أمريكية تخلت أسرتها عنها بعد إصابتها بالسرطان.. تعلمت درسا قاسيا
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
معاناة كبيرة عاشتها سيدة أمريكية عقب إصابتها بمرض السرطان، إذ تخلى أقاربها وأصدقائها عنها، لتتعلم درسا قاسيا مفاده الاعتماد على ذاتها، حتى في الحصول على الدعم أثناء مرضها، وتدق ناقوس الخطر لمثل هذه الحالات، إذ روت بعض الممرضات قصصا مشابهة لها، تخلى فيها الجميع عن ذويهم عقب اكتشاف إصابتهم بالمرض.
معاناة سيدة مع مرض السرطانآشلي ليفينسون ممرضة متقاعدة من ولاية نيوجيرسي الأمريكية، خضعت للفحوصات الطبية، لتكتشف إصابتها بسرطان الثدي في مرحلته الثانية، فاعتقدت في البداية أنها ستحصل على الدعم والحب من أقاربها وأصدقائها، ولكن بعد فترة من معرفتهم بإصابتها، تخلى الجميع عن دعمها، وتوقفت المكالمات الهاتفية والرسائل النصية المشجعة، وبدا الأمر وكأنهم اختفوا، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
تعتقد «ليفينسون» أن أقاربها توقفوا عن التحدث معها بسبب صدمة سابقة تعرضوا لها إثر فقدان أحد أفراد العائلة بسبب سرطان الثدي أيضا قبل سنوات، ولكن لا تعلم سبب تخلي أصدقائها عنها، إذ لم تتلق أي رد على رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية: «لقد كان درسًا مريرًا ومؤلمًا تعلمته خلال فترة حساسة جدا في حياتي، وهو عدم انتظار الدعم من أحد، والاعتماد على ذاتي».
ويتطلب التغلب على أمراض السرطان، بجانب الأدوية، الحصول على الدعم النفسي والمعنوي من الأصدقاء والأقارب والعائلة، بالإضافة إلى فريق طبي شامل من أطباء الأورام، وذلك لمواجهة التأثيرات النفسية الناجمة عن هذا المرض.
واقعة مشابهة لحالة آشليحالة «ليفينسون» مشابهة لحالات أخرى تعرضت لنفس المعاناة، بحسب ما جاء في دراسة استقصائية أجريت على مرضى السرطان ونشرت في «ديلي ميل»، أن هناك 65% من مرضى السرطان كشفوا عن ابتعاد أصدقائهم وأقاربهم عنهم بمجرد معرفتهم بالمرض.
كارين سيلبي، إحدى الممرضات في مركز علاج الأورام المتوسطة بأورلاندو التابعة لولاية فلوريدا الأمريكية، قالت إنها كانت تعتني بمريض سرطان أخبرها بتوقف جميع أصدقائه عن التواصل معه تمامًا بعد معرفتهم بمرضه، باستثناء صديق واحد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إصابة بالسرطان سرطان سيدة تعاني من مرض دعم
إقرأ أيضاً:
نهم السؤال وظمأ الذات
عائض الأحمد
لا يطرح السؤال ليُجاب عليه… بل ليقترب من نفسه أكثر.
هو لا ينتظر تفسيرًا، بقدر ما يُريد أن يفهم لِمَ يشعر به ويلمسه.
فكل سؤال عنده ليس مفصلًا للحياة، بل مرآة لحالة داخلية يعجز عن تسميتها، تستفزه وتُلقي بظلالها حينًا، وتحرقه الشمس منكَبًّا على إجابةٍ يبحث عنها في داخله.
قد يبدو نهمًا… لكنه لا يلتهم الأجوبة، بل يختبرها، يُمزّقها، يشكّك فيها، ثم يمضي عنها.
كأن الإجابة نفسها لا تكفي، لأنها تُغلق الباب، بينما هو لا يريد نهاية.
يريد نوافذ تُشرَع على المجهول.
"نعم" أو "لا" لم تكن هدفًا، بل مضيعة وتفرقة لتراكم أحداثٍ جعلته يقف على قدميه دهرًا.
هو ذلك الذي يأكل اليابس من الفكر، لا يكتفي بالسائد، لا يرضى بالتلقين.
يقرأ ما لا يُقرأ، ويستخرج من الجمود احتمالات.
لكنه أيضًا يدوس حتى على الأخضر، على الجميل أحيانًا، إن كان مزيّفًا، أو يبعث على النوم بدل اليقظة.
لا يُقدّس العواطف، إن كانت تُخدّر العقل،
ولا يُعلي من العقل، إن كان يُنكر الروح.
غباؤها الشعوري كسر قواعد ذواتنا، وجعل منّا دُمى تتحرك بلا هدى…
يعلو الصمت، ويضجّ به محيطنا، دون أن نهمس.
لا يُشبه أحدًا، ولا يستعير من غيره شيئًا…
تمضي به الأيام، ثم يعود إلى ذاته، فيسرد تلك السرديّة التي طالما دار حولها، وجمع فيها كلّ تناقضاته، كما يزعمون.
وكأنه لا يهفو لشيء سواها، يرددها كلما غابت، أو كلما غاب عنها.
قد يشيب العقل من هول التجارب،
وقد يظل ساذجًا رغم مرور السنوات،
لكن العاشق… يبقى مراهقًا في حبّه مهما كبر.
روحه تهرم وتتعب من الخيبات،
حتى وإن كان الجسد في العشرينات.
منهك؟ نعم.
تائه؟ ربّما.
لكنه تائهٌ بوعي، يُفتّش عن ذاته في كل سؤالٍ لا يجد عليه جوابًا.
في عيون الناس، يبدو أنه يضيّع وقته…
لكنهم لا يعلمون أن في كل سؤالٍ يطرحه، هناك شظية من ماضيه، أو ظلّ من حلمه، أو نداءٌ قديم من أعماقه.
هو لا يسأل ليُقنع، بل ليسأل فقط…
لأن السؤال عنده طقس بقاء، مقاومة، واحتفاظ بجمر الروح حين يبرد كل شيء.
في الصيف قد تجده يُشعل نارًا،
وفي شتائه، لا يحرقه البرد، بل يمرّ على جسده كما تمر الأسئلة… بلا جواب، وبلا أثر.
لها: ليس المهم أن تجد الجواب، بل أن تُحسن طرح السؤال الذي يُبقيك حيًا… فربما يومًا، يكون السؤال ذاته… هو الجواب.
شيء من ذاته: لم يعد للوقت معنى في غيابه، تساوى الليل بالنهار، والابتسامة تأثرت بالدمعة، ترقبًا وأملًا.
نقد: اذهبي أينما شئتِ… فأنا أملك الرّسن بيد، وبالأخرى العِنان.
رابط مختصر