لغز الصوت الغامض في أعماق المحيط… العلماء يكشفون السر أخيرًا!
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
ساعدت تقنيات الذكاء الاصطناعي العلماء في عصرنا الحالي، بتحديد وفهم الظواهر الغربية التي كانت تشكل فيما سبق لغزا غامضا، حيث تمكن باحثون في علم المحيطات بتطوير أداة جديدة تساهم بفهم الكائنات البحرية، وكيف تتحرك وتسكن في بحار الأرض العميقة.
كشف فريق بقيادة عالمة المحيطات البيولوجية، آن ألين، من مركز علوم مصايد الأسماك في جزر المحيط الهادئ التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في هاواي، عن وجود حيتان “برايد” في جميع أنحاء العالم في المياه الاستوائية والمعتدلة الدافئة، لكن هيكل سكانها وحركاتها غير مفهومة جيدًا.
ورصد العلماء خلال فترة تواجدهم في المحيط أصواتا غريبة تصدر فوق تردد معين، حيث تم وضع مسجلات صوتية سلبية طويلة الأمد تعمل لأكثر من عقدين من الزمان على رصد الأصوات القادمة من أعماق المحيط، ومن أجل فحص كل ذلك والعثور على الإشارات التي كانوا يبحثون عنها، استعانت ألين وزملاؤها بمساعدة غوغل لتصميم خوارزمية يمكنها فحص البيانات واستخلاص الأصوات البيولوجية.
وقالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: “بفضل الذكاء الاصطناعي، تمكنا من القيام في غضون ساعات، بتحديد وجود موسمي ثابت للأصوات البيولوجية الرائعة في أرخبيل ماريانا وإلى الشرق في جزيرة ويك، ويشير هذا إلى أن الأصوات البيولوجية قد تكون نداءً خاصًا بحيتان برايد”.
“وتابعت الوكالة، “يتوافق حدوث الأصوات البيولوجية الموسمية مع هجرة حيتان برايد بين خطوط العرض المنخفضة والمتوسطة، هناك ذروة صغيرة بين شهري فبراير/شباط، وأبريل/ نيسان، وذروة أكبر بين شهر أغسطس/ آب، ونوفمبر/تشرين الثاني، حيث تمر الحيتان عبر مواقع التسجيل.
وبحسب الوكالة، أن تتبع الصوت إلى مصدره يمنح العلماء طريقة جديدة لاكتشاف وفهم أنماط هجرة حيتان برايد حول العالم بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعديل أداة الذكاء الاصطناعي لتحديد الأصوات الأخرى وأنماطها الزمنية، لمعرفة أين تذهب الثدييات البحرية الأخرى ومتى.
وبدورهم، يأمل العلماء أن تساعدهم هذه المعلومات، في اكتشاف طرق لحماية العمالقة المذهلين الذين يسكنون محيطات عالمنا، وفقا لبحث منشور على موقع” sciencealer”.
ويذكر أن حوت برايد يعتبر واحدًا من مجموعة الحيتان الكبيرة التي تضم أيضًا الحيتان الزرقاء والحيتان الحدباء؛ سميت حيتان برايد على اسم يوهان برايد، وهو نرويجي بنى أولى محطات صيد الحيتان في جنوب إفريقيا في أوائل القرن العشرين.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
أخطاء الذكاء الاصطناعي تربك ملخصات برايم فيديو
لم تبدأ تجربة أمازون مع تقديم ملخصات المسلسلات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بالطريقة التي كانت الشركة تأملها. فبدلًا من تسهيل مهمة المشاهدين وتقديم محتوى مختصر ودقيق، كشفت أولى التجارب عن مشكلات واضحة في الدقة والفهم، كان أبرزها ما حدث مع ملخص الموسم الأول من مسلسل Fallout على منصة برايم فيديو.
وبحسب ما أورده موقع GamesRadar+، فإن الملخص المُولّد بالذكاء الاصطناعي يحتوي على عدد من الأخطاء الجوهرية، من بينها معلومات غير صحيحة تتعلق بأحداث العمل وسياقه الزمني، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى جاهزية هذه الأدوات للاستخدام الواسع دون مراجعة بشرية.
