صحيفة أمريكية تتحدث المهمة الأولى لترامب التي ستغضب الحوثيين
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
رجحت صحيفة أمريكية أن تكون إحدى المهام الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولته إنهاء الحروب في الشرق الأوسط وتخفيف الضغوط التضخمية في أميركا، هي إنهاء سيطرة الحوثيين على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، مشيرة إلى ما وصفته بـ"الانتكاسة الحاسمة" التي تلحق بوكيل إيران في اليمن قد ترسل رسالة مهمة في ردع أعداء أميركا.
وسارع المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، إلى نفي التقارير التي وردت الأسبوع الماضي والتي تفيد بأن "الجماعة الإرهابية" المتمركزة في اليمن تعتزم رفع الحصار الذي فرضته منذ عام على البحر الأحمر بسبب انتخاب ترامب. ولتأكيد هذا البيان المسلح، أطلق الحوثيون يوم الأحد صاروخًا باليستيًا على وسط إسرائيل، وأعلنوا عن إصابة هدف عسكري استراتيجي.
وبحسب صحيفة The New York sun، يزعم الحوثيون أنهم يقاتلون إسرائيل نيابة عن حماس، فقد عطلوا أيضًا 12٪ من التجارة العالمية بمهاجمة السفن في البحر الأحمر. حيث "لم يحدث مثل هذا النطاق من الهجمات، باستخدام أنظمة الأسلحة على السفن المدنية، منذ الحرب العالمية الثانية"، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن لجنة تابعة للأمم المتحدة، والذي سلط الضوء على تسليح إيران وتدريب الحوثيين.
ويقول بيل روجيو، رئيس تحرير مجلة "لونغ وور جورنال" التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، للصحيفة: "لا أستطيع أن أرى ترامب يقبل إغلاق البحر الأحمر وكل التكاليف المترتبة على ذلك. وإذا كان يريد خفض الأسعار، فيجب حل هذه المشكلة".
لقد نفذ الرئيس بايدن ضربات جوية ضد منشآت عسكرية حوثية في اليمن، بما في ذلك خلال مطلع الأسبوع الجاري في عملية مشتركة مع البريطانيين. كما قامت البحرية الأمريكية وقوات بحرية أخرى بمرافقة السفن في البحر الأحمر، كما ضربت إسرائيل مرتين ميناء الحديدة في اليمن، حيث يتلقى الحوثيون الكثير من شحنات الأسلحة.
وبرغم ذلك تشير الصحيفة إلى أن الحوثيين لا يتراجعون. فبدعم من الحرس الثوري الإسلامي، يبدو أنهم عازمون على تحديد أي السفن التجارية سوف يُسمح لها بالإبحار في البحر الأحمر. وتساءل التقرير بالقول "هل يمكن تجربة استراتيجيات جديدة؟
من ناحية أخرى، رفضت أميركا إغراق سفينة التجسس الإيرانية "إم في بهشاد" ، التي كانت تبحر منذ أشهر في منطقة البحر الأحمر، وتشرف على استهداف السفن الحوثية. ويشير السيد روجيو إلى أن هناك تكتيكًا آخر لم يتم تجربته بعد، وهو استهداف أفراد الحوثيين، بما في ذلك كبار القادة والمتعاونين معهم من الحرس الثوري الإيراني في اليمن.
ولكن من ناحية أخرى، تعترض المملكة العربية السعودية، التي سرعان ما أصبحت محورية في استراتيجية أميركا في الشرق الأوسط، على العمل العسكري عبر حدودها، كما تقول إنبال نيسيم لوفتون، وهي مراقب لليمن في منتدى القدس للتفكير الإقليمي، للصحيفة . وقالت الصحيفة بأن الرياض ،بعد فشلها في هزيمة الحوثيين في الحرب التي بدأت في عام 2015، أصبحت حذرة من هجمات الحوثيين على منشآتها للطاقة، وتخشى تجددها.
ومثله كمثل بايدن، يشير ترامب إلى حرصه على تهدئة الشرق الأوسط، ويعتبر الرياض لاعباً رئيسياً في تحقيق هذا الهدف. وفي الوقت نفسه، تعارض الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تتمتع بنفوذ حاسم على الحوثيين، التقارب الإقليمي الذي يركز على السعوديين.
ويقول السيد روجيو إنه إذا كان ترامب "يريد الانسحاب من بعض هذه الأمور، فسوف يتعين عليه الانخراط"، مضيفًا أن صد العدوان الحوثي سيكون بداية جيدة. ويضيف: "من الواضح أن الأمر ليس بهذه البساطة، لكنه أمر يمكن القيام به، ولا يتعين عليك حقًا إرسال قوات على الأرض لإصلاح هذه المشكلة".
وفي تقريرها المكون من 537 صفحة والمقدم إلى مجلس الأمن، كتبت لجنة الأمم المتحدة المكونة من مسؤولين عسكريين واستخباراتيين واقتصاديين وغيرهم من عدة بلدان الأسبوع الماضي: "إن مدى نقل المعدات العسكرية والتكنولوجيا المتنوعة المقدمة إلى الحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليها، غير مسبوق".
