المفوض الأممي لحقوق الإنسان: آثار الحرب كارثية في السودان ويجب محاسبة المسؤولين
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
بحسب المفوض الأممي لحقوق الإنسان تورط رجال يرتدون زي قوات الدعم السريع في إرتكاب ما لا يقل عن 19 حالة اغتصاب.
جنيف: التغيير: سارة تاج السر
قال المفوض السامي للامم المتحدة لحقوق الانسان، فولكر تورك اليوم الثلاثاء ” تلقى مكتبي تقارير موثقة عن 32 حالة عنف جنسي بحق 72 ضحية حتى تاريخ 2 أب (اغسطس)، من بينها 28 حالة إغتصاب.
ورجح تورك في بيان صحفي اطلعت عليه (التغيير) ان عدد الحالات أكبر بكثير من الرقم المذكور. وأضاف ” قمت بحثّ كبار المسؤولين في السودان – أثناء زيارتي هناك و كررت ذلك مرارا منذ ذلك الحين – على إصدار تعليمات واضحة لجميع من هم تحت إمرتهم بعدم التسامح مطلقا مع العنف الجنسي. يجب محاسبة الجناة و يجب إدانة هذا العنف بشكل واضح و قاطع”.
وذكر انه فى الوقت الذي يصعب فيه تحديد عدد القتلي بدقة نتيجة شدة الصراع الدائر، وصعوبة جمع رفات العديد من القتلى وتحديد هوياتهم ودفنهم، تشير الأرقام المبدئية إلى مقتل ما يزيد عن 4000 شخصاً حتى الأن، بينهم المئات من المدنيين، بما في ذلك 28 من العاملين في المجال الإنساني والصحي و 435 طفلا. ويٌعتقد أن عدد القتلي اكبر من ذلك بكثير. وفقا للمسئول الاممي.
الأمن الغذائيوبحسب تورك فإنه منذ شهر مايو، تضاعفت حالة إنعدام الأمن الغدائي تقريباً، مما أثر على أكثر من 20.3 مليون شخص، بما في 700,000 طفلاً اصبحوا معرضين لخطر سوء التغذية الحاد والموت.
كما أن الإقتصاد في حالة من الإنهيار التام و النظام الصحي في أزمة. حيث صرحت وزارة الصحة السودانية في مطلع أغسطس أن 100 مستشفي من أصل 130 مستشفي في الخرطوم قد اصبحت خارج الخدمة.
كذلك تعرض المئات من الاشخاص، بما في ذلك نشطاء سياسيين، ومدافعين عن حقوق الانسان، للإعتقال التعسفي والحجز بمعزل عن العالم الخارجي من قبل طرفي الصراع.
وفي الخرطوم لوحدها، تم تسجيل إختفاء ما يزيد عن 500 شخصاً، بما في ذلك 24 إمراةً حتى نهاية شهر يوليو. حيث تعرض العديد من المعتقلين لسوء المعاملة و في بعض الحالات للتعذيب.
وإعتبارا من تاريخ 8 اغسطس الجاري، نزح أكثر من 4 ملايين شخص، وتشير التقارير إلى أن غالبيتهم يعيشون في ظروف انسانية مزرية، مما يجعل النساء والفتيات في معسكرات اللجوء ومواقع النزوح اكثر عرضة للإستغلال الجنسي.
واكد المسئول الاممي إن الحرب الكارثية الغير مبررة التي يشهدها السودان، والناجمة عن صراع وحشي على السلطة، قد نتج عنها آلاف القتلى، والتدمير لآلاف المنازل، والمدارس، والمستشفيات، وغيرها من الخدمات الأساسية، و النزوح الجماعي و كذلك العنف الجنسي، و التي تعد أعمالا قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.
انتهاكات جسيمةوأضاف تورك ، لدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أسبابا معقولة للإعتقاد بأن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد إقترفتا إنتهاكات جسيمة للقانون الدولي خلال النزاع الجاري الذي يدخل شهره الخامس، بما في ذلك إنتهاكات للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الانسان، ويجب ان يخضع الجناة للمحاسبة.
