لأول مرة.. اكتشاف 15 عملة ذهبية تعود للعصر الحديدي في ويلز
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عَثَر مجموعة من مكتشفي المعادن على عملات ذهبيّة يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام في ويلز، ما يجعلها أوّل كنز من العصر الحديدي يُكتشف في البلاد.
تُعرف العملات الخمس عشرة باسم "ستاتيرس" (staters)، وعُثِر عليها في جزيرة "أنغليسي" الويلزيّة قبالة السّاحل الشّمالي الغربي من البر الرّئيسي للبلاد.
وتم سك العملات المعدنيّة ما بين 60 و20 قبل الميلاد، وتعود ملكيتها لقبيلة "كوريلتافي" القاطنة آنذاك في المنطقة الجغرافيّة التي أصبحت الآن شرق ميدلاندز في إنجلترا، بحسب ما أفاد بيان صحفي من متحف ويلز الوطني.
اكتشف المعادن الثمينة ثلاثة من مكتشفي المعادن في إحدى الحقول بين يوليو/تموز من عام 2021 ومارس/آذار من عام 2022.
ووجد لويد روبرتس، الذي أصبح مكتشف معادن منذ أكثر من 14 عامًا، العملة الأولى.
ولفت روبرتس في البيان إلى أنّ "العثور على القطعة الذهبيّة كان في قمّة قائمة الأمنيات خاصتي"، ومن ثم أضاف: "كان من الممكن أن تُسعدني هذه العملة المعدنية وحدها، لكني عثرت على عملة أخرى".
وأوضح روبرتس إنّ صديقه، بيتر كوكتون، وجد العملات الثلاث التالية، ومن ثم اتصل الثنائي بنظام الآثار المحمولة (Portable Antiquities Scheme)، وهي منظّمة تسجل اكتشافات تاريخيّة وأثريّة كهذه.
ووجد تيم واتسون، الذي قال إنّه بدأ بالاهتمام بالكشف عن المعادن بعد تشجيع والده له خلال عمليات الإغلاق جراء جائحة "كوفيد-19"، العملة السادسة.
وبحسب واتسون، دفعه حماسه إلى ترقية جهاز كشف المعادن الخاص به، والعثور على العملات التسعة المتبقية في الأسابيع التالية.
"مشهد أثري غني"اشتُقّ التصميم المتقن للعملات الذهبيّة من تصاميم فيليب الثاني الذي حكم مملكة مقدونيا القديمة من 359 إلى 336 قبل الميلاد.
وفقًا للبيان، يرجّح عدم استخدام العملات المعدنيّة في المعاملات اليوميّة، باستثناء بعض عمليات الشراء ذات القيمة العالية.
وعوض ذلك، يُعتقد أنّ العملات استُخدمت كهدايا بين النخبة لتأمين التحالفات، أو إظهار الولاء.
ويُرجّح أيضًا استخدام قبيلة كوريلتافي للعملات لتشكيل جزء من تبادل النحاس، إذ أنّها تمتّعت بمصادر لها في أجزاء مختلفة من الجزيرة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المملكة المتحدة آثار إنجلترا اكتشافات ذهب
إقرأ أيضاً:
ندوة علمية تسائل دور النخبة المغربية في زمن التحولات الرقمية
في سياق تحولات رقمية عميقة ومستجدات اجتماعية معقدة، نظمت مؤسسة الفقيه التطواني مساء الثلاثاء ندوة علمية بعنوان: « النخبة المغربية في زمن التغيير: من صناعة القرار إلى أزمة التأثير ». وقد شكل اللقاء محطة لنقاش أزمة النخب في المغرب من زوايا سياسية وثقافية وسوسيولوجية، بمشاركة أكاديميين وخبراء بارزين.
أزمة بنيوية وتأثير محدود
أجمع المتدخلون على أن النخبة المغربية تعيش ما وصفوه بـ »الأزمة البنيوية »، الناتجة عن تراجع التأثير، وضعف التأطير، وغياب الرؤية الفكرية الواضحة. ففي مداخلتها، اعتبرت جميلة السيوري، الحقوقية البارزة، أن المغرب عرف تطورًا مهمًا منذ إرساء هيئة الإنصاف والمصالحة، إلا أن المجتمع المدني لا يزال يشتغل تحت المراقبة وضمن هوامش ضيقة. وأضافت أن العديد من المنظمات المدنية أصبحت تتفادى الصدام مع الدولة، في وقت يتسم فيه السياق الاجتماعي بتعدد الهويات والانقسامات، وانحسار التأطير النخبوي الجاد.
الرقميات قضت على الرأي العام
من جهته، عبر سعيد بنكراد، أستاذ السيميائيات بجامعة محمد الخامس، عن تشاؤمه حيال ما أسماه « الرقميات الجديدة » التي تعيد تشكيل الفضاء الثقافي. وقال إن هذه التحولات أدت إلى تآكل مفهوم الرأي العام لصالح الرأي الخاص، والذي يغلب عليه الطابع الانطباعي واللاشعوري، بدل أن يستند إلى المعرفة والعلم، ما يجعل منه تهديدًا للمعرفة نفسها.
وسجل بنكراد تلاشي مفاهيم أساسية في الخطاب الثقافي مثل « الصراع الطبقي » و »الحداثة » و »النضال »، مقابل بروز مفاهيم سطحية كـ »المؤثر الرقمي »، الذي تساءل عن طبيعة تأثيره ومجاله، في ظل مجتمع « سائل » لا شيء فيه ثابت، حسب تعبيره.
عقم تنظيري وصعود الشعبوية
أما محمد شقير، أستاذ العلوم السياسية، فقد انتقد ما وصفه بـ »العقم التنظيري » الذي أصاب النخب الحزبية الجديدة، مقارنة بأسلافهم ممن راكموا فكراً سياسياً وتأطيراً معرفياً. واعتبر أن غياب هذه الدينامية الفكرية ساهم في فتح الباب أمام الشعبوية، مشيرًا إلى بروز نخب حزبية تعتمد على الأعيان والمال الانتخابي، بدل البرامج والأفكار، ما أثر على جودة صناعة المواطن.
مسارات إنتاج النخب
في مقاربة سوسيولوجية، تناول عبد الرحيم العطري، أستاذ علم الاجتماع، آليات إنتاج النخبة في المغرب، حيث صنفها إلى نخب وراثية، وأخرى استحقاقية، وفئة هجينة تمزج بين الوراثة والاستحقاق. واعتبر العطري أن السياق المجتمعي الحالي يتسم بالالتباس، واللامعنى، وتضخم الرقمي، ما يجعل النخبة تواجه أزمة وجودية حادة.
أما أحمد عصيد، المفكر والناشط الحقوقي، فقد شدد على أن معيار النخبة المثقفة هو العلم والمعرفة، وليس المال والجاه. وأكد أن النخبة المثقفة هي نتاج للدولة الحديثة والتعليم العصري، ولها وظيفة تحليلية واستشرافية، تقوم على النزعة النقدية والاهتمام بحقوق الإنسان.
وأشار عصيد إلى وجود فجوة بنيوية بين الدولة والمثقفين، مردها تردد الدولة في تبني الحداثة، واحتكارها للسلطة والثروة. كما اعتبر أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي شكل تحديًا كبيرًا أمام النخبة، بسبب انتشار خطاب الكراهية والعنف، ما يدفع كثيرًا من المثقفين إلى الإحباط.
وقد خلص المشاركون إلى أن النخبة المغربية تواجه امتحانًا في سياق يتغير بسرعة، ويستلزم إعادة تعريف دور المثقف والفاعل السياسي، في ظل بيئة رقمية تفرض أدوات جديدة للتأثير والمشاركة.
كلمات دلالية النخب في المغرب مؤسسة الفقيه التطواني ندوة علمية