هل تستطيع واشنطن اقناع إسرائيل بالنزول عن شجرة التصعيد؟
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
مع تسارع وتيرة التطورات الميدانية يقع اللبنانيون في حيرة من أمرهم حيال المستقبل بعد اليوم التالي من الحرب. فهم الذين "يأكلون العصي" فيما غيرهم يكتفي بالعدّ. بالتأكيد أن ما يلي هذه الحرب لن يكون كما قبلها. فالوضع السياسي اختّلت موازينه. وما ينطبق على السياسة يسري مفعوله سبعين مرّة سبع مرّات على الوضعين الاقتصادي والمالي.
ومع توالي القصف الإسرائيلي، الذي تسبقه عادة إنذارات، فإن ما يُحكى عن إمكانية التوصّل إلى تسوية لا يعدو كونه كلامًا في الهواء. فلبنان يرفض أن يفاوض تحت النار. ولذلك فهو يطالب بوقف النار قبل أي عمل تفاوضي، إذ أنه من غير المقبول الموافقة على أي شرط تحت تأثير الضغط الميداني، فيما تصرّ تل أبيب على مبدأ التفاوض بالنار اعتقادًا منها أنها قادرة على فرض شروطها بفعل ما تمارسه من ضغط ميداني.
وما تطالب به تل أبيب من ضمانات يمكن وصفه بالمضحك – المبكي. وهذه الضمانات التي يطالب بها الجانب الإسرائيلي تظهر مدى خشيته من تكرار عملية "طوفان الأقصى"، ولكن بنسخة لبنانية، والتي قد تكون ربما أقسى من النسخة "الحماسية". ولأنه يعرف مسبقًا أن لبنان لن يقبل بأن تبقى سيادته مخروقة من الجوّ بحجة مراقبة تنفيذ القرار 1701 من قِبل "حزب الله" فهو يضغط في اتجاه القبول بمعادلة جلوس الأميركي على طاولة المفاوضات كمراقب يرتاح الإسرائيلي إلى ما يمكن أن يقوم به الأميركيون لجهة إلزام "حزب الله" بالالتزام بكل مندرجات القرار الدولي 1701 وبما يتضمنه من قرارات دولية ذات صلة.
وفي معلومات غير رسمية أن لبنان لا يعارض من حيث المبدأ فكرة انضمام الولايات المتحدة الأميركية كطرف مراقب، وإن كان هذا الطرح يحتاج إلى الكثير من التوضيحات والتفسيرات، بحيث تأتي الصيغة المقترحة لهذا الضمّ خالية من أي التباس أو من أي ثغرة يمكن أن يستفيد منها الجانب الإسرائيلي للتملص من التزاماته الدولية.
وقد يكون ما يطالب به الجانب الإسرائيلي من ضمانات تحفظ أمن مستوطني الشمال قد جاء نتيجة ما عاينه من تحصينات وأنفاق "المقاومة الإسلامية" على امتداد الخط الأزرق من الناقورة حتى تلال مزارع شبعا. وفي الاعتقاد أن الغاية من هذه الانفاق والتحصينات مزدوجة. الغاية الأولى من هذه الانفاق تكمن في قدرة رجال "المقاومة" على التسلل إلى الجليل الأعلى في عمليات خاطفة وموجعة على غرار عملية "الطوفان". أمّا الغاية الثانية فتقوم على أساس تمكين "المقاومة" من صدّ أي هجوم برّي وإعاقة تقدّم قوات العدو. وهذا ما هو حاصل الآن في الميدان المباشر على الخطوط الأمامية، حيث يتبيّن من بيانات "المقاومة" أن التصدي للهجمات المعادية يتمّ في أغلب الأحيان من مسافة صفر.
فالموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي حصل على تأييد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لن يعود إلى المنطقة إلاّ إذا وردته من تل أبيب وبيروت إشارات تنبئ بإمكان القبول المبدئي بمسودة التسوية التي تم التوصل إليها من قِبل طرفي النزاع. وعلى أساس هذه المؤشرات يمكن للموفد الأميركي أن يواصل تحرّكه المشروط هذه المرّة.
وفي رأي أكثر من مراقب أن كلًا من إسرائيل و"حزب الله" يحتاجان إلى من ينزلهما من على شجرة التصعيد الميداني والإعلامي. وفي الاعتقاد أن ما تطرحه الولايات المتحدة الأميركية من حلول وسطية قد تكون الفرصة الأخيرة لوقف ارتكاب المزيد من المجازر في حرب تخطّت كل الخطوط الحمر. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
برلماني: مصر ترفض التصعيد الإسرائيلي ضد إيران.. والرئيس السيسي يعبر عن صوت العقل في المنطقة
أكد النائب سامي نصر الله عضو مجلس النواب، أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يعكس موقف مصر الحاسم والثابت ضد أي تصعيد عسكري يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في ظل الظروف الإقليمية المعقدة التي تمر بها المنطقة.
وأوضح نصر الله، في تصريح صحفي له اليوم، أن الرئيس السيسي تحدث بصوت الحكمة والعقل في وقت خطير، مشددًا على رفض مصر الكامل للعدوان الإسرائيلي المتواصل على إيران، والذي يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، مؤكدًا أن لا حلول عسكرية لهذه الأزمة، وإنما الحل السياسي هو الطريق الوحيد نحو الاستقرار.
وحذر عضو مجلس النواب، من أن استمرار العدوان الإسرائيلي قد يؤدي إلى اتساع دائرة الحرب في المنطقة، وهو ما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف إطلاق النار وتفادي الانزلاق نحو مواجهات إقليمية أوسع، مشيدًا في الوقت نفسه بدور مصر المحوري والدبلوماسي الذي يقوده الرئيس السيسي من أجل احتواء التوترات والعمل على حل النزاعات سلميًا.
وأشار النائب، إلى أن الرئيس السيسي أكد مجددًا على أن الاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا عبر حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو الموقف المصري الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وختم النائب سامي نصر الله حديثه، مؤكدًا أن مصر ستظل داعمة للسلام وضد أي محاولة لجرّ المنطقة إلى صراعات عسكرية، وستواصل جهودها الدبلوماسية لحماية شعوب المنطقة من ويلات الحروب.