كما أعرب تورك عن قلقه البالغ من أن حالة الفوضي العارمة المقترنة بالإفلات من العقاب ، يسهل أستغلالها من قبل مليشيات و جهات مسلحة إنتهازية أخرى، الأمر الذي قد يفاقم الوضع.
و تشمل المناطق الأكثر تضرراً من الصراع الجاري الخرطوم والمناطق المجاورة، ومدينة الأبيض في شمال كردوفان، ومناطق في إقليم دارفور، و لا سيما غرب دارفور، حيث تحمل الإعتداءات على المدنيين طابعا عرقيا.
نهب المنازل والاغتصابوقال تورك ” ورد مقتل العديد من المدنيين اثناء مقاومتهم لمحاولات نهب منازلهم، او إغتصاب نسائهم وبناتهم، من قبل قوات الدعم السريع”.
مضيفا أن العديد من المدنيين قتلوا أثناء تبادل لإطلاق النار بين طرفي الصراع، أو نتيجة سقوط قذائف على منازلهم. “وفي غرب دارفور، تعرض أناس للقتل في منازلهم أو أثناء محاولتهم الوصول لمناطق آمنه سواء في مدينة الجنينة أو على الطريق لتشاد”.
وقد أتهم الشهود الذي أجريت معهم مقابلات من قبل مكتب المفوض السامي لحقوق الانسان طرفي الصراع بحرمان المدنيين من الممرات الآمنة للهروب من القتال، أو اجلاء الجرحى، خاصة في جنوب الخرطوم، وشرق النيل، وأم درمان. وفي مدينة الجنينة ، منعت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها إجلاء الجرحي إلى المرافق الصحية.
قتل غير مشروع واحتجازكما تلقى مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان شهادات تتعلق بالقتل غير المشروع، والاحتجاز التعسفي، والإختقاء القسري، من بين انتهاكات اخرى.
وقال تورك : “يتوجب على طرفي الصراع وقف القتال فوراً، وإستئناف المحادثات السياسية، والإمتثال لإلتزاماتهم القانونية بموجب القانون الدولي الانساني، و لا سيما مبادئ التمييز و التناسب و الحيطة اثناء العمليات العسكرية، والسماح بوصول المساعدات الانسانية”.
الى جانب التحقيق في كافة الإنتهاكات للقانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان التي وقعت خلال الصراع الجاري، وفقا للمعايير الدولية ذات العلاقة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الإنتهاكات”.
و حث المجتمع الدولي على زيادة الضغوط السياسية والإقتصادية على طرفي الصراع لوقف القتال فوراً، وزيادة الدعم المالي للوكالات الإنسانية التي تعمل على معالجة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع، بما في ذلك أزمة اللجوء والنزوح”.
الوسومآثار الحرب في السودان المفوض السامي لحقوق الإنسان انتهاكات حقوق الإنسان حرب الجيش والدعم السريع فولكر توركالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: المفوض السامي لحقوق الإنسان انتهاكات حقوق الإنسان حرب الجيش والدعم السريع قوات الدعم السریع المفوض السامی لحقوق الانسان لحقوق الإنسان طرفی الصراع بما فی ذلک العدید من من قبل
إقرأ أيضاً:
تصاعد المعارك بين الجيش و الدعم السريع في دارفور وكردفان
تشهد محاور القتال في إقليمي دارفور وكردفان تصعيداً حاداً في المعارك بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، و”قوات الدعم السريع” من جهة أخرى. وتتزامن هذه التطورات مع عودة القتال في مناطق كانت قد شهدت هدوءاً نسبياً.
الخرطوم ــ التغيير
أعلنت “قوات الدعم السريع”، بالتعاون مع “الحركة الشعبية لتحرير السودان” بقيادة عبد العزيز الحلو، سيطرتها على منطقة “أم دحاليب” الاستراتيجية بولاية جنوب كردفان. وتعد أم دحاليب، وهي رئاسة محلية “قدير”، نقطة وصل حيوية بين جنوب كردفان وحقول النفط في منطقة هجليج، كما تُعد مدخلاً لمدينة كادوقلي عاصمة الولاية، وتبعد نحو 70 كيلومتراً عن منطقة كاودا التي تسيطر عليها “الحركة الشعبية” منذ عام 2011.