يمكن للمشاهدين الاطلاع على هذا الملخص من خلال قسم “الإضافات” الموجود ضمن صفحة الموسم الثاني من مسلسل Fallout على برايم فيديو. وعلى الرغم من أن الفيديو يبدو من الناحية التقنية متماسكًا، حيث يجمع بين المقاطع المصورة والموسيقى والحوار في قالب واحد، إلا أن محتواه يعاني من سطحية واضحة وسوء فهم لتفاصيل أساسية في القصة.
أحد أبرز الأخطاء يتمثل في تحديد الفترة الزمنية لمشاهد الفلاش باك التي تدور في مدينة لوس أنجلوس. إذ يشير الملخص إلى أن هذه المشاهد تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، بينما الحقيقة أن أحداثها تقع في عام 2077، وهو العام المحوري في عالم Fallout. وتدور السلسلة في خط زمني بديل انفصل عن تاريخنا الحقيقي بعد عام 1945، وهي نقطة أساسية لفهم أجواء المسلسل ورسائله.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. فقد أشار موقع Gizmodo إلى أن الملخص يُسيء أيضًا فهم نهاية الموسم الأول، وهي نهاية تمهّد بوضوح لأحداث الموسم الثاني، وخاصة العلاقة التي تتشكل بين شخصية لوسي، ساكنة الملجأ، وشخصية “الغول”، أحد سكان الأراضي القاحلة المشعة. هذه العلاقة ليست مجرد تحالف عابر، بل ترتبط بشكل وثيق بالغموض الذي يدور حوله الموسم الأول بأكمله، وهو ما تجاهله الملخص أو عرضه بصورة مشوشة.
المفارقة أن الفيديو نفسه يعطي انطباعًا تقنيًا جيدًا، إذ يثبت أن نظام الذكاء الاصطناعي لدى أمازون قادر على تحرير المقاطع ودمج العناصر السمعية والبصرية بسلاسة. غير أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الفهم العميق للسرد الدرامي، وهو ما يجعل هذه الملخصات غير موثوقة كمصدر لتذكير المشاهد بالأحداث أو تمهيده لموسم جديد.
ورغم أن هذه الأخطاء قد لا تؤثر بشكل مباشر على استمتاع الجمهور بالموسم الثاني من Fallout، فإنها تطرح علامات استفهام كبيرة حول استراتيجية أمازون في الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي دون رقابة بشرية كافية. ويبدو أن حل هذه المشكلة لم يكن معقدًا، إذ كان من الممكن ببساطة عرض الفيديو على موظف شاهد المسلسل لمراجعته قبل نشره.
ولا تُعد هذه الواقعة الأولى التي تكشف عن ضعف مراقبة الجودة في محتوى الذكاء الاصطناعي لدى أمازون. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، اضطرت الشركة إلى سحب مقاطع دبلجة صوتية مُولّدة بالذكاء الاصطناعي لعدد من مسلسلات الأنمي، من بينها Banana Fish، بعد شكاوى واسعة من رداءة الصوت وعدم ملاءمته لطبيعة العمل.
هذا السياق يجعل من المرجح أن تقوم أمازون بسحب ملخص Fallout الحالي، وتصحيحه، ثم إعادة نشره لاحقًا. لكن المشكلة الأعمق تتعلق بالاتجاه العام للشركة نحو إدخال المزيد من المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي إلى منصتها، في وقت لم تصل فيه هذه التقنيات بعد إلى مستوى يضمن الدقة والموثوقية.
ومع قاعدة مستخدمين ضخمة مثل التي تمتلكها برايم فيديو، يصبح أي خطأ صغير مضخمًا، ويؤثر على ثقة الجمهور في المنصة. فالذكاء الاصطناعي قد يكون أداة فعالة لتسريع الإنتاج وخفض التكاليف، لكنه لا يزال، حتى الآن، بحاجة ماسة إلى إشراف بشري حقيقي، خاصة عندما يتعلق الأمر بأعمال درامية معقدة تعتمد على التفاصيل والسياق بقدر اعتمادها على الصورة والصوت.