الحضور الإسفيري ومواجهة التحديات الإعلامية والسياسية
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
في عصر يتسم بسيطرة الممارسات الحقيرة ضد الحق والقيم النبيلة، يتزايد التحدي أمام الأفراد الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن الحقائق، ومواجهة التوجهات السطحية التي أصبحت سمة بارزة للخطاب السياسي والإعلامي في الميديا الحديثة. هذا الواقع يدفعني إلى الحضور بقوة على منصات التواصل الاجتماعي، ليس فقط كمراقب، بل كفاعل يسعى لهزيمة تفاهة الطروحات السياسية والإعلامية التي تهيمن على المشهد.
منصات التواصل الاجتماعي اليوم ليست مجرد أدوات للتسلية أو التعبير العابر؛ بل أصبحت ميدانًا مفتوحًا لمعركة الأفكار والقيم. في ظل هذه الممارسات المنفلتة، حيث يتماهى التزييف مع الواقع، أجد نفسي أمام واجب أخلاقي يتمثل في الوقوف بصلابة لمواجهة محاولات التجهيل الممنهج الذي ينهض بقوة على أكتاف إعلام لا يُراعي المهنية، ويفضل الدعاية السطحية على الحقائق المعمقة.
هزيمة التفاهة أنه تحدٍ جماعي وليس فرديًا , رغم أنني أؤمن بدور الفرد، إلا أنني أدرك جيدًا أن مواجهة هذا الواقع تتطلب حراكًا جماعيًا. وهنا تأتي الحاجة إلى تفعيل دور الصامتين الذين يمثلون غالبية المستخدمين على هذه المنصات. هؤلاء الصامتون، الذين يحملون وعيًا ولكنه محاصر بصخب السجالات الفارغة، يمكنهم أن يكونوا قوة هائلة لإحداث التغيير. من خلال مشاركتهم، يمكن كسر هيمنة الأطروحات الأحادية التي تنشرها جهات أصولية تسعى لاحتكار الإعلام الرقمي وتوجيهه لخدمة أهدافها السياسية الضيقة.
مقارعة التجهيل في الميديا المنفلتة
التجهيل الذي تشهده الساحة الإعلامية ليس عفويًا، بل هو نتاج منظومة تعمل بخبث لاستغلال الميديا المنفلتة في صناعة وعي زائف. مهمتي هنا ليست فقط كشف هذا التجهيل، بل تقديم خطاب بديل يرتكز على المصداقية، والتحليل العميق، وإعلاء القيم الإنسانية المشتركة.
دور الإعلام الرقمي المسؤول
الطموح الذي أسعى لتحقيقه يتجاوز مجرد الرد أو النقد إلى بناء منصات رقمية مسؤولة. منصات تُعطي الأولوية للمحتوى النزيه، وتفسح المجال للأصوات المتنوعة، بعيدًا عن الاستقطاب الحاد. كما أنني أرى في التكنولوجيا أداة يمكن تسخيرها بذكاء لخلق حوارات بنّاءة تُسهم في ترسيخ الوعي العام وإعادة بناء الثقة في الإعلام كوسيلة للتنوير لا التعتيم.
رؤية مستقبلية
في ظل التحولات التي يشهدها العالم الرقمي، يظل الحضور الإسفيري مسؤولية ملحة؛ لكن هذا الحضور يجب أن يكون واعيًا، منظمًا، ومبنيًا على رؤية تتجاوز اللحظة الراهنة لتضع أسسًا لمستقبل إعلامي أكثر إنصافًا ومهنية. معًا، يمكننا تحويل هذه المنصات إلى أدوات للتغيير الإيجابي، وإعادة الاعتبار للقيم النبيلة التي يجب أن تقود المجتمعات نحو مستقبل أفضل.
إنها معركة تستحق أن تُخاض. ليس فقط من أجل الحاضر، بل من أجل الأجيال القادمة التي ستعيش في عالم تُشكّل فيه الحقائق والقيم النبيلة أساسًا للعيش المشترك.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المومني: الأردن عصي على الفتنة الإعلامية ويرفض خطاب الكراهية
صراحة نيوز ـ أكد وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، أن الأردن سيظل عصياً على محاولات إثارة الفتنة الإعلامية، مشيرا إلى أن بعض وسائل الإعلام تُستخدم كأدوات سياسية لزعزعة استقرار الأردن، مستغلة الحريات كغطاء لتحقيق أهدافها.
ودعا المومني خلال جلسة حوارية نظمتها مؤسسة شابات لتمكين المرأة سياسياً بعنوان “تعزيز وعي الرأي العام في مواجهة الإشاعة وخطاب الكراهية”، الإعلام إلى تبني قيم الوعي والصدق والمسؤولية في نشر المعلومات واتخاذ المواقف، مؤكداً أن الأردن يرفض الإشاعة وخطاب الكراهية، ويتمسك بمجتمع مبني على التسامح والتآخي. وأوضح أن الإشاعة ليست مجرد معلومة مضللة، بل قد تكون أداة لهدم الثقة بين المواطن والدولة.
وأضاف المومني أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، يتبنى خطاباً يقوم على الاعتدال والعقلانية والانفتاح واحترام التعددية، مشدداً على أن حرية التعبير مسؤولية أخلاقية ووطنية، وليست وسيلة لنشر الفتنة أو الكراهية. وختم بالتأكيد على أن وعي المواطن وإيمانه بوطنه يشكلان الرصيد الحقيقي للدولة، وأن الأردن سيبقى حصناً منيعاً في وجه أي تهديد لنسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية