ذكرى استشهاد عز الدين القسام شيخ المجاهدين.. كيف كان يختار رجاله المقاومين
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
على مر التاريخ، يسطر الأبطال أسماءهم بحروف من نور، ليصبحوا رموزًا خالدة للمقاومة والنضال. ومن بين هؤلاء الأبطال يبرز اسم الشيخ المجاهد عز الدين القسام، الرجل الذي ترك بصمته العميقة في مقاومة الاحتلال بكل أشكاله، بداية من نضاله ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا، ثم دعمه للثورة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي، وصولاً إلى تكوين “العصبة القسامية” في فلسطين لمواجهة الاحتلال البريطاني والغزو الصهيوني.
ولد محمد عز الدين القسام عام 1882 في بلدة جبلة جنوب اللاذقية بسوريا، لعائلة متدينة اشتهرت بالعلم والصلاح. حفظ القرآن الكريم في صغره، ثم شد الرحال إلى القاهرة عام 1896 لطلب العلم بالأزهر الشريف، حيث تأثر بعلماء وشيوخ مثل الشيخ محمد عبده. كانت تلك الفترة شاهدة على غليان النضال ضد الاحتلال البريطاني في مصر، مما أسهم في تشكيل وعي القسام الوطني والثوري.
عاد القسام إلى سوريا، وعمل إمامًا لمسجد المنصوري في جبلة، حيث قاد أول مظاهرة في حياته دعمًا للمقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي. لم تتوقف مسيرته عند هذا الحد، بل شارك في ثورة جبل صهيون ضد الاحتلال الفرنسي عام 1919-1920، التي انتهت بفشلها وإصدار حكم غيابي بالإعدام عليه.
هرب القسام إلى فلسطين واستقر في حيفا، حيث بدأ مرحلة جديدة من النضال، هذه المرة من خلال الدعوة الإسلامية ونشر الوعي بين الأهالي. سرعان ما اكتسب شهرة واسعة بدعوته إلى الجهاد المسلح ضد الاحتلال البريطاني. كوَّن القسام خلايا سرية، أسماها “العصبة القسامية”، وكان شعارها “هذا جهاد… نصر أو استشهاد”.
تميزت العصبة القسامية بسرية عملها وانتقاء أفرادها بدقة. يقول الشيخ نمر السعدي، أحد أتباع القسام، إن العضوية كانت تتطلب فترة من المراقبة والتجربة، غالبًا عبر القيام بعمل فدائي. هذه المبادئ جعلت العصبة القسامية نواة لحركة مقاومة منظمة ومؤثرة.
ثورة البراق ونقطة التحولفي عام 1929، كانت ثورة البراق نقطة فارقة في حياة القسام، حيث التف حوله العديد من المقاومين، وعمل على جمع التبرعات وشراء الأسلحة تمهيدًا لإطلاق ثورته المسلحة. انضم القسام إلى حزب الاستقلال عام 1932، واستمر في نشر دعوته في قرى فلسطين، محرضًا الأهالي على مقاومة الاحتلال البريطاني والغزو الصهيوني.
المعركة الأخيرة واستشهاد القسام
في نوفمبر 1935، اكتشفت القوات البريطانية أمر القسام ومجموعته، وحاصرتهم في قرية الشيخ زايد. على الرغم من قلة عددهم وعتادهم، رفض القسام ورفاقه الاستسلام ودارت معركة غير متكافئة انتهت باستشهاده يوم 20 نوفمبر 1935.
كان لاستشهاد القسام أثر كبير في نفوس الفلسطينيين، حيث أشعل وفاته شرارة ثورة فلسطين الكبرى عام 1936. أصبح اسمه رمزًا للمقاومة والنضال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عز الدين القسام شيخ المجاهدين مقاومة الاحتلال الشيخ محمد عبده الغزو الصهيوني حركة مقاومة الاحتلال البریطانی عز الدین القسام ضد الاحتلال
إقرأ أيضاً:
إصابة جنديين إسرائيليين بجروح خطيرة في اشتباكات مع المقاومة شمال غزة
أعلن جيش الاحتلال، الجمعة، إصابة جنديين بجروح خطيرة إثر اشتباكات مع المقاومة وقعت شمال قطاع غزة.
وقال في منشور على منصة "إكس": "أصيب جنديان من سلاح الهندسة من الكتيبة 601، بجروح خطيرة في وقت سابق من اليوم، خلال اشتباكات شمال قطاع غزة".
وبحسب معطيات جيش الاحتلال، يرتفع بذلك عدد الجنود الجرحى منذ بداية حرب الإبادة ضد قطاع غزة إلى 5951 بينهم 2710 خلال المعارك البرية في القطاع، والتي بدأت في وقت لاحق من العام ذاته.
وتأتي اشتباكات اليوم ضمن سلسلة مواجهات مباشرة بين جيش الاحتلال والفصائل الفلسطينية في القطاع، إثر استئناف دولة الاحتلال منذ 18 آذار/ مارس الماضي، جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين فلسطينيين.
من جهتها، أصدرت كتائب القسام بلاغا عسكريا قالت فيه، إن مقاتليها أكد مجاهدو القسام تدمير آلية حفر عسكرية "باقر" بعبوة أرضية شديدة الانفجار مما أدى لمقتل سائق الآلية في منطقة تل الزعتر شرق مخيم جباليا شمال القطاع بتاريخ الـ 29 من الشهر الماضي.
كما أبلغت سرايا القدس عن تفجير مقاتليها فجرنا عصر الخميس حقل ألغام بقوة هندسية تابعة للاحتلال الصهيوني شرق مدينة خانيونس، مؤكدة أنها أخرت الإعلان عن المهمة إلى حين عودة جميع عناصرها لقواعدهم بسلام.