لدغة «قرادة» غيّرت حياتها.. قصة فتاة فقدت شعرها بالكامل بسبب حشرة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
لم تتخيل يومًا أن حشرة صغيرة قد تُغير حياتها هكذا، فبعدما كانت تمشط شعرها الطويل الكثيف بفرح كل صباح، استيقظت فجأة لتجد شعرها يتساقط خصلة بعد أخرى، حتى كاد يختفي، وذلك بسبب لدغة حشرة قلبت حياتها رأسًا على عقب، لتبدأ رحلتها المؤلمة بحثًا عن هوية في مرآة لم تعد تعكس سوى وجه غريب.
حشرة تسببت في تساقط الشعر بكثافةالفتاة التي تبلغ من العمر 28 عامًا وفضّلت عدم ذكر اسمها من بوسطن في ولاية ماساتشوستس بالولايات المتحدة، فقدت أجزاء كبيرة من شعرها بعد أن لدغتها حشرة القرادة، ففي البداية تساقطت خيوط من الشعر حول موقع العضة في الجزء العلوي من رأسها، ولكن بعد مرور شهر واحد، بدأ شعرها يتساقط بسرعة في جميع أنحاء فروة رأسها، فأصبحت تعاني من تساقط الشعر، وبقع صلعاء، ونقاط صفراء وسوداء في جميع أنحاء رأسها، بحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية.
حاولت الفتاة العشرينية تناول حقن الستيرويد والفيتامينات المتاحة دون وصفة طبية، ولكن دون جدوى، فلم تفلح أي من محاولاتها على نمو شعرها من أخرى، وفي نهاية المطاف، زارت المركز الطبي لجامعة بوسطن، حيث حصلت على درجة 52 على مقياس أداة شدة الثعلبة (SALT)، وهو ما وضعها في فئة الحالات الشديدة.
بدأت المرأة، التي كانت تعاني أيضًا من متلازمة تكيس المبايض، في تناول الستيرويد بريدنيزون قبل الانتقال إلى الباريسيتينيب، والذي يستخدم عادة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي والثعلبة والأكزيما، وبعد أربعة أشهر من تناول الدواء، لاحظت نموًا كبيرًا في جميع مواقع الثعلبة السابقة باستثناء موقع ارتباط القراد والمنطقة المحيطة به مباشرة.
ورغم أن تساقط الشعر يعد من المضاعفات النادرة للدغات القراد، فقد تم تسجيل حالات مشابهة. وكتب الأطباء في تقارير JAAD للحالات: «رغم ندرتها، إلا أن ثعلبة لدغة القراد تتبع مسارًا سريريًا متوقعًا نسبيًا، إذ يؤدي التصاق القراد الصلب بفروة الرأس إلى نخر الأنسجة وظهور ندبة تتطور إلى رقعة من الثعلبة الندبية التي تبدو وكأنها أكلتها العثة، ويمكن أن يختفي تساقط الشعر خلال ثلاثة أشهر، لكن عودته قد تستغرق أكثر من خمس سنوات».
وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، فإن لدغات القراد ليست مؤلمة في العادة، لكنها قد تسبب كتلة حمراء، ما يؤدي إلى التورم والحكة وظهور بثور وكدمات، كما يمكن أن تنقل الأمراض مثل مرض لايم، والتهاب الدماغ، وحمى القرم الكونغو النزفية، والتي تكون قاتلة، كما أظهرت هذه الحالة، أن للدغة القراد آثارًا جانبية غير شائعة، منها تساقط الشعر.
ويحذر الخبراء من أنه في حالة تعرض شخص للدغة قرادة والتصقت بالجلد، فيجب محاولة إزالتها في أسرع وقت ممكن لتجنب المضاعفات التي تهدد الحياة، وتتمثل أعراض اللدغة في طفح جلدي وردي أو أحمر، ودرجة حرارة 38 درجة مئوية أو أكثر، وأعراض أخرى تشبه أعراض الإنفلونزا مثل الصداع أو آلام المفاصل، وتضخم الغدد اللمفاوية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القراد حشرة القراد تساقط الشعر الشعر أعراض لدغة القراد تساقط الشعر
إقرأ أيضاً:
صباح غالب فقدت ولديها على جبهتي الحرب في اليمن
تركت العشرية السوداء للحرب الطاحنة التي اندلعت في اليمن في مارس/ آذار 2015 قصصاً وندوباً داخل كل بيت، بعدما طاولت نارها كل تفاصيل الحياة. وتكاد تكون قصة الستينية صباح غالب خلاصة الجرح، إذ فقدت ولديها على جبهتين مختلفتين من الحرب، علماً أن الفقد هو عنوان هذه القصة التي تتلخص بكون صباح من بين أكبر الخاسرين في حرب لا تعرف سببها، ولا أطرافها.
تعيش غالب في قرية ذي عنقب، بجبل صبر، التابع لمحافظة تعز، جنوب غربي اليمن، وعملت في الفلاحة بمساعدة زوجها الذي كان بائعاً للقات، إلى جانب كونه مزارعاً. وعاشا حياتهما في كفاح دائم من أجل توفير لقمة عيش كريمة.
عام 2012 فُجعت صباح وزوجها بوفاة ابنهما الشاب ماهر الذي كان يوشك أن يحتفل بزواجه، ما خلق جرحاً كبيراً في حياتهما.
في مارس 2015 اندلعت الحرب في اليمن، وتضررت أسرة صباح مثل بقية الأسر اليمنية، خاصة أن الاشتباكات المسلحة وصلت إلى مدينة تعز التي تبعد أقل من 10 كيلومترات فقط عن القرية التي تقيم فيها مع زوجها وأبنائها. تقول لـ"العربي الجديد": "نحن فلاحون لم نقرأ ولم نتعلم، ولا نجيد سوى عمل الزراعة في حقول القات وبيعه. عشنا من هذه المهنة، ولا علاقة لنا بأحزاب سياسية ولا بصراعات حول الحكم والسلطة".
ورغم أن عائلة غالب لا علاقة لها بالشأن السياسي، فقد استقطب قياديون من جماعة أنصار الله (الحوثيين) أحد أبنائها، ويدعى طلال الذي قاتل في صفوفها. وحصل ذلك عبر أشخاص من قرية مجاورة انتموا إلى الجماعة، وعُرفوا باسم "متحوثين". وأغرى هؤلاء طلال بضمه جندياً في صفوف الجيش الموالي للحوثيين، ومنحه راتباً شهرياً في وقت كان فيه وضعه المالي متردياً كونه بلا وظيفة.
قاتل طلال، من دون أن يعرف كثيرون من أقاربه ورفاقه، في صفوف الحوثيين ضد أبناء مدينته الذين قاوموا زحف الحوثيين، مع عناصر من الجيش الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح، ضمن تحالف تشكّل بين الطرفين، قبل أن ينفض في ديسمبر/ كانون الأول 2017.
وفي 27 مايو/ أيار 2015 اندلعت اشتباكات عنيفة شارك فيها طلال مع مجموعة تابعة للمقاومة الشعبية بتعز، وقتِل مع عدد من الحوثيين. تقول غالب: "لم أعرف أن طلال كان يقاتل في صفوف الحوثيين. اعتقدت بأنه يعمل سائق دراجة نارية في المدينة، وهي المهنة التي مارسها قبل الحرب. كنا نسمع عن اندلاع اشتباكات مسلحة داخل المدينة بين الحوثيين والمقاومة، ووصلني فجأة خبر مقتل طلال خلال قتاله مع الحوثيين". تضيف: "شعرت بصدمة كبيرة حين سمعت الخبر. كنت أتمنى أن يكون الأمر مجرد حلم، لكن الخبر تأكد، وشعرت بأن قطعة من قلبي قد انتُزعت".
وباعتبار أن جميع أبناء قرية غالب وقفوا في صف المقاومة الشعبية ضد مليشيا الحوثي وقوات صالح، أحست الأم بحمل مضاعف نتيجة قتال ابنها في صفوف الحوثيين.
وفي 15 يوليو/ تموز من العام نفسه وصلت الحرب إلى القرية، وشارك كل أبناء القرية في مواجهة الزحف الحوثي، وانضم كل من يقدر على حمل السلاح إلى صفوف المقاومة الشعبية التي خاضت الحرب بإمكانيات بسيطة، وكان بكر، الابن الأصغر لصباح ضمن صفوف الشباب الذين انضموا إلى المقاومة.
تقول غالب: "كرهت الحرب لأنها أخذت مني ابني، وكرهت كل دعاتها. أملت أن تنتهي الحرب ويعود الأمن والأمان إلى البلاد، لكن الأوضاع زادت سوءاً، ووصلت الحرب إلى القرية، وخرج الناس للمقاومة، ومن بينهم ابني بكر الذي أردت أن أمنعه لأنني خفت أن أخسره بعد أخيه".
استمرت الحرب في المنطقة شهراً كاملاً، وحسمتها المقاومة الشعبية لصالحها. وعام 2016 صدر قرار جمهوري بدمج أفراد المقاومة الشعبية في صفوف الجيش الوطني، وكان أحدهم بكر الذي مُنح رقماً عسكرياً.
وبعدما كانت سنوات الحرب صعبة على صباح غالب وزوجها، فقدت عام 2020 شريك حياتها الذي لم تفارقه يوماً، وفيما استمر بكر في التنقل بين جبهات مختلفة في مدينة تعز، قتِل داخل ثكنة عسكرية، في جبل هان، غرب تعز، في 5 مايو 2025، بعدما استهدفه مسلحو جماعة الحوثي.
تتحدث غالب عن تلقيها خبر مقتل بكر، ولدها الثاني: "قتلت الحرب ولديّ واحداً بعد الآخر. من جاء بهذه الحرب، ولماذا يتقاتل الناس؟ أولادنا ضحايا حرب لا نعرف سببها، يتقاتل الناس على الحكم وندفع نحن الضريبة. فقدت ولديّ وأصبحت وحيدة أنتظر الموت، أردت أن أفرح بزواجهما وألعب مع أحفادي".