بوابة الوفد:
2025-10-14@08:02:44 GMT

العيش والملح!

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

«العيش» هو العنصر الأساسى فى غذاء المصريين، وربما كانوا وحدهم دوناً عن شعوب الأرض الذى يقسمون به، والسعى نحو الرزق يسمونه «أكل عيش»، ويرى علماء المصريات أن «الساندويتش» عادة فرعونية، حيث اعتاد المصرى القديم على وضع الطعام بين شطيرتى الخبز وانتقلت هذه الثقافة إلى العالم.

المصريون هم الشعب الوحيد فى العالم الذى يستخدم لفظ «العيش» للدلالة على الخبز، فى إشارة واضحة للحياة كما كان لقدماء المصريين ملك عرف باسم «عنخ» أى حياة.

فى عام 2005 اكتشفت بعثة أثرية أقدم مخبز وجدت داخله أوانى وأدوات كانت تستخدم فى إعداد العجين، وكان ينتج نوعاً من الخبز يسمى «الخبز الشمسى»، الذى ما زال يستخدم حتى الآن فى بعض قرى صعيد مصر.

وعرف الخبز فى الدولة القديمة بعلامة هيروغليفية تمثل نصف رغيف دائرى لشكل يشبه العيش البلدى فى شكله الحالى، وقد عرف المصرى القديم أربعة عشر نوعاً من الخبز، وما زال بعضها منتشراً فى القرى مثل «البتاو» و«العيش الشمسى»، وكان القائمون على بناة الأهرام يقومون بإعداد الخبز وتوزيعه على العمل مع الثوم والبصل.

الأهمية الكبيرة للخبز، جعلت المصرى القديم يكتب على المعابد كلمة «عيش»، اعتبرت من القرابين والنقوش الكثيرة التى تركها المصرى القديم على جدران المعابد والمقابر، مما يجعلنا ندرك مدى الأهمية الكبيرة للخبز، أو العيش، كما يطلق عليه العامة فى مصر اليوم، وأصبح على قمة الطعام اليومى لقدماء المصريين، ويقدم على قمة الطعام اليومى لقدماء المصريين، ويوضع على قوائم الطعام التى يأخذها الموتى معهم، والقرابين التى تقدم للآلهة فى المعابد.

وتحت شعار «العيش والملح» كتب الشاعر الكبير صلاح جاهين قائلا: «العيش والملح مش لقمة بناكلها سوا، ولا فسحة نخرجها مع بعض ولا ضحكة على مزحة ولا كلمة بحبك.. العيش والملح موقف وشدة واحتياج ولحظة ضعف ودموع واحتواء، العيش والملح تقدير وسماح وتقبل القضية وردة الفعل، العيش والملح أنك تصون وتفتكر الحلو قبل الوحش، والمر، العيش والملح إننا نستحمل بعض ونتعشم فى بعض بالحب مش بالغصب».

فى السابق ولندرة العيش وقلة الملح كان العيش والملح لهما الأثر العظيم والرمز الأمثل والوحيد فى تثبيت العهود والإخلاص والمعاهدة، وكان من لديه عيش ويقاسمك إياه مع مسحوق الملح، يكون كمن شاركك حياته كلها بأعز ما يملك، وما زال يتردد صدى هاتين الكلمتين فى المجتمع المصرى على اعتبارهما رمز الوفاء بالعهود والإخلاص.

ربنا يديم العيش والملح بين كل المصريين ويبعد عنهم الشامتين ومروجى الشائعات من أهل الشر ويوحد كلمة الأمة ويمدهم برغد من العيش والسلام.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن العيش والملح محمود غلاب العيش يقسمون به المصري القديم ة للحياة المصرى القدیم العیش والملح

إقرأ أيضاً:

