الخرطوم - صفا

أكد مسؤولو هيئات إغاثية كبرى، اليوم الثلاثاء، أن "المجتمع الدولي ليس لديه أي عذر" لتأخره في تخفيف معاناة سكان السودان، الذين وقعوا ضحية النزاع الدائر بين الجيش وقوات التدخل السريع منذ أربعة أشهر.

وقال هؤلاء المسؤولون، ومن بينهم رؤساء هيئات تابعة للأمم المتحدة وأخرى خيرية مثل سايف ذا تشيلدرن Save the Children وكير CARE ، إن "نداءاتنا الإنسانية يمكن أن تساعد حوالي 19 مليون شخص في السودان والدول المجاورة.

ومع ذلك، تم تمويل النداءين اللذين أطلقناهما بنسبة تزيد قليلاً عن 27%. هناك حاجة لتغيير هذا الوضع".

وحث الموقعون على النداء أيضاً الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بأن تتوقف "فوراً" عن القتال، مؤكدين أن العديد من الانتهاكات التي ارتكبها طرفا القتال تصل إلى جرائم حرب، وربما جرائم ضد الإنسانية.

وذكَّر الموقعون بأن أكثر من 14 مليون طفل بحاجة للمساعدة الإنسانية، وأن أكثر من 4 ملايين شخص فروا من القتال، وما زالوا نازحين داخل البلاد أو لاجئين في دول الجوار.

ونبهوا إلى أن "الوقت ينفد ليزرع الفلاحون المحاصيل التي سيحصلون منها على غذائهم وغذاء جيرانهم. الإمدادات الطبية نادرة. الحالة تتجه نحو وضع لا يمكن السيطرة عليه".

لكنهم وعدوا بمواصلة "الضغط من أجل الوصول إلى جميع الأشخاص وفي جميع مناطق السودان لتقديم الإمدادات الإنسانية والخدمات الأساسية لهم".

من جهتها قالت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن الأرقام الأولية تشير لمقتل أكثر من أربعة آلاف شخص، بينهم مئات المدنيين، جراء الصراع الدائر في السودان منذ أربعة أشهر.

وذكرت المنظمة الدولية في بيان أن من بين القتلى 435 طفلاً و28 عاملاً بالمجالين الطبي والإنساني، معبرةً عن اعتقادها بأن العدد الفعلي للضحايا أعلى من ذلك بكثير.

من جانبه، عبّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن قلقه من استغلال جماعات مسلحة للوضع "الفوضوي" في السودان، محذراً من أن أعمال العنف قد تتصاعد نتيجة لذلك.

ونقل البيان الأممي عن تورك قوله إن مكتبه لديه "أسباب وجيهة تدفعه للاعتقاد بأن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبتا انتهاكات جسيمة للقانون الدولي خلال الصراع"، مؤكداً على ضرورة محاسبة المسؤولين عنها.

هذا وقال بيان للجنة أممية مشتركة اليوم إن أكثر من 6 ملايين شخص في السودان على شفا المجاعة وأكثر من 14 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات.

وأضاف البيان الذي وقّع عليه المنسق الأممي للشؤون الإنسانية ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ومدير عام المنظمة الدولية للهجرة إنهم سيواصلون "الضغط من أجل الوصول إلى جميع السكان المحتاجين في السودان لإيصال الإمدادات الإنسانية".

وقال البيان "في كل يوم يستمر فيه القتال، يُسلب السودانيون السلام، والحياة والمستقبل الذي يستحقونه".

وأضافت اللجنة المشتركة أن مهاجمة المدنيين وعمال الإغاثة ونهب الإمدادات الإنسانية في السودان "قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

شح الإمدادات الصحية

ودعت اللجنة المجتمع الدولي لمساعدة السودان وقالت إنه "لا يوجد عذر للانتظار". وأشارت اللجنة إلى أن هناك أكثر من 6 ملايين شخص في السودان "على بعد خطوة واحدة من المجاعة"، وأن أكثر من 4 ملايين شخص هربوا من القتال ولا يزالون نازحين داخليا في جميع أنحاء البلاد.

وقال البيان إن الإمدادات الطبية في السودان شحيحة، وإن الوضع يخرج عن نطاق السيطرة.

