تصعيد ميداني متدحرج يفاقم مخاوف مهلة الشهرين.. لبنان يرفض شروطا تتجاوز القرار 1701
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
التطورات الميدانية التي حصلت في الساعات الأخيرة أبرزت مزيداً من التصعيد الذي لا يوحي بأي إمكان للجمه وخفضه في وقت منظور.
هذه المعطيات القاتمة أعادت احياء المخاوف لدى الجهات اللبنانية المعنية بالتفاوض مع الجانب الأميركي وسواه من صحة ما تردد عن مهلة شهرين متبقيين أمام إسرائيل لكي تنجز خطتها وأهدافها في لبنان قبل تسلّم الرئيس ترامب مهماته الرئاسية، لأن الوتيرة التصعيدية خلال هذه الفترة تبدو مثيرة للقلق البالغ ولن يتحملها لبنان بما يتهدده تالياً بأخطار انهيارات تتجاوز بتداعياتها أخطار الحرب الميدانية تدميراً وقتلاً وتهجيراً، بحسب ما كتبت" النهار".
أضافت: ليس أدل على وحشية الحرب التي تطاول اللبنانيين من تسجيل سقوط 78 شهيداً و122 جريحاً يوم الثلاثاء الماضي. وما يزيد من خطورة هذا المناخ بدء انكشاف تباينات عميقة غير قابلة للترميم في النسخ "التجريبية" التي سُرّبت والمواقف العلنية أيضاً حيال مشروع التسوية لوقف النار بعدما أعلن الجانب اللبناني بشكل قاطع رفضه للشروط التي تطرحها إسرائيل والتي يعتبرها لبنان متجاوزة لكل مندرجات القرار 1701. وهو الأمر الذي وجد الجانب اللبناني في تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ما يثبته إذ كرّر أمس الإعلان "أننا لن نقبل بأي تسوية لا تشمل نزع سلاح "حزب الله" وانسحابه إلى ما وراء الليطاني ولن نوقف الحرب في لبنان ولن نبرم أي اتفاق من دون إقرار بحقنا في العمل بقوة ضد أي خرق". وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في المقابل أن لبنان يرفض أي شروط تشكل تجاوزاً للقرار 1701 " وشدد على التزام الحكومة تعزيز وجود الجيش في الجنوب بالتعاون مع قوة اليونيفيل.
وتحدّث مصدر دبلوماسي غربي لـ "نداء الوطن"، عن سلسلة قناعات دولية راسخة، تبدأ بضرورة تطبيق القرار الدولي 1701 بكامل مندرجاته بما فيها القراران 1559 و1680، ما يعني أنه لا يمكن العودة إلى الواقع السياسي السابق الذي تحكّم بلبنان. وشدّد المصدر على أنّ المجتمع الدولي، يراهن بشكل أساسي على دور الجيش اللبناني في بسط الدولة سيادتها على كلّ أراضيها. ولفت إلى أنّ الإجماع الدولي غير متباين بشأن تنفيذ الـ 1701 وتسليم سلاح "حزب الله"، إنما يدور النقاش حالياً حول كيفية سحب السلاح غير الشرعي، من خلال "تخريجة لائقة" لا تؤدّي إلى صدامٍ أو تهديد للاستقرار اللبناني الداخلي.
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة عبر صحيفة «اللواء» أن أية زيارة للموفد الأميركي آموس هوكشتين إلى المنطقة لا تعني ان هناك حلا ما في الأفق للعدوان الاسرائيلي ضد لبنان.
وأكدت أنه «في الأصل ما من صيغة نهائية إنما مجموعة أفكار يتم تداولها بشأن وقف إطلاق النار ولم ترتق إلى مستوى مشروع متكامل مع العلم أن تسويقا تم لمسودة لهذا الأمر.» إلى ذك، أكدت هذه المصادر أن عدم حسم التوصل إلى أي نوع من اتفاق يغني اطالة امد الحرب والاستنزاف، في الوقت الذي يعمل من أجل تحضير اتفاق أساسي لهذا الملف.
ولم يحصل اي اتصال بين الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيين، بانتظار وصول مسودة تتضمن صيغة الاتفاق.
واكد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل الذي التزام لبنان بالقرار 1701 بكل بنوده، كاشفاً عن عدم الممانعة من مشاركة اميركية - فرنسية في مراقبة وقف اطلاق النار، مؤكداً «لن يقبل اي لبناني بأن يكون لاسرائيل حرية الحركة في لبنان».