عام الإنجازات الرياضية

يشهد عام 2025 تظاهرة رياضية استثنائية لمصر، حيث تتألق البلاد على الساحتين الكروية والمائية، مؤكدة مكانتها ودورها الريادى فى المشهد الرياضى العالمى.
بعد سنوات من الترقب والمنافسات الشرسة، حسم منتخب مصر لكرة القدم بطاقة تأهله إلى كأس العالم FIFA 2026، ليشارك الفراعنة فى هذا المحفل الكروى الكبير للمرة الرابعة فى تاريخهم.
جاء تأهل المنتخب المصرى إلى مونديال 2026، المقرر إقامته فى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعد فوزه المستحق على منتخب جيبوتى بثلاثية نظيفة ضمن التصفيات الأفريقية، هذا الإنجاز، الذى قاده النجم محمد صلاح، لم يكن مجرد فوز فى مباراة، بل هو تتويج لمسيرة حافلة بالجهد والعمل الجاد، وتأكيد أن الرياضة المصرية تسير بخطى ثابتة نحو العالمية.
التأهل هو مصدر فخر وطنى، ويعكس القدرة على المنافسة وتحقيق الأهداف الكبرى فى أكثر الألعاب شعبية على مستوى العالم. كما أنه يضع كرة القدم المصرية تحت الأضواء العالمية مجددًا، ما يمثل فرصة للجيل الحالى من اللاعبين لكتابة تاريخ جديد للكرة المصرية.
الحلم المصرى أن المشاركة لم تكن مشرفه فقط بل الوصول إلى المربع الذهبى وتحقيق إنجاز عربى فى كأس العالم يضاهى بل يتفوق على الانجاز المغربى فى النسخة السابقة.
فى التوقيت ذاته الذى تحتفل فيه الجماهير بتأهل «الفراعنة» للمونديال، أكدت مصر ريادتها فى الرياضات المائية عبر استضافة بطولة العالم للسباحة بالزعانف، وقد أسند الاتحاد الدولى للغوص مهمة تنظيم هذه البطولة الكبرى للاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ، ما يعكس الثقة الدولية فى قدرة مصر التنظيمية واللوجستية.
شهدت البطولة استقطاب نخبة من السباحين العالميين، خاصة أن مصر أثبتت بالفعل تفوقها فى هذه الرياضة مؤخرًا، محققة نتائج ممتازة فى بطولات عالمية سابقة ومما لا شك فيه أن استضافة مثل هذه الفعالية لا تقتصر أهميتها على الجانب الرياضى فقط، بل هى أيضًا دفعة قوية للسياحة الرياضية، حيث تُبرز جمال المدن الساحلية المصرية وإمكاناتها كوجهة عالمية للفعاليات الرياضية المائية.
الربط بين هذين الحدثين فى عام واحد يجسد أن الحراك الرياضى المصرى لم يعد يقتصر على لعبة واحدة، فبين تألق نجوم كرة القدم على المستطيل الأخضر ونجاح أبطال الزعانف فى المياه، تظهر مصر كدولة قادرة على تحقيق إنجازات رياضية متوازنة.
إن التأهل لكأس العالم والاستضافة لبطولة عالمية فى رياضة أخرى هما وجهان لعملة واحدة؛ كلاهما يعزز صورة مصر كمركز إقليمى ودولى للرياضة، ويدعم جهود الدولة فى تطوير البنية التحتية الرياضية والاهتمام بالكوادر الوطنية.
عزيزى القارئ إنها رسالة واضحة بأن العمل الجاد والمثابرة هما مفتاح النجاح، سواء فى تحقيق حلم المونديال الكروى أو فى رفع علم مصر عاليًا فى بطولات رياضات النخبة.

مقالات مشابهة

  • أبرز أسباب رائحة الفم الكريهة
  • مصر الصامدة
  • عام الإنجازات الرياضية
  • هل العزومات في الأفراح وردت عن النبي؟.. الإفتاء: إطعام الطعام سُنة مؤكدة
  • على دروب الصخر والملح.. جيجل جوهرة جزائرية بين الجبل والبحر
  • غزل أبو ريان.. طفلة غزية تناشد العالم لتأمين العيش والعودة إلى المدرسة
  • من اللوز إلى الكاجو: أفضل وقت لتناول هذه المكسرات السبعة
  • 4 أخطاء خاطئة في مطبخك قد تصيبك بالتسمم الغذائي
  • حكم تمني العيش البسيط من أجل محبة الله ورسوله.. عالم أزهري
  • شهيد لقمة العيش.. وفاة سائق أثناء عودته من جولة ميدانية بالإسماعيلية