وتابع البيان "نداءاتنا الإنسانية يمكن أن تساعد حوالي 19 مليون شخص في السودان والدول المجاورة. ومع ذلك، فإن نسبة تمويل النداءين ما زالت أقل من 27%".

من جهتها قالت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الثلاثاء إن ما يقدر بأكثر من مليون شخص فروا من السودان إلى دول مجاورة منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في منتصف أبريل.

ووفقا لأحداث الإحصائيات الأسبوعية التي نشرتها المنظمة، تسبب الصراع في عبور مليون و17449 شخصاً الحدود من السودان إلى الدول المجاورة، بينما تشير التقديرات إلى نزوح ثلاثة ملايين و433025 داخل البلاد.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الحرب بالسودان شخص فی السودان ملایین شخص أکثر من

إقرأ أيضاً:

المساعدات الإنسانية في غزة بين الهوان العربي والهولوكوست الصهيوني

على بعد أمتار من غزة تتكدس الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية لأهل غزة والتي وصلت صفوفها عشرات الكيلومترات، وهي مساعدات جاءت من جهات شتى أملا في دخولها لغزة التي حرمت من دخول قطرة ماء أو حبة غذاء منذ أكثر من شهرين ونصف، وما زال المصير لما تحمله تلك الشاحنات غامضا؛ هل سينتهي الأمر بدخولها واستفادة أهل غزة مما بها، أم يذهب ما تحمله تلك الشاحنات إلى عالم المتلفات بفسادها لعدم القدرة على إدخالها.

يأتي هذا وأهل غزة يواجهون الموت إما من خلال النابالم بالهولوكوست الصهيوني، وإما من خلال الجوع، حتى وصل عدد الأطفال الذين ماتوا فقط جوعا أكثر من ستين طفلا خلال الأيام القليلة الماضية، وحتى أن الأمم المتحدة نفسها شكت من أن مخازنها في غزة لم يعد فيها أي غذاء، كما أنه نتيجة حتمية للحصار وقلة الزاد زادت الأسعار بأكثر من 400 في المئة، ولم يعد في مقدرة عموم الناس الحصول على كسرة خبز، في حين أن إخوانهم من العرب والمسلمين أصابتهم التخمة من كثرة الشبع، وحتى ضميرهم لم يتحرك لمد يد العون إلى أهالي غزة، ورفع الحصار عنهم، ووقف الموت السريع والبطيء لهم، وإن أرادوا لفعلوا،نتنياهو وعصابته يعيشون المتناقضات؛ ما بين حرب ضروس وإجرام بلا حدود وقتل بلا هوادة، وما بين توفير لقيمات لأهل غزة لن يقمن أصلابهم ولن تصلهم بصورة تلائم احتياجاتهم، في ظل القصف المستمر وتوسيع دائرة العدوان والحرب ولكنه الهوان العربي بل والإسلامي الذي أخرس الجميع وجعلهم يصمتون صمت القبور أمام الإجرام الصهيوني الذي أعلن رئيس وزراء كيانه بنيامين نتنياهو أنه سيزيد من توسيع الحرب على غزة، وهو في الوقت نفسه يتجه إلى توفير سعرات حرارية لأهل غزة لا تسمن ولا تغني من جوع.

فوفقا لما نشرته صحيفة تايم أوف إسرائيل فإن إسرائيل تعتزم تغيير طريقة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بشكل جذري عندما تبدأ السماح بدخول المساعدات مجددا خلال الأسابيع المقبلة، بعد تجميد دام قرابة شهرين ونصف، وتقضي الخطة بالابتعاد عن نموذج التوزيع بالجملة والتخزين المركزي، واللجوء بدلا من ذلك إلى قيام منظمات دولية ومتعاقدين أمنيين خاصين بتسليم صناديق غذاء مباشرة إلى العائلات في غزة، وسيحتوي كل صندوق على كمية من الغذاء تكفي عدة أيام، إلى أن يُسمح لممثل العائلة بالعودة مجددا لتسلُّم حزمة جديدة، حيث تعتقد إسرائيل أن هذه الآلية ستُصعّب على حماس الاستيلاء على المساعدات لصالح مقاتليها. ولن يشارك الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر في عملية التوزيع، في ظل اعتراض رئيس الأركان الفريق إيال زمير؛ لكن الجنود سيتولون تأمين الحماية الخارجية للمتعاقدين الخاصين والمنظمات الدولية المكلفين بتوزيع المساعدات.