وفي المقابل، لم يصدر تعليق رسمي من الجيش السوداني حول هذه التطورات. إلا أن تقارير متداولة عبر وسائط التواصل الاجتماعي الموالية للجيش أفادت بأن الجيش السوداني استرد بلدة أم دحاليب خلال ساعات، وألحق بـ”قوات الدعم السريع” و”الحركة الشعبية” خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وهو ما تنفيه “الدعم السريع” التي تؤكد استمرار سيطرتها على البلدة.
عودة القتال في غرب كردفان واستهداف الرهدعاد الاقتتال إلى مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان بعد هدوء دام لأكثر من عام. وذكرت تقارير صحفية أن “قوات الدعم السريع” شنت هجمات على المدينة مستهدفة “الفرقة 22” التابعة للجيش، الذي أعلن بدوره عن صد الهجوم. وأشار أنصار الجيش إلى مقتل العشرات من عناصر “الدعم السريع” خلال الهجوم على الفرقة في اليومين الأولين من عيد الأضحى.
وتوقفت المعارك سابقاً حول بابنوسة بموجب اتفاق أهلي، وبقيت المدينة تحت سيطرة الجيش. لكن “قوات الدعم السريع” اعتبرت تحركات الجيش باتجاه مدينة المجلد أواخر الشهر الماضي بمثابة خرق للاتفاق، حتى وإن تراجع الجيش إلى قواعده لاحقاً.
وفي ولاية شمال كردفان، استهدفت مسيرات تابعة لـ”الدعم السريع” مدينة الرهد صباح الأحد، في ثالث أيام عيد الأضحى.
غارات جوية في دارفورو في إقليم دارفور، أفادت مصادر بأن الجيش شن هجمات جوية عنيفة على مراكز تجمع “قوات الدعم السريع” حول مدن الفاشر ومليط بولاية شمال دارفور، مما أسفر عن خسائر كبيرة في العتاد والرجال. وسمع شهود عيان أصوات انفجارات قوية شمال غربي الفاشر.
وقد أفادت “لجان المقاومة” في الفاشر بأن المدينة “أضاءت بصورة غريبة” صباح الأحد، مع سماع انفجارات قوية، لكنها لم تحدد طبيعة الانفجارات أو حجم الأضرار. وتثير هذه الغارات تساؤلات حول ما إذا كان الطيران الحربي التابع للجيش قد استعاد قدراته القتالية بشكل كامل، بعد الخسائر التي ألحقتها به مسيرات “قوات الدعم السريع” في هجماتها على مطار “وادي سيدنا” العسكري وقاعدة “عثمان دقنة” الجوية.
حرب المسيّرات واستراتيجيات الحصار
تستخدم “قوات الدعم السريع” في عملياتها ضد المناطق العسكرية ومحطات الوقود والكهرباء مسيّرات صينية حديثة من طراز “CH-95″، بينما بدأ الجيش مؤخراً في استخدام المسيرات التركية من طراز “بيرقدار – TB2” في هجماته.
وتحاصر “قوات الدعم السريع” مدينة الأبيض من الاتجاهات الغربية والشمالية والشرقية، ولم يعد يربطها بباقي أنحاء البلاد سوى الطريق البري الرابط بينها وبين ولاية النيل الأبيض. وتفيد تحليلات صحفية بأن تهديدات “الدعم السريع” باجتياح الأبيض قد تكون تمويهاً للهدف الفعلي، وهو فرض حصار كلي على المدينة وقطع خط الإمداد المتبقي عنها، من خلال الاستيلاء على مدينتي الرهد وأم روابة، اللتين استردهما الجيش في فبراير الماضي. وقد هاجمت “قوات الدعم السريع” الأسبوع الماضي منطقة “الحقينة الجلابة” غرب الرهد، وشنت هجمات بمسيرات على مواقع للجيش وحلفائه في مدينة الرهد.
الوسومأم دحليب الجيش الحركة الشعبية الدعم السريع بابنوسة تجدد المعارك دارفور غرب كردفان