وكتبت" البناء": لا يزال المشهد التفاوضي والسياسي ضبابياً، في ظل معلومات وتحليلات متعاكسة حول احتمال التوصل إلى هدفه على الجبهة الجنوبية، ففي حين تشير تقديرات جهات دبلوماسية أوروبية لـ”البناء” الى أن الاتجاه نحو التوصل الى اتفاق لوقف النار خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وبالحد الأقصى قبل مطلع العام المقبل على اعتبار أن “إسرائيل” لم تحقق الأهداف الاستراتيجية للحرب رغم أنها حققت بعض الأهداف التكتيكية إضافة الى أن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب يريد أن يتسلّم وتكون الحرب في لبنان وغزة قد انتهت، على أن يتظهر التوجه الأميركي الجديد بعد اجتماع ترامب – بايدن”. في مقابل ذلك نفت أوساط سياسية محلية لـ”البناء” علمها باقتراب وقف إطلاق النار، مشيرة الى أن المعنيين بالتفاوض في لبنان “لم يتسلموا أي صيغة أو اقتراح حتى الآن ولم يحدّد أي موعد لزيارة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين الى بيروت”. ووضعت الأوساط التصعيد الإسرائيلي الدموي ضد لبنان في “إطار الضغط على لبنان لفرض الشروط الإسرائيلية عليه عندما تقترب لحظة التفاوض ويعود هوكشتاين الى بيروت”.
وكتبت" الديار": ذكرت مصادر مطلعة ومتابعة للمفاوضات، ان ما طرحه هوكشتاين من مبادرات سيحمله مندوب ترامب الى بيروت، «بغض النظر عن الاسم والحزب» دون زيادة او نقصان لان العنوان واحد، اخراج سلاح حزب الله وحماس من المعادلة ووضع لبنان تحت الحماية الدولية سياسيا و امنيا واقتصاديا وكذلك بريا وبحريا وجويا، على ان يبدأ الاعمار بالتوازي مع القبول بالحل.
وفي معلومات مؤكدة وموثقة، ان هوكشتاين اوصل رسالة مهمة الى قيادة المقاومة قبل 17 ايلول للموافقة على الحل المطروح اميركيا «وخذوا ما يدهش العالم»، واذ ا لم توافقوا ستدفعون الثمن غاليا.
وفي المعلومات، ان قيادة المقاومة رفضت العروض الاميركية واعتبرتها استسلامية وتمسكت بـ1701 دون اي تعديلات.
وفي المعلومات المؤكدة، ان الضغوط سترتفع على الرئيس بري من الجهات الأربع اذا استمر على مواقفه الرافضة للخضوع والاستسلام، وستستخدم ضده كل الوسائل وصولا ربما الى فرض عقوبات اميركية على المقربين منه، بالتوازي مع حملات سياسية واعلامية محلية وعربية وعالمية تحمل الثنائي الشيعي المسؤولية عما حصل في البلد، مع تفعيل حملة «كفى» ومنطق «ثقافة الحياة والموت» واتهامه بتعطيل المجلس النيابي وصولا ربما الى الدعوات للاقفال العام.
وفي المعلومات، ان الصورة لن تتبدل في الشهرين القادمين حتى20 كانون الثاني، وكل طرف يحاول تحسين شروطه ومواقعه الميدانية على الأرض قبل البدء بالمفاوضات الجدية بعد 20 كانون الثاني، وسيتولى ترامب الملف شخصيا مع التاكيد بان الحل في لبنان سيكون من ضمن التسوية في الشرق الاوسط، وبالتالي لا وقف للنار قبل استلام ترامب، والكلمة ستبقى للميدان حتى ذلك التاريخ، اما الأحاديث عن ضغوط من الحزب الديموقراطي على نتنياهو للوصول الى وقف للنار غير صحيح، وقيادات في الحزب الديموقراطي ابلغت الفاعليات الاغترابية اللبنانية في ميشغان في الولايات المتحدة منذ يومين قرارا واضحا: «لن نضغط على اسرائيل، ولن نبدل سياساتنا تجاهها، وسنستخدم حقنا بالفيتو على اي قرار ضدها او يدينها».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
ترامب يمدد مهلة تعليق الزيادات الجمركية على واردات الاتحاد الأوروبي
أعلن كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس تمديد مهلة تعليق الزيادة الجمركية على الواردات الأوروبية إلى الولايات المتحدة بنسبة 50% حتى 9 يوليو/تموز.
