قالت صحيفة واشنطن بوست الإمريكية، إنه مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، من المحتمل أن تشكل الحروب الإسرائيلية في الشرق الأوسط تحديًا مباشرًا للرئيس الذي روّج لنهج “أمريكا أولًا” في السياسة الخارجية، والذي عُرف أنه من الصعب التنبؤ بتصرفاته على الساحة الدولية.

وتابعت، في مقال للكاتبة فرانسيس فينيال، إنه وفي حين أعلن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن عن استمرار دعمه للاحتلال في حربه، إلا أن إدارته أصدرت أيضًا تحذيرات بشأن الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة والخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين.

وأشارت الكاتبة، إلى أنه وخلال حملته الانتخابية، دعا ترامب إلى إنهاء الحرب الدائرة حاليًا في قطاع غزة، ووعد بـ”إحلال السلام في الشرق الأوسط“، دون أن يفصح عن أي خطط محددة، بينما قال لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في أكتوبر/ تشرين الأول “افعل ما عليك فعله“.

وأضافت، وعلى الرغم من شعور الكثيرين في دولة الاحتلال بالارتياح عندما علموا بفوز ترامب، فإن الخبراء منقسمون حول ما إذا كانت ولايته الثانية قد تشجع الاحتلال، أو قد تؤدي إلى تقليص الدعم الأمريكي لها، نظرًا إلى أن ترامب كان هذه المرة أكثر انعزالية بشكل عام تجاه الحلفاء.

ماذا قال ترامب عن “إسرائيل وحماس” في حملته الانتخابية؟

تذكّر الصحيفة، أن ترامب دعا بشكل عام إلى إنهاء الحرب في غزة، لكنه لم يقدم خطة واضحة حول كيفية تحقيق ذلك. ففي خطاب فوزه الذي ألقاه هذا الأسبوع، زعم بشكل غير دقيق أنه “لم تكن هناك حروب” خلال إدارته، مضيفًا أنه على عكس ما يقوله منتقدوه “فأنا لن أبدأ حربًا، بل سأوقف الحروب”.

وحاول ترامب أيضًا جذب الناخبين اليهود والمسلمين على حد سواء، أحيانًا من خلال مواقف متناقضة بشأن النزاع في الشرق الأوسط. فعلى سبيل المثال، احتفى باستشهاد قائد حماس يحيى السنوار، وقال إن نتنياهو “يؤدي عملًا جيدًا”. ولكنه، وبعد ساعات، التقى مع زعيم أمريكي من أصول عربية في ميشيغان، كان قد وافق في وقت سابق على دعمه، ووعد بأنه سيحقق السلام في المنطقة، حسبما أفادت صحيفة “واشنطن بوست”.

وفي إحدى فعاليات المتبرعين في مايو/ أيار، قال إنه يدعم حق “إسرائيل” في مواصلة “حربها على الإرهاب”، وتفاخر بسياساته في البيت الأبيض تجاهها، ووعد بسحق الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات.

حول ذلك، يقول نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، إن الناخبين العرب والمسلمين الذين شعروا بـ “الخيانة” من دعم الحزب الديمقراطي للاحتلال، سيراقبون ما إذا كان ترامب سيتمكن من إقناع “إسرائيل” بإقامة دولة فلسطينية، على سبيل المثال من خلال مفاوضات أوسع مع السعودية، التي يُعتبر ولي عهدها مقرّبا من ترامب.

وفي أبريل/ نيسان، أبدى ترامب تشككه بشأن حل الدولتين، حيث قال لمجلة “تايم”: “كان هناك وقت اعتقدت فيه أن حل الدولتين يمكن أن ينجح. والآن أعتقد أن حل الدولتين سيكون صعبًا للغاية”. (في ولايته الأولى، كان قد اقترح خطة شاملة لإقامة دولة فلسطينية مفككة محاطة بـ “إسرائيل”، ومنح “إسرائيل” ترخيصًا واسعًا لضم المستوطنات اليهودية والسيطرة الأمنية على الأراضي التي تحتلها).

