كيف نعرف الصحفي ودوره بالمجتمع؟
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
آخر تحديث: 12 نونبر 2024 - 10:46 صبقلم: أحمد صبري وصفُ الصحفي في بُلدان عدَّة بأنَّه شريكٌ وقائد بالمُجتمع، وهذه المقولة عبَّرت عن الدَّوْر الَّذي يضطلع به الصحفي من حيث المهام والتَّأثير والرِّسالة الموَجَّهة للجمهور، بمقابل هذا التَّوصيف نجد الكثير من وسائل الإعلام تخلَّت عن دَوْرها ومهامِّها. فبدلًا من أن تكُونَ عونًا للجمهور في مواجهةِ التَّحدِّيات تحوَّلتْ إلى عبءٍ، ما وضعَ الجمهور والصحفي في خانق باتَ من الصَّعب التَّفكير بكيفيَّة الخروج مِنْه، فخسر الطَّرفان.
وباتَتْ مصداقيَّة الإعلام على المحكِّ والَّتي أثَّرتْ كثيرًا على المعايير الصحفيَّة، وجعلتْها تبتعد عن المصداقيَّة؛ لأنَّنا في سُوق يعجُّ بالبضائع المتنوِّعة والمشاهد، والقارئ هو الهدف. وكُلَّما كنتَ صادقًا وقريبًا من نبضِ الشَّارع اتَّسعَتْ شهرتُكَ وتأثيرك. وأعزو غياب المعايير الصحفيَّة إلى الدّخلاء وأنصاف الصحفيِّين وشراء الذِّمم والمال السِّياسي الَّتي تُسقط الصحفي في المحظور، وتحوَّلتْ إلى فَوضى إعلاميَّة ما زلنا نُعاني مِنْها؛ لأنَّها خارج سياقات المعايير الوطنيَّة الَّتي ينبغي أن تضطلعَ بها وسائل الإعلام. فبدلًا من أن تكُونَ صَوتًا للشَّعب وتطلُّعاته تحوَّلتْ إلى بُوق يُروِّج لهذا الحزب أو ذلك، ويُلمِّع صورة رموزه، ويُبرز أهدافه السياسيَّة. والسُّؤال: هل التَّطوُّر التكنولوجي السَّريع في نقلِ المعلومات والأخبار ومواكَبَتِها أثَّر على الصّحافة الورقيَّة؟ والجواب: رغم ما أصابَ الصّحافة الورقيَّة من تغوُّل التكنولوجيا على مستقبلِها إلَّا أنَّها تُقاوم هذا التَّحدِّي بالانتقال من الأساليب القديمة إلى أساليب مبتكرة وحديثة؛ لمواجهةِ سُرعةِ انتقالِ الخبر والحدَث لحظةَ وقوعِه عَبْرَ استقصاء الخبر والحدَث وتحليلِه، والانتقال بالصّحافة الورقيَّة إلى مرحلةٍ جديدة في عَرض بضاعتها للقارئ وتجربة المذياع (الراديو) أمامَنا صمدتْ عِندما ظهرَ التلفزيون ولم تندثرْ. وفي العراق رغم مرور (21) عامًا على غزوِه واحتلالِه ما زالتِ التَّجربة الصحفيَّة تُعاني من أمراض الاحتلال ومشروعِه، ما أضاع دورَها الرَّقابي في مواجهةِ الفساد، والحفاظ على المال العامِّ، وتعبئة الجمهور والتَّحدِّيات الَّتي تواجِه المُجتمع لا سِيَّما البطالة والفساد والمخدِّرات والعُنف الطَّائفي ما انعكسَ سلبًا على مزاج الجمهور واهتماماته. وهُنَا نتساءل: كيف يُمكِن للصحفي أن ينهضَ بِدَوْره ويجسِّدَه على أرض الواقع؟ نقول: المدخل هي الفكرة وبلْوَرتِها وتجسيدها على الواقعِ المعاش هي من اشتراطات المدخل للكِتابة، فمن دُونِ تحديد بوصلتِها لا يُمكِن للصحفي أن يُظهرَ مهارتَه، ويبسطَ الفكرة والضَّوء عَلَيْها ويعرضها للجمهور. رغم مَن يقول إنَّ الموهبةَ والذَّكاء من أهمِّ صِفات الصحفي النَّاجح.. نَعم هذا صحيح، ولكن يُضاف إِلَيْها الخبرة والمعرفة وعلاقاته واندماجه بالمُجتمع ومصادره وتنوُّعها لِتكُونَ معينًا له في مَسيرته الصحفيَّة. لقد واكبتِ الصّحافةُ العراقيَّة قَبل الاحتلال وبعدَه كيف يُمكِن أن نقارنَ بَيْنَ الحقبتَيْنِ من حيث الحُريَّة والانفتاح والدَّوْر؟ – حقبتانِ مختلفتانِ من حيثُ المهامُّ والدَّوْر والوسائل. فالحقبة الَّتي سبقَتِ الاحتلال كانتْ وسائل الإعلام فيها مركزيَّة ولهَا مهام التَّعبئة لمواجهةِ الأخطار الَّتي كانتْ تحيقُ بالعراق، لا سِيَّما مخاطر استمرار الحصار، وإبراز مخاطر التَّهديدات الَّتي كانتْ تواجِه العراق ومستقبله. وصحيح أنَّ سقفَ الحُريَّات في الحقبة الأولى كان محدودًا، والسَّبب يَعُودُ إلى أنَّ الصّحافة كانتْ حكوميَّة ومموَّلة من الدَّولة، إلَّا أنَّها اضطلعتْ بِدَوْرٍ وطني دفاعًا عن العراق ومستقبله. أمَّا حقبة ما بعدَ الاحتلال فإنَّها تختلف رغم تمتُّعِها بسقفِ الحُريَّات والانفتاح، فتحوَّلتْ هذه الحقبة إلى سُوق لعَرضِ البضاعة من أيِّ مكانٍ ويشتريها أيُّ إنسانٍ، فحوَّلَها المال السِّياسي إلى صحافة استرزاق غابتْ عَنْها المعايير المهنيَّة واستدارتْ عن الفاسدين ومُبدِّدي المال العامِّ. ونخلص إلى القول: أي الحقبتين أفضل من حيث المهامُّ والأهداف والدَّوْر والمرتكزات؟
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
هدنة على حافة الانفجار.. أمريكا والصين توقفان حرب الرسوم الجمركية مؤقتًا
صورة تعبيرية (وكالات)
في خطوة مفاجئة حظيت بترحيب واسع من الأوساط الاقتصادية، أعلنت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية عن التوصل إلى اتفاق تاريخي يقضي بتعليق جزء كبير من الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، في محاولة جدية لوضع حد لما بات يُعرف بـ"حرب الرسوم" التي هزّت أسس التجارة العالمية خلال السنوات الأخيرة.
الاتفاق، الذي أُعلن عنه عقب مفاوضات حساسة جرت في جنيف، يتضمن خفض الرسوم الأميركية على المنتجات الصينية من 30% إلى 10%، مقابل خفض بكين لتعريفاتها الجمركية من 125% إلى 10% على البضائع الأميركية، بحسب تصريحات وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت.
اقرأ أيضاً الريال اليمني يتهاوى إلى أدنى مستوى في تاريخه اليوم الاثنين.. السعر الآن 12 مايو، 2025 بعد الضربة الإسرائيلية للحديدة.. أول رد رسمي ناري من صنعاء 11 مايو، 2025ووصف بيسنت الاتفاق بأنه "تقدم ملموس نحو استقرار اقتصادي عالمي"، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الهدنة التجارية هو منح الطرفين الوقت الكافي لإعادة صياغة أسس العلاقة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
الأسواق المالية الدولية سارعت إلى التفاعل الإيجابي مع الإعلان، حيث شهدت مؤشرات الأسهم العالمية ارتفاعات فورية، كما ارتفعت أسعار العملات الآسيوية، في حين انخفضت معدلات القلق من حدوث ركود اقتصادي عالمي محتمل.
محللون وصفوا الاتفاق بأنه "فرصة ذهبية لاحتواء التصعيد"، مؤكدين أن استمرار التوترات التجارية كان يهدد سلاسل التوريد، ويدفع الشركات الكبرى إلى تعديل استراتيجياتها الاستثمارية وتحويل الإنتاج إلى دول بديلة.
بحسب البيان المشترك، سيدخل قرار تعليق الرسوم حيز التنفيذ في 14 مايو الجاري، ما يعني أن أمام الطرفين ثلاثة أشهر فقط للتوصل إلى اتفاق دائم يتناول القضايا الجوهرية، مثل حقوق الملكية الفكرية، الدعم الصناعي، والميزان التجاري.
وتم الاتفاق على إنشاء آلية تنسيقية لمواصلة الحوار التجاري خلال هذه الفترة، تشمل اجتماعات دورية بين المسؤولين من الجانبين لمراقبة التنفيذ والبحث عن حلول جذرية للنقاط الخلافية التي تسببت في إشعال الحرب الاقتصادية.
بدأت الحرب الجمركية بين واشنطن وبكين في 2018، عندما فرضت الإدارة الأميركية آنذاك رسومًا عقابية على واردات صينية بقيمة مليارات الدولارات، ردّت عليها بكين بإجراءات مماثلة، ما أدخل العالم في دوامة من التوترات الاقتصادية.
ومنذ ذلك الحين، تبادلت القوتان الاقتصاديتان فرض الرسوم على مئات المنتجات، الأمر الذي ألقى بظلاله على النمو الاقتصادي العالمي، ورفع أسعار عدد كبير من السلع للمستهلكين في كلا البلدين.