واتصلت فون دير لاين بالرئيس الأميركي لتناقش معه هذه الرسوم الجمركية الجديدة التي كان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من يونيو/حزيران، وقد هدد الاتحاد الأوروبي بالرد على هذا الإجراء.
وقال ترامب قبل أن يصعد إلى طائرته الرئاسية عائدا من نيوجيرسي "اتصلت بي للتو وطلبت مني تمديد مهلة الأول من يونيو/حزيران، وقالت إنها تريد إطلاق مفاوضات جدية".
وتابع "كان الحديث جيدا جدا وقبلت بتأجيل المهلة إلى 9 من يوليو/تموز.. وأنا وافقت على الأمر، وقالت لي إننا سنلتقي قريبا في مسعى لإيجاد حل".
كانت أورسولا فون دير لاين أبلغت قبيل تصريحات ترامب الأحد عن "مكالمة جيدة" مع الرئيس الأميركي.
وكتبت في منشور على إكس أن "أوروبا مستعدة للدفع قدما بالمفاوضات على نحو سريع وحازم. وبغية التوصل إلى اتفاق جيد، سنحتاج إلى مهلة حتى 9 يوليو/تموز".
وذكّرت "بالعلاقات التجارية الأهم والأوطد في العالم التي تربط الاتحاد الأوروبي بالولايات المتحدة".
إعلان احترام متبادلكان ترامب قال الجمعة إنه لا يسعى إلى "اتفاق" تجاري مع الاتحاد الأوروبي، وهدد بفرض رسوم جمركية نسبتها 50% على الواردات الآتية من الدول 27 في التكتل بدءا من الأول من يونيو/حزيران.
وردت المفوضية الأوروبية التي تتولى المفاوضات باسم دولها الأعضاء بمطالبة واشنطن "بالاحترام المتبادل".
وقال المفوض الأوروبي المعني بشؤون التجارة ماروس سيفكوفيتش عبر إكس؛ بعد مباحثات مع الممثل الأميركي المكلف بشؤون التجارة جيميسون غرير ووزير التجارة هوارد لوتنيك، إن الاتحاد الأوروبي "ملتزم وعازم بالكامل على التوصل إلى اتفاق يخدم الطرفين".
وأشار إلى أن التجارة بين الطرفين "ينبغي أن تستند إلى الاحترام المتبادل وليس إلى التهديدات. ونحن حاضرون للدفاع عن مصالحنا".
والأحد، حضّ وزير المال الألماني لارس كلينغبايل الولايات المتحدة على إجراء "مفاوضات جادة".
وفي مقابلة نشرتها نسخة الأحد من صحيفة "بيلد"، قال كلينغبايل إن "الرسوم الجمركية الأميركية تضع الاقتصاد الأميركي في خطر ومعه الألماني والأوروبي على السواء".
ومطلع مايو/أيار، هدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم على الواردات الأميركية المقدرة قيمتها بنحو 95 مليار يورو (108.15 مليارات دولار)، من بينها سيارات وطائرات، إذا لم تفض المفاوضات التجارية مع إدارة ترامب إلى اتفاق.
"أسوأ من الصين"وأعلنت المفوضية الأوروبية نيتها إحالة القضية على منظمة التجارة العالمية احتجاجا على التدابير الأميركية المتخذة من الولايات المتحدة في حقها.
وخلال الأشهر الأخيرة، واجه الاتحاد الأوروبي 3 زيادات جمركية من الولايات المتحدة على منتجاته، أولها في منتصف مارس/آذار بنسبة 25% على الألمنيوم والفولاذ ثم 25% على السيارات و20% على كل المنتجات المتبقية في أبريل/نيسان.
وعُلقت الزيادة الأخيرة التي فرضت على دول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى في العالم حتى 9 يوليو/تموز ريثما تتقدم المفاوضات، غير أن رسوما بنسبة 10% تبقى سارية على أغلبية الواردات الأوروبية إلى الولايات المتحدة.
إعلانويوجه دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض سهامه ضد الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن التكتل القاري "أسوأ من الصين" في سياق العلاقات التجارية.
وتقدر الولايات المتحدة عجزها التجاري مع الاتحاد الأوروبي بنحو 235 مليار دولار لسنة 2024، غير أن المفوضية الأوروبية تشير من جهتها إلى أن الفائض في الميزان من حيث الخدمات يخفض العجز إلى 50 مليار يورو (نحو 57 مليار دولار).