14 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: حالة من القلق المتصاعد تسود أجواء إقليم كردستان مع اقتراب موعد التعداد السكاني في العراق، المقرر في العشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهو التعداد الذي طال انتظاره رغم ما يحمله من جدل ومخاوف متبادلة بين الأحزاب السياسية الكردية.

بينما يقف الحزب الديمقراطي الكردستاني موقفاً متحفظاً، محذراً من إجراء التعداد في الوقت الراهن، يتبنى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتمتع بنفوذ قوي في السليمانية وكركوك، موقفاً مؤيداً لإتمامه في موعده.

ويبدو أن التباين في المواقف بين الطرفين ينبع من اختلافات عميقة بشأن التأثيرات المحتملة للتعداد على الخريطة الديموغرافية للمناطق المتنازع عليها، التي تتأرجح بين نفوذ القوى العربية والكردية.

وفي تعليق سياسي، أشار مصدر مطلع إلى أن “الحزب الديمقراطي الكردستاني يخشى من أن يُسهم التعداد في تغيير تركيبة السكان في المناطق المتنازع عليها لصالح مكونات أخرى، مما سيضعف موقف الإقليم أمام الحكومة المركزية في بغداد”.

ووفق تحليلات سياسية أُجريت مؤخراً، يبدو أن التعداد بالنسبة للحزب الديمقراطي لا يُعد سوى خطوة نحو إعادة رسم خريطة التوازنات في تلك المناطق، في ظل محاولات بغداد تعزيز سيطرتها عبر وسائل تُرى في الإقليم بأنها ذات طابع سياسي.

ويتقاطع هذا التخوف مع تصريحات لرئيس هيئة المناطق الكردستانية، الذي طالب بتأجيل التعداد إلى موعد آخر حتى تُحسم مسألة المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد.

ويبدو أن هذا التأجيل بات مطلباً أساسياً للديمقراطي، الذي يرى أن إجراء التعداد قبل تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي سيفتح الباب للتلاعب في نتائج التعداد لصالح تقليص نفوذ الإقليم، وهو ما عبّرت عنه تقارير حزبية على شكل تنبيهات وتوصيات خلال اجتماعات مغلقة عقدت مؤخرًا.

تغريدة لأحد الناشطين تعكس هذا الموقف بوضوح؛ إذ كتب الناشط: “التعداد في المناطق المتنازع عليها يُجرى لأهداف سياسية واضحة، وهدفه الوحيد تقليص إقليم كردستان جغرافياً وديموغرافياً… إنها محاولات مكشوفة!” وقد أثارت هذه التغريدة ردود فعل واسعة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الإقليم، معبرين عن دعمهم للتوجهات الاحترازية للحزب الديمقراطي، بينما اعتبر آخرون من مؤيدي الاتحاد الوطني أن هذا التأخير سيفاقم من تعقيد الوضع.

في المقابل، تحدثت مصادر سياسية قريبة من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عن أن “التعداد خطوة نحو بناء قاعدة بيانات ديموغرافية شفافة تُسهّل استحقاقات المادة 140 في المستقبل”. ويرى الاتحاد أن الاحتكام للتعداد سيكون بمثابة إثبات حاسم لمطالب الإقليم، بدلًا من الاكتفاء بالخطابات والدعاوى السياسية.

ومن ناحية أخرى، عبّر مواطن كردي عن رأيه بالقول: “لا بد من إجراء التعداد، فهو حق شرعي وسيادي، ويعكس واقعية التوزيع السكاني الحالي”. ويعتبر أن تأجيله يعني إرجاء مسألة المناطق المتنازع عليها إلى أجل غير معلوم، مما يزيد من تعقيد الملف الكردي العراقي.

