواد لوكالة "صفا"، إن فكرة الاستهدافات الإسرائيلية في المنطقة ككل هو فائضة  ذخيرة، وهو بدأ يقود بشكل أو بآخر إلى رغبة إسرائيلية لزيادة وتيرة القمع في المنطقة.

ويضيف "هذه الوتيرة تريدها إسرائيل على اعتبار مهم وهو أن الردع فشل، وهو مصطلح لا تستخدمه حالياً داخلياً،  لأنها تعتبر أن ردع الخصوم مسألة فشلت، جرّبتها من حماس وحزب الله وأطراف أخرى ولم تنجح".

"وبالتالي المشهد يجب أن يكون استمرار القمع من أجل تحقيق أهداف السياسية، في ظل تبرير إسرائيل لاستخدام كل ما لديها من قوة"، هكذا ترى "إسرائيل"وفق عواد.

ولذلك، يرى أن استهداف مخيم عين الحلوة بمجزرة قبل أيام، يأتي في عدة سياقات  عدة، الأول العبث في الساحة اللبنانية ومحاولة تحويل المخيمات الفلسطينية إلى عبء على الدولة اللبنانية، من أجل خلق مشهد تشابكي بين المخيمات وبين الدولة.

وتهدف "إسرائيل" لهذا التشابك، لأن قضية اللاجئين بالنسبة لها، قضية حساسة بل هي الأكثر حساسية لما لها من بعد رمزي تجاه تثبيت الحق الفلسطيني، والمخيمات علامة على رمزية قضية اللاجئين.

رفع مستوى القمع

الأمر الآخر من وجهة نظر عواد، هو أن الاحتلال يهدف من خلال مجزرة عين الحلوة وما يتبعها من استهدافات، إلى رفع مستوى القمع الإسرائيلي باتجاه تنسيق معادلة جديدة، وهي أن الساحات الفلسطينية التي كانت آمنة، حتى لو في الخارج، سيتم استهدافها.

وكما يقول "هي بذلك تريد التمهيد لما هو مستقبلي، وهو أن مساحة القمع ستزداد".

والسياق الثالث، هو أن "إسرائيل في الداخل معنية باستمرار هذه الحالة، لأن المجتمع الاسرائيلي مؤمن بأن الحكومة الإسرائيلية بغض النظر عن هويتها، يجب أن تستمر باستخدام فائض الذخيرة ‏في الإقليم سواء ضد الفلسطينيين أو غير الفلسطينيين".

ويعزي ذلك عواد، إلى أن "المجتمع الإسرائيلي ما بعد 7 أكتوبر لم يعد بثق بنفسه ولا بالمحيط، وبالتالي هو يتخبط باتجاه ضرورة استخدام العنف والقوه في كل الاتجاهات تحديداً هذه الحكومة التي تغطي على فشلها".

وبسبب ما سبق، فإننا-حسب عواد- أمام مشهدية سوف تتكرر، موضحًا أن "إسرائيل تريد من خلالها ترسيخ قاعدة أنه لا خطوط حمراء في المنطقة، وأن القمع والعدوان هو جزء من أي اتفاق سواء في لبنان أو غزة أو سيحدث مستقبلاً، تحت ذريعة أن إسرائيل تحديات أمنية".

حلقة في سلسلة أوسع

من جانبه، يؤكد المختص بالشأن الإسرائيلي والأمني ياسر مناع، أنه يمكن مقاربة استهداف مخيم عين الحلوة، بوصفه حلقةً في سلسلة أوسع من السياسات الإسرائيلية، لا كحادثة معزولة عن سياقاتها. 

ويقول "من جهة أولى، ينسجم هذا الاستهداف مع العقيدة العملياتية التي تتبنّاها إسرائيل، والقائمة على مبدأ المبادرة والضربات الاستباقية؛ أي السعي الدائم إلى توجيه ضربات وقائية لكل ما تُصنِّفه تهديدًا محتملًا قبل تبلوره وتحوّله إلى قوة منظَّمة أو معادلة ميدانية جديدة".

ومن جهة ثانية، يتصل الحدث -حسب مناع- بخطٍّ استراتيجي ثابت يقوم على ملاحقة الفاعلين في الفصائل الفلسطينية واستهدافهم أينما وجدوا، بعيدًا عن أي قيد جغرافي.

ويشدد على أن هذا الاستهداف يعكس سياسة منظّمة تهدف إلى إنهاك البنية القيادية والتنظيمية للفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج على حدّ سواء.

فتح ملف المخيمات

أمّا في السياق اللبناني الداخلي، فيأتي هذا الاستهداف على وقع نقاش حسّاس ومفتوح حول سلاح المخيمات الفلسطينية وسلاح حزب الله، يقول مناع.

ويضيف "هذا يجعل الضربة في عين الحلوة عامل توتير إضافي يُستثمر لدفع هذا النقاش باتجاه مزيد من الاستقطاب، وإعادة إنتاج الانقسامات حول ملف السلاح، وربما توظيفها سياسيًا في لحظة لبنانية شديدة الهشاشة".

كما يجزم مناع بأن استهداف "عين الحلوة، يندرج في إطار مسار أوسع من استهداف المخيمات الفلسطينية في غزة والضفة الغربية وساحات اللجوء في الخارج، في محاولة متكرّرة لتدمير هذه المخيمات.

ويتابع "كما يهدف لتفريغ المخيمات من مضمونها الديمغرافي والسياسي والرمزي، بما يمسّ جوهر البنية الاجتماعية للمخيم الفلسطيني ودوره في حفظ هوية اللاجئين وحقهم في العودة".

يُذكر أن "إسرائيل" ارتكبت أكثر من ألف خرق لاتفاق وقف إطلاق النار بلبنان، وراح ضحيته عدد من الشهداء والمصابين، حسب تقارير رسمية لبنانية.

مقالات مشابهة

  • مجزرة "عين الحلوة" نموذجًا.. محللون: "إسرائيل" تحاول خلق فتنة بين المخيمات والدولة اللبنانية
  • تحليل: "إسرائيل" تحاول خلق تشابك بين المخيمات والدولة اللبنانية ومجزرة "عين الحلوة" نموذج
  • التويجر: تفاهمات بين النواب والدولة تمهّد لتوحيد ميزانية 2026
  • العسل… الذهب الطبيعي الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه أكثر من مجرد غذاء
  • أديب يحث على المشاركة في الانتخابات: صوتك له معنى والدولة تضمن نزاهة العملية
  • "المتابعة الدولية" تحث مجلسي النواب والدولة في ليبيا على استكمال خريطة الطريق السياسية
  • البعثة الأممية تعلن إطلاق الحوار المهيكل خلال الأسابيع القادمة
  • أبو الغيط يرحب باتفاق مجلسي النواب والدولة الليبيين على البرنامج التنموي الموحد
  • أبو الغيط يرحب باتفاق مجلسي النواب والدولة الليبييّن على البرنامج التنموي الموحد