وبحسب الصحيفة فإنه وبمساعدة إيران وحزب الله، أصبحت الميليشيا السابقة التي كانت تقاتل منافسين محليين في واحدة من أفقر دول العالم جيشًا هائلاً. ويقدر عدد قوات الحوثيين، بما في ذلك الأطفال المجندين، بنحو 350 ألفًا الآن، ارتفاعًا من 220 ألفًا في عام 2022 و30 ألفًا في عام 2015، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة.
وأضاف تقرير اللجنة أن "حجم وطبيعة ومدى نقل المعدات العسكرية والتكنولوجيا المتنوعة المقدمة للحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليها، غير مسبوق".
وأشار التقرير إلى أنه مع تدهور حزب الله وحماس ، فإن الحوثيين ــ الذين تم تعيينهم في الأصل لمحاربة الرياض ــ أصبحوا على وشك أن يصبحوا الجيش بالوكالة الأول للملالي، الأمر الذي من شأنه أن يلحق الضرر بمصالح أميركا.
وشددت الصحيفة بأن ترامب يستطيع أن يمنع التعقيدات العسكرية المستقبلية من خلال التعامل مع الحوثيين الآن. وحذرت من أنه إذا سُمح للجماعة بالتمدد أكثر، فقد يؤدي ذلك إلى إنهاء أي أمل في السلام ــ ومعاقبة الاقتصاد الأميركي في الوقت نفسه.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
أسطول الصمود يوجه دعوة لربابنة السفن بالانضمام.. هدفنا كسر الحصار عن غزة
دعا أسطول الصمود المغاربي، القباطنة والربابنة وميكانيكيي السفن والبحّارة وطواقم السفن بكل من تونس والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وكل العالم العربي إلى الانضمام للمبادرة البحرية المقررة نهاية الشهر الحالي نحو غزة لأجل كسر الحصار عليها.
ومن المنتظر أن يكون الانطلاق الرسمي للأسطول من إسبانيا بتاريخ 31آب/أغسطس الجاري، فيما يكون من تونس في الرابع من أيلول القادم، بمشاركة الآلاف وبأكثر من 50سفينة عالمية وأكثر من 44 دولة حول العالم.
وقال الدكتور ورئيس اللجنة الطبية للأسطول العالمي عضو هيئة الإشراف والتسيير محمد أمين بالنور :"قمنا بتظاهرة عبر خيمة بالعاصمة تونس، للتعريف بالأسطول والتحضير له، وسيكون الانطلاق من عديد الموانئ البحرية من البحر الأبيض المتوسط".
وأوضح الدكتور بالنور في تصريح خاص لـ "عربي21": "الجهود كثيفة حاليا وأدعو كل ما يشاهدنا أن يتواصل معنا ويساعدنا، الحاجيات الملحة الآن هي ربّابنة السفن وطواقم السفن التي لدينا فيها نقص كبير في تونس والجزائر وليبيا وبقية البلدان المشاركة".
وشدد "شعار واحد لهدف واحد لنقطة وصول واحدة وهي قطاع غزة المجاهد الصابر الصامد، الهدف واحد وهو كسر الحصار، أما الهدف الثاني فهو ممر إنساني لإيصال المساعدات لغزة، ولكسر الحصار عنها أمام هذا الجرم وهذه العربدة الصهيونية الأمريكية الحاصلة لإخوتنا في فلسطين وبالتحديد في غزة".
وأكد أن "شرفاء العالم من العرب والأوروبيون والأمريكيون وغيرهم، وجنوب شرق آسيا ،سيأتون هذه المرة عبر عشرات السفن والبواخر كلها تحمل علم فلسطين وتحمل رسالة واحدة لكسر الحصار".
ودعا إلى تنظيم مبادرات على البر في جميع مدن البلدان المشاركة على غرار تونس، الجزائر، إسبانيا وإيطاليا وغيرهم من البلدان، وذلك بالتوازي مع خروج الأسطول إلى عمق البحر.
هذا وتوجه الأسطول عبر بيان له ،إلى الانضمام إلى المبادرة البحرية، التي تهدف إلى كسر الحصار المفروض على أهل غزّة، ودعم صمودهم في وجه سياسات التجويع والإبادة.
وتابع "نوجّه الدعوة إلى كل أبناء البحر، ممّن يؤمنون بحقّ الشعوب في الحياة الكريمة، للمشاركة في هذا العمل الإنساني، والتطوع بخبراتهم وجهودهم في سبيل هذه الرسالة النبيلة".
ويندرج هذا النشاط ضمن موجة متجددة من التضامن الدولي المتصاعد خلال عام 2025، بعد سلسلة محاولات علنية لكسر الحصار، منها قافلة الصمود البرية، اعتراض "مادلين"، وهجوم الطائرات على "Conscience"، واقتحام "حنظلة".
وبالتزامن مع ذلك تتواصل حرب الإبادة والتي خلفت 61 ألفا و369 قتيلا و152 ألفا و862 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.