في الوقت الذي تتزايد فيه هذه المواقف، أشارت تقارير تحليلية إلى احتمالية أن يفتح هذا الخلاف بين الأحزاب الكردية الطريق لمزيد من التدخلات من الحكومة المركزية، التي قد تستغل هذا الانقسام في تعزيز سلطتها على المناطق المتنازع عليها. وتفيد تحليلات بأن المواقف المتباينة قد تؤدي إلى صدامات داخلية بين الكتل السياسية الكردية في ظل الرغبة الجامحة لدى الطرفين في إثبات نفوذهما، مما قد يقود إلى مشهد سياسي معقد يدفع بكردستان نحو مزيد من الاستقطاب السياسي.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: المناطق المتنازع علیها الاتحاد الوطنی

إقرأ أيضاً:

السادات الديمقراطي: استهداف سفاراتنا في الخارج يتجاهل دور مصر المركزي في دعم غزة

أدان حزب السادات الديمقراطي، برئاسة النائب عفت السادات، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الدعوات التحريضية التي أطلقتها بعض الأطراف الخارجية لاستهداف السفارات المصرية ومحاصرتها، مؤكدًا أن هذه الدعوات تمثل تصعيدًا غير مبرر، وتكشف عن تجاهل واضح للحقائق والمواقف المشرفة التي تتبناها الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية.

صحة غزة: ارتفاع متواصل في أعداد الشهداء والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي المستمرصحة غزة: 113 شهيدًا و637 مصابًا خلال 24 ساعة من التصعيد العنيف

وأكد الحزب، أن السفارات المصرية تمثل واجهة للدولة ومؤسساتها الرسمية، وتخضع لحماية القانون الدولي الذي يفرض على الدول المضيفة مسؤولية تأمينها وحمايتها من أية تهديدات، وفقًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

 وشدد على أن أي محاولة للمساس بمقارها لا تُعد فقط اعتداءً على السيادة المصرية، بل انتهاكًا للأعراف التي تنظم العلاقات بين الدول.

واعتبر الحزب، أن التناقض الصارخ في هذه الحملات يكشف عن أهداف سياسية مبيتة لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن استهداف مصر، الدولة الوحيدة التي فتحت معبرها الإنساني طوال الأشهر الماضية، وقدّمت مئات الأطنان من المساعدات الطبية والغذائية، ودعمت صمود الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، يعكس نوايا مشبوهة تتعمد تجاهل الجهود الحقيقية.

وقال النائب عفت السادات ، إن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تتوقف يومًا عن بذل كل الجهود الممكنة لإنهاء معاناة الأشقاء في قطاع غزة، سواء عبر التحرك الدبلوماسي المتوازن، أو من خلال توصيل المساعدات والإغاثة رغم الأوضاع الأمنية المعقدة.

وأضاف أن تلك الحملات التي تسعى لتشويه صورة مصر لن تُفلح في النيل من موقفها الثابت، بل تعزز من إصرارها على المضي في أداء دورها القومي والإنساني تجاه فلسطين، داعيًا كافة القوى الوطنية والشخصيات العامة داخل مصر وخارجها إلى فضح هذه المخططات ورفض الزج بمؤسسات الدولة في معارك لا تخدم إلا أجندات الفوضى.

طباعة شارك غزة فلسطين القضية الفلسطينية السادات

مقالات مشابهة

  • ترامب يحذر سكان بعض المناطق من موجات تسونامي بعد زلزال روسيا
  • المواصلات الطرقية تبحث تطوير أنظمة التعداد المروري وتحسين خدمات النقل عبر ورشة عمل متخصصة
  • المواصلات الطرقية تبحث تطوير أنظمة التعداد المروري عبر ورشة عمل متخصصة
  • السادات الديمقراطي: استهداف سفاراتنا في الخارج يتجاهل دور مصر المركزي في دعم غزة
  • من خارج الإقليم.. سقوط مترصدة المسنين بيد شرطة أربيل (فيديو)
  • المركز الوطني للأرصاد الجوية يوجه تحذيرا عاجلا للمواطنين في 11 محافظة يمني
  • مجلس القضاء يقر عددا من المشاريع والمواضيع المتعلقة بأداء هيئات السلطة القضائية
  • مجلس القضاء يوافق على إنشاء شعبة جزائية ثانية بمحكمة استئناف تعز
  • معارض كردي:العائلة البارزانية أشد ظلما على شعب الإقليم
  • عاجل | الجزيرة تعرض بعد قليل مشاهد حصلت عليها لكمين خان يونس الذي نفذته كتائب القسام مؤخرا