ومن جانبه، قال أحمد مرسي، الزميل الزائر في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، في بيان له إن ترامب وفريقه “من المرجح أن يدفعوا باتجاه وقف إطلاق النار أو اتفاقات سلام مؤقتة لإظهار قدرتهم على صنع السلام” بعد وعود الحملة الانتخابية، لكن بالنظر إلى علاقة “إسرائيل” الوثيقة بترامب وحلفائه، فإن مثل هذه التحركات “من غير المرجح أن تحسن ظروف الفلسطينيين أو تخلق مسارًا ذا مغزى نحو إقامة دولة فلسطينية”.

ما هي علاقة ترامب بنتنياهو؟

كان نتنياهو من أوائل الذين هنأوا الرئيس السابق على فوزه هذا الأسبوع، حيث كتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن هذا الفوز “يُعد بداية جديدة لأمريكا وإعادة تأكيد على التحالف العظيم بين إسرائيل وأمريكا.” ومن جهته، قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف في حكومة نتنياهو، إيتمار بن غفير، إنه متأكد من أن ترامب سيتفق مع “إسرائيل” بشأن سن قوانين مثل عقوبة الإعدام “للفلسطينيين المدانين بالإرهاب.”

وأظهر نتنياهو تفضيلًا واضحًا لترامب خلال انتخابات سنة 2024، وقال أشخاص مطلعون على الوضع لصحيفة “واشنطن بوست” إنه كان يحاول استعادة ثقة ترامب بعد أن أغضبه بتهنئة جو بايدن على فوزه في انتخابات 2020.

خلال ولايته الأولى، نقل ترامب السفارة الأمريكية من “تل أبيب” إلى القدس واعترف بمرتفعات الجولان كجزء من “إسرائيل”، وهي قرارات رحّب بها الكثيرون في دولة الاحتلال، ولكنها خالفت عقودًا من السياسة الخارجية الأمريكية وأغضبت العديد من الفلسطينيين.

كما أقرت إدارته في 2019 أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا تنتهك القانون الدولي. وكانت السياسة الأمريكية المتبعة منذ أكثر من 40 سنة قد اعتبرت أن التوسع الإسرائيلي في الأراضي المحتلة منذ حرب 1967 يشكل عقبة رئيسية أمام تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال نتنياهو في بيان في ذلك الوقت: “إسرائيل ممتنة للغاية للرئيس ترامب ووزير الخارجية بومبيو ولجميع أعضاء الإدارة الأمريكية لموقفهم الثابت في دعم الحقيقة والعدالة”.

كما تفاوضت إدارة ترامب على اتفاقات أبراهام، وهي مجموعة من المعاهدات لتطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال وأربع دول عربية، وهي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وهو ما خالف الإجماع التقليدي في السياسة الخارجية الذي كان يعتبر السلام مع الفلسطينيين شرطًا لاندماج الاحتلال الكامل في العالم العربي. وفي مراسم التوقيع سنة 2020، أشاد نتنياهو بترامب قائلاً إنه “قائد حاسم”، مضيفًا أنه “وقف بلا تردد إلى جانب إسرائيل”.

وقال دوف واكسمان، وهو أستاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إن رئاسة ترامب “قد تكون نعمة ونقمة على نتنياهو”.

وحسب واكسمان، يمكن أن يكون ترامب منفتحًا على الاعتراف بتغيير خريطة “إسرائيل”، مع ضم جزء على الأقل من الضفة الغربية رسميًا. وقد يكون ترامب مستعدًا أيضًا لدعم استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة، على حد قوله.

وأضاف واكسمان أن ترامب قد يكون أكثر استعدادا من الرؤساء السابقين لقطع المساعدات العسكرية عن الاحتلال، والتي بلغت مليارات الدولارات سنويًا على مدى عقود، مضيفًا: “لطالما أعلن ترامب عن نفوره من المساعدات الخارجية الأمريكية. وقد يتساءل عما إذا كانت الولايات المتحدة تحصد ثمار مثل هذه المساعدات”.

 

ترجمة: ” نون بوست “

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الشرق الأوسط أن ترامب

إقرأ أيضاً:

مجزرة بمدينة غزة والمقاومة تنصب كمائن جديدة للاحتلال

أكدت مستشفيات غزة استشهاد 81 فلسطينيا في الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر أمس السبت، في وقت أعلنت فصائل المقاومة عن نصب كمائن استهدفت جنود الاحتلال وأوقعت خسائر جديدة في صفوفهم.

وقد أظهرت صور للجزيرة جانبا من عمليات القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي المتواصل على منطقتي قيزان النجار وقيزان رشوان جنوبي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

كما تعرضت أيضا منطقة بطن السمين في خان يونس للقصف وسط تحليق كثيف لمقاتلات حربية إسرائيلية على علو منخفض في أجواء المدينة التي تتعرض لعملية عسكرية إسرائيلية واسعة.

وأفاد الدفاع المدني في غزة بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة في حي الصبرة بمدينة غزة، راح ضحيتها 15 شهيدا، إضافة إلى عشرات المصابين والعالقين تحت الأنقاض.

ونعت حركة "المجاهدين" الفلسطينية، أمينها العام أسعد أبو شريعة، الذي اغتالته إسرائيل في غارة استهدفته مع أفراد من عائلته في حي الصبرة.

كتائب القسام: تمكن مجاهدونا أمس الجمعة من تفجير عين نفق مفخخة مسبقًا في قوة صهيونية راجلة قوامها 6 جنود وأوقعوهم بين قتيل وجريح في منطقة مرتجى بالقرب من الجامعة الإسلامية جنوب شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع#الضفة_الغربية #قطاع_غزة #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/fZd9Sg2lBS

— وكالة قدس برس (@qudspressagency) June 7, 2025

إعلان كمائن جديدة

ميدانيا، قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مقاتليها فجروا الجمعة نفقا في قوة إسرائيلية راجلة من ستة 6 جنود تم إيقاعهم قتلى وجرحى في منطقة مرتجى جنوب شرق خان يونس.

وفي شمال القطاع، قالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها أوقعوا الجمعة قوة إسرائيلية تحصنت داخل منزل في كمين محكم، تخلله تفجير عبوات وقذائف جرى هندستها عكسياً في منطقة تل الزعتر شرقي مخيم جباليا.

وأضافت سرايا القدس أنها قصفت بوابل من قذائف الهاون تجمعاً لجنود وآليات الاحتلال المتوغلين في محيط منطقة السطر الشرقي، بمدينة خان يونس.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي، إبادة جماعية بغزة، تقتيلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت حرب الإبادة أكثر من 180 ألف فلسطيني شهداء وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين منهم أطفال، فضلا عن الدمار الواسع.

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس تعلن الاستيلاء على طائرة استخبارية للاحتلال
  • استشهاد 23 فلسطينيا في عمليات قصف وغارات للاحتلال على قطاع غزة
  • سفارة مصر بالكويت تنعى الدكتور حامد لبيب أحد الرموز الطبية البارزة
  • بينها السودان .. السلطات الأمريكية تحدد موعد حظر دخول مواطني «21» دولة
  • مجزرة بمدينة غزة والمقاومة تنصب كمائن جديدة للاحتلال
  • زيزو: السفارة الأمريكية كانت غلطة.. والبيان صدر بالاتفاق مع مسؤول في الزمالك
  • أخبار التوك شو| سفير مصر الأسبق في إسرائيل: الاحتلال يدمّر ويهجّر مليون غزّاوي داخليًا.. وهيئة المحتجزين الإسرائيليين تطالب بمظاهرات حاشدة ضد نتنياهو
  • زيارة السفارة الأمريكية أكبر أخطائي| «زيزو» يكشف أسرار انتقاله للأهلي
  • إيران تعلن تنفيذ أضخم اختراق استخباراتي في تاريخ إسرائيل
  • تساؤل إسرائيلي: لماذا نهرب دائما للملاجئ من صواريخ الحوثي البعيدة عنا ألفي كم؟