وهكذا فإن بنيامين نتنياهو وعصابته يعيشون المتناقضات؛ ما بين حرب ضروس وإجرام بلا حدود وقتل بلا هوادة، وما بين توفير لقيمات لأهل غزة لن يقمن أصلابهم ولن تصلهم بصورة تلائم احتياجاتهم، في ظل القصف المستمر وتوسيع دائرة العدوان والحرب، وكون أهل غزة الجائعين أهدافا مكشوفة للعدو الصهيوني، وهؤلاء الصهاينة الذين استخدموا استراتيجية التجويع والحصار للضغط على حماس للعودة إلى صفقة الرهائن التي أفسدتها أيدي الصهاينة يعرفون جيدا أن حماس يكفي مقاتليها الذين يزودن عن عرض الأمة وكرامتها وأرضها المقدسة بضع تمرات وماء.

المسؤولية التاريخية تتطلب من الدول العربية والإسلامية -وفي مقدمتها مصر- حكاما وشعوبا وقف لجام هذه الحرب، وفك الحصار عن أهل غزة، والمسارعة في إعادة تعميرها، ولا أقل للشعوب من الضغط على حكامها
إن الوضع الجائر والحصار الخانق لأهل غزة دعا بأحرار من العالم لاتخاذ سفينة لرفع هذا الحصار، ولكن العدوان الصهيوني لم يترك لها مجالا لتحقيق أغراضها، فقد أفاد تحالف أسطول الحرية أن سفينة له تابعة لحملة كسر الحصار عن غزة تعرضت لهجوم إسرائيلي بطائرتين مسيّرتين قرب مالطا، وقد أدى ذلك إلى اندلاع حريق في أحد أجزائها مع عدم وقوع إصابات بين الناشطين المشاركين في الرحلة وعددهم 30 ناشطا دوليا.

كما أن هذا الوضع الخانق دعا التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات في غزة إلى مطالبة كل أحرار العالم بالحشد والمشاركة في فتح المعابر، ووجه نداء خاصا لمصر رئيسا وحكومة وشعبا، مشيرا للدور التاريخي لمصر ومسؤوليتها التاريخية. ولكن هل من مستجيب، خاصة وأن مصر هي الدولة التي بها هذه المعابر مباشرة، وهي من أوقفت الحرب على غزة وألجمت العدوان الصهيوني من قبل إبان فترة رئاسة الدكتور محمد مرسي؟

إن المسؤولية التاريخية تتطلب من الدول العربية والإسلامية -وفي مقدمتها مصر- حكاما وشعوبا وقف لجام هذه الحرب، وفك الحصار عن أهل غزة، والمسارعة في إعادة تعميرها، ولا أقل للشعوب من الضغط على حكامها لا سيما الذين باعوا ضمائرهم وتحالفوا أو تآمروا مع الكيان الصهيوني، وجعلوا بقعة دولهم وممالكهم الضيقة مقدمة على مفهوم الأمة الإسلامية وأرضها المقدسة، فلا نامت أعين الجبناء والمتخاذلين والمتآمرين!

x.com/drdawaba

مقالات مشابهة

  • غزة - المجاعة تهدد حياة أكثر من 65 ألف طفل في القطاع
  • السودان.. الجيش يواجه مسيّرات الدعم السريع ومجلس الأمن يطالب بوقف القتال
  • مجلس الأمن يدعو لإنهاء القتال في دولة جنوب السودان
  • رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان يبحث مع مدير كهرباء السودان دعم القطاع المتضرر من الأحداث
  • المغرب: أكثر من 1500 قتيل في سنة.. مستعملو الدراجات النارية في صدارة ضحايا الطرق
  • مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين يدين الهجمات التي استهدفت المنشآت الحيوية والاستراتجية بالسودان
  • قادة سرايا يوجهون نداء لقيادة الاحتلال:طريقة القتال الحالية لن تحقق النصر
  • ثغرات أمنية تقنية تهدد ملايين مستخدمي آيفون
  • قصف عنيف.. اشتعال الحرب بين الهند وباكستان وسقوط 38 قتيلًا
  • المساعدات الإنسانية في غزة بين الهوان العربي والهولوكوست الصهيوني